كشفت تقارير إعلامية، أن النظام التركي يقف وراء تأخير تنفيذ الاتفاق الذي تم إبرامه مؤخراً بين الجانبين الروسي والأميركي، والمتضمن نقل جميع الميليشيات المسلحة من منطقة التنف ومخيم الركبان إلى شمال البلاد.

وأوضح مصدر مطلع بحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية، أن «الجانب التركي رفض بشكل قاطع حتى الآن أن يتم نقل أي مسلح من الجماعات التي تعمل تحت قيادة الجيش الأميركي في التنف مثل «شهداء القريتين» و«مغاوير الثورة» وجماعة «أحمد العبدو»، إلى جرابلس أو عفرين أو غيرها، إلى مناطق الشمال الخاضعة للنفوذ التركي المباشر أو غير المباشر عن طريق الجماعات الإرهابية المرتبطة بأنقرة».

واعتبر المصدر، أن «تركيا تعمل على توطين مسلحين أجانب يعدون أنفسهم بقايا الدولة العثمانية في آسيا كالتركستان الصينيين والتركمان وغيرهم، ضمن مناطق الشمال السوري، إلا أنها ترفض جلب مسلحين من الجنسية السورية إلى هذه المناطق، حفاظا على التركيبة الديموغرافية التي اصطنعتها بعد تطهير المنطقة من الكرد السوريين ومن المسلحين العرب غير الموالين لحزب العدالة والتنمية».

ولم يستبعد المصدر، أن يكون هناك اتفاق أميركي تركي على المماطلة لتأخير تنفيذ الاتفاق حول التنف، ومن ثم تأخير الانسحاب الأميركي المشروط بسحب جميع المليشيات المسلحة أولا من خلال تسوية أوضاع من يرغب من المسلحين ونقل من لا يقبل بالتسوية إلى جرابلس، معرباً عن اعتقاده أن الرفض التركي يأتي في سياق سلة تفاهمات أميركية تركية برزت بعض بوادرها في منبج وعفرين.

وكان نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين أكد أول من أمس، وفق «سبوتنيك»، أن موسكو تصر على ضرورة انسحاب الولايات المتحدة من منطقة التنف، وإغلاق مخيم الركبان، وقال: «هذا المخيم يقع في منطقة التنف، التي يسيطر عليها الأميركيون بشكل غير قانوني، ويجب على الأميركيين الرحيل من هناك، وإلى أن يغادروا، سيظل هذا المخيم تحت غطائهم، وهذه مناطق واسعة إلى حد كبير».

وأضاف: «للأسف وفقاً لبعض المعلومات، تستخدم هذه الأراضي، من بين أمور أخرى، من قبل إرهابيي داعش للقيام بالاستراحة وإعادة ترتيب أوضاعهم، وهذا أمر سيئ من أي وجهة نظر».

وفي نهاية أيلول الماضي، كشفت مصادر مطلعة لوكالة «سبوتنيك»، أن اتفاقاً تم التوصل إليه بين الجانبين الروسي والأميركي حول مصير «لاجئي مخيم الركبان» والميليشيات المسلحة المرتبطة بقاعدة التنف الأميركية، بحيث يبدأ التطبيق العملي لاتفاق تم التوصل إليه أخيراً بين «مركز المصالحة الروسي» في سورية وبين القوات الأميركية في قاعدة التنف، والذي يشبه إلى حد بعيد اتفاقات المصالحة التي أبرمت في الغوطة الشرقية ودرعا والقنيطرة.

وأشارت المصادر إلى أن الاتفاق ينص على إخراج جميع المليشيات المسلحة التي تنشط في المنطقة والمرتبطة بالقوات الأميركية في قاعدة التنف، وتسوية أوضاع من يرغب من «المسلحين السوريين» بتسليم سلاحه والعودة إلى حضن الوطن، وإخراج من لا يقبل بالتسوية إلى جرابلس في الشمال.

وأضافت المصادر: إن «الاتفاق يتضمن كذلك تفكيك مخيم الركبان الذي تحتجز فيه القوات الأميركية نحو 80 ألف لاجئ سوري ستتم إعادتهم إلى بلداتهم وقراهم، لافتة إلى أن معظم اللاجئين في مخيم الركبان هم من مؤيدي الدولة السورية، ويريدون العودة إلى بلداتهم». وشددت سورية مراراً على أن وجود القوات الأميركية وأي وجود عسكري أجنبي في سورية دون موافقة الحكومة السورية هو عدوان موصوف واعتداء على السيادة السورية وانتهاك صارخ لميثاق ومبادئ الأمم المتحدة.

وكشف مدنيون فروا من منطقة التنف أن جنوداً أميركيين «عمدوا إلى إقامة مخيم جديد مؤخراً قرب مخيم الركبان لإيواء الجماعات الإرهابية وقطاع الطرق الفارين من شرق القلمون والقريتين والبادية السورية ما جعل الأوضاع المعيشية والإنسانية شبه مستحيلة في المنطقة».

  • فريق ماسة
  • 2018-10-06
  • 14766
  • من الأرشيف

رفض تركيا استقبال مسلحي البنتاغون شمال سورية يعرقل اتفاق التنف

  كشفت تقارير إعلامية، أن النظام التركي يقف وراء تأخير تنفيذ الاتفاق الذي تم إبرامه مؤخراً بين الجانبين الروسي والأميركي، والمتضمن نقل جميع الميليشيات المسلحة من منطقة التنف ومخيم الركبان إلى شمال البلاد. وأوضح مصدر مطلع بحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية، أن «الجانب التركي رفض بشكل قاطع حتى الآن أن يتم نقل أي مسلح من الجماعات التي تعمل تحت قيادة الجيش الأميركي في التنف مثل «شهداء القريتين» و«مغاوير الثورة» وجماعة «أحمد العبدو»، إلى جرابلس أو عفرين أو غيرها، إلى مناطق الشمال الخاضعة للنفوذ التركي المباشر أو غير المباشر عن طريق الجماعات الإرهابية المرتبطة بأنقرة». واعتبر المصدر، أن «تركيا تعمل على توطين مسلحين أجانب يعدون أنفسهم بقايا الدولة العثمانية في آسيا كالتركستان الصينيين والتركمان وغيرهم، ضمن مناطق الشمال السوري، إلا أنها ترفض جلب مسلحين من الجنسية السورية إلى هذه المناطق، حفاظا على التركيبة الديموغرافية التي اصطنعتها بعد تطهير المنطقة من الكرد السوريين ومن المسلحين العرب غير الموالين لحزب العدالة والتنمية». ولم يستبعد المصدر، أن يكون هناك اتفاق أميركي تركي على المماطلة لتأخير تنفيذ الاتفاق حول التنف، ومن ثم تأخير الانسحاب الأميركي المشروط بسحب جميع المليشيات المسلحة أولا من خلال تسوية أوضاع من يرغب من المسلحين ونقل من لا يقبل بالتسوية إلى جرابلس، معرباً عن اعتقاده أن الرفض التركي يأتي في سياق سلة تفاهمات أميركية تركية برزت بعض بوادرها في منبج وعفرين. وكان نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين أكد أول من أمس، وفق «سبوتنيك»، أن موسكو تصر على ضرورة انسحاب الولايات المتحدة من منطقة التنف، وإغلاق مخيم الركبان، وقال: «هذا المخيم يقع في منطقة التنف، التي يسيطر عليها الأميركيون بشكل غير قانوني، ويجب على الأميركيين الرحيل من هناك، وإلى أن يغادروا، سيظل هذا المخيم تحت غطائهم، وهذه مناطق واسعة إلى حد كبير». وأضاف: «للأسف وفقاً لبعض المعلومات، تستخدم هذه الأراضي، من بين أمور أخرى، من قبل إرهابيي داعش للقيام بالاستراحة وإعادة ترتيب أوضاعهم، وهذا أمر سيئ من أي وجهة نظر». وفي نهاية أيلول الماضي، كشفت مصادر مطلعة لوكالة «سبوتنيك»، أن اتفاقاً تم التوصل إليه بين الجانبين الروسي والأميركي حول مصير «لاجئي مخيم الركبان» والميليشيات المسلحة المرتبطة بقاعدة التنف الأميركية، بحيث يبدأ التطبيق العملي لاتفاق تم التوصل إليه أخيراً بين «مركز المصالحة الروسي» في سورية وبين القوات الأميركية في قاعدة التنف، والذي يشبه إلى حد بعيد اتفاقات المصالحة التي أبرمت في الغوطة الشرقية ودرعا والقنيطرة. وأشارت المصادر إلى أن الاتفاق ينص على إخراج جميع المليشيات المسلحة التي تنشط في المنطقة والمرتبطة بالقوات الأميركية في قاعدة التنف، وتسوية أوضاع من يرغب من «المسلحين السوريين» بتسليم سلاحه والعودة إلى حضن الوطن، وإخراج من لا يقبل بالتسوية إلى جرابلس في الشمال. وأضافت المصادر: إن «الاتفاق يتضمن كذلك تفكيك مخيم الركبان الذي تحتجز فيه القوات الأميركية نحو 80 ألف لاجئ سوري ستتم إعادتهم إلى بلداتهم وقراهم، لافتة إلى أن معظم اللاجئين في مخيم الركبان هم من مؤيدي الدولة السورية، ويريدون العودة إلى بلداتهم». وشددت سورية مراراً على أن وجود القوات الأميركية وأي وجود عسكري أجنبي في سورية دون موافقة الحكومة السورية هو عدوان موصوف واعتداء على السيادة السورية وانتهاك صارخ لميثاق ومبادئ الأمم المتحدة. وكشف مدنيون فروا من منطقة التنف أن جنوداً أميركيين «عمدوا إلى إقامة مخيم جديد مؤخراً قرب مخيم الركبان لإيواء الجماعات الإرهابية وقطاع الطرق الفارين من شرق القلمون والقريتين والبادية السورية ما جعل الأوضاع المعيشية والإنسانية شبه مستحيلة في المنطقة».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة