لا تزال التحليلات الاقتصادية تتوالى حول الصدمة التي أحدثها مصرف سورية المركزي بسوق أسعار الصرف، وفيما يتردد بأن المصرف كان يخطط منذ ثلاثة أشهر لتلك الخطوة كان المواطن السوري يبتهل إلى الله أن تكون هذه الخطوة مدروسة و هي فعل وليس ردة فعل ..

مما كتب اخترنا اليوم ما نشره المحلل الاقتصادي شادي أحمد على صفحته الشخصية حيث كتب:  

استطاع البنك المركزي أن يحافظ على سعر صرف مستقر نسبيا لمدة عام تقريبا دون أن يهدر دولارا واحدا على عكس سنوات التبذير السابقة ...

و كان من المفروض أن يرافق هذا الاستقرار النقدي استقرار في الأسعار (أيضا نسبي) ولكن هذا لم يحدث ... و لم تتطور عجلة الإنتاج بالشكل الذي يجعل هذا الاستقرار النقدي مدعوم اقتصاديا ....

لذلك كان من المتوقع (أن يرتفع الدولار و يختل الاستقرار) ...و فجأة حدث العكس !!!!

بسبب سياسات نقدية اتبعها المركزي ...و كان معظمها نفسي و إعلامي ... لأن المركزي و بسبب السياسات السابقة ..فقد معظم أدواته ..و لم يبق معه سوى سعر صرف الحوالات ....فاستطاع أن (يلعبها) صح.

الأمر الجيد في الإجراء الأخير ...هو أن المركزي استطاع أن يضرب تلك العلاقات الخفية بين قوى السوق السوداء و شركائها في مكاتب الصرافة و التي لم يسمح لها بصرف أكثر من 100$ للشخص الواحد في الشهر و من ثم قام المركزي بتخفيض سعر الدولار مقابل الليرة ...و أطلق تحذيرا توجيهيا للمواطنين بعدم بيع الدولار إذا كانوا متخوفين من انهياره...

إذن ...يقوم المركزي بإجراء عمليات (الموت البطيء) للسوق السوداء و ربما سيقوم لاحقا (بتشليحها) دولاراتها ...

هنا كان يجب أن يكون لوزارات الاقتصاد و التجارة الداخلية و النفط و الكهرباء و المالية ...دور في عكس هذه العملية على الواقع المعيشي ....و لكن لم يحدث ذلك (باستثناء محاولات مقبولة لوزارة التجارة الداخلية) أما وزارتي النفط و الاقتصاد لم يساهما في إدارة هذا التحول..

و من هنا لم يشهد المواطن أي تحسن معيشي و لن يشهد ذلك إذا لم تكن هناك سياسات اقتصادية داعمة لهذه العملية ...

  • فريق ماسة
  • 2017-11-28
  • 13393
  • من الأرشيف

محلل اقتصادي: المركزي يقوم بإجراء عمليات (الموت البطيء) للسوق السوداء ويلعبها صح

لا تزال التحليلات الاقتصادية تتوالى حول الصدمة التي أحدثها مصرف سورية المركزي بسوق أسعار الصرف، وفيما يتردد بأن المصرف كان يخطط منذ ثلاثة أشهر لتلك الخطوة كان المواطن السوري يبتهل إلى الله أن تكون هذه الخطوة مدروسة و هي فعل وليس ردة فعل .. مما كتب اخترنا اليوم ما نشره المحلل الاقتصادي شادي أحمد على صفحته الشخصية حيث كتب:   استطاع البنك المركزي أن يحافظ على سعر صرف مستقر نسبيا لمدة عام تقريبا دون أن يهدر دولارا واحدا على عكس سنوات التبذير السابقة ... و كان من المفروض أن يرافق هذا الاستقرار النقدي استقرار في الأسعار (أيضا نسبي) ولكن هذا لم يحدث ... و لم تتطور عجلة الإنتاج بالشكل الذي يجعل هذا الاستقرار النقدي مدعوم اقتصاديا .... لذلك كان من المتوقع (أن يرتفع الدولار و يختل الاستقرار) ...و فجأة حدث العكس !!!! بسبب سياسات نقدية اتبعها المركزي ...و كان معظمها نفسي و إعلامي ... لأن المركزي و بسبب السياسات السابقة ..فقد معظم أدواته ..و لم يبق معه سوى سعر صرف الحوالات ....فاستطاع أن (يلعبها) صح. الأمر الجيد في الإجراء الأخير ...هو أن المركزي استطاع أن يضرب تلك العلاقات الخفية بين قوى السوق السوداء و شركائها في مكاتب الصرافة و التي لم يسمح لها بصرف أكثر من 100$ للشخص الواحد في الشهر و من ثم قام المركزي بتخفيض سعر الدولار مقابل الليرة ...و أطلق تحذيرا توجيهيا للمواطنين بعدم بيع الدولار إذا كانوا متخوفين من انهياره... إذن ...يقوم المركزي بإجراء عمليات (الموت البطيء) للسوق السوداء و ربما سيقوم لاحقا (بتشليحها) دولاراتها ... هنا كان يجب أن يكون لوزارات الاقتصاد و التجارة الداخلية و النفط و الكهرباء و المالية ...دور في عكس هذه العملية على الواقع المعيشي ....و لكن لم يحدث ذلك (باستثناء محاولات مقبولة لوزارة التجارة الداخلية) أما وزارتي النفط و الاقتصاد لم يساهما في إدارة هذا التحول.. و من هنا لم يشهد المواطن أي تحسن معيشي و لن يشهد ذلك إذا لم تكن هناك سياسات اقتصادية داعمة لهذه العملية ...

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة