دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
لم تسلّم موسكو بالرفض العريض الذي لقيه مؤتمر «الحوار الوطني» المزمع عقده في سوتشي من جانب المعارضة، بل تابعت نشاطها مع الأطراف المعنية، في ظل توتر تشهده مناطق «تخفيف التصعيد»
تكثف موسكو من مشاوراتها الدبلوماسية التي تمهّد لعقد مؤتمر «الحوار الوطني» السوري في سوتشي، في وقت تتصاعد فيه حدة الاشتباكات على أطراف عدد من مناطق «تخفيف التصعيد»، من ريف حماة الشمالي حتى الغوطة الشرقية. وعلى الرغم من إعلان أنقرة قبول روسيا تأجيل موعد المؤتمر إلى وقت لاحق، فقد أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن التحضيرات جارية، وأنه لا يمكن الحديث عن تأجيل للموعد «الذي لم يعلن عنه بشكل رسمي بعد».
ويعكس النشاط الدبلوماسي الروسي اهتمامه بعقد المؤتمر، على الرغم من موجة الاعتراض الكبيرة التي لقيها من قبل طيف واسع من القوى السياسية والعسكرية المعارضة. فبينما بحث نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، تطورات الوضع السوري مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، ناقش لافروف ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف، التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر. وأوضح الوزير الروسي في حديث صحافي، أن بلاده تعمل على «تنسيق جدول الأعمال والتواريخ والجوانب التنظيمية الأخرى للمؤتمر، مع الشركاء في عملية أستانا»، موضحاً أنه «تجرى اتصالات مع جميع الأطراف السورية، الحكومية والمعارضة... وكانت الردود إيجابية». ولفت إلى وجود بعض أقطاب المعارضة التي «ترفض إجراء محادثات مع الحكومة، وتكرر مطالب تغيير النظام، معتبرة أنها الممثل الوحيد للشعب السوري». وأضاف أن موسكو كانت تضع كلاً من الولايات المتحدة والدول الأوروبية، وكذلك دي ميستورا، في صورة الاستعدادات لعقد المؤتمر.
وفي موازاة النشاط الروسي، استكمل مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران، علي أكبر ولايتي، جولته في دمشق بلقاء الرئيس السوري بشار الأسد. وركّز اللقاء على تطورات المعارك وجهود «التسوية» المبذولة. واتفق الطرفان على أن «تصعيد بعض الدول الإقليمية والغربية لمواقفها العدائية ضد إيران ومحاولات زعزعة الاستقرار في دول أخرى في المنطقة، لا يمكن فصله عن تقهقر التنظيمات الإرهابية». وأوضح الأسد أن «الحرب ليست ضد الإرهاب فقط، بل هي أيضاً... ضد محاولات استثمار الإرهاب وتسخيره لتقسيم الدول وإضعافها»، مشدداً على أن «الانتصارات التي تحققت، بدءاً من حلب وليس انتهاءً بدير الزور، شكلت ضربة حاسمة أفشلت مشاريع التقسيم وأهداف الإرهاب والدول الراعية له».
ومع استمرار الجهود الدبلوماسية، شهدت دمشق، أمس، تصعيداً جديداً بعد استهداف عدد من أحيائها بقذائف صاروخية أطلقت من الأطراف الغربية لغوطة دمشق الشرقية.
وسقطت القذائف في شارع 29 أيار وحي الشاغور ومنطقة العباسيين السكنية، وتسببت باستشهاد مدني وإصابة 16 آخرين بجراح، إلى جانب أضرار مادية كبيرة بالممتلكات. في المقابل، صعد الجيش من استهدافه لمواقع المسلحين على الجانب الغربي من الغوطة، الذي يضم مسلحين من «هيئة تحرير الشام» و«فيلق الرحمن». وأتى هذا التصعيد في موازاة توتر داخلي شهدته منطقة مزارع الأشعري بين «فيلق الرحمن» و«تحرير الشام» من جهة، و«جيش الإسلام» من الجهة الأخرى.
وفي ريف حماة الشمالي، اشتدت المعارك أمس، بين الجيش و«هيئة تحرير الشام» في المناطق المحيطة بقرى أم تريكية والزغبة وبليل، بالتوازي مع استهداف سلاح الجو عدداً من مواقع المسلحين على طول جبهة ريف حماة الشمالي، وأطراف ريف حلب الجنوبي.
أما في الشرق السوري، فقد صد الجيش وحلفاؤه هجوماً لتنظيم «داعش» على مواقعهم في محيط محطة «T2». وحاول التنظيم استهداف المنطقة من الجهة الشمالية الممتدة نحو بادية الميادين، بعد ساعات على هجوم مماثل على النقاط شرق السخنة، وفي محيط حقل التيم. ولم يتمكن التنظيم من تحقيق أي تقدم خلال الهجومين. وبالتوازي شهدت مواقع الجيش على الحدود العراقية، جنوب البوكمال، اشتباكات متقطعة مع مسلحي «داعش»، من دون تغيير في خريطة السيطرة هناك. وبالتوازي، حرّك الجيش محور جنوب بلدة محكان عبر البادية المحيطة، وصولاً إلى أطراف بلدة القورية الجنوبية. ويحاول الجيش السيطرة على البلدتين والوصول إلى ناحية العشارة، لاستكمال التحرك جنوباً وشرقاً نحو البوكمال.
المصدر :
الماسة السورية/ الأخبار
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة