اعتبر سفير روسيا في واشنطن، أناتولي أنطونوف، أن لدى بلاده وأميركا فرصة للتوصل إلى حل وسط للأزمة السورية، خلال القمة المرتقبة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب، لكنه رأى أن الاجتماع المرتقب قد لا يتمكن من حل جميع المشاكل المتراكمة.

وتنعقد قمة ترامب بوتين يوم 16 تموز الجاري بمدينة هلسنكي الفنلندية.

وبحسب موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني، قال أنطونوف، الذي شغل منصب نائب وزير الدفاع الروسي قبل تعيينه سفيراً في واشنطن: «لدينا تحديات وتهديدات مشتركة لأمننا، أولاً وقبل كل شيء، الإرهاب الدولي، على سبيل المثال، نحن معاً في سورية، نحاول محاربة الإرهاب. بالطبع، لدينا خلافات، يمكن فهمها، ولكن في الوقت نفسه، يبدو لي أني واثق من أن لدينا اليوم فرصة للتوصل إلى حل وسط ومواصلة القتال ضد الإرهاب».

ووفقاً للسفير، يمكن للبلدين، روسيا وأميركا، في أفغانستان أيضاً «القيام بالكثير» لحل مشكلة إنتاج المخدرات، ومكافحة الإرهاب.

وأضاف: «نحن أيضاً ليس في مصلحتنا تفاقم الأوضاع والعلاقات في القارة الأوروبية، ونود تخفيف حدة التوتر بين الناتو وروسيا».

واعتبر أنطونوف، أن قمة ترامب بوتين «اجتماع مهم جداً بين الزعيمين. الجميع ينتظر هذا الحدث بفارغ الصبر»، وأضاف: علاقاتنا مع الولايات المتحدة ليست في أفضل حال الآن. ومن الواضح تماماً أن هذه القمة ستكون بمثابة فرصة جيدة لزعمائنا لمناقشة جميع القضايا التي تهم البلدين».

وأضاف: «هذه فرصة للجلوس معاً، والنظر لبعضهم البعض وبدء الحديث»، مشيراً إلى أنه «من المستحيل التغلب على جميع العراقيل في اجتماع واحد. لكن يمكن توضيح مسار التقدم نحو هذا الهدف. وتحسين العلاقات الثنائية وبدء التفاهم في الشؤون العالمية».

وقال السفير رداً على سؤال، عمّا إذا كان يمكن توقع أن يلتقي بوتين وترامب وجهاً لوجه (على انفراد من دون أعضاء الوفدين)، قال إن «هذا اللقاء الثنائي وارد وممكن، كما أعتقد، وهو يمكن أن يساعد على خلق ما يسمى بـالكيمياء بينهما».

وأضاف: «ربما يمزحون، لا أعرف. وآمل أن تساعدهم هذه الكيمياء على حل مهامهم وإزالة المسائل العالقة بين روسيا والولايات المتحدة».

واعتبر أنطونوف أن موسكو ستفعل كل ما هو ممكن لضمان عودة الدبلوماسيين الروس المرحلين من الولايات المتحدة إلى روسيا بسلامة خلال الفترة الزمنية المحددة.

وفي شأن منفصل، وصل رئيس لجنة التحقيقات الروسية، ألكسندر باستريكين، الثلاثاء إلى سورية في زيارة رسمية ركز خلالها على بحث نتائج التحقيق في الجرائم ضد العسكريين الروس في البلاد.

وقالت المتحدثة باسم لجنة التحقيقات الروسية، سفيتلانا بيترينكو، في بيان صحفي، أن «باستريكين عقد، فور وصوله إلى مطار حميميم، اجتماعاً سريعاً استمع خلاله إلى سير ونتائج التحقيقات، التي تعمل عليها اللجنة، الخاصة بالإرهاب والجرائم ضد العسكريين الروس الذين يؤدون واجبهم في سورية».

ولاحقاً عقد باستريكين في دمشق محادثات مع رئيس مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك، ووزير العدل هشام الشعار.

وأشار الجانب السوري، حسب بيترينكو، إلى تعزيز التنسيق بين المصالح المعنية، بما في ذلك في إطار تطبيق بروتوكول التعاون الموقع في آذار بين لجنة التحقيقات الروسية ولجنة توثيق الجرائم الإرهابية لوزارة العدل السورية.

وأضافت المتحدثة: إن «الزملاء السوريين لفتوا أيضاً إلى أنه، على الرغم من اتساع الأراضي المحررة من قبضة الإرهابيين، لا تزال هناك حاجة لتطوير وتعزيز التعاون الثنائي في مجال العدل وخاصة تسجيل آثار الجرائم وإحالتها إلى المؤسسات الجنائية الدولية».

  • فريق ماسة
  • 2018-07-04
  • 6817
  • من الأرشيف

سفير روسي: قمة بوتين ترامب فرصة للتوصل إلى حل وسط في سورية

اعتبر سفير روسيا في واشنطن، أناتولي أنطونوف، أن لدى بلاده وأميركا فرصة للتوصل إلى حل وسط للأزمة السورية، خلال القمة المرتقبة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب، لكنه رأى أن الاجتماع المرتقب قد لا يتمكن من حل جميع المشاكل المتراكمة. وتنعقد قمة ترامب بوتين يوم 16 تموز الجاري بمدينة هلسنكي الفنلندية. وبحسب موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني، قال أنطونوف، الذي شغل منصب نائب وزير الدفاع الروسي قبل تعيينه سفيراً في واشنطن: «لدينا تحديات وتهديدات مشتركة لأمننا، أولاً وقبل كل شيء، الإرهاب الدولي، على سبيل المثال، نحن معاً في سورية، نحاول محاربة الإرهاب. بالطبع، لدينا خلافات، يمكن فهمها، ولكن في الوقت نفسه، يبدو لي أني واثق من أن لدينا اليوم فرصة للتوصل إلى حل وسط ومواصلة القتال ضد الإرهاب». ووفقاً للسفير، يمكن للبلدين، روسيا وأميركا، في أفغانستان أيضاً «القيام بالكثير» لحل مشكلة إنتاج المخدرات، ومكافحة الإرهاب. وأضاف: «نحن أيضاً ليس في مصلحتنا تفاقم الأوضاع والعلاقات في القارة الأوروبية، ونود تخفيف حدة التوتر بين الناتو وروسيا». واعتبر أنطونوف، أن قمة ترامب بوتين «اجتماع مهم جداً بين الزعيمين. الجميع ينتظر هذا الحدث بفارغ الصبر»، وأضاف: علاقاتنا مع الولايات المتحدة ليست في أفضل حال الآن. ومن الواضح تماماً أن هذه القمة ستكون بمثابة فرصة جيدة لزعمائنا لمناقشة جميع القضايا التي تهم البلدين». وأضاف: «هذه فرصة للجلوس معاً، والنظر لبعضهم البعض وبدء الحديث»، مشيراً إلى أنه «من المستحيل التغلب على جميع العراقيل في اجتماع واحد. لكن يمكن توضيح مسار التقدم نحو هذا الهدف. وتحسين العلاقات الثنائية وبدء التفاهم في الشؤون العالمية». وقال السفير رداً على سؤال، عمّا إذا كان يمكن توقع أن يلتقي بوتين وترامب وجهاً لوجه (على انفراد من دون أعضاء الوفدين)، قال إن «هذا اللقاء الثنائي وارد وممكن، كما أعتقد، وهو يمكن أن يساعد على خلق ما يسمى بـالكيمياء بينهما». وأضاف: «ربما يمزحون، لا أعرف. وآمل أن تساعدهم هذه الكيمياء على حل مهامهم وإزالة المسائل العالقة بين روسيا والولايات المتحدة». واعتبر أنطونوف أن موسكو ستفعل كل ما هو ممكن لضمان عودة الدبلوماسيين الروس المرحلين من الولايات المتحدة إلى روسيا بسلامة خلال الفترة الزمنية المحددة. وفي شأن منفصل، وصل رئيس لجنة التحقيقات الروسية، ألكسندر باستريكين، الثلاثاء إلى سورية في زيارة رسمية ركز خلالها على بحث نتائج التحقيق في الجرائم ضد العسكريين الروس في البلاد. وقالت المتحدثة باسم لجنة التحقيقات الروسية، سفيتلانا بيترينكو، في بيان صحفي، أن «باستريكين عقد، فور وصوله إلى مطار حميميم، اجتماعاً سريعاً استمع خلاله إلى سير ونتائج التحقيقات، التي تعمل عليها اللجنة، الخاصة بالإرهاب والجرائم ضد العسكريين الروس الذين يؤدون واجبهم في سورية». ولاحقاً عقد باستريكين في دمشق محادثات مع رئيس مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك، ووزير العدل هشام الشعار. وأشار الجانب السوري، حسب بيترينكو، إلى تعزيز التنسيق بين المصالح المعنية، بما في ذلك في إطار تطبيق بروتوكول التعاون الموقع في آذار بين لجنة التحقيقات الروسية ولجنة توثيق الجرائم الإرهابية لوزارة العدل السورية. وأضافت المتحدثة: إن «الزملاء السوريين لفتوا أيضاً إلى أنه، على الرغم من اتساع الأراضي المحررة من قبضة الإرهابيين، لا تزال هناك حاجة لتطوير وتعزيز التعاون الثنائي في مجال العدل وخاصة تسجيل آثار الجرائم وإحالتها إلى المؤسسات الجنائية الدولية».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة