يرى مدير «مجلس المصلحة القومية» الأميركي فيليب جيرالدي في آخر تحليل له عما يمكن أن يواجهه الرئيس الأميركي دونالد رامب في عام 2018 أن مجموعة الضغط الصهيونية الأميركية في واشنطن ستزيد استغلالها لترامب كلما تعرض للفضائح السياسية وغير السياسية هو وأسرته،

 

فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدرك أن ترامب لن يعترض على أي طلب يتقدم به في الموضوع الفلسطيني حتى لو كان هناك من يحذر منه داخل فريق إدارة ترامب وهذا ما ظهر واضحاً حين أبدى السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان اعتراضه على العبارة التي اعتادت وزارة الخارجية الأميركية استخدامها تجاه المستوطنات ووصفها بغير الشرعية، وكأنه يرسم سياسته الصهيونية بشكل علني في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

 

ويرى جيرالدي أن إسرائيل والعائلة المالكة السعودية تتمتعان الآن بسياسة أميركية قادرة على تغطية كل خروقاتهما للقوانين الدولية وحقوق الإنسان في كل من اليمن والأراضي المحتلة ويدركان أن هذه الظروف ستتغير إذا تعرض ترامب لأي طارئ تتقلص فيه صلاحياته بسبب الفضائح المتعاقبة عليه وعلى أسرته الحاكمة وخصوصاً بعد فشل خطته في زعزعة استقرار إيران.

يدرك نتنياهو وحلفاؤه في الإدارة الأميركية أن الهدوء النسبي في موضوع النزاع الأميركي مع كوريا الديمقراطية لم يحسن ترامب استغلاله بل سارع إلى فتح جبهة نزاع أميركي مع باكستان حين قرر تجميد المساعدة المالية الأميركية، وهي الحليف التاريخي له ضد الاتحاد السوفييتي والتي لعبت دور القاعدة الأساسية في حرب طالبان الأفغانية لزعزعة الوجود السوفييتي كله، فقد اتهم ترامب «إسلام أباد» بدعم الإرهاب وفاجأ الجميع بهذا الاتهام لأن واشنطن كانت الداعم الأكبر لكل المجموعات الإرهابية الإسلامية التي عملت في باكستان منذ بداية عام 1980.

صحيفة «الغارديان» البريطانية حذرت من هذا النزاع مع باكستان لأن الصين ستستفيد منه كثيراً على المستوى الإقليمي في أي خلاف أو نزاع مع الهند وعلى المستوى الدولي، لأن باكستان قد تصبح الدولة النووية الثانية الصديقة للصين بعد كوريا الديمقراطية، وإضافة إلى ذلك تعد الصين دولة تحتاجها باكستان إذا ما توقفت المراهنة الغربية على القيادة الباكستانية ولذلك يقول الباحث من جامعة أوكسفورد والكاتب السياسي في مجلة «فايننشال تايمز» أبهيشاك باراجولي: إن معاملة ترامب لباكستان بهذا الشكل سيجعلها تقدم نفسها هدية للقيادة الصينية، وتدرك واشنطن أن تقارباً صينياً متصاعداً بين بكين وإسلام آباد سيفجر خلافاً إن لم يكن نزاعاً بين الهند والدولتين، وربما هذا ما تريده واشنطن في هذه الظروف علماً أن القيادة العسكرية الباكستانية كانت تطالب الحكومات المدنية الباكستانية بزيادة الميزانية العسكرية لكي يتحقق توازن معقول بينها وبين الهند التي ستجد نفسها الآن أمام جدول عمل جديد إقليمي لكن على مستوى نووي بين ثلاث دول نووية.

ويرى باراجولي أن «خطاب ترامب ضد باكستان كان غير بناء لأنه دعا الهند إلى زيادة مساعداتها للولايات المتحدة في أفغانستان»، وكأنه يقول إن باكستان متواطئة مع طالبان ويجب الآن إدخال الهند إلى الورطة الأفغانية بدلاً من باكستان بما يشكل نوعاً من الاستفزاز لباكستان؟

ومع تطورات هذه السيناريوهات المحتملة لسياسة ترامب مع حليفه الباكستاني ربما أصبح من الممكن له أيضاً نقل مثل هذه السياسة إلى النزاع المستمر بين السعودية وقطر حول دعم الإرهاب فالعائلة المالكة السعودية تتهم حليفها القطري بدعم الإرهاب وهما الطرفان اللذان قدما المال والسلاح والتوجيه لمعظم المجموعات الإرهابية المتشددة في المنطقة وليس في سورية والعراق ولبنان وليبيا فقط.

يبدو أن سياسة ترامب مع حلفائه لا تتوقف عند أي حد وخصوصاً في منطقة الخليج لأن أي نزاع بين الهند وباكستان سيستخدم له الإسلاميين في دول الخليج ولا يهمه إذا دعم باكستان ضد الهند أو العكس ما دام ذلك سيحقق له مصالح جديدة ضد الصين وروسيا بشكل خاص.

  • فريق ماسة
  • 2018-01-08
  • 13364
  • من الأرشيف

هل يعاقب ترامب حلفاءه في المنطقة بعد باكستان؟!

يرى مدير «مجلس المصلحة القومية» الأميركي فيليب جيرالدي في آخر تحليل له عما يمكن أن يواجهه الرئيس الأميركي دونالد رامب في عام 2018 أن مجموعة الضغط الصهيونية الأميركية في واشنطن ستزيد استغلالها لترامب كلما تعرض للفضائح السياسية وغير السياسية هو وأسرته،   فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدرك أن ترامب لن يعترض على أي طلب يتقدم به في الموضوع الفلسطيني حتى لو كان هناك من يحذر منه داخل فريق إدارة ترامب وهذا ما ظهر واضحاً حين أبدى السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان اعتراضه على العبارة التي اعتادت وزارة الخارجية الأميركية استخدامها تجاه المستوطنات ووصفها بغير الشرعية، وكأنه يرسم سياسته الصهيونية بشكل علني في الأراضي الفلسطينية المحتلة.   ويرى جيرالدي أن إسرائيل والعائلة المالكة السعودية تتمتعان الآن بسياسة أميركية قادرة على تغطية كل خروقاتهما للقوانين الدولية وحقوق الإنسان في كل من اليمن والأراضي المحتلة ويدركان أن هذه الظروف ستتغير إذا تعرض ترامب لأي طارئ تتقلص فيه صلاحياته بسبب الفضائح المتعاقبة عليه وعلى أسرته الحاكمة وخصوصاً بعد فشل خطته في زعزعة استقرار إيران. يدرك نتنياهو وحلفاؤه في الإدارة الأميركية أن الهدوء النسبي في موضوع النزاع الأميركي مع كوريا الديمقراطية لم يحسن ترامب استغلاله بل سارع إلى فتح جبهة نزاع أميركي مع باكستان حين قرر تجميد المساعدة المالية الأميركية، وهي الحليف التاريخي له ضد الاتحاد السوفييتي والتي لعبت دور القاعدة الأساسية في حرب طالبان الأفغانية لزعزعة الوجود السوفييتي كله، فقد اتهم ترامب «إسلام أباد» بدعم الإرهاب وفاجأ الجميع بهذا الاتهام لأن واشنطن كانت الداعم الأكبر لكل المجموعات الإرهابية الإسلامية التي عملت في باكستان منذ بداية عام 1980. صحيفة «الغارديان» البريطانية حذرت من هذا النزاع مع باكستان لأن الصين ستستفيد منه كثيراً على المستوى الإقليمي في أي خلاف أو نزاع مع الهند وعلى المستوى الدولي، لأن باكستان قد تصبح الدولة النووية الثانية الصديقة للصين بعد كوريا الديمقراطية، وإضافة إلى ذلك تعد الصين دولة تحتاجها باكستان إذا ما توقفت المراهنة الغربية على القيادة الباكستانية ولذلك يقول الباحث من جامعة أوكسفورد والكاتب السياسي في مجلة «فايننشال تايمز» أبهيشاك باراجولي: إن معاملة ترامب لباكستان بهذا الشكل سيجعلها تقدم نفسها هدية للقيادة الصينية، وتدرك واشنطن أن تقارباً صينياً متصاعداً بين بكين وإسلام آباد سيفجر خلافاً إن لم يكن نزاعاً بين الهند والدولتين، وربما هذا ما تريده واشنطن في هذه الظروف علماً أن القيادة العسكرية الباكستانية كانت تطالب الحكومات المدنية الباكستانية بزيادة الميزانية العسكرية لكي يتحقق توازن معقول بينها وبين الهند التي ستجد نفسها الآن أمام جدول عمل جديد إقليمي لكن على مستوى نووي بين ثلاث دول نووية. ويرى باراجولي أن «خطاب ترامب ضد باكستان كان غير بناء لأنه دعا الهند إلى زيادة مساعداتها للولايات المتحدة في أفغانستان»، وكأنه يقول إن باكستان متواطئة مع طالبان ويجب الآن إدخال الهند إلى الورطة الأفغانية بدلاً من باكستان بما يشكل نوعاً من الاستفزاز لباكستان؟ ومع تطورات هذه السيناريوهات المحتملة لسياسة ترامب مع حليفه الباكستاني ربما أصبح من الممكن له أيضاً نقل مثل هذه السياسة إلى النزاع المستمر بين السعودية وقطر حول دعم الإرهاب فالعائلة المالكة السعودية تتهم حليفها القطري بدعم الإرهاب وهما الطرفان اللذان قدما المال والسلاح والتوجيه لمعظم المجموعات الإرهابية المتشددة في المنطقة وليس في سورية والعراق ولبنان وليبيا فقط. يبدو أن سياسة ترامب مع حلفائه لا تتوقف عند أي حد وخصوصاً في منطقة الخليج لأن أي نزاع بين الهند وباكستان سيستخدم له الإسلاميين في دول الخليج ولا يهمه إذا دعم باكستان ضد الهند أو العكس ما دام ذلك سيحقق له مصالح جديدة ضد الصين وروسيا بشكل خاص.

المصدر : الوطن / تحسين الحلبي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة