أحد الجوانب الإيجابية للقاء الرئيسين بوتن وترامب مؤخراً في هلسنكي كانت لجهة التعاون في المجال العسكري بين البلدين ، حيث أن المتحدث الرسمي بإسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف كان قد صرح قائلاً : أن وزارة الدفاع الروسية مستعدة للتنفيذ العملي للإتفاقيات التي توصل إليها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب خلال قمة هلسنكي.

بطبيعة الحال نحن نعلم التفاوت في طريقة التعاون بين البلدين ، على هذا الصعيد بشكل عام ، وتحديداً في سورية ، كونها نقطة الخلاف الأهم بين البلدين ، وهي لاتقل أهمية عن الملف الأوكراني ، ولا عن نشر الدرع الصاروخية على الحدود الغربية لروسيا في بعض دول أوروبا الشرقية ، والصواريخ النووية في بحر الصين، وغيرها من المسائل العالقة ، التي تعني الأمن القومي الروسي ، وتتعدى عليه الولايات المتحدة من خلال سياستها الإستفزازية .

ماهي الأسس التي سيتم أو يجب الإتفاق عليها لرفع مستوى التعاون العسكري في سورية ؟

ماهي خبايا إتفاقات الرئيسين بوتن وترامب حول التعاون والتنسيق العسكري الروسي الأمريكي في سورية ، خاصة في ظل غياب شبه كامل للتنسيق طوال الفترة الماضية ؟

أين ستكون سورية والحلفاء الأخرون من هذا التعاون والتنسيق وخاصة أنه حتى اللحظة لم يصدر أي تعليق رسمي بهذا الشأن من الجانب السوري ، أم أن الأمر موكل بالكامل للحليف الروسي ؟

هل يساعد هذا التحرك روسيا فعلياً على تحقيق توازن الردع على المستوى الإقايمي وتجنب حرب باردة جديدة على المستوى العالمي ؟

عضو أكاديمية العلوم العسكرية والروسية ، والمحلل السياسي الروسي سيرغي سوداكوف في تعليقه على هذا الموضوع لإذاعة "سبوتنيك " قال :

من المهم جداً في هذه الأيام أن يتم إنشاء نظام للتسوية الدولية ،وبشكل خاص في المجال العسكري ، لأن نشوب صدام عسكري بين روسيا والولايات المتحدة على الأراضي السورية قد لايبقى في إطار محلي ، وإنما قد يتطور إلى صراع عالمي ، ومن المهم جداً أن يكون هناك خط تواصل وتنسيق مباشر لزيادة التفاعل بين الجيشين .

في مرحلة ما ، توقفت الولايات المتحدة عن التواصل ، وهذا أدى إلى التعامل مع المتغيرات وفق القواعد والنظم الحالية ، الحوار في حد ذاته لم يكن موجودًا،ومن الأهمية بمكان أن يتواجد مثل هذا الحوار ، إلى جانب ذلك ، فإن الجانب الثاني المهم للغاية هو الحوار الكامل والمتكامل بين الأجهزة الأمنية.

من هنا يمكننا التحدث عن الخطوة التالية - وهي أنه يمكننا أن نواجه معاً جميع التهديدات الإرهابية التي نحتاج إلى التعامل معها ،والآن نحن نقترب من حقيقة أننا بدأنا في القيام بشيء كبير دون أن ندخل في المساومات حول من هو على حق – وعلى من يقع اللوم ، ومن قام بالمزيد أو بالأقل .

لقد بدأنا للتو في التقدم نحو تحقيق تقدم معين يجعل العالم أكثر أمناً. لا يمكننا أن نعرف كيف سيعمل هذا النظام ، لكن في الحقيقة "الآلة قد تحركت" هكذا هو الوضع .

من جانبه الخبير العسكري الإستراتيجي والمحلل السياسي السوري الدكتور فراس شبول يقول :

"هذا التعليق للخبير العسكري الروسي من الناحية الدبلوماسية هو تعليق صحيح وسليم مئة بالمئة ، ولكن مثل هذا التعليق أو مثل هذه التحليلات هل تنطبق على أرض الواقع في الأرض السورية ؟ ، وهل يتوافق ذلك مع مواقف وآراء الدولة السورية والدولة الروسية ؟ ، ترامب هذا الرجل لايفقه شيء في السياسية وهو ليس صاحب موقف أو كلمة ، لذا لايمكننا الوثوق به ، أو يستحق أن نعلّق عليه آمال ، وهو معلّب من قبل الإدارة الصهيونية ليحقق المصالح الأمريكية في المرحلة القادمة ، لذلك لا نتتظر من هذا الرجل أي صدق أو إلتزام في أي تعاون إن كان في قمم دولية أو قمم ولقاءات مع الرئيس بوتبن أو غير ذلك ، ترامب لايبحث إلا عن تحقيق مصالحة ومصالح المدرسة الصهيونية التي وضعته في هذا المنصب ، لذلك نحن نتظر لنرى إن كانت هذه الاتفاقات ستطبق على الأرض السورية أم لا ".

وأشار الدكتور شبول إلى أن

"الولايات المتحدة تنساق في سياساتها حسب مصالحها ، وإن كانت ستجد ثغرة واحدة تساعدها في تدمير الدولة السورية ستحاول القيام بها حتى اللحظة الأخيرة ، الأمريكيون حتى اللحظة يعطون أوامرهم لإسرائيل وللمجموعات الإرهابية المسلحة للقيام بإعتداءات على الجبهتين الشمالية والجنوبية وخاصة بعد الإنتصارات للجيش العربي السوري على هذه الجبهات ، ونحن بصريح العبارة لايهمنا ترامب ومايقوله أو يعد به ، لأنه لايمكن أن يثبت على موقف وأكبر دليل على ذلك ما فعله مع الملف الإيراني .

نحن نعول على الحلفاء وخاصة الحليف الروس وعلى الخارجية الروسية والرئيس بوتين في توصيف مستقبل الدبلوماسية في سورية لأننا نعلم أن الجميع بقيادة الولايات المتحدة لايقبلون التعامل والتفاوض مع الدولة السورية ويعتبرون بأن التنفاوض مع الدولة السورية هو خسارة لهم ، هم بالفعل يخسرون ، يخسرون في الميدان وفي الساحات السياسية والدبلوماسية ، وبالأمس ترامب صرح بأنه إقترب من الإنتصار على داعش ،غريب هذا الرجل يقول أنه يحارب داعش وسيقضي على داعش وهو الذي أسس داعش ومول ودعم داعش " .

وأردف الدكتور شبول

"كما قلنا نحن لانعول على ترامب ولانصدقه ، لقد شهدنا كيف جرت الأمور في قمة هلسنكي ،كان الأمر واضحاً و ظهر أنه لايمكن أن يقدم على أي توافق لايخدم مصالح الولايات المتحدة الأمريكية ،وحتى الرئيس بوتين لايثق بهذا الرجل ولايصدقه ، ولكن الدبلوماسية الروسية ووفق الظروف تقول لابد من أن يتماشى الرئيس بوتن معه ، الدولة السورية منذ سبع سنوات صامدة ومستمرة في المواجهة ، والجيش العربي السوري سينتقل ليحقق الإنتصارات على كل الجبهات ، بما فيها الجبهة الشمالية ، التي سيتم الإنتقال إليها خلال الفترة القريبة القادمة ، وسيتم دحر الإرهابيين ، والقضاء عليهم على كامل الأرض السورية بيد الجيش العربي السوري وحلفائه ، والأيام القادمة ستثبت أن الولايات المتحدة ستستمر في إعتداءاتها و لن توفر أي ضربة أو إعتداء على سورية وعلى مواقع الجيش العربي السوري ، سواء من خلال إسرائيل أو داعش أو باقي المجموعات الإرهابية الأخرى ، ترامب لم يوقع على أي وثيقة بهذا الخصوص ،وهو تحدث بشكل شفهي فكيف يمكن أن نثق بكلامه الذي يمكن أن يتراجع عنه في أي لحظة و ينقض وعوده ، بالمجمل نحن لايمكن أن نتفاوض مع الإرهابيين وسيتم سحقهم بمساعدة الحلفاء ، ولاتعنينا وعود ترامب الكاذبة ، مايعنينا هو متابعة تحقيق الإنتصار على الإرهاب" .

  • فريق ماسة
  • 2018-07-18
  • 11390
  • من الأرشيف

هل سيساعد التنسيق العسكري الروسي الأمريكي على إستقرار الوضع في سوية ؟

  أحد الجوانب الإيجابية للقاء الرئيسين بوتن وترامب مؤخراً في هلسنكي كانت لجهة التعاون في المجال العسكري بين البلدين ، حيث أن المتحدث الرسمي بإسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف كان قد صرح قائلاً : أن وزارة الدفاع الروسية مستعدة للتنفيذ العملي للإتفاقيات التي توصل إليها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب خلال قمة هلسنكي. بطبيعة الحال نحن نعلم التفاوت في طريقة التعاون بين البلدين ، على هذا الصعيد بشكل عام ، وتحديداً في سورية ، كونها نقطة الخلاف الأهم بين البلدين ، وهي لاتقل أهمية عن الملف الأوكراني ، ولا عن نشر الدرع الصاروخية على الحدود الغربية لروسيا في بعض دول أوروبا الشرقية ، والصواريخ النووية في بحر الصين، وغيرها من المسائل العالقة ، التي تعني الأمن القومي الروسي ، وتتعدى عليه الولايات المتحدة من خلال سياستها الإستفزازية . ماهي الأسس التي سيتم أو يجب الإتفاق عليها لرفع مستوى التعاون العسكري في سورية ؟ ماهي خبايا إتفاقات الرئيسين بوتن وترامب حول التعاون والتنسيق العسكري الروسي الأمريكي في سورية ، خاصة في ظل غياب شبه كامل للتنسيق طوال الفترة الماضية ؟ أين ستكون سورية والحلفاء الأخرون من هذا التعاون والتنسيق وخاصة أنه حتى اللحظة لم يصدر أي تعليق رسمي بهذا الشأن من الجانب السوري ، أم أن الأمر موكل بالكامل للحليف الروسي ؟ هل يساعد هذا التحرك روسيا فعلياً على تحقيق توازن الردع على المستوى الإقايمي وتجنب حرب باردة جديدة على المستوى العالمي ؟ عضو أكاديمية العلوم العسكرية والروسية ، والمحلل السياسي الروسي سيرغي سوداكوف في تعليقه على هذا الموضوع لإذاعة "سبوتنيك " قال : من المهم جداً في هذه الأيام أن يتم إنشاء نظام للتسوية الدولية ،وبشكل خاص في المجال العسكري ، لأن نشوب صدام عسكري بين روسيا والولايات المتحدة على الأراضي السورية قد لايبقى في إطار محلي ، وإنما قد يتطور إلى صراع عالمي ، ومن المهم جداً أن يكون هناك خط تواصل وتنسيق مباشر لزيادة التفاعل بين الجيشين . في مرحلة ما ، توقفت الولايات المتحدة عن التواصل ، وهذا أدى إلى التعامل مع المتغيرات وفق القواعد والنظم الحالية ، الحوار في حد ذاته لم يكن موجودًا،ومن الأهمية بمكان أن يتواجد مثل هذا الحوار ، إلى جانب ذلك ، فإن الجانب الثاني المهم للغاية هو الحوار الكامل والمتكامل بين الأجهزة الأمنية. من هنا يمكننا التحدث عن الخطوة التالية - وهي أنه يمكننا أن نواجه معاً جميع التهديدات الإرهابية التي نحتاج إلى التعامل معها ،والآن نحن نقترب من حقيقة أننا بدأنا في القيام بشيء كبير دون أن ندخل في المساومات حول من هو على حق – وعلى من يقع اللوم ، ومن قام بالمزيد أو بالأقل . لقد بدأنا للتو في التقدم نحو تحقيق تقدم معين يجعل العالم أكثر أمناً. لا يمكننا أن نعرف كيف سيعمل هذا النظام ، لكن في الحقيقة "الآلة قد تحركت" هكذا هو الوضع . من جانبه الخبير العسكري الإستراتيجي والمحلل السياسي السوري الدكتور فراس شبول يقول : "هذا التعليق للخبير العسكري الروسي من الناحية الدبلوماسية هو تعليق صحيح وسليم مئة بالمئة ، ولكن مثل هذا التعليق أو مثل هذه التحليلات هل تنطبق على أرض الواقع في الأرض السورية ؟ ، وهل يتوافق ذلك مع مواقف وآراء الدولة السورية والدولة الروسية ؟ ، ترامب هذا الرجل لايفقه شيء في السياسية وهو ليس صاحب موقف أو كلمة ، لذا لايمكننا الوثوق به ، أو يستحق أن نعلّق عليه آمال ، وهو معلّب من قبل الإدارة الصهيونية ليحقق المصالح الأمريكية في المرحلة القادمة ، لذلك لا نتتظر من هذا الرجل أي صدق أو إلتزام في أي تعاون إن كان في قمم دولية أو قمم ولقاءات مع الرئيس بوتبن أو غير ذلك ، ترامب لايبحث إلا عن تحقيق مصالحة ومصالح المدرسة الصهيونية التي وضعته في هذا المنصب ، لذلك نحن نتظر لنرى إن كانت هذه الاتفاقات ستطبق على الأرض السورية أم لا ". وأشار الدكتور شبول إلى أن "الولايات المتحدة تنساق في سياساتها حسب مصالحها ، وإن كانت ستجد ثغرة واحدة تساعدها في تدمير الدولة السورية ستحاول القيام بها حتى اللحظة الأخيرة ، الأمريكيون حتى اللحظة يعطون أوامرهم لإسرائيل وللمجموعات الإرهابية المسلحة للقيام بإعتداءات على الجبهتين الشمالية والجنوبية وخاصة بعد الإنتصارات للجيش العربي السوري على هذه الجبهات ، ونحن بصريح العبارة لايهمنا ترامب ومايقوله أو يعد به ، لأنه لايمكن أن يثبت على موقف وأكبر دليل على ذلك ما فعله مع الملف الإيراني . نحن نعول على الحلفاء وخاصة الحليف الروس وعلى الخارجية الروسية والرئيس بوتين في توصيف مستقبل الدبلوماسية في سورية لأننا نعلم أن الجميع بقيادة الولايات المتحدة لايقبلون التعامل والتفاوض مع الدولة السورية ويعتبرون بأن التنفاوض مع الدولة السورية هو خسارة لهم ، هم بالفعل يخسرون ، يخسرون في الميدان وفي الساحات السياسية والدبلوماسية ، وبالأمس ترامب صرح بأنه إقترب من الإنتصار على داعش ،غريب هذا الرجل يقول أنه يحارب داعش وسيقضي على داعش وهو الذي أسس داعش ومول ودعم داعش " . وأردف الدكتور شبول "كما قلنا نحن لانعول على ترامب ولانصدقه ، لقد شهدنا كيف جرت الأمور في قمة هلسنكي ،كان الأمر واضحاً و ظهر أنه لايمكن أن يقدم على أي توافق لايخدم مصالح الولايات المتحدة الأمريكية ،وحتى الرئيس بوتين لايثق بهذا الرجل ولايصدقه ، ولكن الدبلوماسية الروسية ووفق الظروف تقول لابد من أن يتماشى الرئيس بوتن معه ، الدولة السورية منذ سبع سنوات صامدة ومستمرة في المواجهة ، والجيش العربي السوري سينتقل ليحقق الإنتصارات على كل الجبهات ، بما فيها الجبهة الشمالية ، التي سيتم الإنتقال إليها خلال الفترة القريبة القادمة ، وسيتم دحر الإرهابيين ، والقضاء عليهم على كامل الأرض السورية بيد الجيش العربي السوري وحلفائه ، والأيام القادمة ستثبت أن الولايات المتحدة ستستمر في إعتداءاتها و لن توفر أي ضربة أو إعتداء على سورية وعلى مواقع الجيش العربي السوري ، سواء من خلال إسرائيل أو داعش أو باقي المجموعات الإرهابية الأخرى ، ترامب لم يوقع على أي وثيقة بهذا الخصوص ،وهو تحدث بشكل شفهي فكيف يمكن أن نثق بكلامه الذي يمكن أن يتراجع عنه في أي لحظة و ينقض وعوده ، بالمجمل نحن لايمكن أن نتفاوض مع الإرهابيين وسيتم سحقهم بمساعدة الحلفاء ، ولاتعنينا وعود ترامب الكاذبة ، مايعنينا هو متابعة تحقيق الإنتصار على الإرهاب" .

المصدر : الماسة السورية/سبوتنيك


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة