توقف هجوم الجيش السوري فجاة في مدينة دير الزور ومحيطها ليتحول الى حالة تثبيت ودفاع خصوصا في مدينة السخنة التي تعتبر بوابة تدمر ودير الزور، والتي يشن عليها تنظيم الدولة "داعش" منذ أسبوع هجمات متلاحقة وعنيفة عبر عشرات الإنغماسيين بهدف استعادتها، والاعتماد على بنيتها التحتية في الصحراء لشن هجوم مضاد واسع في كل من دير الزور وتدمر ومحيطها وصولا الى مطار تي4 وقد استغل إرهابيو "داعش" اتجاه القوة الاساس في الجيش السوري شرقا الى مدينة الميادين لالتقاط انفاسهم وشهن هجمات متزامنة مكنتهم من تحقيق اختراقات غير ذات اهمية استراتيجية في الوقت الحالي في ثلاث أماكن هي:

1 – مدينة الشولا في ريف دير الزور التي سيطر عليها تنظيم "داعش" مؤخراً، والتي تبقى ثانوية مقارنة بمدينة السخنة وحجمها وموقعها، وبالتالي فان عدم تمكن "داعش" من السيطرة على السخنة يجعل السيطرة على الشولا غير ذات نفع على المدى البعيد مع ان "داعش" قطع الطريق السريع  دمشق ـ الرقة ـ دير الزور عند الشولا لكن طرق الامداد والتنقل للجيش متوفرة في البادية.

2- مدينة القريتين في ريف حمص الشرقي والتي سيطر عليها تنظيم "داعش" بعد تسلل مقاتلين اليها وتعاون بعض المسلحين الذين وضعتهم الدولة السورية في القريتين لتسوية اوضاعهم، وتعتبر سيطرة "داعش" على القريتين إعلامية فقط وليس لها اي أفق  حتى على المدى القريب بسبب خروج مسلحي النصرة و"داعش" من جبال القلمون، وكانت السيطرة على  القريتين تكتسب اهمية في السابق بسبب تواجد مسلحي المعارضة في تلك الجبال التي تسيطر على جانبي الحدود السورية اللبنانية من جوسية عند الحدود السورية مع البقاع الشمالي  حتى البقاع الاوسط وطريق دمشق بيروت الذي يمر في المصنع بمحاذاة تلك الجبال.

هذه الهجمات المضادة لمسلحي تنظيم "داعش"، اتت بسبب الدعم اللوجيستي والعسكري الامريكي في المنطقة، وبعد توجه القوة الاساسية من الجيش السوري وحلفائه الى الميادين على الحدود السورية العراقية في سباق مع الامريكي والاسرائيلي لملاقاة قوات الحشد الشعبي التي تخوض منذ عدة أيام معارك ضارية مع مسلحي "داعش" على الحدود العراقية مع سوريا للوصول الى حدود الميادين والتواصل مع قوات الجيش السوري وبالتالي إنهاء المسعى الأمريكي لمنع محور المقاومة من الوصول الى الحدود العراقية السورية ووصل عواصمه عبر البر.

هذا التغير المفاجئ في اولويات الجيش السوري اتى عبر فتح محور جديد على طريق دير الزور الميادين ويهدف الى الامور التالية:

  الوصول الى الحدود السورية مع العراق.

2ـ السيطرة على حقل العمر النفطي.

3ـ السيطرة على مدينة الميادين.

هذا التغيير المفاجئ اتى على حساب الحملة العسكرية على دير الزور وتسبب باختراقات "داعش" الاخيرة، وتراجع الجيش في عدة نقاط وبلدات كان سيطر عليها مؤخرا، ويريد حلف المقاومة من فتح محور طريق دير الزور الميادين في مكان ما إيصال رسالة للامريكي والإسرائيلي ان الوصول الى الحدود هدف حيوي وأساس  لمحور سوريا وحلفائها لا يمكن لهم التغاضي عنه او تركه بيد الامريكي والاسرائيلي مهما كان الثمن.

ايضا هناك العامل الكردي المستجد عند الضفة الشرقية لنهر الفرات في ريف دير الزور جيث تتواجد أهم حقول النفط السوري، والذي سوف يكون اولية لدى الجيش السوري وحلفائه ويشكل وصول الجيش السوري الى الميادين حاجزا امام  المسلحين الاكراد يمنعهم من الوصول الى الحدود السورية العراقية في تلك المنطقة ويمنع استغلالهم لهذه النقطة في اية مفاوضات مستقبلية بين الدولة السورية واكراد سوريا خصوصا مع محاولات إقليم كردستان العراق الانفصال عن بغداد.

  • فريق ماسة
  • 2017-10-07
  • 8251
  • من الأرشيف

لهذه الاسباب فتح الجيش السوري معركة طريق دير الزور ـ الميادين

توقف هجوم الجيش السوري فجاة في مدينة دير الزور ومحيطها ليتحول الى حالة تثبيت ودفاع خصوصا في مدينة السخنة التي تعتبر بوابة تدمر ودير الزور، والتي يشن عليها تنظيم الدولة "داعش" منذ أسبوع هجمات متلاحقة وعنيفة عبر عشرات الإنغماسيين بهدف استعادتها، والاعتماد على بنيتها التحتية في الصحراء لشن هجوم مضاد واسع في كل من دير الزور وتدمر ومحيطها وصولا الى مطار تي4 وقد استغل إرهابيو "داعش" اتجاه القوة الاساس في الجيش السوري شرقا الى مدينة الميادين لالتقاط انفاسهم وشهن هجمات متزامنة مكنتهم من تحقيق اختراقات غير ذات اهمية استراتيجية في الوقت الحالي في ثلاث أماكن هي: 1 – مدينة الشولا في ريف دير الزور التي سيطر عليها تنظيم "داعش" مؤخراً، والتي تبقى ثانوية مقارنة بمدينة السخنة وحجمها وموقعها، وبالتالي فان عدم تمكن "داعش" من السيطرة على السخنة يجعل السيطرة على الشولا غير ذات نفع على المدى البعيد مع ان "داعش" قطع الطريق السريع  دمشق ـ الرقة ـ دير الزور عند الشولا لكن طرق الامداد والتنقل للجيش متوفرة في البادية. 2- مدينة القريتين في ريف حمص الشرقي والتي سيطر عليها تنظيم "داعش" بعد تسلل مقاتلين اليها وتعاون بعض المسلحين الذين وضعتهم الدولة السورية في القريتين لتسوية اوضاعهم، وتعتبر سيطرة "داعش" على القريتين إعلامية فقط وليس لها اي أفق  حتى على المدى القريب بسبب خروج مسلحي النصرة و"داعش" من جبال القلمون، وكانت السيطرة على  القريتين تكتسب اهمية في السابق بسبب تواجد مسلحي المعارضة في تلك الجبال التي تسيطر على جانبي الحدود السورية اللبنانية من جوسية عند الحدود السورية مع البقاع الشمالي  حتى البقاع الاوسط وطريق دمشق بيروت الذي يمر في المصنع بمحاذاة تلك الجبال. هذه الهجمات المضادة لمسلحي تنظيم "داعش"، اتت بسبب الدعم اللوجيستي والعسكري الامريكي في المنطقة، وبعد توجه القوة الاساسية من الجيش السوري وحلفائه الى الميادين على الحدود السورية العراقية في سباق مع الامريكي والاسرائيلي لملاقاة قوات الحشد الشعبي التي تخوض منذ عدة أيام معارك ضارية مع مسلحي "داعش" على الحدود العراقية مع سوريا للوصول الى حدود الميادين والتواصل مع قوات الجيش السوري وبالتالي إنهاء المسعى الأمريكي لمنع محور المقاومة من الوصول الى الحدود العراقية السورية ووصل عواصمه عبر البر. هذا التغير المفاجئ في اولويات الجيش السوري اتى عبر فتح محور جديد على طريق دير الزور الميادين ويهدف الى الامور التالية: 1ـ  الوصول الى الحدود السورية مع العراق. 2ـ السيطرة على حقل العمر النفطي. 3ـ السيطرة على مدينة الميادين. هذا التغيير المفاجئ اتى على حساب الحملة العسكرية على دير الزور وتسبب باختراقات "داعش" الاخيرة، وتراجع الجيش في عدة نقاط وبلدات كان سيطر عليها مؤخرا، ويريد حلف المقاومة من فتح محور طريق دير الزور الميادين في مكان ما إيصال رسالة للامريكي والإسرائيلي ان الوصول الى الحدود هدف حيوي وأساس  لمحور سوريا وحلفائها لا يمكن لهم التغاضي عنه او تركه بيد الامريكي والاسرائيلي مهما كان الثمن. ايضا هناك العامل الكردي المستجد عند الضفة الشرقية لنهر الفرات في ريف دير الزور جيث تتواجد أهم حقول النفط السوري، والذي سوف يكون اولية لدى الجيش السوري وحلفائه ويشكل وصول الجيش السوري الى الميادين حاجزا امام  المسلحين الاكراد يمنعهم من الوصول الى الحدود السورية العراقية في تلك المنطقة ويمنع استغلالهم لهذه النقطة في اية مفاوضات مستقبلية بين الدولة السورية واكراد سوريا خصوصا مع محاولات إقليم كردستان العراق الانفصال عن بغداد.

المصدر : نضال حمادة/ العهد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة