من بين الظواهر الملفتة للاستغراب والتساؤل ، ما يحدث اليوم من صراع وتنافس غير شرعيين بين الكتل الانتخابية الداخلة في حلبة السباق باتجاه البرلمان القادم ، ظواهر أقل ما يقال عنها بأنها منحرفة وغير أخلاقية في ممارساتها وفي الطرق التي تسلكها باتجاه أهدافها المرسومة.

وبصرف النظر عن حقيقة الحدث والصورة والكلام ،في هذا الاتجاه أو ذاك ، فإنه يمثل نقصا واعوجاجا وخواءً فاضحا في الرؤية والتفكير والإستراتيجية ، وبدلاً من التنافس بين المشاريع والخطط المستقبلية التي تطرح قبل الانتخابات من أجل هذا الشعب المحروم من كل شيء ومن أجل هذا البلد المخرّب ، نرى الفضائح والممارسات المشوهة والاستهداف المريض ،على قدم وساق ،  تروج عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتسويق الإعلامي الرخيص ، كحرب معلنة بين الكتل والأحزاب المتصارعة على (الكراسي) القادمة ، وكان النيل من بعض المرشحات في هذا الاستهداف واضحاً ومخزياً ويدعو للتساؤل والتوقف ومراجعة الإجراءات المتخذة من قبل المعنيين بالأمر ، وهناك ظاهرة تمزيق الصور للمرشحين وتشويهها ، وكذلك حصول بعض محاولات للفتنة والاقتتال بين المكونات السياسية والعقائدية الداخلة في حمى التنافس ، في بعض المحافظات الجنوبية خاصة ، إضافة إلى ظاهرة شراء البطاقات الانتخابية من المواطنين في مناطق أخرى من البلاد ، لغرض التلاعب والتزوير والاحتيال على النتائج المتحققة من العملية الانتخابية القادمة ، مع تكرار الوجوه الفاسدة ومحاولة إعادة تدويرها بعناوين وشعارات جديدة ،  أما  ما يحدث وراء الكواليس من دعم عربي وإقليمي لكتل بعينها ، لأغراض سياسية ومصالح معينة تريد تحقيقها في عراقنا المستهدف ، فهذا هو الأخطر والأسوأ في مجمل القضية ،

إضافة إلى كثير من الأساليب والوسائل المخجلة والمنحطة التي تحدث كل يوم أمام الحكومة والمفوضية ومؤسسات الدولة المعنية بضبط الأمور وما يجري من خروقات وانتهاكات أخلاقية ومهنية تمر مرور الكرام من دون حساب وردع وضوابط معروفة تحكم الجميع.

إذا كانت المقدمات هكذا فكيف ستكون النتائج والخاتمة ؟!

وماذا نتوقع من قوى وجهات سياسية تتنافس بهذا المستوى المهني والأخلاقي ، وهل سنشهد صراعا أكثر قبحاً وسوءاً فيما بعد ، حين تظهر النتائج وتظهر النوايا الحقيقية للمتحالفين أو المتخالفين ، تجاه البلد والناس ، وهل سيكون الطريق إلى البرلمان من أغرب الطرق الديمقراطية التي لا تؤدي إلى شيء جديد ،أو قد يؤدي إلى مفاجآت غير متوقعة بفعل ما يحدث ؟

  • فريق ماسة
  • 2018-04-27
  • 15309
  • من الأرشيف

الطريق إلى البرلمان !!

من بين الظواهر الملفتة للاستغراب والتساؤل ، ما يحدث اليوم من صراع وتنافس غير شرعيين بين الكتل الانتخابية الداخلة في حلبة السباق باتجاه البرلمان القادم ، ظواهر أقل ما يقال عنها بأنها منحرفة وغير أخلاقية في ممارساتها وفي الطرق التي تسلكها باتجاه أهدافها المرسومة. وبصرف النظر عن حقيقة الحدث والصورة والكلام ،في هذا الاتجاه أو ذاك ، فإنه يمثل نقصا واعوجاجا وخواءً فاضحا في الرؤية والتفكير والإستراتيجية ، وبدلاً من التنافس بين المشاريع والخطط المستقبلية التي تطرح قبل الانتخابات من أجل هذا الشعب المحروم من كل شيء ومن أجل هذا البلد المخرّب ، نرى الفضائح والممارسات المشوهة والاستهداف المريض ،على قدم وساق ،  تروج عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتسويق الإعلامي الرخيص ، كحرب معلنة بين الكتل والأحزاب المتصارعة على (الكراسي) القادمة ، وكان النيل من بعض المرشحات في هذا الاستهداف واضحاً ومخزياً ويدعو للتساؤل والتوقف ومراجعة الإجراءات المتخذة من قبل المعنيين بالأمر ، وهناك ظاهرة تمزيق الصور للمرشحين وتشويهها ، وكذلك حصول بعض محاولات للفتنة والاقتتال بين المكونات السياسية والعقائدية الداخلة في حمى التنافس ، في بعض المحافظات الجنوبية خاصة ، إضافة إلى ظاهرة شراء البطاقات الانتخابية من المواطنين في مناطق أخرى من البلاد ، لغرض التلاعب والتزوير والاحتيال على النتائج المتحققة من العملية الانتخابية القادمة ، مع تكرار الوجوه الفاسدة ومحاولة إعادة تدويرها بعناوين وشعارات جديدة ،  أما  ما يحدث وراء الكواليس من دعم عربي وإقليمي لكتل بعينها ، لأغراض سياسية ومصالح معينة تريد تحقيقها في عراقنا المستهدف ، فهذا هو الأخطر والأسوأ في مجمل القضية ، إضافة إلى كثير من الأساليب والوسائل المخجلة والمنحطة التي تحدث كل يوم أمام الحكومة والمفوضية ومؤسسات الدولة المعنية بضبط الأمور وما يجري من خروقات وانتهاكات أخلاقية ومهنية تمر مرور الكرام من دون حساب وردع وضوابط معروفة تحكم الجميع. إذا كانت المقدمات هكذا فكيف ستكون النتائج والخاتمة ؟! وماذا نتوقع من قوى وجهات سياسية تتنافس بهذا المستوى المهني والأخلاقي ، وهل سنشهد صراعا أكثر قبحاً وسوءاً فيما بعد ، حين تظهر النتائج وتظهر النوايا الحقيقية للمتحالفين أو المتخالفين ، تجاه البلد والناس ، وهل سيكون الطريق إلى البرلمان من أغرب الطرق الديمقراطية التي لا تؤدي إلى شيء جديد ،أو قد يؤدي إلى مفاجآت غير متوقعة بفعل ما يحدث ؟

المصدر : الماسة السورية/ عبدالرضا الساعدي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة