نصحت جهات أجنبية الوليد بن طلال منذ شهور باتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنب ردة فعل من ولي العهد محمد بن سلمان لأنه يعتبره خصما في الصراع الدائر، ووقع اعتقاله منذ ثلاثة أيام بتهمة غسيل الأموال رفقة أمراء ووزراء سابقين.

ورغم أن الوليد بن طلال لم يكن يبدي أي اهتمام في السباق نحو ولاية العرش، فقد كان مزعجا لولي العهد الجديد بسبب تدويناته في تويتر واهتمام الصحافة العالمية بتصريحاته والصورة التي تقدمها عنه كرجل أعمال ناجح عالميا ويحتل مركزا ضمن العشرين الأغنى في العالم.

وبدأ الصراع بين محمد بن سلمان والوليد بن طلال عندما بدأ الأخير يشكك في أهداف رؤية 2030 التي جعل منها محمد بن سلمان ركيزة اقتصادية لمستقبل العربية السعودية للتقليل من اعتماد المملكة على عائدات النفط، وكان يجاهر بموقفه هذا في مجالسه الخاصة داخل المملكة وخارجها.

وكان الوليد بن طلال قد رحب بهذه الاستراتيجية ونوه بها وهو الذي كان دائما يدعو الى الاستثمار بعيدا عن النفط، ولكن لاحقا بدأ يتحفظ في مجالسه ويستغرب من الإجراءات السياسية التي تغلب على الإجراءات الاستثمارية لتفعيل هذه الرؤية. وكان من ضمن الأمراء الذين يطالبون بشفافية مطلقة للمشاركة في تفعيلها.

وتلقى الوليد بن طلال تنبيها قويا عندما نشرت بعض وسائل الاعلام حكما ضده خلال يناير الماضي يتحدث عن حرمانه من الخدمات الحكومية ومنعه من السفر بسبب حكم لعدم سداده مبالغ مالية مطالب بها.

وكان محمد بن سلمان ينتظر من الوليد أن يكون ساعده الأيمن في المجال الاقتصادي على أساس أن مشاركته في كل مشروع هو ضمانة أمام السعوديين والمستثمرين الدوليين للنجاحات التي حققها كرجل أعمال.

لكن المواجهة الحقيقية مع ولي العهد وقعت عندما أصّر الوليد بن طلال على استحضار محمد بن نايف من احتجازه القسري لكي يستمع الأمراء لروايته حول تخليه عن ولاية العرش وهل كان عن طيب خاطر أو بسبب التهديد الذي تلقاه.

ولم يكن الوليد بن طلال صديقا لمحمد بن نايف بل رغب من إصراره على استمرار التقاليد بالتوافق بين أعضاء العائلة وعدم السقوط في التصفيات السياسية والجسدية التي تميزت بها بعض الجمهوريات. وقيل أن الوليد قال غاضبا أمام الأمراء “لسنا سوريا أو ليبيا حتى نقوم باختطاف بعضها البعض ونحن لسنا بالثورة التي تأكل أبناءها”.

وبلغ الى “رأي اليوم” من مصادر موثوق بها أن جهات استخباراتية غربية نصحت الوليد بأخذ كل الحيطة والحذر لأن ابنه عمه أصبح مثل “الثور الهائج” في سعيه نحو السلطة وسيدوس على جميع الأعراف.

ولم يهتم الوليد بن طلال بالتنبيه وهو الذي كان يرى بأم عينيه ما حدث لمحمد بن نايف، واعتقد أن عدم صراعه على العرش سيجنبه أي مكروه، وكان الأمير خاطئا في استنتاجاته، وهو اليوم يقبع مسجونا في قصر عمه الملك سلمان رفقة أمراء آخرين.

ووجه محمد بن سلمان تهمة غسيل الأموال الى ابن عمه الوليد بن طلال، وهو الذي يدرك أنه لا يمكن متابعته بتهمة الاستحواذ على أموال الخزينة لأنه لا يشعل أي منصب رسمي يسمح له بالإشراف على ميزانية حكومية والاختلاس منها عكس ما يعتقد في أمراء آخرين تعرضوا للاعتقال، ويريد محمد بن سلمان توريط  الوليد بن طلال بتهمة توظيف أموال تحصل عليها أمراء من ميزانيات حكومية وقام هو باستثمارها.

 

  • فريق ماسة
  • 2017-11-07
  • 14854
  • من الأرشيف

هذه هي قصة الخلاف الحقيقية: جهات غربية نبهت الأمير بن طلال من الاعتقال ولكنه استهان بالتحذير ولم يستفد من حادث اعتقال ولي العهد محمد بن نايف

 نصحت جهات أجنبية الوليد بن طلال منذ شهور باتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنب ردة فعل من ولي العهد محمد بن سلمان لأنه يعتبره خصما في الصراع الدائر، ووقع اعتقاله منذ ثلاثة أيام بتهمة غسيل الأموال رفقة أمراء ووزراء سابقين. ورغم أن الوليد بن طلال لم يكن يبدي أي اهتمام في السباق نحو ولاية العرش، فقد كان مزعجا لولي العهد الجديد بسبب تدويناته في تويتر واهتمام الصحافة العالمية بتصريحاته والصورة التي تقدمها عنه كرجل أعمال ناجح عالميا ويحتل مركزا ضمن العشرين الأغنى في العالم. وبدأ الصراع بين محمد بن سلمان والوليد بن طلال عندما بدأ الأخير يشكك في أهداف رؤية 2030 التي جعل منها محمد بن سلمان ركيزة اقتصادية لمستقبل العربية السعودية للتقليل من اعتماد المملكة على عائدات النفط، وكان يجاهر بموقفه هذا في مجالسه الخاصة داخل المملكة وخارجها. وكان الوليد بن طلال قد رحب بهذه الاستراتيجية ونوه بها وهو الذي كان دائما يدعو الى الاستثمار بعيدا عن النفط، ولكن لاحقا بدأ يتحفظ في مجالسه ويستغرب من الإجراءات السياسية التي تغلب على الإجراءات الاستثمارية لتفعيل هذه الرؤية. وكان من ضمن الأمراء الذين يطالبون بشفافية مطلقة للمشاركة في تفعيلها. وتلقى الوليد بن طلال تنبيها قويا عندما نشرت بعض وسائل الاعلام حكما ضده خلال يناير الماضي يتحدث عن حرمانه من الخدمات الحكومية ومنعه من السفر بسبب حكم لعدم سداده مبالغ مالية مطالب بها. وكان محمد بن سلمان ينتظر من الوليد أن يكون ساعده الأيمن في المجال الاقتصادي على أساس أن مشاركته في كل مشروع هو ضمانة أمام السعوديين والمستثمرين الدوليين للنجاحات التي حققها كرجل أعمال. لكن المواجهة الحقيقية مع ولي العهد وقعت عندما أصّر الوليد بن طلال على استحضار محمد بن نايف من احتجازه القسري لكي يستمع الأمراء لروايته حول تخليه عن ولاية العرش وهل كان عن طيب خاطر أو بسبب التهديد الذي تلقاه. ولم يكن الوليد بن طلال صديقا لمحمد بن نايف بل رغب من إصراره على استمرار التقاليد بالتوافق بين أعضاء العائلة وعدم السقوط في التصفيات السياسية والجسدية التي تميزت بها بعض الجمهوريات. وقيل أن الوليد قال غاضبا أمام الأمراء “لسنا سوريا أو ليبيا حتى نقوم باختطاف بعضها البعض ونحن لسنا بالثورة التي تأكل أبناءها”. وبلغ الى “رأي اليوم” من مصادر موثوق بها أن جهات استخباراتية غربية نصحت الوليد بأخذ كل الحيطة والحذر لأن ابنه عمه أصبح مثل “الثور الهائج” في سعيه نحو السلطة وسيدوس على جميع الأعراف. ولم يهتم الوليد بن طلال بالتنبيه وهو الذي كان يرى بأم عينيه ما حدث لمحمد بن نايف، واعتقد أن عدم صراعه على العرش سيجنبه أي مكروه، وكان الأمير خاطئا في استنتاجاته، وهو اليوم يقبع مسجونا في قصر عمه الملك سلمان رفقة أمراء آخرين. ووجه محمد بن سلمان تهمة غسيل الأموال الى ابن عمه الوليد بن طلال، وهو الذي يدرك أنه لا يمكن متابعته بتهمة الاستحواذ على أموال الخزينة لأنه لا يشعل أي منصب رسمي يسمح له بالإشراف على ميزانية حكومية والاختلاس منها عكس ما يعتقد في أمراء آخرين تعرضوا للاعتقال، ويريد محمد بن سلمان توريط  الوليد بن طلال بتهمة توظيف أموال تحصل عليها أمراء من ميزانيات حكومية وقام هو باستثمارها.  

المصدر : الماسة السورية / رأي اليوم


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة