مستغلة الظروف المناخية القائمة، استأنفت «داعش» محاولات فك الحصار عنها، وإحداث خرق جديد في منطقة «تلول الصفا» بدت أنها عاجزة عن تحقيقه في ظل التصدي المستمر للجيش السوري، والتيقظ الذي تبديه وحداته العاملة في تلك المنطقة، في وقت لا تزال أصداء عملية تحرير مختطفي السويداء تأخذ حيزها من الاهتمام الشعبي والرسمي.

الرئيس بشار الأسد كلف أمس وزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام، بتقديم التعازي لذوي الشهداء الذين ارتقوا أثناء خطفهم لدى تنظيم «داعش» الإرهابي، وذلك خلال مجلس تشييع وتأبين جرى في قريتهم الشبكي بريف السويداء الشرقي.

كما نقل الوزير عزام التهاني باسم الرئيس الأسد لعائلات المختطفين المحررين حسبما أوردت وكالة «سانا» الرسمية.

في هذه الأثناء تصدت وحدات من الجيش السوري لمحاولات «داعش» في إحداث خرق على محور قاع البنات جنوب غرب «تلول الصفا»، وذكرت مصادر إعلامية، أن وحدات الجيش قتلت وجرحت عدداً من الإرهابيين، على حين استشهد ضباط برتبة ملازم وعدد من الجنود خلال المعارك مع التنظيم الإرهابي.

مصدر عسكري ميداني لفت إلى أن داعش استغل الجو الماطر في المنطقة، وحاول إحداث خرق هناك، كاشفاً عن أن المرحلة الحالية ستتطلب مضاعفة الجهود والتحضير لصد العمليات الهجومية من التنظيم، متوقعاً في الوقت ذاته ازدياد «العمليات الانتحارية»، في الفترة القادمة.

على مقلب ميداني آخر، استنفرت «الجبهة الوطنية للتحرير»، أكبر ميليشيا ممولة من تركيا في إدلب والمناطق المجاورة لها، قواتها داخل وفي محيط «المنطقة المنزوعة السلاح»، التي نص عليها الاتفاق الروسي التركي، بعيد ساعات من الدعوة التي وجهها أمس متزعم «حركة أحرار الشام الإسلامية»، الميليشيا الأهم في الجبهة، إلى الاستعداد للمعركة «المرتقبة» مع الجيش العربي السوري.

وقالت مصادر معارضة مقربة من «أحرار الشام» لـ«الوطن»: إن إعلان متزعمها جابر علي جابر في تدويناته على قناته الرسمية على «تلغرام» عن عزمه «الثأر» لميليشيا «جيش العزة»، التي انضمت أخيراً لـ«الوطنية للتحرير» وخرقت اتفاق الهدنة في «المنزوعة السلاح» بشنها هجمات أول من أمس على مواقع الجيش السوري بريف حماة الشمالي، بمثابة «نعي» لاتفاق «سوتشي».

وأوضحت المصادر أن دعوة متزعم «أحرار الشام» لـ«الإعداد» للمعركة «الآتية لا محالة» مع الجيش السوري والقوات الجوية الروسية، تشمل جميع الميليشيات الـ12 المؤلفة لـ«الوطنية للتحرير» وليس «الأحرار» فقط.

ولفتت إلى أن حديثه لـ«الجميع» حول أهمية سلوك كل السبل التي من شأنها «تهدئة الساحة» واستقرارها داخلياً، موجه إلى «جبهة النصرة» وحاضنتها «هيئة تحرير الشام» الرافضة لـ«المنزوعة السلاح» من أجل وقف المعارك الجانبية مع بقية الميليشيات والتفرغ للمعركة «الفاصلة».

وأضافت المصادر أن ميليشيات تركيا بدأت بالتزلف والتقرب من «النصرة» وبقية فروع تنظيم القاعدة في إدلب ولاسيما «حراس الدين»، في مسعى لتأسيس تحالف عسكري بينهم وبرضى أنقرة التي التزمت الصمت حيال تصريح متزعم «الأحرار» المقرب منها والمعين من قبلها، بعدما أعدت العدة لأي معركة قد يخوضها الجيش السوري ضدها منذ توقيع اتفاق «المنزوعة السلاح» في 17 الشهر ما قبل الفائت ومضي نحو أربعة أسابيع على المهلة الممنوحة لانسحاب التنظيمات الإرهابية من المنطقة من دون التقيد ببنود الاتفاق.

  • فريق ماسة
  • 2018-11-10
  • 12091
  • من الأرشيف

« ميليشيات تركيا تنعى «اتفاق إدلب» وتعد لمعركة «مرتقبة» مع الجيش

مستغلة الظروف المناخية القائمة، استأنفت «داعش» محاولات فك الحصار عنها، وإحداث خرق جديد في منطقة «تلول الصفا» بدت أنها عاجزة عن تحقيقه في ظل التصدي المستمر للجيش السوري، والتيقظ الذي تبديه وحداته العاملة في تلك المنطقة، في وقت لا تزال أصداء عملية تحرير مختطفي السويداء تأخذ حيزها من الاهتمام الشعبي والرسمي. الرئيس بشار الأسد كلف أمس وزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام، بتقديم التعازي لذوي الشهداء الذين ارتقوا أثناء خطفهم لدى تنظيم «داعش» الإرهابي، وذلك خلال مجلس تشييع وتأبين جرى في قريتهم الشبكي بريف السويداء الشرقي. كما نقل الوزير عزام التهاني باسم الرئيس الأسد لعائلات المختطفين المحررين حسبما أوردت وكالة «سانا» الرسمية. في هذه الأثناء تصدت وحدات من الجيش السوري لمحاولات «داعش» في إحداث خرق على محور قاع البنات جنوب غرب «تلول الصفا»، وذكرت مصادر إعلامية، أن وحدات الجيش قتلت وجرحت عدداً من الإرهابيين، على حين استشهد ضباط برتبة ملازم وعدد من الجنود خلال المعارك مع التنظيم الإرهابي. مصدر عسكري ميداني لفت إلى أن داعش استغل الجو الماطر في المنطقة، وحاول إحداث خرق هناك، كاشفاً عن أن المرحلة الحالية ستتطلب مضاعفة الجهود والتحضير لصد العمليات الهجومية من التنظيم، متوقعاً في الوقت ذاته ازدياد «العمليات الانتحارية»، في الفترة القادمة. على مقلب ميداني آخر، استنفرت «الجبهة الوطنية للتحرير»، أكبر ميليشيا ممولة من تركيا في إدلب والمناطق المجاورة لها، قواتها داخل وفي محيط «المنطقة المنزوعة السلاح»، التي نص عليها الاتفاق الروسي التركي، بعيد ساعات من الدعوة التي وجهها أمس متزعم «حركة أحرار الشام الإسلامية»، الميليشيا الأهم في الجبهة، إلى الاستعداد للمعركة «المرتقبة» مع الجيش العربي السوري. وقالت مصادر معارضة مقربة من «أحرار الشام» لـ«الوطن»: إن إعلان متزعمها جابر علي جابر في تدويناته على قناته الرسمية على «تلغرام» عن عزمه «الثأر» لميليشيا «جيش العزة»، التي انضمت أخيراً لـ«الوطنية للتحرير» وخرقت اتفاق الهدنة في «المنزوعة السلاح» بشنها هجمات أول من أمس على مواقع الجيش السوري بريف حماة الشمالي، بمثابة «نعي» لاتفاق «سوتشي». وأوضحت المصادر أن دعوة متزعم «أحرار الشام» لـ«الإعداد» للمعركة «الآتية لا محالة» مع الجيش السوري والقوات الجوية الروسية، تشمل جميع الميليشيات الـ12 المؤلفة لـ«الوطنية للتحرير» وليس «الأحرار» فقط. ولفتت إلى أن حديثه لـ«الجميع» حول أهمية سلوك كل السبل التي من شأنها «تهدئة الساحة» واستقرارها داخلياً، موجه إلى «جبهة النصرة» وحاضنتها «هيئة تحرير الشام» الرافضة لـ«المنزوعة السلاح» من أجل وقف المعارك الجانبية مع بقية الميليشيات والتفرغ للمعركة «الفاصلة». وأضافت المصادر أن ميليشيات تركيا بدأت بالتزلف والتقرب من «النصرة» وبقية فروع تنظيم القاعدة في إدلب ولاسيما «حراس الدين»، في مسعى لتأسيس تحالف عسكري بينهم وبرضى أنقرة التي التزمت الصمت حيال تصريح متزعم «الأحرار» المقرب منها والمعين من قبلها، بعدما أعدت العدة لأي معركة قد يخوضها الجيش السوري ضدها منذ توقيع اتفاق «المنزوعة السلاح» في 17 الشهر ما قبل الفائت ومضي نحو أربعة أسابيع على المهلة الممنوحة لانسحاب التنظيمات الإرهابية من المنطقة من دون التقيد ببنود الاتفاق.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة