عقد وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة الدكتور بشار الجعفري جلستي محادثات مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا في مقر الأمم المتحدة بجنيف في إطار الجولة الثامنة من الحوار السوري السوري.

وكان وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة الجعفري وصل إلى جنيف للمشاركة في الجولة الثامنة من الحوار السوري السوري.

واختتمت المرحلة الأولى من الجولة الثامنة في الأول من الشهر الجاري بمشاركة وفد الجمهورية العربية السورية حيث أكد الدكتور الجعفري في مؤتمر صحفي بنهاية هذه المرحلة “أن هناك من يسعى لتقويض محادثات جنيف عبر محاولة فرض شروط مسبقة” مشيرا إلى أن “بيان الرياض 2” هدف إلى تقويض فرص نجاح الحوار في جنيف وهو مرفوض جملة وتفصيلا.

وكانت تحليلات سياسة توقعت ثلاثة مسارات محتملة: المسار الأول، أن يصرّ المبعوث الدولي على عقد الجولة الثانية من «جنيف 8» وفق أسس الجولة الأولى، وبالتالي تكريس فشل «جنيف 8» مثل الجولات السبع السابقة. والمسار الثاني، أن لا تتمّ العودة إلى جولة جديدة إلى ما بعد انتهاء عطلة أعياد الميلاد ورأس السنة، بانتظار ما يحدث من تطورات سياسية وميدانية خلال هذه الفترة ويبنى على الشيء مقتضاه.

أما المسار الثالث، أن تتمّ إعادة النظر بمقاربة وفد المعارضة السياسية للتسوية والتخلي عن البيان الصادر عن اجتماع «الرياض ـ 2» كي يتسنّى عقد لقاءات مباشرة بين وفد الجمهورية العربية السورية، ووفد المعارضة.

المباحثات تأتي على وقع تطورات الميدان فمع انتقال عمليات الجيش العربي السوري وحلفائه في الشرق إلى المنطقة المحصورة بين الميادين والسخنة ومحطة «T2» في عمق البادية، تدفقت تعزيزات عسكرية إضافية إلى الجبهات الناشطة في ريف حماة الشمالي الشرقي وريف حلب الجنوبي. العمليات العسكرية التي انطلقت هناك بالتوازي مع معارك حوض الفرات ضد «داعش»، شهدت تقدماً مهماً للجيش، استطاع من خلاله استعادة عشرات البلدات من يد «هيئة تحرير الشام» والفصائل العاملة معها.

وتشير المعطيات الميدانية إلى أن الزخم الميداني للعمليات سيرتفع خلال الفترة المقبلة، في وقت كثّف فيه سلاحا الجو السوري والروسي غاراتهما على البلدات المحيطة ببلدة الرهجان في ريف حماة الشمالي الشرقي، وعلى مواقع «تحرير الشام» في محيط مطار أبو الضهور العسكري في ريف إدلب الشرقي. وخلال اليومين الماضيين، استعاد الجيش السيطرة على قرى أم تريكة وأم حزيم وبليل وتلة رجم الأحمر وتل شطيب والزبادي وتل بولص. وبعد تثبيت نقاطه في تلك القرى، بدأ تحركاً سريعاً في بلدتي أم تركية والظافرية، المتاخمة للحدود الإدارية لمحافظة إدلب. وفي منطقة قريبة من ريف حماة الشمالي الشرقي، تمكن «داعش» من التقدم على حساب «تحرير الشام» والوصول إلى المناطق المحاذية لريف إدلب الجنوبي الشرقي. وسيطر التنظيم على قرى قلعة الحوايس وابن هديب وحوايس أم الجرن وجبل الحوايس.

وترافق تقدم الجيش على هذه الجبهة، باستكماله العمليات في قرى سفح جبل الشيخ على أطراف غوطة دمشق الغربية. وتركزت على محور ظهر الأسود، جنوب تلال بردعيا، التي أحكم الجيش سيطرته عليها بالكامل. واستدعى تقدم الجيش انسحاب المسلحين باتجاه بلدة مغر المير، شرق تلال ظهر الأسود.

في موازاة ذلك، بدأ الجيش تحركاً واسعاً في البادية الشرقية، من محوري غرب البوكمال وشمال محطة «T2»، وذلك بهدف إنهاء وجود «داعش» في جيب صحراوي محاصر، بين ريفي دير الزور الجنوبي وحمص الشرقي. وحتى أمس، سيطر الجيش وحلفاؤه على المنطقة الممتدة من قرية الصالحية إلى معيزيلة وسد معيزيلة، وعلى المنطقة من السد حتى محطة «T2» وامتدادها شرقاً حتى نقاط الجيش على الحدود العراقية في محيط حقل عكاش النفطي. وأتاحت المساحات الصحراوية الخالية من المناطق السكنية للجيش وحلفائه، السيطرة على مساحة تقدر بنحو 2000 كيلومتر مربع، من أصل قرابة 7000 كيلومتر مربع كان يسيطر عليها التنظيم في هذا الجيب.

  • فريق ماسة
  • 2017-12-10
  • 13091
  • من الأرشيف

الوفد السوري يعقد جلستين مع ديمستورا في جنيف ... وتطورات الميدان تفرض نفسها على المباحثات

عقد وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة الدكتور بشار الجعفري جلستي محادثات مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا في مقر الأمم المتحدة بجنيف في إطار الجولة الثامنة من الحوار السوري السوري. وكان وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة الجعفري وصل إلى جنيف للمشاركة في الجولة الثامنة من الحوار السوري السوري. واختتمت المرحلة الأولى من الجولة الثامنة في الأول من الشهر الجاري بمشاركة وفد الجمهورية العربية السورية حيث أكد الدكتور الجعفري في مؤتمر صحفي بنهاية هذه المرحلة “أن هناك من يسعى لتقويض محادثات جنيف عبر محاولة فرض شروط مسبقة” مشيرا إلى أن “بيان الرياض 2” هدف إلى تقويض فرص نجاح الحوار في جنيف وهو مرفوض جملة وتفصيلا. وكانت تحليلات سياسة توقعت ثلاثة مسارات محتملة: المسار الأول، أن يصرّ المبعوث الدولي على عقد الجولة الثانية من «جنيف 8» وفق أسس الجولة الأولى، وبالتالي تكريس فشل «جنيف 8» مثل الجولات السبع السابقة. والمسار الثاني، أن لا تتمّ العودة إلى جولة جديدة إلى ما بعد انتهاء عطلة أعياد الميلاد ورأس السنة، بانتظار ما يحدث من تطورات سياسية وميدانية خلال هذه الفترة ويبنى على الشيء مقتضاه. أما المسار الثالث، أن تتمّ إعادة النظر بمقاربة وفد المعارضة السياسية للتسوية والتخلي عن البيان الصادر عن اجتماع «الرياض ـ 2» كي يتسنّى عقد لقاءات مباشرة بين وفد الجمهورية العربية السورية، ووفد المعارضة. المباحثات تأتي على وقع تطورات الميدان فمع انتقال عمليات الجيش العربي السوري وحلفائه في الشرق إلى المنطقة المحصورة بين الميادين والسخنة ومحطة «T2» في عمق البادية، تدفقت تعزيزات عسكرية إضافية إلى الجبهات الناشطة في ريف حماة الشمالي الشرقي وريف حلب الجنوبي. العمليات العسكرية التي انطلقت هناك بالتوازي مع معارك حوض الفرات ضد «داعش»، شهدت تقدماً مهماً للجيش، استطاع من خلاله استعادة عشرات البلدات من يد «هيئة تحرير الشام» والفصائل العاملة معها. وتشير المعطيات الميدانية إلى أن الزخم الميداني للعمليات سيرتفع خلال الفترة المقبلة، في وقت كثّف فيه سلاحا الجو السوري والروسي غاراتهما على البلدات المحيطة ببلدة الرهجان في ريف حماة الشمالي الشرقي، وعلى مواقع «تحرير الشام» في محيط مطار أبو الضهور العسكري في ريف إدلب الشرقي. وخلال اليومين الماضيين، استعاد الجيش السيطرة على قرى أم تريكة وأم حزيم وبليل وتلة رجم الأحمر وتل شطيب والزبادي وتل بولص. وبعد تثبيت نقاطه في تلك القرى، بدأ تحركاً سريعاً في بلدتي أم تركية والظافرية، المتاخمة للحدود الإدارية لمحافظة إدلب. وفي منطقة قريبة من ريف حماة الشمالي الشرقي، تمكن «داعش» من التقدم على حساب «تحرير الشام» والوصول إلى المناطق المحاذية لريف إدلب الجنوبي الشرقي. وسيطر التنظيم على قرى قلعة الحوايس وابن هديب وحوايس أم الجرن وجبل الحوايس. وترافق تقدم الجيش على هذه الجبهة، باستكماله العمليات في قرى سفح جبل الشيخ على أطراف غوطة دمشق الغربية. وتركزت على محور ظهر الأسود، جنوب تلال بردعيا، التي أحكم الجيش سيطرته عليها بالكامل. واستدعى تقدم الجيش انسحاب المسلحين باتجاه بلدة مغر المير، شرق تلال ظهر الأسود. في موازاة ذلك، بدأ الجيش تحركاً واسعاً في البادية الشرقية، من محوري غرب البوكمال وشمال محطة «T2»، وذلك بهدف إنهاء وجود «داعش» في جيب صحراوي محاصر، بين ريفي دير الزور الجنوبي وحمص الشرقي. وحتى أمس، سيطر الجيش وحلفاؤه على المنطقة الممتدة من قرية الصالحية إلى معيزيلة وسد معيزيلة، وعلى المنطقة من السد حتى محطة «T2» وامتدادها شرقاً حتى نقاط الجيش على الحدود العراقية في محيط حقل عكاش النفطي. وأتاحت المساحات الصحراوية الخالية من المناطق السكنية للجيش وحلفائه، السيطرة على مساحة تقدر بنحو 2000 كيلومتر مربع، من أصل قرابة 7000 كيلومتر مربع كان يسيطر عليها التنظيم في هذا الجيب.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة