سُجلت مواقف أردنية وفرنسية إيجابية تجاه الدولة السورية، والتي جاءت استكمالاً للموقف السعودي الذي شهد انقلاباًواضحاً تجاه سوريا والرئيس بشار الأسد عبر دعوة وزير الخارجية عادل الجبير المعارضة السورية إلى اعتماد خطاب جديد تجاه الازمة السورية يراعي المتغيرات التي حدثت خلال الاشهر الماضية إضافة إلى التحولات الدولية، وفي هذا الإطار قال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني إن العلاقات بين بلاده والحكومة السورية بدأت «تأخذ منحى إيجابياً»، بعد الاستقرار الذي شهده الجنوب السوري.

وأضاف المومني في مقابلة مع التلفزيون الرسمي الأردني بثت مساء الجمعة أن العلاقات بين الجانبين مرشحة للتطور بصورة أفضل، وقال: «نتطلع لمزيد من الخطوات على هذا الصعيد».

وأكد أن الاستقرار في الجنوب السوري يؤسس لفتح المعابر بين الأردن والدولة السورية، معتبراً أن وقف إطلاق النار هناك «صامد».

وأشار المومني إلى رغبة بلاده في مزيد من الخطوات لترسيخ أمن سوريا واستقرارها في المرحلة المقبلة، وجدد موقف بلاده الرافض لوجود أي ميليشيات أو تنظيمات إرهابية على حدودها الشمالية.

وأشار إلى أن صناع القرار في دمشق يدركون حكمة الموقف الأردني الذي استمر منذ بدء الأزمة ويحرص على وحدة سوريا وحل الأزمة سياسيا، وأضاف: «السفارة الأردنية في دمشق استمرت بالعمل منذ بداية الأزمة، فيما كانت السفارة السورية في عمان تعمل ولم يتم إغلاقها التزاماً بقرار الجامعة العربية».

بالإضافة إلى الموقف الأردني أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن باريس لا تطرح رحيل الرئيس السوري بشار الأسد شرطاً مسبقاً، إنما ترى أولويتها في الحرب على تنظيم «داعش» في الأراضي السورية.

جاءت هذه التصريحات، أثناء مؤتمر صحفي عقده لودريان ووزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي مع وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، أثناء زيارتهما الرسمية إلى بغداد.

ووصف لودريان الملف السوري بأنه الموضوع الأساسي في الحرب الدائرة على الإرهاب، مشدداً على أن فرنسا كانت وستظل في الخطوط الأمامية لهذه المعركة.

وأوضح رئيس الدبلوماسية الفرنسية أن المبادئ التي تستند إليها بلاده في الملف السوري هي التزام جميع أطراف النزاع بعدم استخدام الأسلحة الكيماوية، وإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين، وتوسيع مناطق وقف إطلاق النار لتشمل الأراضي السورية بأكملها، وأضاف لودريان أن العراق حالياً بين مرحلتي الحرب والسلام، وأن هذه البلاد قادرة على تخطي هذه المرحلة بفضل عزيمة قواتها الأمنية، على حد قوله.

من جانبه دعا الجعفري الطرف الفرنسي إلى التعاون مع حكومة بغداد في إعادة البناء وإعمار المناطق المحررة من الإرهابيين.

يذكر أن وزارة الخارجية العراقية سبق أن أعلنت أن الوزيرين الفرنسيين سيعقدان في بغداد اجتماعات مع كبار المسؤولين، بمن فيهم رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي، علاوة على وزير الخارجية.

وتجدر الإشارة إلى أن تصريحات لودريان حول الملف السوري ليست البادرة الأولى التي تظهر تغير موقف باريس إزاء هذه الأزمة، إذ أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون، بعد توليه الحكم في أيار المنصرم، أن فرنسا لم تعد ترى في رحيل الأسد شرطاً ضرورياً لحل الأزمة السورية، وذلك بسبب غياب أي بدائل حقيقية له.

  • فريق ماسة
  • 2017-08-27
  • 11749
  • من الأرشيف

انفتاح فرنسي أردني غير مسبوق على دمشق.. هل تعود السفارات؟

سُجلت مواقف أردنية وفرنسية إيجابية تجاه الدولة السورية، والتي جاءت استكمالاً للموقف السعودي الذي شهد انقلاباًواضحاً تجاه سوريا والرئيس بشار الأسد عبر دعوة وزير الخارجية عادل الجبير المعارضة السورية إلى اعتماد خطاب جديد تجاه الازمة السورية يراعي المتغيرات التي حدثت خلال الاشهر الماضية إضافة إلى التحولات الدولية، وفي هذا الإطار قال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني إن العلاقات بين بلاده والحكومة السورية بدأت «تأخذ منحى إيجابياً»، بعد الاستقرار الذي شهده الجنوب السوري. وأضاف المومني في مقابلة مع التلفزيون الرسمي الأردني بثت مساء الجمعة أن العلاقات بين الجانبين مرشحة للتطور بصورة أفضل، وقال: «نتطلع لمزيد من الخطوات على هذا الصعيد». وأكد أن الاستقرار في الجنوب السوري يؤسس لفتح المعابر بين الأردن والدولة السورية، معتبراً أن وقف إطلاق النار هناك «صامد». وأشار المومني إلى رغبة بلاده في مزيد من الخطوات لترسيخ أمن سوريا واستقرارها في المرحلة المقبلة، وجدد موقف بلاده الرافض لوجود أي ميليشيات أو تنظيمات إرهابية على حدودها الشمالية. وأشار إلى أن صناع القرار في دمشق يدركون حكمة الموقف الأردني الذي استمر منذ بدء الأزمة ويحرص على وحدة سوريا وحل الأزمة سياسيا، وأضاف: «السفارة الأردنية في دمشق استمرت بالعمل منذ بداية الأزمة، فيما كانت السفارة السورية في عمان تعمل ولم يتم إغلاقها التزاماً بقرار الجامعة العربية». بالإضافة إلى الموقف الأردني أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن باريس لا تطرح رحيل الرئيس السوري بشار الأسد شرطاً مسبقاً، إنما ترى أولويتها في الحرب على تنظيم «داعش» في الأراضي السورية. جاءت هذه التصريحات، أثناء مؤتمر صحفي عقده لودريان ووزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي مع وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، أثناء زيارتهما الرسمية إلى بغداد. ووصف لودريان الملف السوري بأنه الموضوع الأساسي في الحرب الدائرة على الإرهاب، مشدداً على أن فرنسا كانت وستظل في الخطوط الأمامية لهذه المعركة. وأوضح رئيس الدبلوماسية الفرنسية أن المبادئ التي تستند إليها بلاده في الملف السوري هي التزام جميع أطراف النزاع بعدم استخدام الأسلحة الكيماوية، وإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين، وتوسيع مناطق وقف إطلاق النار لتشمل الأراضي السورية بأكملها، وأضاف لودريان أن العراق حالياً بين مرحلتي الحرب والسلام، وأن هذه البلاد قادرة على تخطي هذه المرحلة بفضل عزيمة قواتها الأمنية، على حد قوله. من جانبه دعا الجعفري الطرف الفرنسي إلى التعاون مع حكومة بغداد في إعادة البناء وإعمار المناطق المحررة من الإرهابيين. يذكر أن وزارة الخارجية العراقية سبق أن أعلنت أن الوزيرين الفرنسيين سيعقدان في بغداد اجتماعات مع كبار المسؤولين، بمن فيهم رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي، علاوة على وزير الخارجية. وتجدر الإشارة إلى أن تصريحات لودريان حول الملف السوري ليست البادرة الأولى التي تظهر تغير موقف باريس إزاء هذه الأزمة، إذ أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون، بعد توليه الحكم في أيار المنصرم، أن فرنسا لم تعد ترى في رحيل الأسد شرطاً ضرورياً لحل الأزمة السورية، وذلك بسبب غياب أي بدائل حقيقية له.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة