في الوقت الذي أصبح معه طفل سوري في السابعة، ولد وكبر في سنوات الحرب، قادر على إخبارك وبمجرد سماع الصوت عن نوع السلاح الذي يصدح في الأجواء.

خرج علينا “جبل شيخ الجبل” ويؤدي دوره تيم حسن، “بقسطل بلاستيك فوقه كوع ريحة” على أنه قاذف صاروخ مضاد للدروع. في العمل الهجين “الهيبة العودة” .

السوريون الذين تلقفوا صورة للممثل وتناقلوها بغض النظر عن متابعتهم للمسلسل مرفقة بعبارات السخرية والاستهجان. حالهم في التعاطي مع كل حدث يستجد سواء على الساحة السياسية أو الفنية أو الاقتصادية.

وبعيدا عن تقييم العمل دراميا وفنيا تعامل المتابع السوري “فيسبوكيا” مع الحركة “الفانتازية” على أنها مبالغة درامية بوليودية تستخف بعقل المتابع في محاولة بائسة لرفع نسب المشاهدات حالها حال الظهور “الصاروخي” للمغني ناصيف زيتون الذي انتظره “فانزاته” منذ بداية الموسم الرمضاني. ليمر معه مرورا عابرا قال بشأنه عدد من “الفانزات” أنهم بذلك لن يتابعوا العمل بعده.

“مبين متل نينجا ترتلز بهالقسطل” أحد تعليقات المتابعين الساخرين على اللقطة غير المبررة في عمل تجاوز في جزئه الثاني “العودة” ما قال متابعوه أنه قدمه في جزئه الأول، وهو حدوتة درامية تعكس الواقع الفج في عدة مناطق تهرب من سلطة القانون.

كما يهرب العمل من المكان والزمان. ليتوقع متابعوه ومنتقدوه أن يتفاقم حال المبالغات المستخفة بعقل المتابع مع تقدم حلقات العمل.

الهيبة العودة الذي يبدو أن صناعه لن يكبدوا الجمهور مجددا عناء تتبع خطوط درامية “لا خلق” لصناع العمل لبنائها أساسا.

ذوبوها مع تذويب المبرر الدرامي لاختلاط اللهجات. تجاوز نفسه في محاولة للتسلق على أكتاف النجاح الجزئي الذي حققه الجزء الأول منه، مع غياب عامل الإبهار الأول للحالة “الروبنهودية” إن جاز التعبير التي تعاطف معها الجمهور.

العمل المكتفي بالصراع الخارجي وبعض “العصورة” إلى جانب الصراخ و”العنتريات” افترض صناعه أن عنصر الحركة وحده مقوّم كاف لبناء درامي. مستندين غالبا على قراءة المزاج العام للمتلقي الذي يبدو أنه لم يكتف بكم “الأكشن” الذي يعيشه في حياته اليومية. فبحث عمن يقدم له جرعات مضاعفة ليس على طبق من فضة هذه المرة بل بقسطل بلاستيك مع “كوع ريحة”.

العمل الذي تعيش شخصياته ذروات أزماتها على طول الحلقات دون فهم دوافعها المنطقية تحول إلى مادة تندر وسخرية تنبأ معها السوريون في وقت سابق أن يلتقي بعده جبل بعصام بن أبو عصام على باب “حارة الضبع”.

تناقل “الفيسبوكرز” صورا ساخرة تظهر تيم حسن في الجزء الأول “حاملا” لبندقية وفي الجزء الثاني لقسطله الأخضر على أنه صاروخ. وفي صورة مفترضة يتحول إلى “جريندايزر” في الجزء الثالث.

وتناقل آخرون صورة لتيم حسن “جبل” مع قسطله الأخضر مرفقة بصورة شهيرة لجيم كاري في فيلم “ماسك” شاهراً مسدسه الخيالي متعدد المسدسات. في إشارة مباشرة إلى فجاجة ما قدّمه صنّاع العمل. وبخاصة من جسّد دور “عبّود” في الانتظار الذي تعاطف معه السوريون حينها كلقيط وخارج عن القانون أحيانا. ليبقى في بالهم ولمواسم درامية عدة سؤاله وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة “الدنيا شورح ناخد منها” كواحد من أهم المشاهد الدرامية في السنوات الأخيرة .

العمل وبعيداً عن سخرية السوريين منه وتبرير بعضهم لمتابعته رغم سخريتهم منه نجح في جزئه الاول بجذب تعاطف المتابعين وتأيدهم لما تمثله حالة “الهيبة” بأبطالها، من خروج على القانون وتقديم “العونطجي” “الشبيح” بصورة “الجغل” الكاريزماتي الذي يُجمع الجمهور على التعاطف معه وحبه. وتبرير أفعاله وتقليدها. لأسباب عدة أبرزها تحقيقه المعادلة الأُمنية من المجهولات الثلاثة “كسر القانون، تحقيق المصالح الشخصية، إحقاق العدل لنفسه وللآخرين”.

ليأتي “قسطل جبل بكوع الريحة” ويطمر نهائيا كاريزما البطل الذي يدغدغ أمنيات معظم المتابعين بإحقاق رغباتهم الدفينة بوجود حالة انتقامية تكسر جمود يومياتهم وتحرّك طموحهم بالتمرد على الملل والفتور وأشياء أخرى يعيشونها افراداً، وجماعات، وسط حرب مسعورة تحيط بهم ولكن من مسافة كافية لتركهم يرغبون بالمزيد.

  • فريق ماسة
  • 2018-06-01
  • 15424
  • من الأرشيف

” قسطل بكوع ريحة ” يثير سخرية السوريين مجددا من “ الهيبة “

في الوقت الذي أصبح معه طفل سوري في السابعة، ولد وكبر في سنوات الحرب، قادر على إخبارك وبمجرد سماع الصوت عن نوع السلاح الذي يصدح في الأجواء. خرج علينا “جبل شيخ الجبل” ويؤدي دوره تيم حسن، “بقسطل بلاستيك فوقه كوع ريحة” على أنه قاذف صاروخ مضاد للدروع. في العمل الهجين “الهيبة العودة” . السوريون الذين تلقفوا صورة للممثل وتناقلوها بغض النظر عن متابعتهم للمسلسل مرفقة بعبارات السخرية والاستهجان. حالهم في التعاطي مع كل حدث يستجد سواء على الساحة السياسية أو الفنية أو الاقتصادية. وبعيدا عن تقييم العمل دراميا وفنيا تعامل المتابع السوري “فيسبوكيا” مع الحركة “الفانتازية” على أنها مبالغة درامية بوليودية تستخف بعقل المتابع في محاولة بائسة لرفع نسب المشاهدات حالها حال الظهور “الصاروخي” للمغني ناصيف زيتون الذي انتظره “فانزاته” منذ بداية الموسم الرمضاني. ليمر معه مرورا عابرا قال بشأنه عدد من “الفانزات” أنهم بذلك لن يتابعوا العمل بعده. “مبين متل نينجا ترتلز بهالقسطل” أحد تعليقات المتابعين الساخرين على اللقطة غير المبررة في عمل تجاوز في جزئه الثاني “العودة” ما قال متابعوه أنه قدمه في جزئه الأول، وهو حدوتة درامية تعكس الواقع الفج في عدة مناطق تهرب من سلطة القانون. كما يهرب العمل من المكان والزمان. ليتوقع متابعوه ومنتقدوه أن يتفاقم حال المبالغات المستخفة بعقل المتابع مع تقدم حلقات العمل. الهيبة العودة الذي يبدو أن صناعه لن يكبدوا الجمهور مجددا عناء تتبع خطوط درامية “لا خلق” لصناع العمل لبنائها أساسا. ذوبوها مع تذويب المبرر الدرامي لاختلاط اللهجات. تجاوز نفسه في محاولة للتسلق على أكتاف النجاح الجزئي الذي حققه الجزء الأول منه، مع غياب عامل الإبهار الأول للحالة “الروبنهودية” إن جاز التعبير التي تعاطف معها الجمهور. العمل المكتفي بالصراع الخارجي وبعض “العصورة” إلى جانب الصراخ و”العنتريات” افترض صناعه أن عنصر الحركة وحده مقوّم كاف لبناء درامي. مستندين غالبا على قراءة المزاج العام للمتلقي الذي يبدو أنه لم يكتف بكم “الأكشن” الذي يعيشه في حياته اليومية. فبحث عمن يقدم له جرعات مضاعفة ليس على طبق من فضة هذه المرة بل بقسطل بلاستيك مع “كوع ريحة”. العمل الذي تعيش شخصياته ذروات أزماتها على طول الحلقات دون فهم دوافعها المنطقية تحول إلى مادة تندر وسخرية تنبأ معها السوريون في وقت سابق أن يلتقي بعده جبل بعصام بن أبو عصام على باب “حارة الضبع”. تناقل “الفيسبوكرز” صورا ساخرة تظهر تيم حسن في الجزء الأول “حاملا” لبندقية وفي الجزء الثاني لقسطله الأخضر على أنه صاروخ. وفي صورة مفترضة يتحول إلى “جريندايزر” في الجزء الثالث. وتناقل آخرون صورة لتيم حسن “جبل” مع قسطله الأخضر مرفقة بصورة شهيرة لجيم كاري في فيلم “ماسك” شاهراً مسدسه الخيالي متعدد المسدسات. في إشارة مباشرة إلى فجاجة ما قدّمه صنّاع العمل. وبخاصة من جسّد دور “عبّود” في الانتظار الذي تعاطف معه السوريون حينها كلقيط وخارج عن القانون أحيانا. ليبقى في بالهم ولمواسم درامية عدة سؤاله وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة “الدنيا شورح ناخد منها” كواحد من أهم المشاهد الدرامية في السنوات الأخيرة . العمل وبعيداً عن سخرية السوريين منه وتبرير بعضهم لمتابعته رغم سخريتهم منه نجح في جزئه الاول بجذب تعاطف المتابعين وتأيدهم لما تمثله حالة “الهيبة” بأبطالها، من خروج على القانون وتقديم “العونطجي” “الشبيح” بصورة “الجغل” الكاريزماتي الذي يُجمع الجمهور على التعاطف معه وحبه. وتبرير أفعاله وتقليدها. لأسباب عدة أبرزها تحقيقه المعادلة الأُمنية من المجهولات الثلاثة “كسر القانون، تحقيق المصالح الشخصية، إحقاق العدل لنفسه وللآخرين”. ليأتي “قسطل جبل بكوع الريحة” ويطمر نهائيا كاريزما البطل الذي يدغدغ أمنيات معظم المتابعين بإحقاق رغباتهم الدفينة بوجود حالة انتقامية تكسر جمود يومياتهم وتحرّك طموحهم بالتمرد على الملل والفتور وأشياء أخرى يعيشونها افراداً، وجماعات، وسط حرب مسعورة تحيط بهم ولكن من مسافة كافية لتركهم يرغبون بالمزيد.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة