بعدما استعرضت واشنطن عضلاتها بزعم استهداف تنظيم داعش الإرهابي انطلاقاً من حاملة الطائرات «هاري ترومان» القابعة في مياه البحر المتوسط، بدأت فرنسا تفاوض التنظيم لإخراجه بأمان من المناطق التي تحتلها قواتها في ريف دير الزور.

وذكرت تنسيقيات المسلحين، أن القوات الفرنسية في سورية، دخلت في مفاوضات مع مسلحي التنظيم، لإخراجهم من مناطقهم بريف دير الزور الجنوبي الشرقي، إلى مناطق سيطرة التنظيم في ريف الحسكة الجنوبي الشرقي على الحدود السورية العراقية.

ونقلت التنسيقيات عما وصفته بـ«ناشط مهتم بشؤون المعتقلين» المدعو محمد الخلف، قوله: إن المفاوضات، تجري الآن بين الفرنسيين والتنظيم لعقد اتفاق ينص على إطلاق سراح 5 آلاف محتجز في سجون داعش منذ عدة أعوام، مقابل تأمين القوات الفرنسية طريق انسحاب مسلحي التنظيم من قرى وبلدات «هجين، البوحسن، الشعفة، السوسة، الباغوز» في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي، إلى قريتي «أبو حامضة» و«تل الشاير» في ريف الحسكة الجنوبي الشرقي المحاذي للحدود السورية العراقية.

ويسيطر داعش على ثلاث بلدات فقط وهي السوسة والهري والباغوز على الحدود العراقية السورية، إضافة إلى عدد من القرى الصغيرة شرق نهر الفرات.

وتابعت التنسيقيات نقلاً عن خلف: إن الاتفاق ينص أيضاً على إطلاق سراح 620 من نساء وأطفال عوائل مسلحي التنظيم المحتجزين لدى مليشيا «قوات سورية الديمقراطية- قسد» في الريف المذكور.

وتزامنت المفاوضات مع سيطرة «قسد» على مدينة هجين في ريف دير الزور الشرقي، مساء الاثنين، بدعم من طيران «التحالف الدولي»، وقالت البحرية الأميركية في بيان نقلته وكالة «رويترز»: إن قوة هجومية تابعة للبحرية الأميركية تقودها حاملة الطائرات هاري إس. ترومان بدأت شن غارات في الثالث من أيار على داعش في سورية مواصلة مهام «التحالف».

وحاملة الطائرات ترومان قادرة على حمل 90 طائرة منها إف-18 سوبر هورنت. وقال قائد إدارة الطيران ستيفن جونايدي إنه على ظهر الحاملة حالياً نحو 60 طائرة.

وقال شاهد من «رويترز»: إن عدة مقاتلات أقلعت على التوالي يومي الجمعة والسبت من على ظهر الحاملة، إلا إن مسؤولين على ظهر حاملة الطائرات لم يوضحوا مدة بقاء القوة في المنطقة وقال الأميرال جين بلاك: «سنظل هنا مادامت هناك حاجة لوجودنا وسننتقل عندما يقررون إننا مطلوبون في مكان آخر».

واعتبر مراقبون أن دخول «ترومان» على خط «التحالف» لا يعدو كونه «استعراض عضلات» بعد نجاح الجيش العربي السوري وحلفائه بتقزيم التنظيم إلى أقصى حد ممكن قبل أن يسهم الدعم الأميركي الغربي بعودته، وهو ما أكدت عليه «القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية» الروسية أول من أمس عبر حسابها في «فيسبوك» بالقول: إن عودة النشاطات التخريبية لتنظيم داعش الإرهابي شرقي البلاد تتحمل مسؤوليتها القوات الأجنبية المتمثلة بالتحالف الدولي بقيادة واشنطن ومقاتليها الأكراد على الأرض بسبب منعهم للقوات الحكومية السورية من إتمام القضاء على ما تبقى من فلول التنظيم المتطرف في المنطقة.

في الأثناء شككت وكالة «أسوشيتد برس» في تقريرين لها بمصداقية عمل المحاكم التابعة لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية الخاصة بمحاكمة مئات الدواعش المحتجزين لديها، من حيث غياب أي اعتراف رسمي بالنظام القضائي لتلك المحاكم، داخل البلاد وخارجها، ولجوئها إلى جهود الوساطة والمصالحة مع العشائر العربية القوية، والتي كان بعضها ذات نفوذ أثناء سيطرة داعش على المنطقة، فيما يتعلق بمحاكمة أبنائها المحتجزين.

  • فريق ماسة
  • 2018-05-08
  • 13286
  • من الأرشيف

بعد غارات واشنطن «الاستعراضية».. الفرنسيون يفاوضون داعش لإنقاذه!

   بعدما استعرضت واشنطن عضلاتها بزعم استهداف تنظيم داعش الإرهابي انطلاقاً من حاملة الطائرات «هاري ترومان» القابعة في مياه البحر المتوسط، بدأت فرنسا تفاوض التنظيم لإخراجه بأمان من المناطق التي تحتلها قواتها في ريف دير الزور. وذكرت تنسيقيات المسلحين، أن القوات الفرنسية في سورية، دخلت في مفاوضات مع مسلحي التنظيم، لإخراجهم من مناطقهم بريف دير الزور الجنوبي الشرقي، إلى مناطق سيطرة التنظيم في ريف الحسكة الجنوبي الشرقي على الحدود السورية العراقية. ونقلت التنسيقيات عما وصفته بـ«ناشط مهتم بشؤون المعتقلين» المدعو محمد الخلف، قوله: إن المفاوضات، تجري الآن بين الفرنسيين والتنظيم لعقد اتفاق ينص على إطلاق سراح 5 آلاف محتجز في سجون داعش منذ عدة أعوام، مقابل تأمين القوات الفرنسية طريق انسحاب مسلحي التنظيم من قرى وبلدات «هجين، البوحسن، الشعفة، السوسة، الباغوز» في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي، إلى قريتي «أبو حامضة» و«تل الشاير» في ريف الحسكة الجنوبي الشرقي المحاذي للحدود السورية العراقية. ويسيطر داعش على ثلاث بلدات فقط وهي السوسة والهري والباغوز على الحدود العراقية السورية، إضافة إلى عدد من القرى الصغيرة شرق نهر الفرات. وتابعت التنسيقيات نقلاً عن خلف: إن الاتفاق ينص أيضاً على إطلاق سراح 620 من نساء وأطفال عوائل مسلحي التنظيم المحتجزين لدى مليشيا «قوات سورية الديمقراطية- قسد» في الريف المذكور. وتزامنت المفاوضات مع سيطرة «قسد» على مدينة هجين في ريف دير الزور الشرقي، مساء الاثنين، بدعم من طيران «التحالف الدولي»، وقالت البحرية الأميركية في بيان نقلته وكالة «رويترز»: إن قوة هجومية تابعة للبحرية الأميركية تقودها حاملة الطائرات هاري إس. ترومان بدأت شن غارات في الثالث من أيار على داعش في سورية مواصلة مهام «التحالف». وحاملة الطائرات ترومان قادرة على حمل 90 طائرة منها إف-18 سوبر هورنت. وقال قائد إدارة الطيران ستيفن جونايدي إنه على ظهر الحاملة حالياً نحو 60 طائرة. وقال شاهد من «رويترز»: إن عدة مقاتلات أقلعت على التوالي يومي الجمعة والسبت من على ظهر الحاملة، إلا إن مسؤولين على ظهر حاملة الطائرات لم يوضحوا مدة بقاء القوة في المنطقة وقال الأميرال جين بلاك: «سنظل هنا مادامت هناك حاجة لوجودنا وسننتقل عندما يقررون إننا مطلوبون في مكان آخر». واعتبر مراقبون أن دخول «ترومان» على خط «التحالف» لا يعدو كونه «استعراض عضلات» بعد نجاح الجيش العربي السوري وحلفائه بتقزيم التنظيم إلى أقصى حد ممكن قبل أن يسهم الدعم الأميركي الغربي بعودته، وهو ما أكدت عليه «القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية» الروسية أول من أمس عبر حسابها في «فيسبوك» بالقول: إن عودة النشاطات التخريبية لتنظيم داعش الإرهابي شرقي البلاد تتحمل مسؤوليتها القوات الأجنبية المتمثلة بالتحالف الدولي بقيادة واشنطن ومقاتليها الأكراد على الأرض بسبب منعهم للقوات الحكومية السورية من إتمام القضاء على ما تبقى من فلول التنظيم المتطرف في المنطقة. في الأثناء شككت وكالة «أسوشيتد برس» في تقريرين لها بمصداقية عمل المحاكم التابعة لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية الخاصة بمحاكمة مئات الدواعش المحتجزين لديها، من حيث غياب أي اعتراف رسمي بالنظام القضائي لتلك المحاكم، داخل البلاد وخارجها، ولجوئها إلى جهود الوساطة والمصالحة مع العشائر العربية القوية، والتي كان بعضها ذات نفوذ أثناء سيطرة داعش على المنطقة، فيما يتعلق بمحاكمة أبنائها المحتجزين.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة