أثار ما كشفته قناة «الجديد» عن اختباء الشاهد السوري محمد زهير الصدّيق لدى عضو مجلس الشعب المصري يحيى عزمي شقيق زكريا عزمي الناطق الرسمي باسم الرئيس المخلوع حسني مبارك في قرية «المحمّدية»، وتزامن سفر رئيس «فرع المعلومات» العقيد وسام الحسن إلى مصر، مع بث التقرير، لتدارك تداعيات فضيحة الصدّيق، الكثير من الأسئلة حول ضلوع نظام مبارك في تركيب شهود الزور في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وأسباب سفر الحسن وعلاقتها بموضوع الصدّيق.

وقد ظهر تباين واضح بين بيان المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي الذي يدافع عن سفر الحسن ويضعه في إطار «التعارف والبحث في المواضيع الأمنية المشتركة في ضوء المستجدات التي شهدتها مصر أخيراً» بعد نجاح ثورة «25 أكتوبر» في تحقيق هدفها الأوّل بإسقاط نظام مبارك، وبين مسارعة وزير الداخلية والبلديات زيّاد بارود إلى تحريك مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي «لاتخاذ التدابير المناسبة في موضوع سفر أحد ضبّاط المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ومدى مراعاته للقوانين والتعليمات النافذة».

فبيان المديرية يقول إنّ زيارة الحسن»مقرّرة وبناء على موعد محدّد سابقاً مع الوزير رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء مراد موافي»، بينما بيان الداخلية يطالب بالتحقيق مع الحسن وتوضيح مآل هذه الزيارة السرّية.

وبين البيانين، برأي متابعين لفضائح كبير شهود الزور الصدّيق، ثمّة تساؤلات تطرح نفسها على الشكل التالي:

أوّلاً: لا تزال مصر تعيش أجواء الإطاحة بنظام مبارك، وانتصار ثورة شباب «ميدان التحرير»، مع ما يعنيه ذلك من إرباك في صفوف الدولة وسلطاتها الأمنية لإعادة لملمة نفسها، فكيف يجد مدير المخابرات موافي متسعاً من الوقت لاستقبال العقيد الحسن؟ وما هي الأمور المستعجلة التي تدفع بالحسن إلى الانتقال إلى مصر التي تعيش مرحلة انتقالية غير عادية؟.

ثانياً: هل سافر الحسن بموجب أمر مهمّة؟ وهل حظي بإذن رسمي من اللواء أشرف ريفي ومن بارود؟ يتضح أنّ الإجابة بسيطة من خلال التمعّن في بيان وزارة الداخلية حيث طالب بارود بالتحقيق مع الحسن، ولو أنّ الأخير نال موافقته، أو أنّ بارود كان على علم مسبق بها، لما طالب بهذا التحقيق، ولاختصر الطريق وأكّد بأنّ الزيارة رسمية، وأنّ مسؤولي الحسن على علم ودراية بها.

ثالثاً: يقول بيان المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي إنّ «الحسن عاد على متن طائرة خاصة مستأجرة من شركة OPEN SKY، فكيف استأجر العقيد الحسن هذه الطائرة الخاصة ومن دفع تكاليفها الباهظة، بينما قائد الجيش العماد جان قهوجي سافر إلى السعودية في رحلة عادية؟ ثم لماذا توجه في رحلة الذهاب عن طريق مصر للطيران وقرر العودة بطائرة خاصة؟

رابعاً: لماذا تزامن سفر الحسن مع انكشاف أمر الصدّيق؟

خامساً: لماذا كان نظام مبارك يؤمّن الحماية للصدّيق ولمصلحة من كان يقوم بهذا السلوك المريب؟.

سادساً: لماذا لا يقوم القضاء اللبناني بمطالبة السلطات المصرية بتسليمه الصدّيق كونه مطلوباً لديه في غير دعوى، أبرزها الافتراء الجنائي وتضليل التحقيق في جريمة 14 شباط 2005؟.

يذكر أن البيان التوضيحي للمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ـ شعبة العلاقات العامة حول زيارة العقيد الحسن إلى مصر تضمن التالي:

أوّلاً: مساء تاريخ 7/3/2011، غادر العقيد الحسن إلى جمهورية مصر العربية على متن رحلة عادية وعلنية تابعة لشركة «مصر للطيران» في زيارة مقرّرة منذ فترة، وبناء على موعد محدّد سابقاً مع رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء مراد موافي الذي استلم منصبه حديثاً على أثر ثورة 25/1/2011، وعاد العقيد الحسن مساء 8/3/2011 على متن طائرة خاصة مستأجرة من شركة OPEN SKY.

ثانياً: يهمّ هذه المديرية العامة التأكيد على أنّ الهدف من الزيارة هو التعارف والبحث في المواضيع الأمنية المشتركة في ضوء المستجدات التي شهدتها مصر أخيراً».

  • فريق ماسة
  • 2011-03-09
  • 11557
  • من الأرشيف

لماذا سافر العقيد وسام الحسن إلى مصر؟!

أثار ما كشفته قناة «الجديد» عن اختباء الشاهد السوري محمد زهير الصدّيق لدى عضو مجلس الشعب المصري يحيى عزمي شقيق زكريا عزمي الناطق الرسمي باسم الرئيس المخلوع حسني مبارك في قرية «المحمّدية»، وتزامن سفر رئيس «فرع المعلومات» العقيد وسام الحسن إلى مصر، مع بث التقرير، لتدارك تداعيات فضيحة الصدّيق، الكثير من الأسئلة حول ضلوع نظام مبارك في تركيب شهود الزور في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وأسباب سفر الحسن وعلاقتها بموضوع الصدّيق. وقد ظهر تباين واضح بين بيان المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي الذي يدافع عن سفر الحسن ويضعه في إطار «التعارف والبحث في المواضيع الأمنية المشتركة في ضوء المستجدات التي شهدتها مصر أخيراً» بعد نجاح ثورة «25 أكتوبر» في تحقيق هدفها الأوّل بإسقاط نظام مبارك، وبين مسارعة وزير الداخلية والبلديات زيّاد بارود إلى تحريك مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي «لاتخاذ التدابير المناسبة في موضوع سفر أحد ضبّاط المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ومدى مراعاته للقوانين والتعليمات النافذة». فبيان المديرية يقول إنّ زيارة الحسن»مقرّرة وبناء على موعد محدّد سابقاً مع الوزير رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء مراد موافي»، بينما بيان الداخلية يطالب بالتحقيق مع الحسن وتوضيح مآل هذه الزيارة السرّية. وبين البيانين، برأي متابعين لفضائح كبير شهود الزور الصدّيق، ثمّة تساؤلات تطرح نفسها على الشكل التالي: أوّلاً: لا تزال مصر تعيش أجواء الإطاحة بنظام مبارك، وانتصار ثورة شباب «ميدان التحرير»، مع ما يعنيه ذلك من إرباك في صفوف الدولة وسلطاتها الأمنية لإعادة لملمة نفسها، فكيف يجد مدير المخابرات موافي متسعاً من الوقت لاستقبال العقيد الحسن؟ وما هي الأمور المستعجلة التي تدفع بالحسن إلى الانتقال إلى مصر التي تعيش مرحلة انتقالية غير عادية؟. ثانياً: هل سافر الحسن بموجب أمر مهمّة؟ وهل حظي بإذن رسمي من اللواء أشرف ريفي ومن بارود؟ يتضح أنّ الإجابة بسيطة من خلال التمعّن في بيان وزارة الداخلية حيث طالب بارود بالتحقيق مع الحسن، ولو أنّ الأخير نال موافقته، أو أنّ بارود كان على علم مسبق بها، لما طالب بهذا التحقيق، ولاختصر الطريق وأكّد بأنّ الزيارة رسمية، وأنّ مسؤولي الحسن على علم ودراية بها. ثالثاً: يقول بيان المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي إنّ «الحسن عاد على متن طائرة خاصة مستأجرة من شركة OPEN SKY، فكيف استأجر العقيد الحسن هذه الطائرة الخاصة ومن دفع تكاليفها الباهظة، بينما قائد الجيش العماد جان قهوجي سافر إلى السعودية في رحلة عادية؟ ثم لماذا توجه في رحلة الذهاب عن طريق مصر للطيران وقرر العودة بطائرة خاصة؟ رابعاً: لماذا تزامن سفر الحسن مع انكشاف أمر الصدّيق؟ خامساً: لماذا كان نظام مبارك يؤمّن الحماية للصدّيق ولمصلحة من كان يقوم بهذا السلوك المريب؟. سادساً: لماذا لا يقوم القضاء اللبناني بمطالبة السلطات المصرية بتسليمه الصدّيق كونه مطلوباً لديه في غير دعوى، أبرزها الافتراء الجنائي وتضليل التحقيق في جريمة 14 شباط 2005؟. يذكر أن البيان التوضيحي للمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ـ شعبة العلاقات العامة حول زيارة العقيد الحسن إلى مصر تضمن التالي: أوّلاً: مساء تاريخ 7/3/2011، غادر العقيد الحسن إلى جمهورية مصر العربية على متن رحلة عادية وعلنية تابعة لشركة «مصر للطيران» في زيارة مقرّرة منذ فترة، وبناء على موعد محدّد سابقاً مع رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء مراد موافي الذي استلم منصبه حديثاً على أثر ثورة 25/1/2011، وعاد العقيد الحسن مساء 8/3/2011 على متن طائرة خاصة مستأجرة من شركة OPEN SKY. ثانياً: يهمّ هذه المديرية العامة التأكيد على أنّ الهدف من الزيارة هو التعارف والبحث في المواضيع الأمنية المشتركة في ضوء المستجدات التي شهدتها مصر أخيراً».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة