صباح يوم الخميس 16 تشرين الثاني 2017 ، استفاقت (هبة ) باكراً، ارتدت ثياب المدرسة و حملت حقيبتها على ظهرها ، و اتجهت إلى المدرسة ،،، داومت كالمعتاد في صفّها ( الرابع الابتدائي ) ، و ما أن انتهى الدوام حتى حملت حقيبتها ، و ركضت مسرعة باتجاه المنزل ، فلديها الكثير من المشاريع لتنفذها ، فغداً يوم الجمعة و هو يوم العطلة الأسبوعية ،،،

لكن قذيفة هاون كانت أسرع من هبة ، حيث سقطت بالقرب منها و انفجرت ، مطلقةً عشرات لا بل مئات الشظايا في كل الاتجاهات ، إحدى هذه الشظايا أصابت عنق هبة ، فسقطت على رصيف مدرستها فاقدة الوعي ، حملها أحد المارة بين ذراعيه و ركض بها باتجاه المشفى الفرنسي ، حيث تم إنعاشها ليعود قلبها الصغير لينبض ، لكن الإصابة بليغة ، و رغم اجتماع عدة أطباء أخصائيين حولها ( أطفال ، جراحة عامة ، جراحة عصبية ، جراحة أوعية ، ، ، ) لم يكن بالإمكان تقديم المزيد من المساعدة لأن ما خرّبته الشظية ( كسر بالفقرات الرقبية و تخرب بالنخاع الشوكي الرقبي ) ، غير قابل للإصلاح ،،،

توفيت ( هبة ) ابنة التسع سنوات ، بعد أن داومت في مدرستها ، تاركة حقيبتها ، و دون أن تودع زميلاتها أو معلماتها أو أهلها ، و لم تكن تتوقع أن تخطف قذيفة الهاون حياتها ،،،

انضمت هبة إلى قافلة الشهداء من أبناء سورية ، الذين لا زالوا يزدادون وسط لا مبالاة العالم ، لا بل تآمر هذا العالم على سورية و أبنائها ،،،

وصيتنا لك يا هبة هي أن تقولي الحقيقة لله ، هي أن توصلي صوتنا إلى الله ( نحن نموت ، و العالم يتفرج ..!!) .

الرحمة و الخلود لروحك يا هبة و لأرواح كل شهداء سورية ،،، نهاد

  • فريق ماسة
  • 2017-11-16
  • 14611
  • من الأرشيف

دمشق.. قصة موت معلن..الرحمة لروح هِبة

صباح يوم الخميس 16 تشرين الثاني 2017 ، استفاقت (هبة ) باكراً، ارتدت ثياب المدرسة و حملت حقيبتها على ظهرها ، و اتجهت إلى المدرسة ،،، داومت كالمعتاد في صفّها ( الرابع الابتدائي ) ، و ما أن انتهى الدوام حتى حملت حقيبتها ، و ركضت مسرعة باتجاه المنزل ، فلديها الكثير من المشاريع لتنفذها ، فغداً يوم الجمعة و هو يوم العطلة الأسبوعية ،،، لكن قذيفة هاون كانت أسرع من هبة ، حيث سقطت بالقرب منها و انفجرت ، مطلقةً عشرات لا بل مئات الشظايا في كل الاتجاهات ، إحدى هذه الشظايا أصابت عنق هبة ، فسقطت على رصيف مدرستها فاقدة الوعي ، حملها أحد المارة بين ذراعيه و ركض بها باتجاه المشفى الفرنسي ، حيث تم إنعاشها ليعود قلبها الصغير لينبض ، لكن الإصابة بليغة ، و رغم اجتماع عدة أطباء أخصائيين حولها ( أطفال ، جراحة عامة ، جراحة عصبية ، جراحة أوعية ، ، ، ) لم يكن بالإمكان تقديم المزيد من المساعدة لأن ما خرّبته الشظية ( كسر بالفقرات الرقبية و تخرب بالنخاع الشوكي الرقبي ) ، غير قابل للإصلاح ،،، توفيت ( هبة ) ابنة التسع سنوات ، بعد أن داومت في مدرستها ، تاركة حقيبتها ، و دون أن تودع زميلاتها أو معلماتها أو أهلها ، و لم تكن تتوقع أن تخطف قذيفة الهاون حياتها ،،، انضمت هبة إلى قافلة الشهداء من أبناء سورية ، الذين لا زالوا يزدادون وسط لا مبالاة العالم ، لا بل تآمر هذا العالم على سورية و أبنائها ،،، وصيتنا لك يا هبة هي أن تقولي الحقيقة لله ، هي أن توصلي صوتنا إلى الله ( نحن نموت ، و العالم يتفرج ..!!) . الرحمة و الخلود لروحك يا هبة و لأرواح كل شهداء سورية ،،، نهاد

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة