قد يبدو من الغريب ان الجيش لم يتمكن من الوصول الى تخوم البوكمال من الجهة الجنوبية على الرغم من وصول الجيش العراقي و الحشد الشعبي لمسافة تقل عن ٥ كم من القائم برغم تشابه الطبيعة الجغرافبة لمحوري التحرك السوري والعراقي الذي جاء متزامنا بما يعكس تنسيقا واضحا بين دمشق وبغداد في هذه المعركة بالذات.. فما هي اسباب هذا التأخر من الجانب السوري.

هنا سأذكر بضعة اسباب ليست من باب التبرير وانما وقائع:

١- "داعش" في القائم لم يتمكن من نقل امدادات من اي جهة كانت، بينما تمكن من سحب عدد كبير من عناصره من ريف دير الزور الشمالي بعد الاتفاق مع "قسد" لتسليمه، وزج بهؤلاء في معارك استنزاف جنوبي البوكمال.

٢- من العكاشات الى القائم لم يكن هناك تجمع كبير لـ"داعش"، بينما المحطة الثانية بطبيعة جغرافية صعبة تحصن فيها "داعش" باعداد كبيرة، والى الان يهاجم بشراسة مواقع الجيش فيها بينما لم يبدي رد فعل كبير نحو احتمال خسارة القائم، ويبدو ان مشغلي من تبقى من "داعش" (واشنطن) لا ترغب بوصول الجيش السوري للبوكمال لانها ستكون طريقا مؤقتا بدلا عن التنف لربط العاصمتين بغداد ودمشق، وهو امر غير مرغوب به امريكيا حاليا.

٣- لدى الجيش مهام اضافية بريف دير الزور والمدينة نفسها، معركة الاحياء على اشدها وتحتاج لمجهود عسكري كبير، وشرق الفرات تعقيدات فرضتها واشنطن من خلال دفع "قسد" نحو الحقول النفطية (العمر – التنك ) ومدينة البصيرة لوحدها لها اهمية اقتصادية يجب التفكير بها، لذا يجب توفير الجهد العسكري اللازم للبوكمال ومحيطها.

٤- ريف دير الزور الجنوبي ( معيزيلة – سد معزيلة – مطار الثورة – مطار الحمدان) مناطق مهمة ايضا وتحتاج مجهود، والمعركة ليست سهلة.

  • فريق ماسة
  • 2017-10-29
  • 8847
  • من الأرشيف

ما سبب تأخر الجيش السوري في الوصول الى البوكمال ؟

قد يبدو من الغريب ان الجيش لم يتمكن من الوصول الى تخوم البوكمال من الجهة الجنوبية على الرغم من وصول الجيش العراقي و الحشد الشعبي لمسافة تقل عن ٥ كم من القائم برغم تشابه الطبيعة الجغرافبة لمحوري التحرك السوري والعراقي الذي جاء متزامنا بما يعكس تنسيقا واضحا بين دمشق وبغداد في هذه المعركة بالذات.. فما هي اسباب هذا التأخر من الجانب السوري. هنا سأذكر بضعة اسباب ليست من باب التبرير وانما وقائع: ١- "داعش" في القائم لم يتمكن من نقل امدادات من اي جهة كانت، بينما تمكن من سحب عدد كبير من عناصره من ريف دير الزور الشمالي بعد الاتفاق مع "قسد" لتسليمه، وزج بهؤلاء في معارك استنزاف جنوبي البوكمال. ٢- من العكاشات الى القائم لم يكن هناك تجمع كبير لـ"داعش"، بينما المحطة الثانية بطبيعة جغرافية صعبة تحصن فيها "داعش" باعداد كبيرة، والى الان يهاجم بشراسة مواقع الجيش فيها بينما لم يبدي رد فعل كبير نحو احتمال خسارة القائم، ويبدو ان مشغلي من تبقى من "داعش" (واشنطن) لا ترغب بوصول الجيش السوري للبوكمال لانها ستكون طريقا مؤقتا بدلا عن التنف لربط العاصمتين بغداد ودمشق، وهو امر غير مرغوب به امريكيا حاليا. ٣- لدى الجيش مهام اضافية بريف دير الزور والمدينة نفسها، معركة الاحياء على اشدها وتحتاج لمجهود عسكري كبير، وشرق الفرات تعقيدات فرضتها واشنطن من خلال دفع "قسد" نحو الحقول النفطية (العمر – التنك ) ومدينة البصيرة لوحدها لها اهمية اقتصادية يجب التفكير بها، لذا يجب توفير الجهد العسكري اللازم للبوكمال ومحيطها. ٤- ريف دير الزور الجنوبي ( معيزيلة – سد معزيلة – مطار الثورة – مطار الحمدان) مناطق مهمة ايضا وتحتاج مجهود، والمعركة ليست سهلة.

المصدر : محمود عبد اللطيف


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة