بدا واضحاً لجميع المتابعين أنّ سلسلة التصريحات الأمريكية  الاخيرة والتي رسمت مخطط واضح المعالم  لما تريده أمريكا من وفي سورية ،وهو مخطط مبني ومصاغ من سلسلة أهداف استراتيجية كجزء من خطة ورؤية أكبر، لمسار المخطط الأمريكي التي يعمل عليه الأمريكان بالتعاون مع ميلشيا "سورية الديمقراطية " ، والهدف بالأساس هو تحقيق شروط وإملاءات تحاول بعض القوى الإقليمية الحليفة والشريكة والداعمة للمشروع الصهيو ـ أميركي بالمنطقة فرضها على الدولة السورية.

هنا ، وفي هذه المرحلة وتحديداً بعد إعلان أمريكا عن مشروعها ومخططها بشرق وشمال شرق سورية ، فالواضح أنّ مؤشرات هذا المشروع على وجه الخصوص، تعكس حجم الأهداف المطلوب تحقيقها في سورية ومجموعة من الرهانات الأميركية المتعلقة بكلّ ما يجري فيها. وهي أهداف تتداخل فيها حسابات الواقع المفترض للأحداث الميدانية على الأرض مع الحسابات الأمنية والعسكرية والجيوسياسية للجغرافيا السياسية السورية وموازين القوى في الإقليم مع المصالح والاستراتيجيات للقوى الدولية على اختلاف مسمّياتها، كما تتداخل فيها ملفات المنطقة وأمن «إسرائيل» والطاقة وجملة مواضيع أخرى.

وهنا عندما نتحدث عن الجغرافيا السياسية السورية وربطها بمجمل الاحداث الميدانية على الارض السورية وربط كل ذلك بالمشروع الأمريكي  في سورية ، فهنا لا يمكن إنكار حقيقة أنّ أمريكا عندما بدأت معركة محافظة الرقة  بالتعاون مع أداتها ميلشيا قوات سورية الديمقراطية ،فهدفها الرئيسي لم يكن تنظيم داعش الإرهابي " والتي تعتبر حسب مراقبين من أهم داعميه ،وكان عبارة عن جسر عبور لأمريكا لتنفيذ مشاريعها بسورية "بل كان هدفها الرئيسي  هو موقع الرقة الاستراتيجي بشمال شرق سورية، فالرقة تشكل أهمية استراتيجية بخريطة الجغرافيا  السورية وتحتلّ أهمية استراتيجية، باعتبارها مفتاحاً لسلسلة مناطق تمتدّ على طول الجغرافيا السورية، فهي نقطة وصل بين مناطق وسط سورية وشرقها وشمالها، امتداداً على طول شريط المناطق الحدودية المرتبطة بالجانب العراقي والتركي، إضافة إلى كونها تشكل نقطة ربط بين المناطق الجغرافية السورية المرتبطة بمدينة دير الزور شرقاً وحلب شمالاً، وهذا ما يعكس حجم الأهمية الاستراتيجية الكبرى لمحافظة الرقة في خريطة جغرافيا الشرق والشمال الشرقي والشمال السوري بشكل عام.

وهنا يجب التأكيد على إنّ ما جرى في الرقة السورية ، وما تبعه مؤخراً من تصريحات أمريكية أكد استمرار أميركا وحلفائها في مسار حربهم المباشرة وغير المباشرة على سورية،وأكد بما لا يقبل الشك في أنّ أيّ حديث عن مؤتمرات هدفها الوصول إلى حلّ سياسي للحرب على الدولة السورية ، ما هو في النهاية إلا حديث وكلام فارغ من أيّ مضمون يمكن تطبيقه على أرض الواقع.

ختاماً ،المؤكد في هذه المرحلة أن أميركا وحلفاؤها في الغرب والمنطقة كانوا وما زالوا يمارسون دورهم الساعي إلى إسقاط الدولة السورية بكلّ أركانها بفوضى طويلة تنتهي حسب رؤيتهم بتقسيم سورية. وإلى حين اقتناع أميركا وحلفائها بحلول وقت الحلول للحرب على الدولة السورية ستبقى سورية تدور في فلك الصراع الدموي، إلى أن تقتنع أميركا وحلفاؤها بأنّ مشروعهم الساعي إلى تدمير سورية قد حقق جميع أهدافه، أو أن تقتنع بانهزام مشروعها فوق الأراضي السورية، وإلى ذلك الحين سننظر إلى مسار المعارك على الأرض لتعطينا مؤشرات واضحة عن طبيعة ومسار الحلول المستقبلية للحرب على الدولة السورية، وعلى الشعب السوري الخاسر الوحيد من مسار هذه الحرب المفروضة عليه.

  • فريق ماسة
  • 2018-01-20
  • 13454
  • من الأرشيف

ماذا عن مشروع أمريكا في سورية ؟

بدا واضحاً لجميع المتابعين أنّ سلسلة التصريحات الأمريكية  الاخيرة والتي رسمت مخطط واضح المعالم  لما تريده أمريكا من وفي سورية ،وهو مخطط مبني ومصاغ من سلسلة أهداف استراتيجية كجزء من خطة ورؤية أكبر، لمسار المخطط الأمريكي التي يعمل عليه الأمريكان بالتعاون مع ميلشيا "سورية الديمقراطية " ، والهدف بالأساس هو تحقيق شروط وإملاءات تحاول بعض القوى الإقليمية الحليفة والشريكة والداعمة للمشروع الصهيو ـ أميركي بالمنطقة فرضها على الدولة السورية. هنا ، وفي هذه المرحلة وتحديداً بعد إعلان أمريكا عن مشروعها ومخططها بشرق وشمال شرق سورية ، فالواضح أنّ مؤشرات هذا المشروع على وجه الخصوص، تعكس حجم الأهداف المطلوب تحقيقها في سورية ومجموعة من الرهانات الأميركية المتعلقة بكلّ ما يجري فيها. وهي أهداف تتداخل فيها حسابات الواقع المفترض للأحداث الميدانية على الأرض مع الحسابات الأمنية والعسكرية والجيوسياسية للجغرافيا السياسية السورية وموازين القوى في الإقليم مع المصالح والاستراتيجيات للقوى الدولية على اختلاف مسمّياتها، كما تتداخل فيها ملفات المنطقة وأمن «إسرائيل» والطاقة وجملة مواضيع أخرى. وهنا عندما نتحدث عن الجغرافيا السياسية السورية وربطها بمجمل الاحداث الميدانية على الارض السورية وربط كل ذلك بالمشروع الأمريكي  في سورية ، فهنا لا يمكن إنكار حقيقة أنّ أمريكا عندما بدأت معركة محافظة الرقة  بالتعاون مع أداتها ميلشيا قوات سورية الديمقراطية ،فهدفها الرئيسي لم يكن تنظيم داعش الإرهابي " والتي تعتبر حسب مراقبين من أهم داعميه ،وكان عبارة عن جسر عبور لأمريكا لتنفيذ مشاريعها بسورية "بل كان هدفها الرئيسي  هو موقع الرقة الاستراتيجي بشمال شرق سورية، فالرقة تشكل أهمية استراتيجية بخريطة الجغرافيا  السورية وتحتلّ أهمية استراتيجية، باعتبارها مفتاحاً لسلسلة مناطق تمتدّ على طول الجغرافيا السورية، فهي نقطة وصل بين مناطق وسط سورية وشرقها وشمالها، امتداداً على طول شريط المناطق الحدودية المرتبطة بالجانب العراقي والتركي، إضافة إلى كونها تشكل نقطة ربط بين المناطق الجغرافية السورية المرتبطة بمدينة دير الزور شرقاً وحلب شمالاً، وهذا ما يعكس حجم الأهمية الاستراتيجية الكبرى لمحافظة الرقة في خريطة جغرافيا الشرق والشمال الشرقي والشمال السوري بشكل عام. وهنا يجب التأكيد على إنّ ما جرى في الرقة السورية ، وما تبعه مؤخراً من تصريحات أمريكية أكد استمرار أميركا وحلفائها في مسار حربهم المباشرة وغير المباشرة على سورية،وأكد بما لا يقبل الشك في أنّ أيّ حديث عن مؤتمرات هدفها الوصول إلى حلّ سياسي للحرب على الدولة السورية ، ما هو في النهاية إلا حديث وكلام فارغ من أيّ مضمون يمكن تطبيقه على أرض الواقع. ختاماً ،المؤكد في هذه المرحلة أن أميركا وحلفاؤها في الغرب والمنطقة كانوا وما زالوا يمارسون دورهم الساعي إلى إسقاط الدولة السورية بكلّ أركانها بفوضى طويلة تنتهي حسب رؤيتهم بتقسيم سورية. وإلى حين اقتناع أميركا وحلفائها بحلول وقت الحلول للحرب على الدولة السورية ستبقى سورية تدور في فلك الصراع الدموي، إلى أن تقتنع أميركا وحلفاؤها بأنّ مشروعهم الساعي إلى تدمير سورية قد حقق جميع أهدافه، أو أن تقتنع بانهزام مشروعها فوق الأراضي السورية، وإلى ذلك الحين سننظر إلى مسار المعارك على الأرض لتعطينا مؤشرات واضحة عن طبيعة ومسار الحلول المستقبلية للحرب على الدولة السورية، وعلى الشعب السوري الخاسر الوحيد من مسار هذه الحرب المفروضة عليه.

المصدر : الماسة السورية / هشام الهبيشان


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة