أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن زعماء جماعتي هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) وحزب تركمانستان الإسلامي أجروا في إدلب الجمعة اجتماعا بمشاركة المنسقين المحليين للخوذ البيضاء. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية: "تتوفر لدى وزارة الدفاع الروسية معلومات موثوقة تدل على أنه تم في مركز قيادة الإرهابيين الواقع في منطقة مدرسة الوحدة بمدينة إدلب في الـ7 من أيلول الجاري اجتماع لزعماء جماعتي "هيئة تحرير الشام" ("جبهة النصرة") و"حزب تركمانستان الإسلامي" بمشاركة المنسقين المحليين (الخوذ البيضاء).

وأضاف أنه تم في هذا اللقاء التنسيق النهائي لسيناريوهات إجراء وتصوير مسرحيات الحوادث بالاستخدام المزعوم للمواد السامة من قبل القوات الحكومية السورية ضد السكان المديين في التجمعات السكنية بجسر الشغور وسراقب وتنتفاز وسرمين. وأفاد بأن الاستعداد الكامل لكل المشاركين في إجراء هذه الاستفزازات المسرحية يجب أن يستكمل بحلول مساء اليوم. وتابع أن أمرا خاصا من أصدقاء أجانب لـ "الثورة السورية" سيصبح إشارة لبدء الإرهابيين في تنفيذ المرحلة العملية للاستفزاز بمحافظة إدلب.

وبالتزامن مع تحذير روسيا من مخطط لاستخدام السلاح الكيميائي في سورية واتهام دمشق بذلك، هدد الجيش الأمريكي بوجود خيارات عسكرية لديه إذا تجاهلت سورية تحذيرات واشنطن واستخدمت هذا السلاح. وأعلن الجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، أمس، إنه يجرى "حوارا روتينيا" مع الرئيس ترامب بشأن الخيارات العسكرية، إذا تجاهلت سورية تحذيرات واشنطن من استخدام أسلحة كيميائية في هجوم متوقع على إدلب. وأضاف دانفورد أن الولايات المتحدة لم تتخذ بعد قرارا باستخدام القوة العسكرية ردا على أي هجوم كيميائي في سورية، وقال "ولكننا نجري حوارا، حوارا روتينيا، مع الرئيس (ترامب) للتأكد من أنه يعرف موقفنا فيما يتعلق بالخطط في حالة استخدام أسلحة كيميائية".

ورأى رئيس لجنة البرلمان الألماني للشؤون الخارجية، نوربرت ريوتغن، أن الغرب فقد فرصة للتأثير على تطور الأحداث في سورية، مشيرا إلى فشل السياسة الأمريكية والأوروبية في الشرق الأوسط. وقال ريوتغن لصحيفة "Kieler Nachrichten" إن سورية وخاصة إدلب ستشهد في القريب العاجل عملية عسكرية واسعة النطاق، مضيفا أن الدور الرئيسي فيها ستلعبه حكومة سورية وروسيا وإيران. وعبّر عن اعتقاده أن كل ذلك نتج عن سياسة الدول الغربية في هذه المنطقة في السنوات الأخيرة. وشدد على أن مسؤولية ذلك يتحملها الرئيس أوباما، الذي "لم يرد بطريقة عسكرية على الهجوم الكيميائي الذي نفذه الأسد عام 2013"، بالرغم من تعهداته بإجراء عملية عسكرية في هذا البلد. كما وصف أوروبا بأنها "المتسول السياسي الذي فقد تأثيره، الأمر الذي أدى إلى تعزيز مواقع روسيا وإيران".

هذا واتهم ريوتغن الاتحاد الأوروبي بتجاهل أخطائه السابقة وعدم رغبته في تحليلها وتصحيحها. وتابع: "على مدى السنوات الـ7 الماضية لا يستخلص الاتحاد الأوروبي أي عبرة من أخطائه المرتكبة في سورية. ولم تتوصل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا إلى أي استنتاجات من فشلها. إن أوروبا أهينت بالكامل في سورية، ولا يمكن تقييم ذلك بأي طريقة أخرى". وقال: "نواجه أزمة سياسية ومعنوية تسبب فيها غياب السياسة الأوروبية في الشرق الأوسط. لقد استقبلنا عددا كبيرا من اللاجئين، لكننا لم نغير الظروف الموجودة في المكان (في البلاد التي يصل منها اللاجئون)، كما لا نقوم بإنشاء أي هيكل لعمل ذلك مستقبلا".

من جانبه، وتعليقا على دعم مستشارة ألمانيا، أنغيلا ميركل، للمرة الأولى عمليات روسيا في سورية، قال الخبير يوري سفيتوف، إن المهم الآن، ما إذا كان من الممكن تقييد رغبة أمريكا في "اللعب بالعضلات". وقد دعمت ميركل، للمرة الأولى عمليات روسيا في سورية، وقالت إن عملية مكافحة الإرهاب الروسية في سورية معقدة بسبب حقيقة أن المتشددين حاولوا استخدام المدنيين "كدروع حية". وأوضح يوري سفيتوف، ما الذي يثير اهتمام ألمانيا بالوضع في سورية، وقال: "أعتقد أن هذا الموقف جاء نتيجة الاجتماع الأخير بين ميركل وبوتين، الذي ناقشا فيه احتمال مساهمة أوروبا في إعادة إعمار سورية. كنت في ذلك الوقت في ألمانيا. والألمان كانوا مهتمين جدا في هذا الجانب من المفاوضات، لاعتقادهم بأن استعادة السلام في سورية سيقضي على التدفق غير المنضبط للمهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي وألمانيا بالذات، وأعتقد أن المفاوضات استمرت على مستوى الخبراء منذ ذلك الاجتماع، وجاءت بعض هذه النتائج.. المهم في هذه اللحظة هو سلوك الولايات المتحدة، وما إذا كانت ستتدخل لعرقلة توجه أوروبا نحو إعادة إعمار سورية. وبالطبع، فإن رد الفعل على الأحداث في إدلب مهم للغاية، وما إذا كان تهديد الأمريكيين بالهجوم العسكري على سورية سيستمر، أم أنه سيكون من الممكن إطفاء هذه الرغبة المحمومة لاستعراض العضلات بطريقة أو بأخرى؟".

إلى ذلك، ووسط توقعات وتحذيرات متزايدة بشأن الهجوم المرتقب للقوات السورية على المسلحين في محافظة إدلب، دعت الإمارات إلى مزيد من التدخل العربي في الأزمة التي تمر بها سورية. وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، في "تويتر": "إن تجنيب إدلب مواجهة دامية تعرض المدنيين للخطر يمثل أولوية لنا وللمجتمع الدولي". وأضاف قرقاش مع ذلك: "أما تقلص نفوذ ووجود الدور العربي تجاه الأزمة السورية فبحاجة إلى مراجعة جادة وشاملة ودروس لا بد من استيعابها بمرارة وعقلانية".

 

  • فريق ماسة
  • 2018-09-08
  • 6352
  • من الأرشيف

الإرهابيون يضعون لمساتهم الأخيرة على "مسرحية" الكيميائي في إدلب..

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن زعماء جماعتي هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) وحزب تركمانستان الإسلامي أجروا في إدلب الجمعة اجتماعا بمشاركة المنسقين المحليين للخوذ البيضاء. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية: "تتوفر لدى وزارة الدفاع الروسية معلومات موثوقة تدل على أنه تم في مركز قيادة الإرهابيين الواقع في منطقة مدرسة الوحدة بمدينة إدلب في الـ7 من أيلول الجاري اجتماع لزعماء جماعتي "هيئة تحرير الشام" ("جبهة النصرة") و"حزب تركمانستان الإسلامي" بمشاركة المنسقين المحليين (الخوذ البيضاء). وأضاف أنه تم في هذا اللقاء التنسيق النهائي لسيناريوهات إجراء وتصوير مسرحيات الحوادث بالاستخدام المزعوم للمواد السامة من قبل القوات الحكومية السورية ضد السكان المديين في التجمعات السكنية بجسر الشغور وسراقب وتنتفاز وسرمين. وأفاد بأن الاستعداد الكامل لكل المشاركين في إجراء هذه الاستفزازات المسرحية يجب أن يستكمل بحلول مساء اليوم. وتابع أن أمرا خاصا من أصدقاء أجانب لـ "الثورة السورية" سيصبح إشارة لبدء الإرهابيين في تنفيذ المرحلة العملية للاستفزاز بمحافظة إدلب. وبالتزامن مع تحذير روسيا من مخطط لاستخدام السلاح الكيميائي في سورية واتهام دمشق بذلك، هدد الجيش الأمريكي بوجود خيارات عسكرية لديه إذا تجاهلت سورية تحذيرات واشنطن واستخدمت هذا السلاح. وأعلن الجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، أمس، إنه يجرى "حوارا روتينيا" مع الرئيس ترامب بشأن الخيارات العسكرية، إذا تجاهلت سورية تحذيرات واشنطن من استخدام أسلحة كيميائية في هجوم متوقع على إدلب. وأضاف دانفورد أن الولايات المتحدة لم تتخذ بعد قرارا باستخدام القوة العسكرية ردا على أي هجوم كيميائي في سورية، وقال "ولكننا نجري حوارا، حوارا روتينيا، مع الرئيس (ترامب) للتأكد من أنه يعرف موقفنا فيما يتعلق بالخطط في حالة استخدام أسلحة كيميائية". ورأى رئيس لجنة البرلمان الألماني للشؤون الخارجية، نوربرت ريوتغن، أن الغرب فقد فرصة للتأثير على تطور الأحداث في سورية، مشيرا إلى فشل السياسة الأمريكية والأوروبية في الشرق الأوسط. وقال ريوتغن لصحيفة "Kieler Nachrichten" إن سورية وخاصة إدلب ستشهد في القريب العاجل عملية عسكرية واسعة النطاق، مضيفا أن الدور الرئيسي فيها ستلعبه حكومة سورية وروسيا وإيران. وعبّر عن اعتقاده أن كل ذلك نتج عن سياسة الدول الغربية في هذه المنطقة في السنوات الأخيرة. وشدد على أن مسؤولية ذلك يتحملها الرئيس أوباما، الذي "لم يرد بطريقة عسكرية على الهجوم الكيميائي الذي نفذه الأسد عام 2013"، بالرغم من تعهداته بإجراء عملية عسكرية في هذا البلد. كما وصف أوروبا بأنها "المتسول السياسي الذي فقد تأثيره، الأمر الذي أدى إلى تعزيز مواقع روسيا وإيران". هذا واتهم ريوتغن الاتحاد الأوروبي بتجاهل أخطائه السابقة وعدم رغبته في تحليلها وتصحيحها. وتابع: "على مدى السنوات الـ7 الماضية لا يستخلص الاتحاد الأوروبي أي عبرة من أخطائه المرتكبة في سورية. ولم تتوصل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا إلى أي استنتاجات من فشلها. إن أوروبا أهينت بالكامل في سورية، ولا يمكن تقييم ذلك بأي طريقة أخرى". وقال: "نواجه أزمة سياسية ومعنوية تسبب فيها غياب السياسة الأوروبية في الشرق الأوسط. لقد استقبلنا عددا كبيرا من اللاجئين، لكننا لم نغير الظروف الموجودة في المكان (في البلاد التي يصل منها اللاجئون)، كما لا نقوم بإنشاء أي هيكل لعمل ذلك مستقبلا". من جانبه، وتعليقا على دعم مستشارة ألمانيا، أنغيلا ميركل، للمرة الأولى عمليات روسيا في سورية، قال الخبير يوري سفيتوف، إن المهم الآن، ما إذا كان من الممكن تقييد رغبة أمريكا في "اللعب بالعضلات". وقد دعمت ميركل، للمرة الأولى عمليات روسيا في سورية، وقالت إن عملية مكافحة الإرهاب الروسية في سورية معقدة بسبب حقيقة أن المتشددين حاولوا استخدام المدنيين "كدروع حية". وأوضح يوري سفيتوف، ما الذي يثير اهتمام ألمانيا بالوضع في سورية، وقال: "أعتقد أن هذا الموقف جاء نتيجة الاجتماع الأخير بين ميركل وبوتين، الذي ناقشا فيه احتمال مساهمة أوروبا في إعادة إعمار سورية. كنت في ذلك الوقت في ألمانيا. والألمان كانوا مهتمين جدا في هذا الجانب من المفاوضات، لاعتقادهم بأن استعادة السلام في سورية سيقضي على التدفق غير المنضبط للمهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي وألمانيا بالذات، وأعتقد أن المفاوضات استمرت على مستوى الخبراء منذ ذلك الاجتماع، وجاءت بعض هذه النتائج.. المهم في هذه اللحظة هو سلوك الولايات المتحدة، وما إذا كانت ستتدخل لعرقلة توجه أوروبا نحو إعادة إعمار سورية. وبالطبع، فإن رد الفعل على الأحداث في إدلب مهم للغاية، وما إذا كان تهديد الأمريكيين بالهجوم العسكري على سورية سيستمر، أم أنه سيكون من الممكن إطفاء هذه الرغبة المحمومة لاستعراض العضلات بطريقة أو بأخرى؟". إلى ذلك، ووسط توقعات وتحذيرات متزايدة بشأن الهجوم المرتقب للقوات السورية على المسلحين في محافظة إدلب، دعت الإمارات إلى مزيد من التدخل العربي في الأزمة التي تمر بها سورية. وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، في "تويتر": "إن تجنيب إدلب مواجهة دامية تعرض المدنيين للخطر يمثل أولوية لنا وللمجتمع الدولي". وأضاف قرقاش مع ذلك: "أما تقلص نفوذ ووجود الدور العربي تجاه الأزمة السورية فبحاجة إلى مراجعة جادة وشاملة ودروس لا بد من استيعابها بمرارة وعقلانية".  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة