نقلت صحيفة "الحياة" عن مصادر وزارية ونيابية مواكبة لتحضيرات إتمام زيارة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى سوريا أنَّ "الأخير نشط في الآونة الأخيرة على خطين: الأول تأكيد تماسك قاعدته الشعبية من خلال تيار "المستقبل" وكتلته النيابية ودعمهما لقراره فتح صفحة جديدة مع دمشق، والثاني لجهة مراجعة الإتفاقات المعقودة بين البلدين وصولاً إلى تفعيلها على قاعدة تنقيتها من الشوائب لمصلحة البلدين والشعبين".

وأوضحت المصادر نفسها وفق "الحياة" أنَّ "لقاء الحريري الأخير مع أعضاء كتلته النيابية في حضور الرئيس فؤاد السنيورة، أسقط آخر ما تبقى من حملات التشكيك التي يلجأ اليها الفريق المتضرر للتقليل من أهمية الزيارة"، مؤكدةً أنَّ "اللقاء إتسم بصراحة متناهية وتبادل للرأي في كل شاردة وواردة متصلة بالزيارة والأجواء المحيطة بها، بما فيها كيفية التعاطي مع ماضي العلاقة بين سوريا وتيار المستقبل".

هذا، ونقلت هذه المصادر عن الحريري قوله إنه "عازم على زيارة دمشق في نيسان من دون أن يعلن موعدها، وإنه صادق في قراره فتح صفحة جديدة لمصلحة تطوير العلاقة بين البلدين وتعزيزها لمصلحة الشعبين، وإن لا عودة عن قراره مهما كلف الأمر"، لافتاً إلى "ضرورة الإفادة من الأجواء الإيجابية المترتبة على تحقيق المصالحات العربية - العربية بإعتبار أن لبنان جزء منها ولا يستطيع إلا أن يتفاعل معها بإيجابية"، وأضافت أنَّ "الحريري كرر قوله أمام كتلته النيابية إنَّ زيارته التاريخية الأولى للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، هي تعبير عن رغبته في فتح صفحة جديدة، وإنه ليس من الذين يفتحون ربع صفحة أو نصفها، فإمَّا أن تكون كاملة وإمَّا لا تكون".

وفي السياق نفسه، أكد الحريري وفق المصادر أنَّ "هذا يستدعي التصرف على أساس توفير كل الدعم للزيارة، لا سيما أنَّ البعض لا يريدها ويحاول أن يضع نفسه في خانة المتضررين"، وقال: "على الرغم من أنني لم أذهب إلى دمشق للاستقواء بها أو لإلغاء هذا الفريق أو ذاك ...".

وتوقف الحريري، بحسب المصادر، أمام ما يقال من حين إلى آخر عن عدم وجود تناغم بين النواب أعضاء الكتلة في شأن الزيارة وقال: "أرغب في التحدث اليكم بصراحة، ومن دون مواربة، أنَّ بعض المواقف التي تصدر عنكم توحي للبعض وكأننا على اختلاف في شأن الإنفتاح على دمشق ما يدفع هذا البعض إلى القول إنَّ سعد الحريري لا يمون على أعضاء كتلته ويطلب منهم الإنسجام في الموقف معه، وبالتالي التحدث بلغة واحدة عن الزيارة، أو إنه متفق معهم على توزيع الأدوار"، معتبراً أنَّ "مثل هذا الكلام الذي يشاع من حين إلى آخر مرفوض، وإلا سيندفع أصحابه إلى القول إنَّ هناك مشكلة في تيار "المستقبل" وهذا غير صحيح". ولدى سؤال بعض النواب الحريري عن جوابهم في حال سئلوا عن رأيهم في المرحلة السابقة، أكدَّ كما تقول المصادر أنه "آن الأوان للحديث عن مستقبل العلاقات اللبنانية - السورية وما هو مرجو منها بدلاً من فتح دفاتر الماضي".

وفي شأن المحكمة الدولية، جدد الحريري القول إنَّ "ارتضينا بتشكيل المحكمة الدولية وبالتالي نلتزم بكل ما يصدر عنها في شأن جلاء الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري".

أمَّا عن علاقة الحريري برئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، فقد أكد الحريري كما نقلت المصادر ودائماً وفق "الحياة" تحالفه الثابت مع جنبلاط، إذ قال: "لكل منا طريقته في التعبير عن آرائه أو في تقديم موقفه، ولست أنا في وارد أن أملي عليه طريقتي أو هو يملي عليّ أسلوبه، فجنبلاط يرى أن لديه مصلحة في توجهاته الجديدة، لكن الإختلاف في طريقة التعبير لن يزعزع قراري التحالف معه، على الرغم من أنَّه خرج من قوى "14 آذار" وأنا على موقفي من حلفائي"

  • فريق ماسة
  • 2010-03-26
  • 9633
  • من الأرشيف

الحريري جدي بفتح صفحة جديدة مع سوريا ويدعو نوابه إلى التركيز على مستقبل

نقلت صحيفة "الحياة" عن مصادر وزارية ونيابية مواكبة لتحضيرات إتمام زيارة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى سوريا أنَّ "الأخير نشط في الآونة الأخيرة على خطين: الأول تأكيد تماسك قاعدته الشعبية من خلال تيار "المستقبل" وكتلته النيابية ودعمهما لقراره فتح صفحة جديدة مع دمشق، والثاني لجهة مراجعة الإتفاقات المعقودة بين البلدين وصولاً إلى تفعيلها على قاعدة تنقيتها من الشوائب لمصلحة البلدين والشعبين". وأوضحت المصادر نفسها وفق "الحياة" أنَّ "لقاء الحريري الأخير مع أعضاء كتلته النيابية في حضور الرئيس فؤاد السنيورة، أسقط آخر ما تبقى من حملات التشكيك التي يلجأ اليها الفريق المتضرر للتقليل من أهمية الزيارة"، مؤكدةً أنَّ "اللقاء إتسم بصراحة متناهية وتبادل للرأي في كل شاردة وواردة متصلة بالزيارة والأجواء المحيطة بها، بما فيها كيفية التعاطي مع ماضي العلاقة بين سوريا وتيار المستقبل". هذا، ونقلت هذه المصادر عن الحريري قوله إنه "عازم على زيارة دمشق في نيسان من دون أن يعلن موعدها، وإنه صادق في قراره فتح صفحة جديدة لمصلحة تطوير العلاقة بين البلدين وتعزيزها لمصلحة الشعبين، وإن لا عودة عن قراره مهما كلف الأمر"، لافتاً إلى "ضرورة الإفادة من الأجواء الإيجابية المترتبة على تحقيق المصالحات العربية - العربية بإعتبار أن لبنان جزء منها ولا يستطيع إلا أن يتفاعل معها بإيجابية"، وأضافت أنَّ "الحريري كرر قوله أمام كتلته النيابية إنَّ زيارته التاريخية الأولى للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، هي تعبير عن رغبته في فتح صفحة جديدة، وإنه ليس من الذين يفتحون ربع صفحة أو نصفها، فإمَّا أن تكون كاملة وإمَّا لا تكون". وفي السياق نفسه، أكد الحريري وفق المصادر أنَّ "هذا يستدعي التصرف على أساس توفير كل الدعم للزيارة، لا سيما أنَّ البعض لا يريدها ويحاول أن يضع نفسه في خانة المتضررين"، وقال: "على الرغم من أنني لم أذهب إلى دمشق للاستقواء بها أو لإلغاء هذا الفريق أو ذاك ...". وتوقف الحريري، بحسب المصادر، أمام ما يقال من حين إلى آخر عن عدم وجود تناغم بين النواب أعضاء الكتلة في شأن الزيارة وقال: "أرغب في التحدث اليكم بصراحة، ومن دون مواربة، أنَّ بعض المواقف التي تصدر عنكم توحي للبعض وكأننا على اختلاف في شأن الإنفتاح على دمشق ما يدفع هذا البعض إلى القول إنَّ سعد الحريري لا يمون على أعضاء كتلته ويطلب منهم الإنسجام في الموقف معه، وبالتالي التحدث بلغة واحدة عن الزيارة، أو إنه متفق معهم على توزيع الأدوار"، معتبراً أنَّ "مثل هذا الكلام الذي يشاع من حين إلى آخر مرفوض، وإلا سيندفع أصحابه إلى القول إنَّ هناك مشكلة في تيار "المستقبل" وهذا غير صحيح". ولدى سؤال بعض النواب الحريري عن جوابهم في حال سئلوا عن رأيهم في المرحلة السابقة، أكدَّ كما تقول المصادر أنه "آن الأوان للحديث عن مستقبل العلاقات اللبنانية - السورية وما هو مرجو منها بدلاً من فتح دفاتر الماضي". وفي شأن المحكمة الدولية، جدد الحريري القول إنَّ "ارتضينا بتشكيل المحكمة الدولية وبالتالي نلتزم بكل ما يصدر عنها في شأن جلاء الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري". أمَّا عن علاقة الحريري برئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، فقد أكد الحريري كما نقلت المصادر ودائماً وفق "الحياة" تحالفه الثابت مع جنبلاط، إذ قال: "لكل منا طريقته في التعبير عن آرائه أو في تقديم موقفه، ولست أنا في وارد أن أملي عليه طريقتي أو هو يملي عليّ أسلوبه، فجنبلاط يرى أن لديه مصلحة في توجهاته الجديدة، لكن الإختلاف في طريقة التعبير لن يزعزع قراري التحالف معه، على الرغم من أنَّه خرج من قوى "14 آذار" وأنا على موقفي من حلفائي"

المصدر : الحياة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة