لم يكن حديث مصدر دبلوماسي مشارك في مباحثات سوتشي أمس عن عدم وجود فرصة للاتفاق على مصير إدلب خلال الاجتماع، سوى انعكاس للاختلاف الحاصل الآن بين الأطراف الفاعلة حول شكل نهاية هذا الملف . التنسيق الأمريكي الروسي القائم على إنهاء أي تواجد للمقاتلين الأجانب في المحافظة يلقي بثقل كبير على اقترحات أنقرة، التي تحاول أن تقدمها ضمن مؤتمر مخصص لمصير إدلب تعكف على إقناع الأطراف بالمشاركة به والاستماع إلى الأفكار التركية بخصوص المصير النهائي لادلب، حيث أعلنت أنقرة بأنها لن تسمح بأن يكون مصير إدلب، مثل باقي المناطق في سوريا . وعقدت أنقرة عدة اجتماعات مع قادة فصائل الشمال، قالت مواقع مقربة منها أن الاجتماعات تضمنت انشاء غرفة عمليات مشتركة بدعم مباشر من تركيا لمواجهة الحملة العسكرية للجيش السوري، إلا أن مصدر في المعارضة السورية نفى” لرأي اليوم ” هذه الأنباء، وأكد أن أنقرة قدمت مجموعة مقترحات لترتيب الوضع العسكري في محافظة إدلب فقط، وعرضتها على الفصائل كبديل وحيد لتجنب الحملة العسكرية السورية .

حديث الرئيس السوري بشار الأسد قبل أيام حول نية الجيش السوري استعادة إدلب بالكامل، وأنها باتت أولوية اليوم، هو حديث جدي وترجمة لجهد عسكري يجري لتشكيل غرفة عمليات إدلب، ورسم الخطط العسكرية للسيطرة عليها، ووضع التقديرات العسكرية لانجاز المهمة . خاصة أن اتفاق خفض التصعيد في إدلب المتوافق عليه في أستانا ينتهي مفعوله في بداية شهر أيلول، وتكون إدلب بعدها منطقة مفتوحة على كل السيناريوهات .

التركيز العسكري حسب رصد مجريات الميدان خلال الساعات الماضية ينصب على تهيئة مسرح الميدان أولا قبل انطلاق ما تسمى أم المعارك في ادلب، يتجه الجيش السوري أولا إلى ريف الاذقية المتصل بريف إدلب عبر منطقة جسر الشغور حيث يسيطر هناك هيئة تحرير الشام ( النصرة سابقا ) ، ومن خلال سير المعارك التي بدأت هناك بالفعل، يهدف الجيش السوري لاستعادة السيطرة على جسر الشغور في ريف إدلب الغربي، وتأمين ريف الاذقية، لفتح محور اقتحام مستقبلي لادلب . وتجنب ردة فعل من قبل الفصائل المسلحة بشن هجوم على الاذقية انطلاقا من جسر الشغور اذا ما تم الضغط عليهم في ادلب .

بدأت مدفعية الجيش السوري وراجمات الصواريخ منذ يومين بدك معاقل تنظيم “جبهة النصرة” في مدينة جسر الشغور في الريف الغربي لإدلب، انطلاقا من جبل الأكراد في الريف الشمالي الشرقي للاذقية، ومن المتوقع أن تبدأ خلال الساعات المقبلة الحملة البرية للسيطرة على مدينة جسر والشعور واريحا .

وقالت مصادر ميدانية إن وحدات الجيش السوري المتمركزة في ريف اللاذقية الشمالي بدأت ظهر أمس قصفا مكثفا بسلاحي المدفعية وراجمات الصواريخ لمواقع المسلحين في بلدتي بداما والناجية في ريف إدلب الغربي، وإن القصف امتد ليشمل بلدة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، مشيرا إلى أن مدفعية الجيش وصواريخه استهدفت تجمعات ومقار المسلحين ومراكز قيادة ومستودعات ذخيرة تابعة للمجموعات المسلحة. وسجلت حركة نزوح كثيفة للسكان خلال الساعات الماضية من مدينة جسر الشغور باتجاه مدينة إدلب . حيث يبلغ عدد سكان المدينة حوالي 60 الف نسمة .

ولفتت المصادر إلى أن قريتي بداما والناجية تعدان مركزا لإطلاق الطائرات المسيرة التي تستهدف الساحل السوري منذ أشهر، والتي أسقطت المضادات الجوية الروسية في قاعدة حميميم العشرات منها خلال الفترة الماضية.

الفصائل العسكرية في ادلب حشدت بدورها للمعركة البرية وحسب مصادر محلية تركزت الحشد العسكري للفصائل في محاور التفاحية والخضر وكبينة والحدادة. وتقول مواقع مقربة من فصائل الشمال السوري، ان معركة الريف الغربي لادلب باتت أمرا واقعا، وخسارتها تعني أن الجيش السوري طرق اول بوابات إدلب .

حسب تقديرنا فإن الجيش السوري لن يكتف بمدينة جسر الشغور وحدها خلال الهجوم، إنما سيواصل التقدم إلى مدن كمحمبل واريحا، بهدف وصل الريف الشمالي الشرقي لمحافظة الاذقية بسهل الغاب في ريف حماه الغربي، وهذا سيؤمن للجيش السوري محور قتال واسع باتجاه مدينة إدلب، ويعتبر خطوة أساسية في طريق اطباق الحصار عليها .

وكانت جبهة النصرة قد سيطرة على منطقة جسر الشغور في أبريل عام 2015 عبر الحزب التركستاني الإسلامي التابع لتنظيم القاعدة، ضمن تشكيل جيش الفتح الذي ضم العديد من الفصائل بقيادة جبهة النصرة .

 

  • فريق ماسة
  • 2018-07-30
  • 14920
  • من الأرشيف

الجيش السوري يطرق أبواب إدلب من جسر الشغور.. معركة السيطرة عليها بدأت

لم يكن حديث مصدر دبلوماسي مشارك في مباحثات سوتشي أمس عن عدم وجود فرصة للاتفاق على مصير إدلب خلال الاجتماع، سوى انعكاس للاختلاف الحاصل الآن بين الأطراف الفاعلة حول شكل نهاية هذا الملف . التنسيق الأمريكي الروسي القائم على إنهاء أي تواجد للمقاتلين الأجانب في المحافظة يلقي بثقل كبير على اقترحات أنقرة، التي تحاول أن تقدمها ضمن مؤتمر مخصص لمصير إدلب تعكف على إقناع الأطراف بالمشاركة به والاستماع إلى الأفكار التركية بخصوص المصير النهائي لادلب، حيث أعلنت أنقرة بأنها لن تسمح بأن يكون مصير إدلب، مثل باقي المناطق في سوريا . وعقدت أنقرة عدة اجتماعات مع قادة فصائل الشمال، قالت مواقع مقربة منها أن الاجتماعات تضمنت انشاء غرفة عمليات مشتركة بدعم مباشر من تركيا لمواجهة الحملة العسكرية للجيش السوري، إلا أن مصدر في المعارضة السورية نفى” لرأي اليوم ” هذه الأنباء، وأكد أن أنقرة قدمت مجموعة مقترحات لترتيب الوضع العسكري في محافظة إدلب فقط، وعرضتها على الفصائل كبديل وحيد لتجنب الحملة العسكرية السورية . حديث الرئيس السوري بشار الأسد قبل أيام حول نية الجيش السوري استعادة إدلب بالكامل، وأنها باتت أولوية اليوم، هو حديث جدي وترجمة لجهد عسكري يجري لتشكيل غرفة عمليات إدلب، ورسم الخطط العسكرية للسيطرة عليها، ووضع التقديرات العسكرية لانجاز المهمة . خاصة أن اتفاق خفض التصعيد في إدلب المتوافق عليه في أستانا ينتهي مفعوله في بداية شهر أيلول، وتكون إدلب بعدها منطقة مفتوحة على كل السيناريوهات . التركيز العسكري حسب رصد مجريات الميدان خلال الساعات الماضية ينصب على تهيئة مسرح الميدان أولا قبل انطلاق ما تسمى أم المعارك في ادلب، يتجه الجيش السوري أولا إلى ريف الاذقية المتصل بريف إدلب عبر منطقة جسر الشغور حيث يسيطر هناك هيئة تحرير الشام ( النصرة سابقا ) ، ومن خلال سير المعارك التي بدأت هناك بالفعل، يهدف الجيش السوري لاستعادة السيطرة على جسر الشغور في ريف إدلب الغربي، وتأمين ريف الاذقية، لفتح محور اقتحام مستقبلي لادلب . وتجنب ردة فعل من قبل الفصائل المسلحة بشن هجوم على الاذقية انطلاقا من جسر الشغور اذا ما تم الضغط عليهم في ادلب . بدأت مدفعية الجيش السوري وراجمات الصواريخ منذ يومين بدك معاقل تنظيم “جبهة النصرة” في مدينة جسر الشغور في الريف الغربي لإدلب، انطلاقا من جبل الأكراد في الريف الشمالي الشرقي للاذقية، ومن المتوقع أن تبدأ خلال الساعات المقبلة الحملة البرية للسيطرة على مدينة جسر والشعور واريحا . وقالت مصادر ميدانية إن وحدات الجيش السوري المتمركزة في ريف اللاذقية الشمالي بدأت ظهر أمس قصفا مكثفا بسلاحي المدفعية وراجمات الصواريخ لمواقع المسلحين في بلدتي بداما والناجية في ريف إدلب الغربي، وإن القصف امتد ليشمل بلدة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، مشيرا إلى أن مدفعية الجيش وصواريخه استهدفت تجمعات ومقار المسلحين ومراكز قيادة ومستودعات ذخيرة تابعة للمجموعات المسلحة. وسجلت حركة نزوح كثيفة للسكان خلال الساعات الماضية من مدينة جسر الشغور باتجاه مدينة إدلب . حيث يبلغ عدد سكان المدينة حوالي 60 الف نسمة . ولفتت المصادر إلى أن قريتي بداما والناجية تعدان مركزا لإطلاق الطائرات المسيرة التي تستهدف الساحل السوري منذ أشهر، والتي أسقطت المضادات الجوية الروسية في قاعدة حميميم العشرات منها خلال الفترة الماضية. الفصائل العسكرية في ادلب حشدت بدورها للمعركة البرية وحسب مصادر محلية تركزت الحشد العسكري للفصائل في محاور التفاحية والخضر وكبينة والحدادة. وتقول مواقع مقربة من فصائل الشمال السوري، ان معركة الريف الغربي لادلب باتت أمرا واقعا، وخسارتها تعني أن الجيش السوري طرق اول بوابات إدلب . حسب تقديرنا فإن الجيش السوري لن يكتف بمدينة جسر الشغور وحدها خلال الهجوم، إنما سيواصل التقدم إلى مدن كمحمبل واريحا، بهدف وصل الريف الشمالي الشرقي لمحافظة الاذقية بسهل الغاب في ريف حماه الغربي، وهذا سيؤمن للجيش السوري محور قتال واسع باتجاه مدينة إدلب، ويعتبر خطوة أساسية في طريق اطباق الحصار عليها . وكانت جبهة النصرة قد سيطرة على منطقة جسر الشغور في أبريل عام 2015 عبر الحزب التركستاني الإسلامي التابع لتنظيم القاعدة، ضمن تشكيل جيش الفتح الذي ضم العديد من الفصائل بقيادة جبهة النصرة .  

المصدر : كمال خلف / رأي اليوم


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة