دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تعيش الفصائل المُسلّحة في إدلب حال تخبّط وحذر غير مسبوقين حول إمكانية حدوث عمل عسكري نحو إدلب رغم انتشار نقاط المراقبة التركية وحصولهم على تطمينات منها، حيث يتناقل المقاتلون في ما بينهم أن المعركة قادمة لا محالة بعد الانتهاء من درعا، وأن تركيا لا مأمن منها بعد ما حدث خلال معركة مطار أبو الظهور وخسارة الفصائل عشرات القرى وأكثر من 1000 مقاتل، حيث أنها ستتخلّى عن دعمها للفصائل طالما الأمر فيه خدمة لمصالحها.
ورفعت الجماعات المُسلّحة وأبرزها هيئة تحرير الشام، وتنظيم نصرة الإسلام الموالي لتنظيم القاعدة من حال الاستنفار واستدعاء كافة المقاتلين من منازلهم للبدء بأكبر عملية تحصين في المحافظة، مع استقدام الأسرى والمُعتقلين لديها للبدء بتكثيف حفر الأنفاق والخنادق، وذلك بالتزامُن مع الأخبار التي انتشرت مؤخّراً حول حشودات للجيش السوري وحلفائه في ريفيّ اللاذقية وحماة تمهيداً للبدء بعملية عسكرية واسعة نحو محافظة إدلب.
وأفادت مصادر محلية في محافظة إدلب أنه لوحظ خروج العديد من الحافلات يومياً من سجون حارم والمركزي تقلّ أسرى ومُعتقلين يتم أخذهم نحو مناطق رباط الجماعات المُسلّحة في سهل الغاب شمال غرب حماة وريف اللاذقية الشمالي، وجنوب إدلب وشمال حماة لتعزيز التحصينات ورفع السواتر وحفر الخنادق والأنفاق لوصل نقاط الرباط ببعضها.
ونفّذت هيئة تحرير الشام خلال الأيام الماضية سلسلة مُداهمات لمنازل في قرى جنوب إدلب، واعتقلت أكثر من 20 شخصاً قالت أنهم يتواصلون مع الدولة السورية لتسليم المناطق وتسوية أوضاع المطلوبين فيها خلال البدء بالعملية العسكرية، حيث أصدر العديد من الفصائل ومن بينها ما يُسمّى “مجلس كفروما العسكري” بيانات هدّدت فيها بقتل كل من يسعى للمُصالحة مع الدولة السورية أو يقوم بالترويج لها.
وقالت مصادر من سكان إدلب وريفها إن مقاتلي الفصائل لا يخلو تساؤلهم حول إمكانية بدء الجيش السوري لعملية عسكرية نحو المحافظة، بين مَن يستبعد الأمر لوجود تطمينات تركية أعطاها لهم ضباط نقاط المراقبة في مناطق خفض التصعيد، باستحالة تقدّم الجيش السوري وبين الذين فقدوا الأمل بداعمهم التركي الذي يبحث عن مصالحه وأنه سيترك الفصائل لمصيرها في حال الوصول مع موسكو إلى اتفاق مشترك مثل ما حصل خلال معركة مطار أبو الظهور وخسارة الفصائل لأكثر من 1000 مقاتل فيها.
وكثّفت الجماعات المُسلّحة من حملاتها الإعلامية لتطمين حاضنتها الشعبية بأنه لا معركة مُرتقبة نحو إدلب من خلال صلابة الموقف التركي الذي لن يسمح بمعركة قد تؤدّي إلى دخول عشرات الآلاف إلى حدوده هرباً من الحرب، في حين أن الجانب التركي أرسل تعزيزات كبيرة على طول الحدود المُقابلة لمحافظة إدلب، ويقوم عناصره بإطلاق الرصاص على أي تحرك ولو كان على مسافة مئات الأمتار من الحدود ضمن الأراضي السورية.
وفتحت هيئة تحرير الشام، وجبهة تحرير سوريا العديد من المعسكرات في غابات الباسل والحرش وجبل الأربعين، وفي محيط الدانا، ومطار تفتناز ، وكتيبة الدفاع الجوّي قرب كفرتخاريم، وتل مرديخ لاستقطاب المقاتلين الذين جاؤوا من أرياف دمشق ودرعا والقنيطرة، حيث شهدت إقبالاً محدوداً وقيام العشرات من الذين قدموا إلى إدلب بترك العمل المُسلّح وإيجاد طريق للهرب إلى تركيا والذين نجح عدد منهم في الهروب بعد دفع مبالغ مُضاعفة للمُهرّبين الذي لهم تنسيق مع جنود أتراك.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة