دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تتراكض بنات آوى بشبق لأكل لحوم بعضها بين الكثبان الرملية، تتطاير عكالات البداوة، وتتفسخ دشداشة بيضاء كجثة متحللة، لقد برزت الخلافات الكيدية من بين رمال الصحراء، أما ابليس فقد انتشى برقصة "عاشوا" خليجية على المشهد الخلافي الفتنوي الذي بدأت أنظمة منطقة الخليج الفارسي تعيشه.
هناك الأزمة الخليجية ـ القطرية، السعودية عرابة ذلك الخلاف، ثم حاولت الإمارات أن تكون ملكية أكثر من الملك في العداء للدوحة، بعدها برز توتر يمني ـ إماراتي، المتحدة أرسلت بضع طائرات ومئة جندي إلى جزيرة سقطرى اليمنية، فدقت الرياض ناقوس الخطر، مملكة النفط والتطرف تحاول تبديل جلدها كأفعى بلغت من العمر عتياً، مشروع رمي الدشداشة الوهابية القصيرة واستبدالها بالجينز المتحرر سينذر بوقوع خلافات ثقافية اجتماعية في الداخل السعودي بين الأصوليين والمحافطين وبين المكبوتين، أيضاً هناك معلومات تقول بأن أبناء عمومة ولي العهد السعودي وباقي أمراء العائلة الحاكمة ومن بينهم الوليد بن طلال لن يتوقفوا عن المحاولة لقلب نظام الحكم وإقصاء محمد بن سلمان ثأراً على ما فعله بهم، ولي العهد يعلم ذلك وهو متربص ليقتص من أقاربه في الوقت المناسب وعلى الطريقة الأردوغانية.
سورياً فإن الفرنسي لا زال يحلم بتناول فنجان شاي عند بحرة في بيت دمشقي قديم، لقد قالها رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الفرنسي الجنرال فرانسوا ليكوانتر بأن قوات بلاده ستبقى في سوريا، جنباً إلى جنب مع الجنود الأمريكان، بذريعة مهمة مكافحة الإرهاب! ولفرنسا تاريخ مع سورية منذ القرن الماضي، فهي منذ عقود طويلة خرجت ببندقية الثورة السورية الحقيقة، فقررت أن تعود إلى البلاد من خلال "ثورة" سورية لكنها "ثورة" من نوع آخر على النقيض من تلك التي أخرجت المحتل الفرنسي.
أما الأمريكي فلن يترك الساحة السورية بتلك البساطة رغم تأكيد ترامب أنه ينوي سحب قواته سريعاً من سوريا، الرجل غير ملام إذ أنه يخشى تكرار تجربة الصحوات العراقية في الشرق السوري، لعل هذا ما جعله يطرح فكرة إرسال قوات بديلة عن القوات الأمريكية، كما أن إعلان واشنطن عن استخدامها مجموعة السفن الحربية الأمريكية بقيادة حاملة الطائرات "هاري ترومان" لشن ضربات صاروخية على مواقع لتنظيم "داعش" الإرهابي ليست إلا لتوجيه رسالة للروسي النشط في المياه الدافئة، وإلا فإن الأمريكي يستطيع ضرب داعش من قواعده في الشرق السوري وهي أقرب مسافة بالمناسبة من أن يتم استهداف التنظيم بصواريخ من مدى أبعد وأكثر كلفة، المسألة ليست إلا استعراض عضلات أمام الروسي، كذلك فإن إعلان الأمريكي بأنه ينوي إعادة إحياء أحد أساطيله المتوقفة بسبب منافسة القوى العظمى، هذا يعني بأن واشنطن تخطط للبقاء طويلاً في المنطقة بسبب الصعود الروسي.
فيما يخص ما تُسمى بالمعارضة فقد أعلن الإرهابي محمد علوش استقالته من عضوية الهيئة السياسية لميليشيا جيش الإسلام، متذرعاً بأنه يريد إفساح المجال أمام الطاقات الجديدة، فيما اعتبر البعض هذه الخطوة بمثابة الانسحاب التكتيكي من "الثورة" نفسها رغم تأكيده على أنه سيظل جندياً في صفوف ما أسماها بـ"الثورة"، إلا أنه مجرد شعار وكلام عاطفي تجاري، فالرجل بات يمتلك مبالغ طائلة من الدولارات واستثمارات في السعودية والسودان وتركيا، وهو يريد التفرغ لإدارتها وتأسيس مشاريع جديدة، مشهد انسحاب علوش من ميليشيا "جيش الإسلام" من أجل التفرغ للعمل التجاري وتأسيس المشاريع المربحة يتزامن مع طرد الإرهابيين في يلدا ومحيط المخيم والحجر الأسود إلى جرابلس، وقد أتى هذا الانسحاب بعد ترحيل مقاتلي عصابة جيش الإسلام وعائلاتهم إلى جرابلس، حيث سيكون هؤلاء بانتظار القتال النهائي مع الجيش السوري أو التسوية والتبرؤ من علوش ومن تاريخهم، علوش متواجد في تركيا ويتنقل بينها وبين السعودية والسودان ولن يكون مستقراً في جرابلس حيث مقاتلوه وعائلاتهم.
بعد المشاهد السابقة، نخلص إلى أن مشاكل منطقة الخليج في تزايد ومرشحة للتطور، التنافس الغربيـ الروسي سيشتد مما سيدفع موسكو للقيام بخطوات لم تكن تفكر أن تقدمها لأي أحد حتى للحليف السوري لتعزيز محورها، فيما تتوالى سيناريوهات ترحيل النفايات الإرهابية إلى مكبات جرابلس وادلب فيما تحرير ما تبقى من الغوطة الغربية لن يكون طويلاً، بعد محمد علوش سيكون هناك مستقيلون آخرون كما حدث داخل ما يُسمى بالائتلاف المعارض، فيما ستبقى العواجل الإخبارية على وسائل الإعلام تفيد بتحرير الجيش السوري لمناطق جديدة.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة