تختتم اليوم أعمال الجولة السابعة من اجتماعات أستانا، وسط تأكيدات كازاخية حول إمكانية إنشاء جسم يتولى الوساطة بين الحكومة السورية والمجموعات المسلحة لتبادل الموقوفين والمخطوفين، وجثث المفقودين.

وسعت الدبلوماسية السورية إلى حشد الموقفين الروسي والإيراني للضغط على الأتراك للالتزام بما جرى الاتفاق بشأنه سابقاً لجهة «تخفيف التوتر» في إدلب، وذلك مع تصاعد قلق السوريين والروس والإيرانيين من وجود أجندة تركية خفية. وانحصر جدول اليوم الأول من أعمال الجولة السابعة من عملية أستانا التي انطلقت بداية العام الجاري في ضمان تنفيذ اتفاق «تخفيف التوتر» في إدلب، وملف الموقوفين.

وأعلنت الخارجية الكازاخية أمس وصول جميع الوفود في «أستانا7» إلى العاصمة الكازاخية بمن في ذلك وفد سورية ووفود الدول الضامنة روسيا، إيران وتركيا إضافة إلى ممثلين عن الولايات المتحدة والأمم المتحدة والأردن والميليشيات المسلحة، مشيرةً إلى أن الجلسة العامة للاجتماع ستنعقد بعد ظهر اليوم، في حين شهد يوم أمس لقاءت ثنائية وثلاثية لمناقشة أجندة الاجتماع.

وأشارت الخارجية الكازاخية في بيان مع انطلاق أعمال الجولة إلى أن المشاركين في المباحثات، يخططون لإنشاء مجموعة عمل خاصة بإطلاق سراح الرهائن والموقوفين، وتسليم جثامين القتلى والبحث عن المفقودين، لافتةً إلى أن الأطراف المشاركة تعتزم النظر في قضايا مكافحة الإرهاب، وتبني البيان المشترك بشأن عملية نزع الألغام في سورية.

وعقد وفد الحكومة السورية، الذي يترأسه مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، اجتماعاً مع الوفد الروسي برئاسة مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سورية الكسندر لافرنتييف، بعد أن عقد لقاء تشاورياً ثنائياً مع الوفد الإيراني برئاسة مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين جابري أنصاري.

كما عقدت وفود الدول الضامنة اجتماعات ثنائية وثلاثية، بعد يوم من عقدها لقاءات تقنية تمهيدية ثنائية وثلاثية، بفندق «ماريوت»، لمناقشة مواضيع تتعلق بجدول أعمال الاجتماع. وعقد وفد الميليشيات المسلحة اجتماعاً الأحد مع الوفد التركي ناقش خلاله الملفات المطروحة خلال الاجتماع ومستجدات نشر قوات مراقبة تركية في إدلب، حيث تسرب أن الأتراك أكدوا لوفد المسلحين أن عملية نشر القوات التركية لا تزال في مرحلتها الأولى وستستكمل مراحلها تدريجيا.

ومع انطلاق أعمال الجولة السابعة، ذكر المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ورئيس الوفد الروسي إلى الجولة ألكسندر لافرينتييف أنه و«خلال لقاءاتنا لمسنا ارتفاع درجة الثقة بين الأطراف المتنازعة في سورية»، مشيراً إلى أنه ناقش خلال زيارته إلى سورية، مع الرئيس بشار الأسد مسألة الانتقال إلى التسوية السياسية للأزمة في سورية. وقال: «جرى حوار مفصل مع الرئيس الأسد.. أردنا أن نرى مزاج الحكومة المركزية لتسوية سياسية للوضع، وكيف يرون الإجراءات المستقبلية في هذا الاتجاه، وأن نرى هل ما زالت دمشق متمسكة بالالتزامات التي أطلقتها والمتمثلة بالانتقال إلى تسوية سياسية بعد انتهاء المرحلة الرئيسية من الحرب ضد الإرهاب الدولي»، ولفت إلى أن «الرئيس الأسد يدرك أهمية إطلاق عملية الحوار الوطني بين مختلف أطياف المجتمع السوري».

وخلص لافرينتييف إلى التأكيد على «البيان المهم ذي الصلة الذي أدلى به الرئيس الأسد، والذي أكد أن دمشق لا تزال ملتزمة بإطلاق الإصلاح السياسي، وهذا مهم جدا، وبالتالي إعداد مشروع دستور جديد وبدء التحضير للانتخابات البرلمانية والرئاسية، والتي ينص عليها قرار مجلس الأمن 2254».

وأكد لافرينتييف على أمله في القضاء على داعش والمجاميع الإرهابية في سورية خلال أسابيع.

وإذ أشار إلى أن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن استخدم قوة مفرطة للغاية في تحرير مدينة الرقة من تنظيم داعش، لكنه أشار إلى أن روسيا ستبذل الجهد لتفادي أي تصادم بين الأميركيين والقوات الحكومية السورية.

وبين أن إنشاء مناطق «تخفيف التوتر» كان «مهماً جداً»، مشيراً إلى أنه أدى إلى «جعل الوضع أكثر استقراراً على الأرض».

لكنه لفت إلى وجود «بعض الصعوبات المتعلقة بالأعمال الاستفزازية لبعض المجموعات الموجودة في مناطق تخفيف التوتر».

واستطرد لافرينتييف مبيناً أن «الوضع أكثر تعقيدا في منطقة إدلب، حيث لم يقم الأتراك حتى الآن مراكز مراقبة حتى النهاية. وبناء على ذلك، لا يزال مستوى التوتر مرتفعاً جداً في المنطقة، ولا يزال هناك خطر حدوث أعمال هجومية من قبل التنظيمات الإرهابية».

واستطرد ملقياً الكرة في ملعب الأتراك قائلاً: «لكننا نتمنى أن يؤدي شركاؤنا الأتراك دورهم في الالتزامات الخاصة بمنطقة عدم التوتر في إدلب ويفرضون الاستقرار هناك».

وفي هذا الصدد أوضح لافرينتييف، أن عملية التوافق حول نشر مراقبين إيرانيين وأتراك في مناطق تخفيف التوتر في سورية مستمرة.

وأضاف: «كما تعلمون، المراقبون الأتراك والروس أصبحوا متواجدين على الأرض، ونواصل الاتفاق حول عملية نشر المراقبين الإيرانيين والأتراك».

وشدد على أن مسألة التنسيق بين العسكريين السوريين والأتراك، غير واردة الآن، وأن روسيا سوف تلعب دور الوسيط.

من جهة أخرى، أعرب لافرينتييف، عن أمل بلاده في أن تسفر الجولة الحالية من أستانا عن نتائج إيجابية فيما يتعلق بمسألة الإفراج عن الأسرى، مبيناً أن ذلك من شأنه «دفع وتعزيز الثقة بين الأطراف المتنازعة»، وبين أن الوفد الروسي إلى المباحثات يعمل «بشكل نشط جداً على تحقيق تقدم في هذا الشأن».

وفي هذا السياق، نقلت وكالة «سبوتنيك» عن مصدر في الجولة السابعة للاجتماعات: احتمال تعيين وسيط بين المعارضة والحكومة السورية، لبحث ملف المعتقلين، لافتاً إلى أن تركيا والمجموعات المسلحة تصر على أن تكون مكافحة الألغام والمعتقلين بمثابة «حزمة»، بمعنى إذا «تعذر الاتفاق حول قضية ما، فلن يكون هناك اتفاق على القضية الأخرى»، وأشار إلى أن الحكومة السورية وروسيا وإيران تعتبر أن قضية إزالة الألغام لها الأولوية».

بدوره وصف عضو وفد الميليشيات فاتح حسون، التصريحات الروسية حول ملف المعتقلين بـ«غير مطمئة».

وبينما تقترح موسكو تعيين شخص محايد لمناقلة قوائم الأسرى والموقوفين والمفقودين وجثثهم، تصر الميليشيات على تشكيل لجنة خاصة تتابع أمور الموقوفين، يكون فيها مندوبون عن الأمم المتحدة والدول الضامنة.

إلى ذلك، حمل الوفد الأردني المراقب إلى الجولة تأكيده ضم بلدة بيت جن بريف دمشق الجنوبي الغربي والتي تعتبر مفتاح محافظة القنيطرة، إلى مناطق «تخفيف التوتر».

 

  • فريق ماسة
  • 2017-10-30
  • 16203
  • من الأرشيف

أنقرة وحلفاؤها يقايضون نزع الألغام بملف الموقوفين والمفقودين … الروس يلقون الكرة في ملعب الأتراك بخصوص إدلب

تختتم اليوم أعمال الجولة السابعة من اجتماعات أستانا، وسط تأكيدات كازاخية حول إمكانية إنشاء جسم يتولى الوساطة بين الحكومة السورية والمجموعات المسلحة لتبادل الموقوفين والمخطوفين، وجثث المفقودين. وسعت الدبلوماسية السورية إلى حشد الموقفين الروسي والإيراني للضغط على الأتراك للالتزام بما جرى الاتفاق بشأنه سابقاً لجهة «تخفيف التوتر» في إدلب، وذلك مع تصاعد قلق السوريين والروس والإيرانيين من وجود أجندة تركية خفية. وانحصر جدول اليوم الأول من أعمال الجولة السابعة من عملية أستانا التي انطلقت بداية العام الجاري في ضمان تنفيذ اتفاق «تخفيف التوتر» في إدلب، وملف الموقوفين. وأعلنت الخارجية الكازاخية أمس وصول جميع الوفود في «أستانا7» إلى العاصمة الكازاخية بمن في ذلك وفد سورية ووفود الدول الضامنة روسيا، إيران وتركيا إضافة إلى ممثلين عن الولايات المتحدة والأمم المتحدة والأردن والميليشيات المسلحة، مشيرةً إلى أن الجلسة العامة للاجتماع ستنعقد بعد ظهر اليوم، في حين شهد يوم أمس لقاءت ثنائية وثلاثية لمناقشة أجندة الاجتماع. وأشارت الخارجية الكازاخية في بيان مع انطلاق أعمال الجولة إلى أن المشاركين في المباحثات، يخططون لإنشاء مجموعة عمل خاصة بإطلاق سراح الرهائن والموقوفين، وتسليم جثامين القتلى والبحث عن المفقودين، لافتةً إلى أن الأطراف المشاركة تعتزم النظر في قضايا مكافحة الإرهاب، وتبني البيان المشترك بشأن عملية نزع الألغام في سورية. وعقد وفد الحكومة السورية، الذي يترأسه مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، اجتماعاً مع الوفد الروسي برئاسة مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سورية الكسندر لافرنتييف، بعد أن عقد لقاء تشاورياً ثنائياً مع الوفد الإيراني برئاسة مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين جابري أنصاري. كما عقدت وفود الدول الضامنة اجتماعات ثنائية وثلاثية، بعد يوم من عقدها لقاءات تقنية تمهيدية ثنائية وثلاثية، بفندق «ماريوت»، لمناقشة مواضيع تتعلق بجدول أعمال الاجتماع. وعقد وفد الميليشيات المسلحة اجتماعاً الأحد مع الوفد التركي ناقش خلاله الملفات المطروحة خلال الاجتماع ومستجدات نشر قوات مراقبة تركية في إدلب، حيث تسرب أن الأتراك أكدوا لوفد المسلحين أن عملية نشر القوات التركية لا تزال في مرحلتها الأولى وستستكمل مراحلها تدريجيا. ومع انطلاق أعمال الجولة السابعة، ذكر المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ورئيس الوفد الروسي إلى الجولة ألكسندر لافرينتييف أنه و«خلال لقاءاتنا لمسنا ارتفاع درجة الثقة بين الأطراف المتنازعة في سورية»، مشيراً إلى أنه ناقش خلال زيارته إلى سورية، مع الرئيس بشار الأسد مسألة الانتقال إلى التسوية السياسية للأزمة في سورية. وقال: «جرى حوار مفصل مع الرئيس الأسد.. أردنا أن نرى مزاج الحكومة المركزية لتسوية سياسية للوضع، وكيف يرون الإجراءات المستقبلية في هذا الاتجاه، وأن نرى هل ما زالت دمشق متمسكة بالالتزامات التي أطلقتها والمتمثلة بالانتقال إلى تسوية سياسية بعد انتهاء المرحلة الرئيسية من الحرب ضد الإرهاب الدولي»، ولفت إلى أن «الرئيس الأسد يدرك أهمية إطلاق عملية الحوار الوطني بين مختلف أطياف المجتمع السوري». وخلص لافرينتييف إلى التأكيد على «البيان المهم ذي الصلة الذي أدلى به الرئيس الأسد، والذي أكد أن دمشق لا تزال ملتزمة بإطلاق الإصلاح السياسي، وهذا مهم جدا، وبالتالي إعداد مشروع دستور جديد وبدء التحضير للانتخابات البرلمانية والرئاسية، والتي ينص عليها قرار مجلس الأمن 2254». وأكد لافرينتييف على أمله في القضاء على داعش والمجاميع الإرهابية في سورية خلال أسابيع. وإذ أشار إلى أن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن استخدم قوة مفرطة للغاية في تحرير مدينة الرقة من تنظيم داعش، لكنه أشار إلى أن روسيا ستبذل الجهد لتفادي أي تصادم بين الأميركيين والقوات الحكومية السورية. وبين أن إنشاء مناطق «تخفيف التوتر» كان «مهماً جداً»، مشيراً إلى أنه أدى إلى «جعل الوضع أكثر استقراراً على الأرض». لكنه لفت إلى وجود «بعض الصعوبات المتعلقة بالأعمال الاستفزازية لبعض المجموعات الموجودة في مناطق تخفيف التوتر». واستطرد لافرينتييف مبيناً أن «الوضع أكثر تعقيدا في منطقة إدلب، حيث لم يقم الأتراك حتى الآن مراكز مراقبة حتى النهاية. وبناء على ذلك، لا يزال مستوى التوتر مرتفعاً جداً في المنطقة، ولا يزال هناك خطر حدوث أعمال هجومية من قبل التنظيمات الإرهابية». واستطرد ملقياً الكرة في ملعب الأتراك قائلاً: «لكننا نتمنى أن يؤدي شركاؤنا الأتراك دورهم في الالتزامات الخاصة بمنطقة عدم التوتر في إدلب ويفرضون الاستقرار هناك». وفي هذا الصدد أوضح لافرينتييف، أن عملية التوافق حول نشر مراقبين إيرانيين وأتراك في مناطق تخفيف التوتر في سورية مستمرة. وأضاف: «كما تعلمون، المراقبون الأتراك والروس أصبحوا متواجدين على الأرض، ونواصل الاتفاق حول عملية نشر المراقبين الإيرانيين والأتراك». وشدد على أن مسألة التنسيق بين العسكريين السوريين والأتراك، غير واردة الآن، وأن روسيا سوف تلعب دور الوسيط. من جهة أخرى، أعرب لافرينتييف، عن أمل بلاده في أن تسفر الجولة الحالية من أستانا عن نتائج إيجابية فيما يتعلق بمسألة الإفراج عن الأسرى، مبيناً أن ذلك من شأنه «دفع وتعزيز الثقة بين الأطراف المتنازعة»، وبين أن الوفد الروسي إلى المباحثات يعمل «بشكل نشط جداً على تحقيق تقدم في هذا الشأن». وفي هذا السياق، نقلت وكالة «سبوتنيك» عن مصدر في الجولة السابعة للاجتماعات: احتمال تعيين وسيط بين المعارضة والحكومة السورية، لبحث ملف المعتقلين، لافتاً إلى أن تركيا والمجموعات المسلحة تصر على أن تكون مكافحة الألغام والمعتقلين بمثابة «حزمة»، بمعنى إذا «تعذر الاتفاق حول قضية ما، فلن يكون هناك اتفاق على القضية الأخرى»، وأشار إلى أن الحكومة السورية وروسيا وإيران تعتبر أن قضية إزالة الألغام لها الأولوية». بدوره وصف عضو وفد الميليشيات فاتح حسون، التصريحات الروسية حول ملف المعتقلين بـ«غير مطمئة». وبينما تقترح موسكو تعيين شخص محايد لمناقلة قوائم الأسرى والموقوفين والمفقودين وجثثهم، تصر الميليشيات على تشكيل لجنة خاصة تتابع أمور الموقوفين، يكون فيها مندوبون عن الأمم المتحدة والدول الضامنة. إلى ذلك، حمل الوفد الأردني المراقب إلى الجولة تأكيده ضم بلدة بيت جن بريف دمشق الجنوبي الغربي والتي تعتبر مفتاح محافظة القنيطرة، إلى مناطق «تخفيف التوتر».  

المصدر : الماسة السورية/ الوطن


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة