لن يزور الرئيس اللبناني ميشال عون موسكو قبل الصيف المقبل. سنعرض أدناه الاسباب الموجبة لعدم الزيارة، لكن الآن وبعد تعيين سفير للبنان في دمشق، هل يحين قريبا موعد زيارة الرئيس إلى العاصمة السورية ؟..

 لو فعل فهو سيكسر الكثير من الخطوط الحمراء ويحدث المفاجأة التي طال انتظارها، لعله سيفعل حتى ولو أن بعض المقربين ينصحونه بعدم الذهاب حالياً منعا للإحراج. في كل الاحوال ان العلاقة القوية بين عون والرئيس بشار الأسد مستمرة بالزيارة أو بدونها وثمة تقدير سوري كبير لعون تم التعبير عنه غير مرة .

ماذا أولا عن سبب عدم زيارة موسكو؟

* من غير المناسب أن يزور الرئيس اللبناني العاصمة الروسية في فصل الشتاء والصقيع والثلوج لأن هكذا طقس لن يسمح له بكل ما تخصه به موسكو من استقبال وزيارات ... صحيح أن صحة الرئيس ممتازة ولعلها تحسنت أكثر مذ أصبح رئيسا لكن الصحيح أيضا أن للعمر ضروراته مع الصقيع .

* من غير المناسب كذلك أن يزور عون موسكو في فترة الانشغال الروسي بالانتخابات الرئاسية التي ستجري في آذار/مارس المقبل ، ستكون الزيارة أفضل بعد الانتخابات التي على الأرجح سترسخ فلاديمير بوتين في الحكم ...

*من غير المناسب ثالثا أن تعقب زيارة عون مباشرة زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري كي لا تفسر أي مبادرة روسية لمصلحة لبنان كأنها ثمرة جهود الحريري الذي زار موسكو حتى الآن ٩ مرات ويرتبط ببوتين بعلاقات ممتازة كان ورثها عن والده الراحل رفيق الحريري وطورها ويطمح إلى نقلها إلى مجالات اقتصادية واعدة ..

*من الآن حتى الصيف ينتظر المحور الروسي الإيراني السوري تطورات ايجابية في المنطقة خصوصا على الساحة السورية .

معروف أن سيد الكرملين يحرص على نسج علاقات جيدة مع كل الأطراف اللبنانية، وهو يرى في الحريري شخصية سياسية سنية مفيدة لروسيا التي تطور علاقاتها مع السعودية وتعمق علاقاتها الاستراتيجية مع إيران .

ماذا ثانيا في المعلومات ؟

في آخر زيارة للحريري إلى موسكو جرى الحديث عن دعم الجيش اللبناني بالسلاح ... طرح الوفد اللبناني تحديد سقف مالي ربما بنحو أكثر من مليار دولار لكن الروس قالوا بلسان نائب وزير المالية تشيرسكي أنه من الأفضل تحديد أنواع الاسلحة التي يريدها الجيش اللبناني قبل تحديد السقف المالي ... سيكون هذا الملف أحد الهدايا الروسية التي من المفترض أن تقدم إلى عون .

في المعلومات أيضا ان زيارة رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط إلى روسيا كشفت عن تغيير جذري في موقف جنبلاط حيال السياسة الروسية في المنطقة ... قال جنبلاط لنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف :" أعترف أني أخطأت". ثمة من ينقل عن بوغدانوف تأكيده أنه كان ينتظر تغييرا في موقف جنبلاط لكن ليس إلى هذا الحد .

في المعلومات ثالثا أن روسيا وإيران قلقتان من الضغط الاسرائيلي والأميركي على السعودية لفتح علاقات مع اسرائيل وثمة مساع جدية روسية للتقريب بين الرياض وطهران .

في المعلومات أخيراً أن الرئيس عون وفي خلال زيارته إلى فرنسا قبل فترة قصيرة ، قال للرئيس ايمانويل ماكرون، لا تتركوا الأميركيين يسبقونكم إلى دمشق ، وإذا أردتم موقعا جدياً باشروا الآن بفتح علاقات جدية ، ولو كنتم تحتاجون وساطتي فأنا جاهز لذلك ...

ما المتوقع ؟

الرئيس عون يتصرف من موقع الحريص على سورية ويؤيد ضمنيا استعادة الدولة السورية سيطرتها العسكرية على كل الاراضي مع دعمه طبعا لتسوية سياسية مقبولة تنهي الحرب . وهو اذ كان يتابع قبل الرئاسة الوضع العسكري السوري بتفاصيله الدقيقة وعلى الخرائط ، فهو يتحرك الآن من موقع الرئاسة كحليف لسورية وحلفائها رغم حرصه على الانفتاح على الجميع . لعل الرئيس أدرك مع الوقت أن زيارته إلى السعودية التي استهل بها عهده والتي لم تثمر عن شيء، وفرت غطاء جدياً لزيارة دمشق وطهران.

 وقد كان كلام المسؤول السعودي تامر السبهان حول عدم تحرك الحكومة والشعب ضد حزب الله واضحا في سياق التنافر مع العهد وحتى مع الحريري نفسه ، تماما كما الرئيس عون إن التعامل الاميركي البارد معه في خلال زيارته إلى نيويورك حمل رسائل عديدة تفترض مزيدا من القناعة بضرورة ترسيخ تحالفه مع الذين ساعدوه للوصول إلى الرئاسة وليس العكس ....لعل هذا بالضبط ما يدفع اسرائيل إلى تمرير رسائل كثيرة تقول أن الجيش اللبناني وحزب الله بالنسبة لها صنوان...

أنا شخصيا اعتقد اذا ان الزيارة الى دمشق وطهران لم تعد بعيدة بعد ان زار ويزور الرئيس دولا عربية أساسية من السعودية إلى مصر فالكويت وغيرها ......والله أعلم .

  • فريق ماسة
  • 2017-10-29
  • 6266
  • من الأرشيف

جنبلاط: أعترف أني أخطأت...عون للفرنسيين: لا تتركوا الأميركيين يسبقونكم إلى دمشق وإذا احتجتم وساطتي أنا جاهز

لن يزور الرئيس اللبناني ميشال عون موسكو قبل الصيف المقبل. سنعرض أدناه الاسباب الموجبة لعدم الزيارة، لكن الآن وبعد تعيين سفير للبنان في دمشق، هل يحين قريبا موعد زيارة الرئيس إلى العاصمة السورية ؟..  لو فعل فهو سيكسر الكثير من الخطوط الحمراء ويحدث المفاجأة التي طال انتظارها، لعله سيفعل حتى ولو أن بعض المقربين ينصحونه بعدم الذهاب حالياً منعا للإحراج. في كل الاحوال ان العلاقة القوية بين عون والرئيس بشار الأسد مستمرة بالزيارة أو بدونها وثمة تقدير سوري كبير لعون تم التعبير عنه غير مرة . ماذا أولا عن سبب عدم زيارة موسكو؟ * من غير المناسب أن يزور الرئيس اللبناني العاصمة الروسية في فصل الشتاء والصقيع والثلوج لأن هكذا طقس لن يسمح له بكل ما تخصه به موسكو من استقبال وزيارات ... صحيح أن صحة الرئيس ممتازة ولعلها تحسنت أكثر مذ أصبح رئيسا لكن الصحيح أيضا أن للعمر ضروراته مع الصقيع . * من غير المناسب كذلك أن يزور عون موسكو في فترة الانشغال الروسي بالانتخابات الرئاسية التي ستجري في آذار/مارس المقبل ، ستكون الزيارة أفضل بعد الانتخابات التي على الأرجح سترسخ فلاديمير بوتين في الحكم ... *من غير المناسب ثالثا أن تعقب زيارة عون مباشرة زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري كي لا تفسر أي مبادرة روسية لمصلحة لبنان كأنها ثمرة جهود الحريري الذي زار موسكو حتى الآن ٩ مرات ويرتبط ببوتين بعلاقات ممتازة كان ورثها عن والده الراحل رفيق الحريري وطورها ويطمح إلى نقلها إلى مجالات اقتصادية واعدة .. *من الآن حتى الصيف ينتظر المحور الروسي الإيراني السوري تطورات ايجابية في المنطقة خصوصا على الساحة السورية . معروف أن سيد الكرملين يحرص على نسج علاقات جيدة مع كل الأطراف اللبنانية، وهو يرى في الحريري شخصية سياسية سنية مفيدة لروسيا التي تطور علاقاتها مع السعودية وتعمق علاقاتها الاستراتيجية مع إيران . ماذا ثانيا في المعلومات ؟ في آخر زيارة للحريري إلى موسكو جرى الحديث عن دعم الجيش اللبناني بالسلاح ... طرح الوفد اللبناني تحديد سقف مالي ربما بنحو أكثر من مليار دولار لكن الروس قالوا بلسان نائب وزير المالية تشيرسكي أنه من الأفضل تحديد أنواع الاسلحة التي يريدها الجيش اللبناني قبل تحديد السقف المالي ... سيكون هذا الملف أحد الهدايا الروسية التي من المفترض أن تقدم إلى عون . في المعلومات أيضا ان زيارة رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط إلى روسيا كشفت عن تغيير جذري في موقف جنبلاط حيال السياسة الروسية في المنطقة ... قال جنبلاط لنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف :" أعترف أني أخطأت". ثمة من ينقل عن بوغدانوف تأكيده أنه كان ينتظر تغييرا في موقف جنبلاط لكن ليس إلى هذا الحد . في المعلومات ثالثا أن روسيا وإيران قلقتان من الضغط الاسرائيلي والأميركي على السعودية لفتح علاقات مع اسرائيل وثمة مساع جدية روسية للتقريب بين الرياض وطهران . في المعلومات أخيراً أن الرئيس عون وفي خلال زيارته إلى فرنسا قبل فترة قصيرة ، قال للرئيس ايمانويل ماكرون، لا تتركوا الأميركيين يسبقونكم إلى دمشق ، وإذا أردتم موقعا جدياً باشروا الآن بفتح علاقات جدية ، ولو كنتم تحتاجون وساطتي فأنا جاهز لذلك ... ما المتوقع ؟ الرئيس عون يتصرف من موقع الحريص على سورية ويؤيد ضمنيا استعادة الدولة السورية سيطرتها العسكرية على كل الاراضي مع دعمه طبعا لتسوية سياسية مقبولة تنهي الحرب . وهو اذ كان يتابع قبل الرئاسة الوضع العسكري السوري بتفاصيله الدقيقة وعلى الخرائط ، فهو يتحرك الآن من موقع الرئاسة كحليف لسورية وحلفائها رغم حرصه على الانفتاح على الجميع . لعل الرئيس أدرك مع الوقت أن زيارته إلى السعودية التي استهل بها عهده والتي لم تثمر عن شيء، وفرت غطاء جدياً لزيارة دمشق وطهران.  وقد كان كلام المسؤول السعودي تامر السبهان حول عدم تحرك الحكومة والشعب ضد حزب الله واضحا في سياق التنافر مع العهد وحتى مع الحريري نفسه ، تماما كما الرئيس عون إن التعامل الاميركي البارد معه في خلال زيارته إلى نيويورك حمل رسائل عديدة تفترض مزيدا من القناعة بضرورة ترسيخ تحالفه مع الذين ساعدوه للوصول إلى الرئاسة وليس العكس ....لعل هذا بالضبط ما يدفع اسرائيل إلى تمرير رسائل كثيرة تقول أن الجيش اللبناني وحزب الله بالنسبة لها صنوان... أنا شخصيا اعتقد اذا ان الزيارة الى دمشق وطهران لم تعد بعيدة بعد ان زار ويزور الرئيس دولا عربية أساسية من السعودية إلى مصر فالكويت وغيرها ......والله أعلم .

المصدر : الماسة السورية/سامي كليب


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة