رحبت جمعيات يهودية حول العالم بما جاء في الكتاب الجديد المنتظر للبابا بندكتس السادس عشر، الذي رفض فيه رأس الكنيسة الكاثوليكية إحدى المسلمات القديمة، وهي تحميل اليهود مسؤولية جماعية عن صلب المسيح، بينما طالبته جهات أخرى بتقديم المزيد، عبر إصدار تعليمات كنسية صارمة تنهي هذه المسألة التاريخية.

ليزا بارميليري بيليغ، ممثلة الهيئة الأمريكية لليهود والمسيحيين لدى الفاتيكان قالت: "ما سيأتي في كتاب البابا الجديد يمثل لنا بادرة رائعة، أنا أعرف أن هذا البابا بالتحديد لديه التزام كامل بتطوير العلاقات الكاثوليكية اليهودية، وهو يلعب دوراً كبيراً في مواجهة المشاعر المعادية للسامية."

وذكرت بارميليري بيليغ أنه كانت قد ناقشت الموضوع بشكل واسع مع البابا في العقد التاسع من القرن الماضي، قبل أن يتولى منصبه الحالي، وقد سمعت منه "الحرص الدائم على توضيح حجم العلاقات بين اليهودية والمسيحية، والخطر الناجم عن معاداة السامية."

وكانت معظم الكنائس المسيحية طوال قرون تحمّل الشعب اليهودي بكاملة وزر صلب المسيح، كما جاء في الأناجيل، ويعتقد الكثير من المؤرخين أن هذا الأمر ساعد على انتشار العداء للسامية في الغرب، وقد قام الفاتيكان في العقد السادس من القرن الماضي بـ"تبرئة عموم اليهود" من هذه التهمة.

ولكن هذه التصريحات لم ترض جميع الناشطين اليهود، وعلى رأسهم رونالد لودر، رئيس الكونغرس اليهودي العالمي، الذي رحّب بما سيأتي في كتاب البابا، ولكنه دعاه إلى "أخذ المزيد من الخطوات."

وقال لودر في بيان: "مازال هناك الكثير من المسيحيين الكاثوليك الذين يعتقدون بمسألة الذنب اليهودي، ورغم أن تقديم موقف معاكس في كتاب شخصي أمر مهم، ولكن الأهم هو صدور قرار واضح يلزم الكنيسة بكاملها.

ويحمل كتاب البابا الجديد عنوان "يسوع الناصري،" ومن المنتظر أن يطرح في الأسواق الأسبوع المقبل، وقد حصلت قناة CNN  الأمريكية على أجزاء من الكتاب تتناول حادثة صلب المسيح كما وردت في الإنجيل، ومطالبة سكان القدس بإنزال عقوبة الصلب به، وفق المعتقدات المسيحية.

ويعتبر البابا أن الإشارة في الإنجيل إلى أن الذين أصروا على الصلب هو "اليهود" لا يشير إلى كل الشعب اليهودي، بل إلى كهنة الهيكل، بل وحتى البعض منهم فقط، ولا يوجد رابط بين الإشارة القديمة وبين المعنى العرقي المميز لليهود اليوم.

  • فريق ماسة
  • 2011-03-04
  • 12470
  • من الأرشيف

جدل حول كتاب للبابا يبرئ اليهود من صلب المسيح

 رحبت جمعيات يهودية حول العالم بما جاء في الكتاب الجديد المنتظر للبابا بندكتس السادس عشر، الذي رفض فيه رأس الكنيسة الكاثوليكية إحدى المسلمات القديمة، وهي تحميل اليهود مسؤولية جماعية عن صلب المسيح، بينما طالبته جهات أخرى بتقديم المزيد، عبر إصدار تعليمات كنسية صارمة تنهي هذه المسألة التاريخية. ليزا بارميليري بيليغ، ممثلة الهيئة الأمريكية لليهود والمسيحيين لدى الفاتيكان قالت: "ما سيأتي في كتاب البابا الجديد يمثل لنا بادرة رائعة، أنا أعرف أن هذا البابا بالتحديد لديه التزام كامل بتطوير العلاقات الكاثوليكية اليهودية، وهو يلعب دوراً كبيراً في مواجهة المشاعر المعادية للسامية." وذكرت بارميليري بيليغ أنه كانت قد ناقشت الموضوع بشكل واسع مع البابا في العقد التاسع من القرن الماضي، قبل أن يتولى منصبه الحالي، وقد سمعت منه "الحرص الدائم على توضيح حجم العلاقات بين اليهودية والمسيحية، والخطر الناجم عن معاداة السامية." وكانت معظم الكنائس المسيحية طوال قرون تحمّل الشعب اليهودي بكاملة وزر صلب المسيح، كما جاء في الأناجيل، ويعتقد الكثير من المؤرخين أن هذا الأمر ساعد على انتشار العداء للسامية في الغرب، وقد قام الفاتيكان في العقد السادس من القرن الماضي بـ"تبرئة عموم اليهود" من هذه التهمة. ولكن هذه التصريحات لم ترض جميع الناشطين اليهود، وعلى رأسهم رونالد لودر، رئيس الكونغرس اليهودي العالمي، الذي رحّب بما سيأتي في كتاب البابا، ولكنه دعاه إلى "أخذ المزيد من الخطوات." وقال لودر في بيان: "مازال هناك الكثير من المسيحيين الكاثوليك الذين يعتقدون بمسألة الذنب اليهودي، ورغم أن تقديم موقف معاكس في كتاب شخصي أمر مهم، ولكن الأهم هو صدور قرار واضح يلزم الكنيسة بكاملها. ويحمل كتاب البابا الجديد عنوان "يسوع الناصري،" ومن المنتظر أن يطرح في الأسواق الأسبوع المقبل، وقد حصلت قناة CNN  الأمريكية على أجزاء من الكتاب تتناول حادثة صلب المسيح كما وردت في الإنجيل، ومطالبة سكان القدس بإنزال عقوبة الصلب به، وفق المعتقدات المسيحية. ويعتبر البابا أن الإشارة في الإنجيل إلى أن الذين أصروا على الصلب هو "اليهود" لا يشير إلى كل الشعب اليهودي، بل إلى كهنة الهيكل، بل وحتى البعض منهم فقط، ولا يوجد رابط بين الإشارة القديمة وبين المعنى العرقي المميز لليهود اليوم.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة