استفاقت مدينة القامشلي السورية أمس على مجزرة ارتكبها مسلحون من “الأسايش” الكردية بحق عناصر تابعة للأمن العسكري السوري خلال قيامها بتبديل دوريتها، راح ضحيتها 14 عنصرا سوريا.

قيادة وحدات حماية الشعب الكردية التي كانت تسيطر على عفرين رفضت تسليم عفرين للدولة السورية مما سبب باجتياح تركي لعفرين مستغلا انشغال الجيش السوري بمعارك البادية والغوطة والجنوب السوري، وكان هذا خطأ فادحا (باعتراف رسميين أكراد) ارتكبته قيادة الوحدات الكردية برفضها تسليم عفرين للدولة السورية لأن ذلك كان قد يجنب المنطقة التوغل التركي.

الولايات المتحدة التي تدعم قوات سوريا الديمقراطية “قسد” ووحدات الحماية الكردية عسكريا وسياسيا بشكل مباشر وغير مباشر والتي تقيم قواعد غير شرعية هي الأخرى في شمال شرق سوريا، أيضا كانت صاحبة المصلحة بعدم عودة عفرين للدولة السورية وهي الآن صاحبة المصلحة بالضغط على دمشق من خلال مهاجمة العناصر العسكرية السورية المتواجدة في القامشلي والحسكة.

تشبه الجريمة المروعة التي قامت بها “الأسايش” الكردية امس بحق عناصر الجيش السوري جرائم تنظيم “جبهة النصرة” بكل دقة، تصفية مباشرة لجنود سوريين كانوا يقومون بدورية مسالمة وهم متآلفون مع أهل تلك المنطقة منذ سنين حيث تعتبر مهمتهم حماية مطار القامشلي.

الرئيس السوري بشار الأسد كان قد أكد في وقت سابق أنه على القوات الكردية شرق الفرات وفي الشمال الشرقي الاختيار بين العودة لحضن الوطن أو المواجهة مع الجيش السوري، ويبدو أن هذه القوات التي رفضت عودة عفرين إلى سلطة الدولة السورية وفضلت خوض مواجهة خاسرة مع الأتراك، ما زالت متعنتة بالمواجهة مع الجيش السوري التي لن تستطيع الصمود أمامه عندما يبدأ تسونامي النمور بالتوجه شرقا بعد معركة إدلب.

 

“الأسايش” الكردية امس تمكنوا من دورية للجيش السوري وقاموا بجريمة ومجزرة مثل مجازر “جبهة النصرة”، ولكن سنرى قوتهم عندما يتقدم الجيش السوري باتجاه الشرق والشمال الشرقي، وسنرى كم سيصمدون، وسنرى ماذا ستفعل لهم القوات الأمريكية.

إن مختلف الأطياف والفعاليات الشعبية الكردية هي مع الدولة السورية وتستنكر هذه المجزرة المروعة، ومن قام بهذه الجريمة سوف تتم محاسبته.

وفي الأمس تحدث الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال القمة الروسية التركية الإيرانية أن وجهة الجيش السوري المقبلة بعد إدلب ستكون شرق الفرات، وهنا يقصد مناطق سيطرة “قسد” والفصائل الكردية المتحالفة مع واشنطن، وبالطبع في هذه الحالة ستكون المصلحة الاستراتيجية الروسية والتركية أيضا ضمن هذا التوجه وهو عودة كامل الشمال الشرقي والشرق السوري إلى سلطة الدولة السورية.

بالنسبة للقواعد الأمريكية (والتي تقع في مناطق سيطرة الوحدات الكردية) بشكل مؤكد لن تستطيع حماية نفسها في وقت لاحق، وكما أخرجت أمريكا قواتها من العراق تحت ضربات المقاومة العراقية عام 2011، فإنها ستخرج قواعدها من سوريا بنفس الطريقة أو من تلقاء نفسها تجنبا لسيناريو مشابه.

إن مصلحة قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردية هي الحوار والعودة لحضن الوطن وترك تحالفها مع الولايات المتحدة، ومحاسبة من قام بجريمة القامشلي لأن الرد لن يكون فيه مصلحة لكل من يحمي هؤلاء المجرمون الذين فعلوا فعلتهم اليوم.

  • فريق ماسة
  • 2018-09-08
  • 8919
  • من الأرشيف

مجزرة القامشلي… فصائل كردية تلبس رداء النصرة.. انتظروا الجيش السوري

استفاقت مدينة القامشلي السورية أمس على مجزرة ارتكبها مسلحون من “الأسايش” الكردية بحق عناصر تابعة للأمن العسكري السوري خلال قيامها بتبديل دوريتها، راح ضحيتها 14 عنصرا سوريا. قيادة وحدات حماية الشعب الكردية التي كانت تسيطر على عفرين رفضت تسليم عفرين للدولة السورية مما سبب باجتياح تركي لعفرين مستغلا انشغال الجيش السوري بمعارك البادية والغوطة والجنوب السوري، وكان هذا خطأ فادحا (باعتراف رسميين أكراد) ارتكبته قيادة الوحدات الكردية برفضها تسليم عفرين للدولة السورية لأن ذلك كان قد يجنب المنطقة التوغل التركي. الولايات المتحدة التي تدعم قوات سوريا الديمقراطية “قسد” ووحدات الحماية الكردية عسكريا وسياسيا بشكل مباشر وغير مباشر والتي تقيم قواعد غير شرعية هي الأخرى في شمال شرق سوريا، أيضا كانت صاحبة المصلحة بعدم عودة عفرين للدولة السورية وهي الآن صاحبة المصلحة بالضغط على دمشق من خلال مهاجمة العناصر العسكرية السورية المتواجدة في القامشلي والحسكة. تشبه الجريمة المروعة التي قامت بها “الأسايش” الكردية امس بحق عناصر الجيش السوري جرائم تنظيم “جبهة النصرة” بكل دقة، تصفية مباشرة لجنود سوريين كانوا يقومون بدورية مسالمة وهم متآلفون مع أهل تلك المنطقة منذ سنين حيث تعتبر مهمتهم حماية مطار القامشلي. الرئيس السوري بشار الأسد كان قد أكد في وقت سابق أنه على القوات الكردية شرق الفرات وفي الشمال الشرقي الاختيار بين العودة لحضن الوطن أو المواجهة مع الجيش السوري، ويبدو أن هذه القوات التي رفضت عودة عفرين إلى سلطة الدولة السورية وفضلت خوض مواجهة خاسرة مع الأتراك، ما زالت متعنتة بالمواجهة مع الجيش السوري التي لن تستطيع الصمود أمامه عندما يبدأ تسونامي النمور بالتوجه شرقا بعد معركة إدلب.   “الأسايش” الكردية امس تمكنوا من دورية للجيش السوري وقاموا بجريمة ومجزرة مثل مجازر “جبهة النصرة”، ولكن سنرى قوتهم عندما يتقدم الجيش السوري باتجاه الشرق والشمال الشرقي، وسنرى كم سيصمدون، وسنرى ماذا ستفعل لهم القوات الأمريكية. إن مختلف الأطياف والفعاليات الشعبية الكردية هي مع الدولة السورية وتستنكر هذه المجزرة المروعة، ومن قام بهذه الجريمة سوف تتم محاسبته. وفي الأمس تحدث الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال القمة الروسية التركية الإيرانية أن وجهة الجيش السوري المقبلة بعد إدلب ستكون شرق الفرات، وهنا يقصد مناطق سيطرة “قسد” والفصائل الكردية المتحالفة مع واشنطن، وبالطبع في هذه الحالة ستكون المصلحة الاستراتيجية الروسية والتركية أيضا ضمن هذا التوجه وهو عودة كامل الشمال الشرقي والشرق السوري إلى سلطة الدولة السورية. بالنسبة للقواعد الأمريكية (والتي تقع في مناطق سيطرة الوحدات الكردية) بشكل مؤكد لن تستطيع حماية نفسها في وقت لاحق، وكما أخرجت أمريكا قواتها من العراق تحت ضربات المقاومة العراقية عام 2011، فإنها ستخرج قواعدها من سوريا بنفس الطريقة أو من تلقاء نفسها تجنبا لسيناريو مشابه. إن مصلحة قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردية هي الحوار والعودة لحضن الوطن وترك تحالفها مع الولايات المتحدة، ومحاسبة من قام بجريمة القامشلي لأن الرد لن يكون فيه مصلحة لكل من يحمي هؤلاء المجرمون الذين فعلوا فعلتهم اليوم.

المصدر : الماسة السورية/سبوتنيك


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة