تتابع موسكو وأنقرة العمل على أجندة الاجتماع المقبل من اجتماعات «أستانا»، بمعزل عن التوتر المتكرر في ريف حماة الشمالي، ضمن حدود «المنطقة منزوعة السلاح» المفترضة

وسط ارتياح روسي ــــ تركي مشترك تجاه مجريات تنفيذ «اتفاق إدلب»، تشهد خطوط التماس في محيط منطقة «خفض التصعيد» في إدلب حالة توتر تُترجم على شكل اشتباكات وهجمات محدودة المدّة والنطاق الجغرافي. واللافت في تلك الخروقات المتباعدة زمنياً وجغرافياً، أنها تقتصر على الفصائل التي لم تنضوِ تحت لواء «الجبهة الوطنية للتحرير»، التي تعدّ نواة «الجيش الوطني» ــــ المرعيّ من تركيا ــــ في إدلب ومحيطها. ففي ريف اللاذقية وسهل الغاب وبعض نقاط ريف حماة، نفّذت الفصائل «الجهادية» مثل «حراس الدين» و«أنصار الدين» و«أنصار الإسلام» عدة «غزوات» سريعة، في حين تركّز تحركات «هيئة تحرير الشام» على جبهة ريف إدلب الجنوبي الشرقي. أما آخر الاشتباكات، فقد وقعت أمس بين الجيش السوري و«جيش العزة»، الذي رفض الانضواء ضمن «الجبهة الوطنية» سابقاً وساند «تحرير الشام» في معارك ريف إدلب الشرقي، التي عرفت بمعارك «شرق السكة». وكانت المواقع التي يشغلها الفصيل في ريف حماة، مسرحاً لتصعيد متكرر منذ إعلان اتفاق «المنطقة منزوعة السلاح». إذ شهدت بلدة اللطامنة، أبرز معاقل «جيش العزة» قصفاً متكرراً، طاول في إحدى المرات قائد «حركة أحرار الشام الإسلامية» (المنضوية ضمن «الجبهة الوطنية للتحرير»)، محمد جابر علي باشا، الذي أصيب حينها ولم يقتل. وفي ساعات فجر أمس الأولى، نفذ الجيش السوري عملية عسكرية ضد أحد مواقع «جيش العزة» في منطقة الزلاقيات، أُعلن لاحقاً أنها نفّذت رداً على قصف سابق، وأفضت إلى مقتل نحو 20 من عناصر «جيش العزة» وإصابة آخرين بجروح. واستمرت الاشتباكات لساعات عقب العملية، قبل أن يعود الهدوء إلى خطوط التماس. وعلى رغم حساسية منطقة الاشتباكات واحتمالات تدهور أي عمل عسكري فيها إلى مواجهة أوسع، لا تبدو الأمور مرشحة إلى مزيد من التصعيد؛ فبعد ساعات على الهجوم، جال وفد عسكري تركي على قرى ريف حماة التي ينتشر فيها عناصر «جيش العزة»، وتحديداً بلدة اللطامنة، في وقت تحدثت أوساط معارضة عن احتمال تسيير دوريات تركية بين نقاط المراقبة الثابتة، لمنع مثل هذه «الخروقات»مستقبلاً .

وعلى صعيد آخر، وضمن إطار إجراءات تركيا لتعميق نفوذها في المناطق السورية التي احتلتها، أعلنت وزيرة التجارة التركية روهصار بكجان، دخول معبر جديد في الخدمة باسم «غصن الزيتون» بين منطقة عفرين ولواء اسكندرون. ويقع هذا المعبر في جنوب غربي منطقة عفرين، على الطريق بين جنديرس والريحانية. وفي موازاة المشهد القلق على الأرض، يستمر التنسيق التركي الروسي لعقد جولة جديدة من المحادثات وفق صيغة «أستانا». إذ بحث أمس وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو، التحضيرات الجارية لعقد تلك الجولة في أواخر الشهر الجاري. وشهد أمس أيضاً لقاء لافتاً بين وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، والمبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، تضمن نقاشاً حول «اللجنة الدستورية» وبقية تفاصيل الملف السوري.

وفي انتظار ما قد يرشح غداً عن لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأميركي دونالد ترامب، في باريس، يستمر الهدوء الحذر على الحدود السورية ــــ التركية في شرق الفرات. وشهد أمس وفق ما نقلت أوساط معارضة، زيارة لوفد من قوات «التحالف الدولي» يضم مسؤولين فرنسيين وأميركيين إلى بلدة عين عيسى في ريف الرقة الشمالي. ووسط تصويب الجانب التركي على علاقة «حزب العمال الكردستاني» مع «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي، خرج بيان «خجول» عن الأخير، يلوم واشنطن على قرارها الأخير بمنح مكافآت لمن يدلي بمعلومات عن قادة في «العمال الكردستاني». واعتبر البيان أن القرار «يفتقد الموضوعية والجانب القانوني والاجتماعي... ويضع أميركا في موقف المتناقض»، مضيفاً أن ذلك «يمنح أنقرة الحجة والذريعة التي تطلبهما بالأساس لارتكابها المزيد من العدوان على شعوب المنطقة في مقدمهم الشعب الكردي... والمزيد من دعم التنظيمات الإرهابية». ولفت الحزب إلى أن «أي قرار يأتي مستهدفاً فيه العمال الكردستاني إنما يعني استهدافاً للقضية الكردية ولإرادة الشعب الكردستاني».

  • فريق ماسة
  • 2018-11-09
  • 7743
  • من الأرشيف

توتر في ريف حماة الشمالي: تحضيرات جولة «أستانا» الجديدة مستمرة...تركيا تعمق نفوذها في المناطق السورية التي احتلتها

  تتابع موسكو وأنقرة العمل على أجندة الاجتماع المقبل من اجتماعات «أستانا»، بمعزل عن التوتر المتكرر في ريف حماة الشمالي، ضمن حدود «المنطقة منزوعة السلاح» المفترضة وسط ارتياح روسي ــــ تركي مشترك تجاه مجريات تنفيذ «اتفاق إدلب»، تشهد خطوط التماس في محيط منطقة «خفض التصعيد» في إدلب حالة توتر تُترجم على شكل اشتباكات وهجمات محدودة المدّة والنطاق الجغرافي. واللافت في تلك الخروقات المتباعدة زمنياً وجغرافياً، أنها تقتصر على الفصائل التي لم تنضوِ تحت لواء «الجبهة الوطنية للتحرير»، التي تعدّ نواة «الجيش الوطني» ــــ المرعيّ من تركيا ــــ في إدلب ومحيطها. ففي ريف اللاذقية وسهل الغاب وبعض نقاط ريف حماة، نفّذت الفصائل «الجهادية» مثل «حراس الدين» و«أنصار الدين» و«أنصار الإسلام» عدة «غزوات» سريعة، في حين تركّز تحركات «هيئة تحرير الشام» على جبهة ريف إدلب الجنوبي الشرقي. أما آخر الاشتباكات، فقد وقعت أمس بين الجيش السوري و«جيش العزة»، الذي رفض الانضواء ضمن «الجبهة الوطنية» سابقاً وساند «تحرير الشام» في معارك ريف إدلب الشرقي، التي عرفت بمعارك «شرق السكة». وكانت المواقع التي يشغلها الفصيل في ريف حماة، مسرحاً لتصعيد متكرر منذ إعلان اتفاق «المنطقة منزوعة السلاح». إذ شهدت بلدة اللطامنة، أبرز معاقل «جيش العزة» قصفاً متكرراً، طاول في إحدى المرات قائد «حركة أحرار الشام الإسلامية» (المنضوية ضمن «الجبهة الوطنية للتحرير»)، محمد جابر علي باشا، الذي أصيب حينها ولم يقتل. وفي ساعات فجر أمس الأولى، نفذ الجيش السوري عملية عسكرية ضد أحد مواقع «جيش العزة» في منطقة الزلاقيات، أُعلن لاحقاً أنها نفّذت رداً على قصف سابق، وأفضت إلى مقتل نحو 20 من عناصر «جيش العزة» وإصابة آخرين بجروح. واستمرت الاشتباكات لساعات عقب العملية، قبل أن يعود الهدوء إلى خطوط التماس. وعلى رغم حساسية منطقة الاشتباكات واحتمالات تدهور أي عمل عسكري فيها إلى مواجهة أوسع، لا تبدو الأمور مرشحة إلى مزيد من التصعيد؛ فبعد ساعات على الهجوم، جال وفد عسكري تركي على قرى ريف حماة التي ينتشر فيها عناصر «جيش العزة»، وتحديداً بلدة اللطامنة، في وقت تحدثت أوساط معارضة عن احتمال تسيير دوريات تركية بين نقاط المراقبة الثابتة، لمنع مثل هذه «الخروقات»مستقبلاً . وعلى صعيد آخر، وضمن إطار إجراءات تركيا لتعميق نفوذها في المناطق السورية التي احتلتها، أعلنت وزيرة التجارة التركية روهصار بكجان، دخول معبر جديد في الخدمة باسم «غصن الزيتون» بين منطقة عفرين ولواء اسكندرون. ويقع هذا المعبر في جنوب غربي منطقة عفرين، على الطريق بين جنديرس والريحانية. وفي موازاة المشهد القلق على الأرض، يستمر التنسيق التركي الروسي لعقد جولة جديدة من المحادثات وفق صيغة «أستانا». إذ بحث أمس وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو، التحضيرات الجارية لعقد تلك الجولة في أواخر الشهر الجاري. وشهد أمس أيضاً لقاء لافتاً بين وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، والمبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، تضمن نقاشاً حول «اللجنة الدستورية» وبقية تفاصيل الملف السوري. وفي انتظار ما قد يرشح غداً عن لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأميركي دونالد ترامب، في باريس، يستمر الهدوء الحذر على الحدود السورية ــــ التركية في شرق الفرات. وشهد أمس وفق ما نقلت أوساط معارضة، زيارة لوفد من قوات «التحالف الدولي» يضم مسؤولين فرنسيين وأميركيين إلى بلدة عين عيسى في ريف الرقة الشمالي. ووسط تصويب الجانب التركي على علاقة «حزب العمال الكردستاني» مع «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي، خرج بيان «خجول» عن الأخير، يلوم واشنطن على قرارها الأخير بمنح مكافآت لمن يدلي بمعلومات عن قادة في «العمال الكردستاني». واعتبر البيان أن القرار «يفتقد الموضوعية والجانب القانوني والاجتماعي... ويضع أميركا في موقف المتناقض»، مضيفاً أن ذلك «يمنح أنقرة الحجة والذريعة التي تطلبهما بالأساس لارتكابها المزيد من العدوان على شعوب المنطقة في مقدمهم الشعب الكردي... والمزيد من دعم التنظيمات الإرهابية». ولفت الحزب إلى أن «أي قرار يأتي مستهدفاً فيه العمال الكردستاني إنما يعني استهدافاً للقضية الكردية ولإرادة الشعب الكردستاني».

المصدر : الماسة السورية/ الأخبار


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة