أن تشيد غالبية مراسلي المحطات الفضائية داخل سورية بمقاتل في الجيش العربي السوري دوناً عن غيره، فذلك أمر يستحق التوقّف عنده ملياً ، الحديث هنا عن وسيم عيسى، الشاب السوري الذي التحق بخدمته الاحتياطية قبل حوالي خمس سنوات، واختار أن يجيّر المعارك الشرسة التي خاضها في مناطق مختلفة من ريف دمشق، إلى حالة توثيقية، ينجزها بأبسط الأدوات والإمكانات.

لم يكن عيسى بحاجة لأكثر من هاتف محمول، واتصال بالإنترنت، وصفحة على فايسبوك، لتكون تلك عدّته الكاملة، من دون أن يعمل لصالح أحد، بل انطلاقاً من حسّه الإعلامي ورغبته في أرشفة الحقائق التي يشاهدها بعين مجرّدة.

 هكذا، اكتسبت صفحته الشخصية على الموقع الأزرق، وهي منبره الوحيد، شهرة واسعة وحظيت فيديواته بنسبة متابعة عالية، وتحوّلت منشوراته إلى مرجعية بالنسبة لغالبية المهتمين بأخبار الميدان السوري، على اعتبار أنه يتاح لصاحبها ما يعجز غيره من بلوغه، كونه موجوداً على الخطوط الأمامية في مختلف الجبهات، وخصوصاً جبهة جوبر التي أرهقت سكان دمشق بآلاف القذائف الإرهابية.

بدوره، دأب الشاب الثلاثيني على العمل بصمت وثقة، مستقصداً رفع معنويات الجميع من حوله بما ينشره، ومتحاشياً بطريقة عفوية أي نوع من الاستعراض المجاني والسلبي.

 وعلى الرغم من تعرّضه للخطر مراراً، إلا أنّ الإصابة البليغة كانت تحيد عن طريقه، مكتفية بـ «مناغشته» مرّات عدّة، من خلال جروح سطحية وبعض الكسور. لكنه قبل أيّام، لقّن عدداً كبيراً من وسائل الإعلام المحلية ومراسليها دروساً مهنية، بعدما ولّف القدر لعبته في مصادفة غريبة تزامنت مع «عيد الشهداء»، إذ تعرّض عيسى أثناء معارك جنوب دمشق إلى إصابة عميقة أرغمت الأطباء على بتر قدمَيْه! هنا، ضجّ فايسبوك السوري خلال الساعات القليلة الماضية باسمه، وبإنجازاته الإعلامية الفردية، قبل أن تحتفي أسماء إعلامية مكرّسة وأخرى أكاديمية بجرأة الرجل وثباته ومهنيته الإعلامية المضافة إلى مهامه القتالية!

  • فريق ماسة
  • 2018-05-07
  • 12642
  • من الأرشيف

الأخبار اللبنانية: المقاتل وسيم عيسى زرع قدميه في أرض المعركة!

أن تشيد غالبية مراسلي المحطات الفضائية داخل سورية بمقاتل في الجيش العربي السوري دوناً عن غيره، فذلك أمر يستحق التوقّف عنده ملياً ، الحديث هنا عن وسيم عيسى، الشاب السوري الذي التحق بخدمته الاحتياطية قبل حوالي خمس سنوات، واختار أن يجيّر المعارك الشرسة التي خاضها في مناطق مختلفة من ريف دمشق، إلى حالة توثيقية، ينجزها بأبسط الأدوات والإمكانات. لم يكن عيسى بحاجة لأكثر من هاتف محمول، واتصال بالإنترنت، وصفحة على فايسبوك، لتكون تلك عدّته الكاملة، من دون أن يعمل لصالح أحد، بل انطلاقاً من حسّه الإعلامي ورغبته في أرشفة الحقائق التي يشاهدها بعين مجرّدة.  هكذا، اكتسبت صفحته الشخصية على الموقع الأزرق، وهي منبره الوحيد، شهرة واسعة وحظيت فيديواته بنسبة متابعة عالية، وتحوّلت منشوراته إلى مرجعية بالنسبة لغالبية المهتمين بأخبار الميدان السوري، على اعتبار أنه يتاح لصاحبها ما يعجز غيره من بلوغه، كونه موجوداً على الخطوط الأمامية في مختلف الجبهات، وخصوصاً جبهة جوبر التي أرهقت سكان دمشق بآلاف القذائف الإرهابية. بدوره، دأب الشاب الثلاثيني على العمل بصمت وثقة، مستقصداً رفع معنويات الجميع من حوله بما ينشره، ومتحاشياً بطريقة عفوية أي نوع من الاستعراض المجاني والسلبي.  وعلى الرغم من تعرّضه للخطر مراراً، إلا أنّ الإصابة البليغة كانت تحيد عن طريقه، مكتفية بـ «مناغشته» مرّات عدّة، من خلال جروح سطحية وبعض الكسور. لكنه قبل أيّام، لقّن عدداً كبيراً من وسائل الإعلام المحلية ومراسليها دروساً مهنية، بعدما ولّف القدر لعبته في مصادفة غريبة تزامنت مع «عيد الشهداء»، إذ تعرّض عيسى أثناء معارك جنوب دمشق إلى إصابة عميقة أرغمت الأطباء على بتر قدمَيْه! هنا، ضجّ فايسبوك السوري خلال الساعات القليلة الماضية باسمه، وبإنجازاته الإعلامية الفردية، قبل أن تحتفي أسماء إعلامية مكرّسة وأخرى أكاديمية بجرأة الرجل وثباته ومهنيته الإعلامية المضافة إلى مهامه القتالية!

المصدر : الماسة السورية/وسام كنعان


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة