إنه يوم تاريخي فعلا.. الدفاعات الجوية السورية ترد، وفي الوقت المناسب، وتسقط طائرة “اف 16″، درة الغطرسة الاسرائيلية، وأين؟ في أجواء فلسطين المحتلة، ومعها ستة صواريخ باليستية لم تصل إلى أهدافها.

هذا الرد السوري لن يكون لمرة واحدة، وإنما سيكون عنوانا لمرحلة جديدة، لانتقال محور المقاومة من معادلة ردع جديدة فاعلة مؤثرة إلى مرحلة الهجوم، واستهداف العمق الإسرائيلي، ورأينا بأعيننا ارهاصاته ونتائجه في حطام الطائرة في الجليل الأعلى، وصواريخ أخرى.

الرد السوري كان مختلفا هذه المرة، لأنه يعكس حصول تغيير جذري في قواعد المعادلة، بحيث لم تعد الأجواء السورية واللبنانية مفتوحة على مصراعيها أمام الطائرات والصواريخ الإسرائيلية.

أن تفتح السلطات الإسرائيلية ملاجيء حيفا وتل ابيب، وان يهرع بنيامين نتنياهو إلى الهاتف الأحمر مخاطبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والأمريكي دونالد ترامب، طالبا، ومستجديا، احتواء الموقف، ومؤكدا أن إسرائيل لا تريد حربا موسعة، فهذا يؤكد هذا التغيير في المعادلات الذي تتحدث عنه، وبداية فجر جديد.

إنها رسالة قوية واضحة إلى إسرائيل تقول كلماتها أن زمن العربدة انتهى والى غير رجعة، وان هذه الأمة بدأت تصحى من غيبوبتها، وتستعيد كرامتها وعزتها بشكل متسارع.

***

هذه المنظومات الدفاعية السورية المتقدمة هي بداية الغيث، وهي الرد الروسي غير المباشر على إسقاط طائرة السوخوي الروسية فوق بلدة سراقب في ريف ادلب، والعدوان الأمريكي على القوات الموالية للجيش العربي السوري، شرق مدينة دير الزور.

القبة الحديدية الإسرائيلية فشلت في التصدي للصواريخ السورية، وستفشل في التصدي لصواريخ المقاومة التي ستنطلق من جنوب لبنان، وجنوب فلسطين، فهذه القبب ومهما تضخمت لن تحمي المستوطنين، لأن الإرادة أقوى منها، إرادة نابعة من الجرح، ولإنهاء مرحلة الإذلال والهوان.

هذه الصواريخ السورية “المباركة” التي أسقطت طائرة “اف 16” الإسرائيلية المعتدية، أعادت الاعتبار للأمة العربية، ورفعت معنويات الشارع العربي المحبط، وصوبت البوصلة نحو العدو المحتل في لحظة حرجة من تاريخ الأمة، وأخرست كل امبراطوريات التضليل والزيف الإعلامية.

محور المقاومة الذي صبر طويلا، وكظم الغيظ تجاه الكثير من الإساءات والشماتة، والسخرية، ها هو ينتقل من مرحلة الأعداء وبعد الاستعداد واكتمال قدراته، وتأمين معظم جبهاته الداخلية، إلى مرحلة الرد الاستراتيجي وبطريقة جديدة مدروسة ومختلفة.

كان واضحا، ومنذ أن لجأت القيادة العسكرية الإسرائيلية إلى الصواريخ لقصف أهداف في العمق السوري، وليس الطائرات الحربية، أن تحولا دفاعيا بدأ في سورية بعد سبع سنوات عجاف تطاول خلالها الكثيرون عليها، فجاء الرد مزلزلا، ليس فقط بإسقاط معظم هذه الصواريخ، وإنما أيضا بإسقاط الطائرات، وكل نظريات ومسلمات الغطرسة والاستعلاء السائدة.

***

نتنياهو كان يحذر اللبنانيين (حزب الله) والسوريين، قائلا، إياكم أن تختبرونا وجيشنا، فجاء الرد عليه بعكس هذا السؤال، والإجابة عليه في ميادين القتال قويا وساحقا.

نكتب بعاطفية لأننا انتظرنا والملايين مثلما هذا اليوم طويلا.. وبعد أن اكتوينا كثيرا وتألمنا من استفزازات أولئك الذين راهنوا على دولة الاحتلال الإسرائيلي، وانخرطوا في التطبيع والتحالف معها دون حياء، وفي وضح النهار، ومثلما فشل رهانهم على هزيمة المقاومة أثناء عدوان تموز (يوليو) عام 2006، ها هو رهانهم الجديد على تمزيق سورية واستسلامها ينهار أيضا.

سورية تنهض قوية من وسط ركام المؤامرة ومعها محور المقاومة وكل الشرفاء في هذه الأمة العريقة.

  • فريق ماسة
  • 2018-02-09
  • 10271
  • من الأرشيف

يوم تاريخي فعلاً.. زمن العربدة الصهيونية انتهى والى غير رجعة والأمة بدأت تستعيد كرامتها وعزتها / بقلم عبد الباري عطوان

إنه يوم تاريخي فعلا.. الدفاعات الجوية السورية ترد، وفي الوقت المناسب، وتسقط طائرة “اف 16″، درة الغطرسة الاسرائيلية، وأين؟ في أجواء فلسطين المحتلة، ومعها ستة صواريخ باليستية لم تصل إلى أهدافها. هذا الرد السوري لن يكون لمرة واحدة، وإنما سيكون عنوانا لمرحلة جديدة، لانتقال محور المقاومة من معادلة ردع جديدة فاعلة مؤثرة إلى مرحلة الهجوم، واستهداف العمق الإسرائيلي، ورأينا بأعيننا ارهاصاته ونتائجه في حطام الطائرة في الجليل الأعلى، وصواريخ أخرى. الرد السوري كان مختلفا هذه المرة، لأنه يعكس حصول تغيير جذري في قواعد المعادلة، بحيث لم تعد الأجواء السورية واللبنانية مفتوحة على مصراعيها أمام الطائرات والصواريخ الإسرائيلية. أن تفتح السلطات الإسرائيلية ملاجيء حيفا وتل ابيب، وان يهرع بنيامين نتنياهو إلى الهاتف الأحمر مخاطبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والأمريكي دونالد ترامب، طالبا، ومستجديا، احتواء الموقف، ومؤكدا أن إسرائيل لا تريد حربا موسعة، فهذا يؤكد هذا التغيير في المعادلات الذي تتحدث عنه، وبداية فجر جديد. إنها رسالة قوية واضحة إلى إسرائيل تقول كلماتها أن زمن العربدة انتهى والى غير رجعة، وان هذه الأمة بدأت تصحى من غيبوبتها، وتستعيد كرامتها وعزتها بشكل متسارع. *** هذه المنظومات الدفاعية السورية المتقدمة هي بداية الغيث، وهي الرد الروسي غير المباشر على إسقاط طائرة السوخوي الروسية فوق بلدة سراقب في ريف ادلب، والعدوان الأمريكي على القوات الموالية للجيش العربي السوري، شرق مدينة دير الزور. القبة الحديدية الإسرائيلية فشلت في التصدي للصواريخ السورية، وستفشل في التصدي لصواريخ المقاومة التي ستنطلق من جنوب لبنان، وجنوب فلسطين، فهذه القبب ومهما تضخمت لن تحمي المستوطنين، لأن الإرادة أقوى منها، إرادة نابعة من الجرح، ولإنهاء مرحلة الإذلال والهوان. هذه الصواريخ السورية “المباركة” التي أسقطت طائرة “اف 16” الإسرائيلية المعتدية، أعادت الاعتبار للأمة العربية، ورفعت معنويات الشارع العربي المحبط، وصوبت البوصلة نحو العدو المحتل في لحظة حرجة من تاريخ الأمة، وأخرست كل امبراطوريات التضليل والزيف الإعلامية. محور المقاومة الذي صبر طويلا، وكظم الغيظ تجاه الكثير من الإساءات والشماتة، والسخرية، ها هو ينتقل من مرحلة الأعداء وبعد الاستعداد واكتمال قدراته، وتأمين معظم جبهاته الداخلية، إلى مرحلة الرد الاستراتيجي وبطريقة جديدة مدروسة ومختلفة. كان واضحا، ومنذ أن لجأت القيادة العسكرية الإسرائيلية إلى الصواريخ لقصف أهداف في العمق السوري، وليس الطائرات الحربية، أن تحولا دفاعيا بدأ في سورية بعد سبع سنوات عجاف تطاول خلالها الكثيرون عليها، فجاء الرد مزلزلا، ليس فقط بإسقاط معظم هذه الصواريخ، وإنما أيضا بإسقاط الطائرات، وكل نظريات ومسلمات الغطرسة والاستعلاء السائدة. *** نتنياهو كان يحذر اللبنانيين (حزب الله) والسوريين، قائلا، إياكم أن تختبرونا وجيشنا، فجاء الرد عليه بعكس هذا السؤال، والإجابة عليه في ميادين القتال قويا وساحقا. نكتب بعاطفية لأننا انتظرنا والملايين مثلما هذا اليوم طويلا.. وبعد أن اكتوينا كثيرا وتألمنا من استفزازات أولئك الذين راهنوا على دولة الاحتلال الإسرائيلي، وانخرطوا في التطبيع والتحالف معها دون حياء، وفي وضح النهار، ومثلما فشل رهانهم على هزيمة المقاومة أثناء عدوان تموز (يوليو) عام 2006، ها هو رهانهم الجديد على تمزيق سورية واستسلامها ينهار أيضا. سورية تنهض قوية من وسط ركام المؤامرة ومعها محور المقاومة وكل الشرفاء في هذه الأمة العريقة.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة