مع بدء الهجوم التركي في الشمال السوري ضد مواقع المسلحين الأكراد في منبج وفي عفرين، بدأت بالظهور الى العلن ملامح تطرف كردي مسيّر من الخارج وتحديدا من واشنطن، يرفض دخول الجيش السوري إلى عفرين لوقف العملية العسكرية التركية للحد من إراقة المزيد من الدماء وحصول دمار كبير،

وظهرت مواقف كردية متناقضة يوم الأربعاء الماضي، بعدما مررت جهات كردية نص ورقة إتفاق وقعها وجهاء من مدينة عفرين مع مسؤول الأمن العسكري في مدينة نبل المجاورة لعفرين، ويختلف هؤلاء الوجهاء مع قادة أكراد أتوا من خلف الحدود ينفذون أجندات أجنبية خصوصا امريكية، ويصرّ هؤلاء القادة الأكراد الأجانب على عدم إنقاذ الموقف عبر رفض دخول الجيش السوري الى محيط عفرين وبالتالي إنهاء العملية العسكرية التركية قبل تطورها وتفاقم الموقف العسكري في المنطقة التي تعج بالسكان المدنيين.

مصادر ميدانية في عفرين قالت لـ"موقع العهد الأخباري" عن "قيادات أجنبية فرضتها الولايات المتحدة على وحدات حماية الشعب الكردية وعلى قسد، وتقوم هذه القيادات المعروفة بتطرفها بدور المعطل لاتفاق حصل بين الدولة السورية وممثلين عن أهالي عفرين"، وأشارت المصادر الميدانية الكردية الى "المسؤول الأمني في قسد بمدينة عفرين الذي يرفض حتى الآن تطبيق الاتفاق المبرم مع الجيش السوري والذي أعلنت قوات حماية الشعب الكردية عن وجوده في بيان واضح دعت فيه الدولة السورية للتدخل في عفرين وحمايتها من الغزو التركي"، وكشفت المصادر الكردية أن "هناك أكرادًا غير سوريين يتحكمون بقرار الحرب والسلم في مناطق السيطرة الكردية في سوريا وغالبية هؤلاء مرتبطين بالقوات الأمريكية المتواجدة في سوريا فضلا عن تمتعهم بعلاقات قديمة ووطيدة مع الكيان الإسرائيلي وأبرزهم كردي إيراني يدعى أوميد ينتمي لحزب بيجاك الإيراني المعارض والذي يقيم علاقات قديمة مع إسرائيل".

وقالت المصادر أن "اوميد يتولى منصب مسؤول الأمن في وحدات حماية الشعب الكردية ويتمتع الأمن بسلطات وصلاحيات عليا في الأحزاب الكردية تفوق صلاحيات العسكر والسياسيين، ويتواجد أيضا قائد عسكري عام يصدر الأوامر لكل المسلحين الأكراد في كافة مناطقهم وهو كردي تركي يدعى صلاح الدين ويقيم في الحسكة ويطلق عليه لقب الكبير، ويتلقى هذا الرجل تعليماته من جميل باي القائد العسكري العام لحزب العمال الكردستاني في جبال قنديل، ويعتبر جميل باي من المتشددين في مسألة الانفصال الكردي عن الدول التي يتواجد فيها اكراد".

المصادر كشفت في حديثها لـ "العهد" عن "بعض بنود اتفاق وقّع سابقا بين وجهاء أكراد من عفرين والجيش العربي السوري ينظم عملية دخول الجيش السوري الى عفرين ومحيطها"، وقالت أن "الإتفاق يقضي بدخول حوالي ألفي جندي وضابط سوري إلى محيط عفرين خصوصا المناطق الحدودية مع تركيا والتي تمتد بطول 180 كلم عند قرى راجو- سيخ حديد – كيدان"، وأضافت: "الجيش السوري يريد السيطرة على المناطق الحدودية الغربية لعفرين مع تركيا ولن يدخل إلى الحدود الجنوبية التي تتواجد فيها الفصائل المسلحة الموالية لتركيا ومنها فيلق الشام والنصرة"، وتشير إلى أن "الدولة السورية سوف تستلم ألإدارات العامة في المنطقة وتعيد تشغيلها والعمل بها مع رفع العلم السوري على كل هذه الإدارات".

وتعتقد المصادر أن "مساحة المنطقة الواسعة وعدد القرى والبلدات الذي يتجاوز المئة وخمسين قرية وبلدة فضلا عن مدينة عفرين يلزمه أكثر من عشرة الآف جندي سوري، وبالتالي يرى الجيش السوري أولوية الوصول الى الحدود السورية مع تركيا، والتوصل الى عملية تسوية مع الأكراد في عفرين ينظم العمل بين الجانبين في هذه الفترة".

في السياق تفيد المصادر عينها أن "الجيش السوري إشترط مؤخرا أن تقوم وحدات حماية الشعب بتسليم كل الأسلحة الثقيلة التي بحوذتها في عفرين وهي ليست بالكثيرة ويبدو أن هذا الأمر هو محل خلاف بين الأفرقاء الأكراد، حيث يريد غالبية السكان دخول الجيش السوري فورا وقبل فوات الأوان فيما تضغط الولايات المتحدة لعدم تنفيذ أي اتفاق".

وكانت وحدات حماية الشعب الكردية أصدرت بيانا رسميا طالبت فيه الدولة السورية بحماية عفرين وجوارها بعد يومين من تصريحات لمصادر نسبت نفسها للوحدات الكردية نفت فيه طلب المساعدة من الجيش السوري، وقال بيان وحدات حماية الشعب الذي بثته وسائل إعلام كردية وعالمية: إننا في الإدارة الذاتية بمقاطعة عفرين، نؤكد مرة أخرى بأن منطقة عفرين هي جزء لا يتجزأ من سوريا، وأن قواتنا وحدات حماية الشعب تقوم بواجبها الوطني منذ ٦ سنوات بحماية المنطقة ضد هجمات تنظيم داعش الإرهابي وغيرها من المجموعات الإرهابية من القاعدة وغيرها المتواجدة على الأرض السورية و تساهم في حماية وحدة أراضي سوريا وأضافت وحدات حماية الشعب الكردية في بيانها أن هذا الجزء من سوريا يتعرض لعدوان تركي غاشم تقوم بمواجهته، وختمت بالطلب من الدولة السورية التدخل والتواجد على حدود عفرين مع تركيا لمواجهة الغزو التركي.

ويتواجد في عفرين اكثر من مليون نسمة غالبيتهم من النازحين الآتين من إدلب وحلب، ويتواجد فيها ايزيديون ومسلمون ومسيحيون وعرب وكرد.

  • فريق ماسة
  • 2018-01-28
  • 11945
  • من الأرشيف

هذه تفاصيل ’اتفاق’ دخول الجيش السوري الى عفرين.. ومن هي الجهات التي تقود ’التطرف الكردي’؟

مع بدء الهجوم التركي في الشمال السوري ضد مواقع المسلحين الأكراد في منبج وفي عفرين، بدأت بالظهور الى العلن ملامح تطرف كردي مسيّر من الخارج وتحديدا من واشنطن، يرفض دخول الجيش السوري إلى عفرين لوقف العملية العسكرية التركية للحد من إراقة المزيد من الدماء وحصول دمار كبير، وظهرت مواقف كردية متناقضة يوم الأربعاء الماضي، بعدما مررت جهات كردية نص ورقة إتفاق وقعها وجهاء من مدينة عفرين مع مسؤول الأمن العسكري في مدينة نبل المجاورة لعفرين، ويختلف هؤلاء الوجهاء مع قادة أكراد أتوا من خلف الحدود ينفذون أجندات أجنبية خصوصا امريكية، ويصرّ هؤلاء القادة الأكراد الأجانب على عدم إنقاذ الموقف عبر رفض دخول الجيش السوري الى محيط عفرين وبالتالي إنهاء العملية العسكرية التركية قبل تطورها وتفاقم الموقف العسكري في المنطقة التي تعج بالسكان المدنيين. مصادر ميدانية في عفرين قالت لـ"موقع العهد الأخباري" عن "قيادات أجنبية فرضتها الولايات المتحدة على وحدات حماية الشعب الكردية وعلى قسد، وتقوم هذه القيادات المعروفة بتطرفها بدور المعطل لاتفاق حصل بين الدولة السورية وممثلين عن أهالي عفرين"، وأشارت المصادر الميدانية الكردية الى "المسؤول الأمني في قسد بمدينة عفرين الذي يرفض حتى الآن تطبيق الاتفاق المبرم مع الجيش السوري والذي أعلنت قوات حماية الشعب الكردية عن وجوده في بيان واضح دعت فيه الدولة السورية للتدخل في عفرين وحمايتها من الغزو التركي"، وكشفت المصادر الكردية أن "هناك أكرادًا غير سوريين يتحكمون بقرار الحرب والسلم في مناطق السيطرة الكردية في سوريا وغالبية هؤلاء مرتبطين بالقوات الأمريكية المتواجدة في سوريا فضلا عن تمتعهم بعلاقات قديمة ووطيدة مع الكيان الإسرائيلي وأبرزهم كردي إيراني يدعى أوميد ينتمي لحزب بيجاك الإيراني المعارض والذي يقيم علاقات قديمة مع إسرائيل". وقالت المصادر أن "اوميد يتولى منصب مسؤول الأمن في وحدات حماية الشعب الكردية ويتمتع الأمن بسلطات وصلاحيات عليا في الأحزاب الكردية تفوق صلاحيات العسكر والسياسيين، ويتواجد أيضا قائد عسكري عام يصدر الأوامر لكل المسلحين الأكراد في كافة مناطقهم وهو كردي تركي يدعى صلاح الدين ويقيم في الحسكة ويطلق عليه لقب الكبير، ويتلقى هذا الرجل تعليماته من جميل باي القائد العسكري العام لحزب العمال الكردستاني في جبال قنديل، ويعتبر جميل باي من المتشددين في مسألة الانفصال الكردي عن الدول التي يتواجد فيها اكراد". المصادر كشفت في حديثها لـ "العهد" عن "بعض بنود اتفاق وقّع سابقا بين وجهاء أكراد من عفرين والجيش العربي السوري ينظم عملية دخول الجيش السوري الى عفرين ومحيطها"، وقالت أن "الإتفاق يقضي بدخول حوالي ألفي جندي وضابط سوري إلى محيط عفرين خصوصا المناطق الحدودية مع تركيا والتي تمتد بطول 180 كلم عند قرى راجو- سيخ حديد – كيدان"، وأضافت: "الجيش السوري يريد السيطرة على المناطق الحدودية الغربية لعفرين مع تركيا ولن يدخل إلى الحدود الجنوبية التي تتواجد فيها الفصائل المسلحة الموالية لتركيا ومنها فيلق الشام والنصرة"، وتشير إلى أن "الدولة السورية سوف تستلم ألإدارات العامة في المنطقة وتعيد تشغيلها والعمل بها مع رفع العلم السوري على كل هذه الإدارات". وتعتقد المصادر أن "مساحة المنطقة الواسعة وعدد القرى والبلدات الذي يتجاوز المئة وخمسين قرية وبلدة فضلا عن مدينة عفرين يلزمه أكثر من عشرة الآف جندي سوري، وبالتالي يرى الجيش السوري أولوية الوصول الى الحدود السورية مع تركيا، والتوصل الى عملية تسوية مع الأكراد في عفرين ينظم العمل بين الجانبين في هذه الفترة". في السياق تفيد المصادر عينها أن "الجيش السوري إشترط مؤخرا أن تقوم وحدات حماية الشعب بتسليم كل الأسلحة الثقيلة التي بحوذتها في عفرين وهي ليست بالكثيرة ويبدو أن هذا الأمر هو محل خلاف بين الأفرقاء الأكراد، حيث يريد غالبية السكان دخول الجيش السوري فورا وقبل فوات الأوان فيما تضغط الولايات المتحدة لعدم تنفيذ أي اتفاق". وكانت وحدات حماية الشعب الكردية أصدرت بيانا رسميا طالبت فيه الدولة السورية بحماية عفرين وجوارها بعد يومين من تصريحات لمصادر نسبت نفسها للوحدات الكردية نفت فيه طلب المساعدة من الجيش السوري، وقال بيان وحدات حماية الشعب الذي بثته وسائل إعلام كردية وعالمية: إننا في الإدارة الذاتية بمقاطعة عفرين، نؤكد مرة أخرى بأن منطقة عفرين هي جزء لا يتجزأ من سوريا، وأن قواتنا وحدات حماية الشعب تقوم بواجبها الوطني منذ ٦ سنوات بحماية المنطقة ضد هجمات تنظيم داعش الإرهابي وغيرها من المجموعات الإرهابية من القاعدة وغيرها المتواجدة على الأرض السورية و تساهم في حماية وحدة أراضي سوريا وأضافت وحدات حماية الشعب الكردية في بيانها أن هذا الجزء من سوريا يتعرض لعدوان تركي غاشم تقوم بمواجهته، وختمت بالطلب من الدولة السورية التدخل والتواجد على حدود عفرين مع تركيا لمواجهة الغزو التركي. ويتواجد في عفرين اكثر من مليون نسمة غالبيتهم من النازحين الآتين من إدلب وحلب، ويتواجد فيها ايزيديون ومسلمون ومسيحيون وعرب وكرد.

المصدر : نضال حمادة/ العهد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة