يستمر الجيش العربي السوري في تقدمه في مناطق الغوطة الشرقية بالرغم من كل محاولات الإعاقة الإقليمية والدولية التي تمارسها دول الطرف المعتدي والممول والداعم للإرهاب في كل المحافل وبمختلف الوسائل، هذا وكانت قد ألقت المروحيات السورية تعليمات جديدة للمدنيين الهاربين من الإرهابيين لتدلهم على الطريق نحو الأماكن التي تسمح لهم بالوصول إلى مناطق تواجد الجيش الذي بدوره سوف ينقذهم ويوصلهم إلى مناطق الإيواء والمشافي.

يجري هذا في ظل الواقع استمرار الإرهابيين منع المدنيين من الخروج ويقومون بقصف أحياء دمشق، بالتوازي يعمل رعاة هؤلاء الإرهابيين على تمرير مشروع قرار بريطاني في مجلس حقوق الإنسان الذي من المفترض أن يتم إقراره الأسبوع القادم، حيث اتضح أن مشروع القرار هذا لا يعدو محاولة جديدة لتأمين غطاء سياسي للإرهابيين وتوجيه الاتهام للحكومة السورية ورفع القضية إلى المحكمة الجنائية الدولية بعد أن عجزوا في محافل أخرى، وآخرها في مجلس الأمن في محاولة فاشلة تمثلت بالقرار 2401.

إلى أين وصلت الأوضاع في حقيقة الأمر في الغوطة؟

الخط البياني لسير العمليات الحربية في ظل الحديث عن استمرار تقدم الجيش العربي السوري وقيامه بعمليات قضم دائرية حول الغوطة.

الحالة الإنسانية التي يعيشها أهالي الغوطة، وماهي السبل المتوقع إتباعها في الأيام القادمة لإنقاذ المدنيين الذين تأخذهم المجموعات الإرهابية دروعاً بشرية عمت عنها قلوب وعيون الدول التي تسعى لاستصدار قانون يدين الدولة السورية في مجلس حقوق الإنسان؟

لماذا كل هذا الموقف الدولي على الغوطة الشرقية في الوقت الذي تنتهك فيه تركيا حرمة الدولة السورية وتقتل المدنيين والأبرياء في عفرين، وفي مناطق أخرى تتواجد فيها المجموعات الإرهابية والكل يغض النظر وكأنها ليست أرض سوريا؟

ماهي رؤية الحكومة السورية في ظل التطورات الدراماتيكية الحالية  وهل بالفعل يمكن أن تكون الغوطة مركز إشتعال نار الحرب أو نهاية الأزمة السورية بناء على ماتقدم من موقف حازم من قبل الرئيس بوتين مؤخراً ؟

بهذا الصدد يقول الخبير العسكري الاستراتيجي اللواء الدكتور محمد عباس:

"في البعد العسكري هنالك شقان، شق يرتبط بالمجموعات المسلحة، وشق يرتبط بالأعمال القتالية للقوات المسلحة السورية، بما يتعلق بالمجموعات المسلحة فهي تحتجز عشرات الآلاف من أهلنا في الغوطة الشرقية وتأخذ منهم دروعاً بشرية، ويقومون بتجهيزات ميدانية لكي تؤمن لهم الدفاع وما يمنحهم فرصة كبيرة للابتعاد عن رصد الجيش العربي السوري لها ومرمى أهدافه، ويقومون بحفر الخنادق وغمر بعض المناطق بالمياه لأجل إعاقة تقدم القوات السورية المسلحة، ضف على ذلك الألغام التي يزرعونها في طريق تحرك الجيش ويتحكمون بها عن بعد سلكياً أو لاسلكياً، وكل هذا يعيق تقدم وتحرك الجيش العربي السوري، هذا عدا عن ما يملكوه من القذائف المتطورة ونيران الوسائط المتوفرة لديهم ووسائط الرؤية الليلية التي تم تزويدهم بها". 

ورأى اللواء عباس أن:

"التكالب الدولي ليس على الغوطة الشرقية وعلى أبنائها وليس على المسلحين من أبناء الغوطة بل هذا التكالب تتزعمه بريطانيا وفرنسا وأمريكا لأجل حماية أبنائها وقواتها البديلة التي تقاتل وتقود العمليات القتالية في الغوطة الشرقية، وهذه القوات البديلة هي العنصر الأساسي الذي اعتمدت عليه هذه الدول في إدارة مايجري في الغوطة الشرقية وكان في مخططها الهجوم على مدينة دمشق، ومافعلته هذه الدول من أجل توفير هدنة إنسانية وإخراج المجموعات المسلحة من الغوطة الشرقية ليس إلا لأنهم أرادوا تحقيق هدف استراتيجي  وهو إخلاء القادة العسكريين الأجانب من الغوطة الشرقية لمنع فضحهم ووقوعهم في الأسر لدى القوات السورية لذا هم كانوا ومازالو حريصون على إنقاذهم قبل أن يفتضح أمرهم".

وأشار اللواء عباس إلى أن:

"الأمريكيون والغرب أمام صمود الدولة السورية والشعب السوري وبسالة الجيش السوري، وأمام هذا الرهان على دور روسيا وأصدقاء سوريا في إيران والمقاومة ودور كل الدول الداعمة للشعب السوري فقدوا الحيلة في التعاطي مع الواقع ويبدو أن الغرب لم يعد لديه سوى اللجوء إلى القرارات الإنسانية لتحقيق أهدافه السياسية، الغرب يحاول اليوم النيل من الدول السورية من خلال شيطنتها، تصوروا أنهم يقولون أن هناك عدد من المئات من المسلحين الإرهابيين في منطقة يعيش ما يزيد عن 400 ألف مواطن سوري، هذه المفارقة الغربية التي تختزل الكثير من الكذب والنفاق وعكس الحقائق ليظهروا أن جيشاً من عشرات الألوف من جيش الدولة السورية يهاجم أعداد قليلة من الثوار المزعومين ".

وأردف اللواء عباس:

"موقف الرئيس بوتين وخطابه كان عاملاً جيداً من عوامل كبح الشراهة الغربية والأمريكية لشن هجوم على سوريا والاعتداء عليها، والنقطة الثانية هي أن معركة الغوطة لن تنهي الحرب أو الصراع في سوريا، لأن الغرب وتحديداً أمريكا تريد بكل الوسائل إطالة عمر الحرب والاستثمار في المجموعات الإرهابية إلى أبعد حد ممكن ولنتذكر جيدا أنه يتم هناك حشد الآلاف من الإرهابيين في التنف لإرسالهم نحو دمشق أو ريف السويداء أو ربما ريف درعا وهناك تحضير في ريف حمص لفتح جبهات جديدة وفتح بؤر اشتعال جديدة ، وروسيا تحاول إخمادها وهذا الصراع قائم بين من يشعل النار وبين من يطفئها".

 

  • فريق ماسة
  • 2018-03-03
  • 5782
  • من الأرشيف

إلى أين وصلت حقيقة الأوضاع في الغوطة؟ .

يستمر الجيش العربي السوري في تقدمه في مناطق الغوطة الشرقية بالرغم من كل محاولات الإعاقة الإقليمية والدولية التي تمارسها دول الطرف المعتدي والممول والداعم للإرهاب في كل المحافل وبمختلف الوسائل، هذا وكانت قد ألقت المروحيات السورية تعليمات جديدة للمدنيين الهاربين من الإرهابيين لتدلهم على الطريق نحو الأماكن التي تسمح لهم بالوصول إلى مناطق تواجد الجيش الذي بدوره سوف ينقذهم ويوصلهم إلى مناطق الإيواء والمشافي. يجري هذا في ظل الواقع استمرار الإرهابيين منع المدنيين من الخروج ويقومون بقصف أحياء دمشق، بالتوازي يعمل رعاة هؤلاء الإرهابيين على تمرير مشروع قرار بريطاني في مجلس حقوق الإنسان الذي من المفترض أن يتم إقراره الأسبوع القادم، حيث اتضح أن مشروع القرار هذا لا يعدو محاولة جديدة لتأمين غطاء سياسي للإرهابيين وتوجيه الاتهام للحكومة السورية ورفع القضية إلى المحكمة الجنائية الدولية بعد أن عجزوا في محافل أخرى، وآخرها في مجلس الأمن في محاولة فاشلة تمثلت بالقرار 2401. إلى أين وصلت الأوضاع في حقيقة الأمر في الغوطة؟ الخط البياني لسير العمليات الحربية في ظل الحديث عن استمرار تقدم الجيش العربي السوري وقيامه بعمليات قضم دائرية حول الغوطة. الحالة الإنسانية التي يعيشها أهالي الغوطة، وماهي السبل المتوقع إتباعها في الأيام القادمة لإنقاذ المدنيين الذين تأخذهم المجموعات الإرهابية دروعاً بشرية عمت عنها قلوب وعيون الدول التي تسعى لاستصدار قانون يدين الدولة السورية في مجلس حقوق الإنسان؟ لماذا كل هذا الموقف الدولي على الغوطة الشرقية في الوقت الذي تنتهك فيه تركيا حرمة الدولة السورية وتقتل المدنيين والأبرياء في عفرين، وفي مناطق أخرى تتواجد فيها المجموعات الإرهابية والكل يغض النظر وكأنها ليست أرض سوريا؟ ماهي رؤية الحكومة السورية في ظل التطورات الدراماتيكية الحالية  وهل بالفعل يمكن أن تكون الغوطة مركز إشتعال نار الحرب أو نهاية الأزمة السورية بناء على ماتقدم من موقف حازم من قبل الرئيس بوتين مؤخراً ؟ بهذا الصدد يقول الخبير العسكري الاستراتيجي اللواء الدكتور محمد عباس: "في البعد العسكري هنالك شقان، شق يرتبط بالمجموعات المسلحة، وشق يرتبط بالأعمال القتالية للقوات المسلحة السورية، بما يتعلق بالمجموعات المسلحة فهي تحتجز عشرات الآلاف من أهلنا في الغوطة الشرقية وتأخذ منهم دروعاً بشرية، ويقومون بتجهيزات ميدانية لكي تؤمن لهم الدفاع وما يمنحهم فرصة كبيرة للابتعاد عن رصد الجيش العربي السوري لها ومرمى أهدافه، ويقومون بحفر الخنادق وغمر بعض المناطق بالمياه لأجل إعاقة تقدم القوات السورية المسلحة، ضف على ذلك الألغام التي يزرعونها في طريق تحرك الجيش ويتحكمون بها عن بعد سلكياً أو لاسلكياً، وكل هذا يعيق تقدم وتحرك الجيش العربي السوري، هذا عدا عن ما يملكوه من القذائف المتطورة ونيران الوسائط المتوفرة لديهم ووسائط الرؤية الليلية التي تم تزويدهم بها".  ورأى اللواء عباس أن: "التكالب الدولي ليس على الغوطة الشرقية وعلى أبنائها وليس على المسلحين من أبناء الغوطة بل هذا التكالب تتزعمه بريطانيا وفرنسا وأمريكا لأجل حماية أبنائها وقواتها البديلة التي تقاتل وتقود العمليات القتالية في الغوطة الشرقية، وهذه القوات البديلة هي العنصر الأساسي الذي اعتمدت عليه هذه الدول في إدارة مايجري في الغوطة الشرقية وكان في مخططها الهجوم على مدينة دمشق، ومافعلته هذه الدول من أجل توفير هدنة إنسانية وإخراج المجموعات المسلحة من الغوطة الشرقية ليس إلا لأنهم أرادوا تحقيق هدف استراتيجي  وهو إخلاء القادة العسكريين الأجانب من الغوطة الشرقية لمنع فضحهم ووقوعهم في الأسر لدى القوات السورية لذا هم كانوا ومازالو حريصون على إنقاذهم قبل أن يفتضح أمرهم". وأشار اللواء عباس إلى أن: "الأمريكيون والغرب أمام صمود الدولة السورية والشعب السوري وبسالة الجيش السوري، وأمام هذا الرهان على دور روسيا وأصدقاء سوريا في إيران والمقاومة ودور كل الدول الداعمة للشعب السوري فقدوا الحيلة في التعاطي مع الواقع ويبدو أن الغرب لم يعد لديه سوى اللجوء إلى القرارات الإنسانية لتحقيق أهدافه السياسية، الغرب يحاول اليوم النيل من الدول السورية من خلال شيطنتها، تصوروا أنهم يقولون أن هناك عدد من المئات من المسلحين الإرهابيين في منطقة يعيش ما يزيد عن 400 ألف مواطن سوري، هذه المفارقة الغربية التي تختزل الكثير من الكذب والنفاق وعكس الحقائق ليظهروا أن جيشاً من عشرات الألوف من جيش الدولة السورية يهاجم أعداد قليلة من الثوار المزعومين ". وأردف اللواء عباس: "موقف الرئيس بوتين وخطابه كان عاملاً جيداً من عوامل كبح الشراهة الغربية والأمريكية لشن هجوم على سوريا والاعتداء عليها، والنقطة الثانية هي أن معركة الغوطة لن تنهي الحرب أو الصراع في سوريا، لأن الغرب وتحديداً أمريكا تريد بكل الوسائل إطالة عمر الحرب والاستثمار في المجموعات الإرهابية إلى أبعد حد ممكن ولنتذكر جيدا أنه يتم هناك حشد الآلاف من الإرهابيين في التنف لإرسالهم نحو دمشق أو ريف السويداء أو ربما ريف درعا وهناك تحضير في ريف حمص لفتح جبهات جديدة وفتح بؤر اشتعال جديدة ، وروسيا تحاول إخمادها وهذا الصراع قائم بين من يشعل النار وبين من يطفئها".  

المصدر : الماسة السورية/سبوتنيك


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة