دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
إنها الحرب المفروضة على سوريا ومحور المقاومة، والتي تقودها الولايات المتحدة الامريكية والكيان الاسرائيلي، وكلما أحبطت سوريا وحلفاؤها مخططاً أو هزمت وكيلاً، أوجد الأصيل الامريكي والاسرائيلي بديلاً جديداً، ومهما دار الأمريكي في حدائقه الخلفية في شمال شرق سوريا، الا أن دروب النصر ما زالت مفتوحة الأبواب أمام الجيش السوري والحلفاء.
الأمريكي في هذا التوقيت بالذات يعمل ضمن قاعدة أن لا سبيل أمامه إلا دمج ما تبقى من إرهابيين في المنطقة، بقايا "داعش" في الجانبين السوري والعراقي، في محاولة لتفادي الفشل في مواجهة الانتصارات المتسارعة للجيش السوري. وبين خسارة الامريكي وقرار انسحابه، وانهزام "داعش" في مختلف المناطق، تحاول واشنطن أن تصعّد من خلال عمليات خاسرة، وضوضاء عسكرية. هذه المرة القصة تنحصر بمحاولة فاشلة تنقذ الامريكي و"داعش" من الافلاس العسكري، فكان سلاح الجو الامريكي حاضراً، بتغطية نارية على محاولة تسلل لـ"داعش" من بلدة الباغوز في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي نحو نقاط الجيش السوري، حيث اعتدى الامريكي على مرابض مدفعية الجيش في منطقة السكرية غرب البوكمال، كتغطية على محاولة تسلل أفشلها الجيش السوري والمقاومة، اثر هجوم كبير شنته "داعش" من خلال قوارب حاولت عبور نهر الفرات باتجاه جسر البوكمال، وتمكنت وحدات الرصد في الجيش من اكتشاف مخطط "داعش"، وباغتتهم أثناء وجودهم في النهر، وقتلت من وصل منهم الى شاطئ الفرات، ومن بين القتلى 6 انتحاريين.
الغارات الأمريكية التي شكلت دعماً نارياً واسناداً للإرهابيين الذين حاولوا التسلل، هي في الحقيقة، تهدف بشكل أساسي الى عرقلة ميدانية على الأرض للجيش السوري والحلفاء في تلك المنطقة، والتي يريد الامريكي تحويل المعركة فيها الى حرب استنزاف ضد الجيش السوري والحشد الشعبي والحلفاء. وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم الولايات المتحدة الامريكية فيها بذلك، ففي السابق نفذت عدة هجمات عدوانية ضد الجيش السوري كان أولها في جبل الثردة في دير الزور، عندما كان التنسيق بينها وبين "داعش"، واستمر الاستهداف يومها أكثر من 75 دقيقة، سهلت بذلك دخول ارهابيي "داعش" الى جبل الثردة، ليكون الهدف الواضح للعدوان هذه المرة هو منع الجيش السوري وقوات الحشد الشعبي من التقدم باتجاه ما تبقى من قوات "داعش" في تلك المنطقة، وبالتالي منع فتح معبر البوكمال القائم، ضمن استراتيجية الولايات المتحدة الامريكية للحفاظ على ديمومة الحرب في سوريا، والحفاظ على جيوب تنظيم "داعش" الارهابي خاصة في منطقة دير الزور لاستخدامها وقت الضرورة كمبرر لبقاء وجود أمريكي. لكن في الحقيقة تلك الاستراتيجية تأتي لحرص الولايات المتحدة على منع التواصل الجغرافي بين ايران والعراق وسوريا وفلسطين ولبنان، ومنع الجيش السوري من بسط سيطرته على كامل الاراضي السورية.
الخيبة السياسية التي تعاني منها الولايات المتحدة الامريكية، اضافة الى الهزائم الميدانية، أفقدتها قدرة الهيمنة على المنطقة، ودخلت في دوامة ارتباك، تدفعها لمحاولات عسكرية لوصل الصحراء السورية بما تحويه من بقايا "داعش" في قاعدة التنف، مع ما تبقى من ارهابيين في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي، والاستثمار في لعبة استنزاف الجيش ومحور المقاومة في تلك البقعة الجغرافية. كل ذلك الفشل يتزامن أيضاً مع فشل على المستوى السياسي، وفرض عقوبات قسرية على الشعب السوري، في خرق فاضح للقانون الدولي، واصرار واضح من قبل واشنطن على كسر ارادة الشعوب. وما يجري في سوريا، وتحديدا في الشمال والشمال الشرقي، بالاضافة الى العقوبات الاقتصادية والحصار، ما هو الا محاولة لخلط الاوراق من جديد، حسب مقتضيات المصلحة الامريكية، بعد المرحلة المفصلية من عمر الارهاب الذي تحركه واشنطن، وبعد أن وصل الأمر الى سكرات الموت الأخيرة لتنظيم "داعش"، لتبقى غشاوة الوهم تغطي أعين القادة الاميركيين.
المصدر :
حسين مرتضى
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة