تراهن موسكو على إنجاح سوتشي، لاستثمار انجازاتها العسكرية في سوريا، وتسابق محاولة جديدة لواشنطن، للتصعيد في سوريا من بوابة أممية، بعد تقديم وثيقة ما عرف بـ" مجموعة واشنطن" في محادثات فيينا قبل يومين، التي تمنح وصاية للأمم المتحدة على العملية السياسية في سوريا، في الاصلاحات الدستورية والعملية الانتخابية بما فيها الرئيس وصلاحياته.

1600 شخصاً أو أكثر يمثلون مكوّنات نقابية وحزبية وأكاديمية وسياسية ومعارضين من الداخل والخارج ومن دون تمثيل حكومي، ستجمعهم تحت العلم السوري

سوتشي يعبر من دون ألغام إلى الموعد المثبّت، ولجلستين صباحية ومسائية، من دون أولويات أو أجندة واضحة، وعملية سياسية قد تكون مديدة لا أفق واضح لها، ولا روزنامة زمنية محددة، فـ سوتشي هو اجتراح مسار جديد يحاول التخفف من جنيف واحتكار تمثيل المعارضة لمن لم يعد يمثل حقيقة موازين القوى على الأرض، وهو ما لن يشكَل فراغاً كبيراً في سوتشي مع المقاطعة التي أعلنتها هيئة التفاوض (رغم كل الضغوط التركية عليها )، كما وصفت ماريا زاخاروفا الناطقة باسم الخارجية الروسية، ولتجنب استفزاز أنقرة، لم تدعُ موسكو الكرد من الاتحاد الديمقراطي أو من الادراة الذاتية في الشمال السوري، بعد أن ابتعدت أيضاً عن مواجهتها على الأرض بسحب عناصر الشرطة العسكرية الروسية من محيط عفرين بعد إعلان أنقرة عملية غصن الزيتون.

وإذا ما صدقت التسريبات من سوتشي، حول بيان ختامي من 12 بنداً تمّت صياغته قبل وصول الوفود، فإن 1600 شخصاً أو أكثر  يمثلون مكوّنات نقابية وحزبية وأكاديمية وسياسية ومعارضين من الداخل والخارج ومن دون تمثيل حكومي، ستجمعهم تحت العلم السوري قاعة قصر المؤتمرات في القرية الأولمبية بسوتشي، للنقاش حول مبادئ عامة طرحتها مسودة البيان وتتقاطع مع القرار 2254، في وحدة سوريا أرضاً وشعباً، وحرية الشعب السوري في اختيار نظامه السياسي والإقتصادي والإجتماعي وغيرها، وانتزعت دمشق مسبقاً عنواناً وحيداً في تعديل أحكام الدستور، في اقتراح توصية لتشكيل لجنة لتعديل أحكام الدستور وفق المادة 153 من دستور العام 2012 تشكل بموافقة الرئيس السوري. وتضم الدول المدعوة لحضور سوتشي كتلاً متوازية الأهمية في التوازنات الدولية ومتفاوتة الدعم والتأييد لأطراف النزاع في الحدث السوري من ممثلي دول مجاورة لسوريا، مثل لبنان والعراق والأردن، ودول إقليمية و ضامنة» لمسار آستانة»، أي إيران وتركيا، إضافة إلى دبلوماسيين من سفارات غربية في موسكو.

 

وسارعت الأمم المتحدة لإيفاد مبعوثها للأزمة السورية ستافان دي مستورا لحضور سوتشي، لقطع الطريق على موسكو احتكار العملية السياسية بعد إنجازات ميدانية كانت فيها شريكاً أساسياً، وكي تنقذ مسار جنيف من التهميش بعد 9 جولات فاشلة على مدى أربعة أعوام.

تراهن موسكو على إنجاح سوتشي، لاستثمار انجازاتها العسكرية في سوريا، وتسابق محاولة جديدة لواشنطن، للتصعيد في سوريا من بوابة أممية، بعد تقديم وثيقة ما عرف بـ" مجموعة واشنطن" في محادثات فيينا قبل يومين، التي تمنح وصاية للأمم المتحدة على العملية السياسية في سوريا، في الاصلاحات الدستورية والعملية الانتخابية بما فيها الرئيس وصلاحياته. لنزع أنياب سوتشي ومنع موسكو من التفرد بوضع أسس الحل السياسي في سوريا، وإعادة تدويل الأزمة السورية ورعاتها.

  • فريق ماسة
  • 2018-01-28
  • 14596
  • من الأرشيف

سوتشي ..التعديل الدستوري بيد دمشق

تراهن موسكو على إنجاح سوتشي، لاستثمار انجازاتها العسكرية في سوريا، وتسابق محاولة جديدة لواشنطن، للتصعيد في سوريا من بوابة أممية، بعد تقديم وثيقة ما عرف بـ" مجموعة واشنطن" في محادثات فيينا قبل يومين، التي تمنح وصاية للأمم المتحدة على العملية السياسية في سوريا، في الاصلاحات الدستورية والعملية الانتخابية بما فيها الرئيس وصلاحياته. 1600 شخصاً أو أكثر يمثلون مكوّنات نقابية وحزبية وأكاديمية وسياسية ومعارضين من الداخل والخارج ومن دون تمثيل حكومي، ستجمعهم تحت العلم السوري سوتشي يعبر من دون ألغام إلى الموعد المثبّت، ولجلستين صباحية ومسائية، من دون أولويات أو أجندة واضحة، وعملية سياسية قد تكون مديدة لا أفق واضح لها، ولا روزنامة زمنية محددة، فـ سوتشي هو اجتراح مسار جديد يحاول التخفف من جنيف واحتكار تمثيل المعارضة لمن لم يعد يمثل حقيقة موازين القوى على الأرض، وهو ما لن يشكَل فراغاً كبيراً في سوتشي مع المقاطعة التي أعلنتها هيئة التفاوض (رغم كل الضغوط التركية عليها )، كما وصفت ماريا زاخاروفا الناطقة باسم الخارجية الروسية، ولتجنب استفزاز أنقرة، لم تدعُ موسكو الكرد من الاتحاد الديمقراطي أو من الادراة الذاتية في الشمال السوري، بعد أن ابتعدت أيضاً عن مواجهتها على الأرض بسحب عناصر الشرطة العسكرية الروسية من محيط عفرين بعد إعلان أنقرة عملية غصن الزيتون. وإذا ما صدقت التسريبات من سوتشي، حول بيان ختامي من 12 بنداً تمّت صياغته قبل وصول الوفود، فإن 1600 شخصاً أو أكثر  يمثلون مكوّنات نقابية وحزبية وأكاديمية وسياسية ومعارضين من الداخل والخارج ومن دون تمثيل حكومي، ستجمعهم تحت العلم السوري قاعة قصر المؤتمرات في القرية الأولمبية بسوتشي، للنقاش حول مبادئ عامة طرحتها مسودة البيان وتتقاطع مع القرار 2254، في وحدة سوريا أرضاً وشعباً، وحرية الشعب السوري في اختيار نظامه السياسي والإقتصادي والإجتماعي وغيرها، وانتزعت دمشق مسبقاً عنواناً وحيداً في تعديل أحكام الدستور، في اقتراح توصية لتشكيل لجنة لتعديل أحكام الدستور وفق المادة 153 من دستور العام 2012 تشكل بموافقة الرئيس السوري. وتضم الدول المدعوة لحضور سوتشي كتلاً متوازية الأهمية في التوازنات الدولية ومتفاوتة الدعم والتأييد لأطراف النزاع في الحدث السوري من ممثلي دول مجاورة لسوريا، مثل لبنان والعراق والأردن، ودول إقليمية و ضامنة» لمسار آستانة»، أي إيران وتركيا، إضافة إلى دبلوماسيين من سفارات غربية في موسكو.   وسارعت الأمم المتحدة لإيفاد مبعوثها للأزمة السورية ستافان دي مستورا لحضور سوتشي، لقطع الطريق على موسكو احتكار العملية السياسية بعد إنجازات ميدانية كانت فيها شريكاً أساسياً، وكي تنقذ مسار جنيف من التهميش بعد 9 جولات فاشلة على مدى أربعة أعوام. تراهن موسكو على إنجاح سوتشي، لاستثمار انجازاتها العسكرية في سوريا، وتسابق محاولة جديدة لواشنطن، للتصعيد في سوريا من بوابة أممية، بعد تقديم وثيقة ما عرف بـ" مجموعة واشنطن" في محادثات فيينا قبل يومين، التي تمنح وصاية للأمم المتحدة على العملية السياسية في سوريا، في الاصلاحات الدستورية والعملية الانتخابية بما فيها الرئيس وصلاحياته. لنزع أنياب سوتشي ومنع موسكو من التفرد بوضع أسس الحل السياسي في سوريا، وإعادة تدويل الأزمة السورية ورعاتها.

المصدر : الميادين /ديمة ناصيف


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة