رأى المحلل افرايم غانور، ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هو الشخص الأكثر أهمية وتأثيرا في الانتخابات الاسرائيلية، وهو من سيشكل الحكومة الاسرائيلية الجديدة. واضاف، أنه في الوقت الذي سيكون على الرئيس الاسرائيلي ريؤفين ريبلين، حسم موقفه لجهة تكليف نتنياهو او غانتس بتشكيل الحكومة، ستوضع على الطاولة، صفقة القرن، التي تتضمن حسب التسريبات، اقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وتجميع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية في ثلاثة تجمعات "غوش عتسيون، غوش معاليه أدوميم، وغوش ارئيل". وهي الصفقة التي لن توافق عليها الأحزاب اليمينية، في حين انها ستحظى بتأييد الدول العربية المعتدلة.

وتابع المحلل، ان ترامب الذي ينظر الى الصفقة باعتبارها مهمة من الدرجة الأولى، سيقاتل من اجل تطبيقها كاملة. فحين يكون ترامب مصمما على هدف محدد فإنه سيذهب حتى النهاية، وهذا ما أوضحه حين قرر نقل السفارة الأمريكية الى القدس، معتبرا ان ذلك يعد جزءا من خطته الشاملة لحل الصراع، وان اسرائيل ستضطر لدفع ما يترتب عليها للتوصل الى حل. وحين توضع الخطة على طاولة نتنياهو، في حال تكليفه بتشكيل الحكومة، فانه سيجد صعوبة لرفضها، رغم الألغام المزروعة داخلها. لأن قسم مهم من حلفائه في اليمين، وحتى داخل "الليكود" سيعارضون الخطة. وفي هذا الوضع سيتوجه نتنياهو صوب اليسار، والى اولئك الذين يشهر بهم حاليا، ولن يكون بإمكان هؤلاء رفض الصفقة، التي تتضمن جزءا من برنامجهم الانتخابي. وهنا بالذات سيتم شق الطريق امام اقامة حكومة وحدة وطنية تضم "الليكود وتحالف "ازرق- ابيض" و"العمل" وربما "ميرتس".

وختم المحلل قائلا: السؤال هو: كيف سيتعامل غانتس ولبيد ويعلون واشكنازي، وحتى غباي، ازاء العمل مع مرشح صدرت بحقه لوائح اتهام خطيرة..؟ يبدو ان السلام سيجبرهم جميعا لإبداء مرونة، لأن اسرائيل قبل الجميع. وبالنسبة لـ نتنياهو، فان اي خطوة تتيح البقاء تعتبر شرعية، حتى الجلوس في حكومة مع يساريين ضعفاء. لذلك، ينبغي عدم التعامل بجدية مع حملات التشهير، لأن ما يقال اليوم لن  يقال في 10 نيسان المقبل. كل شيء سيتبخر، ويأخذ ابعادا جديدة ومعانٍ مختلفة. وفي النهاية، سيتضح ان ترامب هو الشخص الأكثر اهمية في معركة الانتخابات الاسرائيلية.

 

من جهة أخرى قال السفير الأمريكي في اسرائيل، ديفد فريدمان، ان ادارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ترى ان هناك امكانية لمنح الفلسطينيين المزيد من الحكم الذاتي وحرية الحركة، طالما لا يؤثر ذلك على أمن اسرائيل، وشرط تخلي الفلسطيني عن التمسك بفكرة انه يمكن تقسيم القدس.

ونقلت القناة الثانية العبرية عن فريدمان قوله في تصريحات لصحيفة "واشنطن إكزامينر" اليمينية التي تصدر في واشنطن، التي عنونت اللقاء بعبارة "السفير التوراتي" ان نقل السفارة الأمريكية الى القدس لم يكن مجرد اعتراف يرمز الى ما هو صحيح بالنسبة لليهود منذ آلاف السنين، بل يمثل تحولا في رسالة وسياسة الولايات المتحدة في المنطقة، مشيرا الى انه ليس لدى الفلسطينيين حق "فيتو" في الصراع على تحديد مصير القدس. فالأمور ستمضي قدما بهم أو بدونهم.

وقال فريدمان، ان الولايات المتحدة لن تتجاهل الواقع، ولن تساير الأحلام الخيالية الفلسطينية لجهة امكانية فصل القدس عن إسرائيل أو عن "الشعب اليهودي". ووصف فريدمان فكرة ان القدس عاصمة لإسرائيل، بأنها حقيقة واقعة وليست نقطة للتفاوض، لكن حدودها قابلة للتفاوض، اضافة لمسألة إعطاء الفلسطينيين دورا ما في المدينة.

  • فريق ماسة
  • 2019-03-18
  • 11981
  • من الأرشيف

ترامب هو من سيشكل الحكومة الاسرائيلية القادمة

رأى المحلل افرايم غانور، ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هو الشخص الأكثر أهمية وتأثيرا في الانتخابات الاسرائيلية، وهو من سيشكل الحكومة الاسرائيلية الجديدة. واضاف، أنه في الوقت الذي سيكون على الرئيس الاسرائيلي ريؤفين ريبلين، حسم موقفه لجهة تكليف نتنياهو او غانتس بتشكيل الحكومة، ستوضع على الطاولة، صفقة القرن، التي تتضمن حسب التسريبات، اقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وتجميع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية في ثلاثة تجمعات "غوش عتسيون، غوش معاليه أدوميم، وغوش ارئيل". وهي الصفقة التي لن توافق عليها الأحزاب اليمينية، في حين انها ستحظى بتأييد الدول العربية المعتدلة. وتابع المحلل، ان ترامب الذي ينظر الى الصفقة باعتبارها مهمة من الدرجة الأولى، سيقاتل من اجل تطبيقها كاملة. فحين يكون ترامب مصمما على هدف محدد فإنه سيذهب حتى النهاية، وهذا ما أوضحه حين قرر نقل السفارة الأمريكية الى القدس، معتبرا ان ذلك يعد جزءا من خطته الشاملة لحل الصراع، وان اسرائيل ستضطر لدفع ما يترتب عليها للتوصل الى حل. وحين توضع الخطة على طاولة نتنياهو، في حال تكليفه بتشكيل الحكومة، فانه سيجد صعوبة لرفضها، رغم الألغام المزروعة داخلها. لأن قسم مهم من حلفائه في اليمين، وحتى داخل "الليكود" سيعارضون الخطة. وفي هذا الوضع سيتوجه نتنياهو صوب اليسار، والى اولئك الذين يشهر بهم حاليا، ولن يكون بإمكان هؤلاء رفض الصفقة، التي تتضمن جزءا من برنامجهم الانتخابي. وهنا بالذات سيتم شق الطريق امام اقامة حكومة وحدة وطنية تضم "الليكود وتحالف "ازرق- ابيض" و"العمل" وربما "ميرتس". وختم المحلل قائلا: السؤال هو: كيف سيتعامل غانتس ولبيد ويعلون واشكنازي، وحتى غباي، ازاء العمل مع مرشح صدرت بحقه لوائح اتهام خطيرة..؟ يبدو ان السلام سيجبرهم جميعا لإبداء مرونة، لأن اسرائيل قبل الجميع. وبالنسبة لـ نتنياهو، فان اي خطوة تتيح البقاء تعتبر شرعية، حتى الجلوس في حكومة مع يساريين ضعفاء. لذلك، ينبغي عدم التعامل بجدية مع حملات التشهير، لأن ما يقال اليوم لن  يقال في 10 نيسان المقبل. كل شيء سيتبخر، ويأخذ ابعادا جديدة ومعانٍ مختلفة. وفي النهاية، سيتضح ان ترامب هو الشخص الأكثر اهمية في معركة الانتخابات الاسرائيلية.   من جهة أخرى قال السفير الأمريكي في اسرائيل، ديفد فريدمان، ان ادارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ترى ان هناك امكانية لمنح الفلسطينيين المزيد من الحكم الذاتي وحرية الحركة، طالما لا يؤثر ذلك على أمن اسرائيل، وشرط تخلي الفلسطيني عن التمسك بفكرة انه يمكن تقسيم القدس. ونقلت القناة الثانية العبرية عن فريدمان قوله في تصريحات لصحيفة "واشنطن إكزامينر" اليمينية التي تصدر في واشنطن، التي عنونت اللقاء بعبارة "السفير التوراتي" ان نقل السفارة الأمريكية الى القدس لم يكن مجرد اعتراف يرمز الى ما هو صحيح بالنسبة لليهود منذ آلاف السنين، بل يمثل تحولا في رسالة وسياسة الولايات المتحدة في المنطقة، مشيرا الى انه ليس لدى الفلسطينيين حق "فيتو" في الصراع على تحديد مصير القدس. فالأمور ستمضي قدما بهم أو بدونهم. وقال فريدمان، ان الولايات المتحدة لن تتجاهل الواقع، ولن تساير الأحلام الخيالية الفلسطينية لجهة امكانية فصل القدس عن إسرائيل أو عن "الشعب اليهودي". ووصف فريدمان فكرة ان القدس عاصمة لإسرائيل، بأنها حقيقة واقعة وليست نقطة للتفاوض، لكن حدودها قابلة للتفاوض، اضافة لمسألة إعطاء الفلسطينيين دورا ما في المدينة.

المصدر : خاص الماسة السورية-غسان محمد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة