دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
نقلت القوّاتُ السّوريّةُ تعزيزاتٍ عسكريّةً ضخمةً إلى منطقةِ "القلمون الشّرقيّ" الواقعِ بريفِ دمشقَ الشّرقيّ، على خلفيّةِ عرقلةِ اتّفاقِ مدينةِ "دوما" وتواردِ الأنباء عن احتمالِ تخلّي فصائلَ القلمون عن نيّةِ عقدِ اتّفاقيّاتٍ مع الدولةِ السّوريّة لإخلاءِ مُدنِ "القلمونِ الشّرقيّ" من الوجودِ المسلّح.
وقالت المصادرُ في حديثِها لـ"وكالة أنباء آسيا"، إنَّ وجهةَ القلمون الشّرقيّ قد تكونُ واحدةً من الوُجهاتِ المحتملةِ للعملِ العسكريّ السوريّ بعد إنهاءِ ملفِّ الغوطةِ الشّرقيّة، في حالِ لم تتّجه الفصائلُ المنتشرةُ في المنطقةِ إلى عرقلةِ المُفاوضاتِ التي تجري مع الدولةِ السّوريّةِ حولَ المنطقة، علماً أنَّ أكبرَ الفصائلِ المُنتشرةِ في المنطقةِ هو فصيلُ "جيش أُسودِ الشّرقيّة" المُشكّلِ من مُقاتلينَ ينحدرونَ من المنطقةِ الشّرقيّة في سورية، وهو من الفصائلِ غير المرغوبِ بوجودِها في المنطقةِ من قِبَلِ السكّانِ المحلّيّين.
وبحسبِ معلوماتٍ لم تتمكّن "وكالة أنباء آسيا"، من التحقّقِ من صحّتِها بأنَّ الوجهةَ المُحتمَلةَ لنقلِ مسلّحي "القلمون الشّرقيّ"، ستكونُ إلى مدينةِ "جرابلس" الخاضعةِ لسيطرةِ الجيشِ التركيّ وفصائلِ "درع الفرات"، الذي يُشكّلُ "جيش أسود الشرقيّة" أحدُ أهمِّ دعائِمه، مُشيرةً إلى أنَّ دمشقَ رفضت بشكلٍ قاطع خروجَ أيِّ فصيلٍ إلى منطقةِ "محيط التّنف" الخاضعةِ لسيطرةِ الفصائلِ التي تعملُ تحتَ المظلّةِ الأمريكيّة في الباديةِ السّوريّة، والتي يُشكّلُ فيها "جيش أُسودِ الشّرقيّة" جزءاً أساساً أيضاً.
هذه الأنباءُ تزامنت مع هجماتٍ مُتكرِّرةٍ لتنظيمِ داعش على نقاطِ "السبع بيار – حاجز ظاظا" بريفِ دمشق الشّرقيّ، وبعدَ معاركَ كرٍّ وفرّ، تمكّنت القوّاتُ السّوريّةُ من إعادةِ الخارطةِ إلى ما كانت عليه قَبلَ يومين بالاستفادةِ من عمليّاتٍ جويّةٍ مُكثّفةٍ للطيرانِ السّوريّ والروسيّ.
مصادرُ ميدانيّةٌ قالت في حديثِها لـ"وكالة أنباء آسيا"، إنَّ هجماتِ تنظيم داعشَ التي تنطلقُ فيها مجموعاتُ التنظيمِ الانغماسيّة من مناطقِ الجيبِ الذي يمتلكهُ التنظيمُ في عُمقِ الباديةِ السّوريّة لا يمكنُ أنْ تُؤثّرُ على خارطةِ السّيطرةِ في المنطقةِ بشكلٍ جذريّ، لأنّها تعتمدُ الهجماتِ السّريعة بأسلوبِ "الكرِّ والفرّ"، دونَ التثبيتِ في المنطقةِ، وهي هجماتُ "إشغالٍ" من حيثُ المفهومِ العسكريّ، ومن غيرِ الواضحِ ما هو هدفُ تنظيم داعش منها حاليّاً، إلّا إذا كانَ يعملُ لصالحِ الإدارةِ الأمريكيّةِ في محاولةٍ من الأخيرةِ سحب الجيشِ إلى معاركَ جانبيّةٍ تستهلكُ منهُ بعضاً من المجهودِ العسكريّ الذي قد ينتقلُ إلى الجنوبِ السوريّ في حالِ قرَّرت دمشقُ إنهاءَ الوجودِ المسلّحِ في مناطق "درعا – القنيطرة – غرب السويداء".
يُشار إلى أنَّ الجيبَ الذي ينتشرُ فيه داعشُ وسطَ الباديةِ يمتدُّ ما بينَ بلدةِ "معيزيلة" بريفِ دير الزّور الجنوبيّ، وبلدة حميمة بريفِ حمصَ الشّرقيّ، وتبلغُ مساحتهُ نحو 7000 كم مربع.
المصدر :
الماسة السورية/ وكالة أنباء آسيا
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة