أصدر المشرف العام على «أخبار المستقبل» نديم المنلا أمس الأول مذكرة، أعلن فيها عن تنحيه عن منصبه في القناة. ووجه المذكرة التي احتلت نسخ منها، زجاج وبعض أروقة مبنى القناة، الى المؤسسة والعاملين، عارضاً فيها الإنجازات والمخاطر التي تعرضت لها القناة، في ظل المعارك السياسية التي خاضتها، منذ يوم إنشائها، معتبراً أنه أنجز المهمة المطلوبة منه، ليستلمها آخرون.

ويأتي ذلك، في إطار الاستعداد لدمج القناة فعلياً مع تلفزيون «المستقبل»، في سياق خطة إعادة هيكلة المؤسسات الإعلامية التابعة «لتيار المستقبل»، من الناحيتين المادية والمضمون الإعلامي، بعد انتقال التيار الى صفوف المعارضة.

وعلمت «السفير» أن النائب السابق باسم السبع، الذي كلف بالإشراف على اللجنة الإعلامية التي شكلت مؤخراً، للقيام بدراسة وضع كل هذه المؤسسات، رفض مؤخراً هذه المهمة لسببين: نظراً لدوامها الذي يتطلب منه التواجد لساعات طويلة داخل المحطة، ولعدم رغبته في أن يأخذ على عاتقه موضوع صرف قسم كبير من الموظفين، على ضوء دمج المحطتين، وإعادة تنظيم مؤسسات إعلامية أخرى.

وعلمت «السفير» أن ثمة توجهاً لصرف حوالى 250 موظفاً من أصل 600 موظف، في المحطتين، وفي إذاعة «الشرق» في بيروت. وأن خطوتي الدمج وصرف الموظفين، مؤجلتان الى ما بعد 14 آذار الجاري، كيلا تؤثر مثل هذه «الهزة» سلباً على وتيرة المشاركة الشعبية في اليوم المرتقب.

وتأتي خطوة الصرف في إطار إعادة استنهاض تلفزيون «المستقبل» بشقيه الإخباري والترفيهي، وتخفيف الخسائر، وحصر النفقات، لتوفير ما قيمته 15 مليون دولار سنوياً.

وفيما كان تم التداول سابقاً باحتمال تنحية كل من نديم المنلا ورئيس مجلس إدارة تلفزيون «المستقبل» سمير حمود، على ضوء دمج الفضائيتين، فإن الحديث اليوم، داخل الاجتماعات الداخلية، وبعد تنحي المنلا، عاد ليطرح فرضية بقاء حمود في منصبه.

أما منصب مدير الأخبار في التلفزيون، فيرشح له البعض عضو المكتب السياسي في «تيار المستقبل» راشد فايد، باعتباره شغل المنصب ذاته سابقاً، فيما يميل آخرون الى تسمية مديرة البرامج غير السياسية في «أخبار المستقبل» ديانا مقلد.

وتعليقاً على المذكرة التي أصدرها أمس، رفض نديم المنلا الحديث لـ«السفير» معتبراً «أن الموضوع داخلي، وأن لا صفة إدارية له تخوله الإدلاء بتصريح». كما تعذر الاتصال بالنائب باسم السبع.

ورداً على سؤال «السفير» اكتفى راشد فايد بالقول: «لم أُستشر ولم أُخبر بقرار تعييني، كلها تمنيات من قبل بعض الزملاء في أن أحتل هذا الموقع».

وفي ظل عدم «تقليع» عمل اللجنة الإعلامية المفترض، علمـت «السفير» أن وضع الفضائيتين، ليس أقل خطورة من وضع جريدة «المستقبل، التي تتأخر فيها الرواتب، والتي تقع تحت وطأة ديون كبيرة. وثمة أسئلة عن جدواها بعد تراجعها في خدمة المشروع السياسي «لتيار المستقبل»، وكونها أصبحت بلا «رأس»، إثر استقالة نائب رئيس التحرير الزميل نصير الأسعد، وتولي رئيس التحرير هاني حمود إدارتها «هاتفياً»، كونه لا يداوم في مبنى الصحيفة.

كما يبدو أن وضع إذاعة «الشرق» في بيروت على «المحك»، في ظل تراجع كبير في نسبة الإعلانات، وتجميد الرواتب لبعض الموظفين منذ أشهر.

كل ذلك، يطرح مشكلة سوء الإدارة الإعلامية في مؤسسات «الحريري». وذلك بسبب وجود خلافات بالرأي في هذا المجال، بين كل من نديم المنلا وسمير حمود، ونادر الحريري وهاني حمود، كما كان يرشح من بعض الاجتماعات الداخلية.

حتى النائب السبع، الذي طلب إعفاءه مؤخراً من الإشراف على اللجنة الإعلامية، يتردد أنه كان طلب منه سابقاً معالجة «الخلل» الإعلامي، لكنه اعتذر لضيق وقته، ولإدراكه بأن مهمته لن تكون سهلة، في ظل المعارك الدائمة بين المستشارين وقيادات المؤسسات الإعلامية.

وعلى ضوء ذلك، يمكن رد تأخير معالجة المشكلة الإعلامية في مؤسسات «المستقبل»، الى جفاف السيولة من ناحية، والى عجز المولجين بمعالجة هذا الملف من إثبات نجاحهم. ولعل المشكلة تنتقل بدورها الى مؤسسات رديفة في «تيار المستقبل»، كالأمانة العامة لـ14 آذار، وبعض الأحزاب الحليفة الذين يشكون دائماً من سوء الإدارة الإعلامية لمشروعهم السياسي.

تساؤلات حول التعويضات

وبالعودة الى موضوع دمج «أخبار المستقبل» والتلفزيون، ثمة تساؤلات اليوم حول التعويضات التي يفترض دفعها للموظفين المدرجين على لائحة الصرف. علماً أن بعضهم من المقترضين، وملتزمون بتسديد سندات شهرية للمصارف. ويعاني قسم منهم منذ أشهر من تأخر الحصول على رواتبهم، خصوصاً أولئك الذين يعملون بموجب عقود عمل حرة، فيما يحصل آخرون على ما يسمى «بسلفة» على الراتب.

ويحكى عن توجه اليوم من قبل بعض الموظفين في المحطتين، لإصدار عريضة بهذا الشأن، أو التحضير لاعتصام احتجاجي، في ظل الغموض الذي يلف مصيرهم.

وليست الرواتب وحدها هي التي تتأخر على الموظفين، فبعض وكالات الأنباء العالمية، وعدد من المؤسسات التي تؤمن المواد الأولية، لها في ذمة المحطتين، نسبة كبيرة من الديون المتراكمة.

ويذهب بعض الموظفين في «أخبار المستقبل» للقول إن سيارة مخصصة للمحررين، تكون أحياناً خالية من البنزين، ما يحول دون تنفيذ المهمة الصحافية». ويشير آخر الى أن أعمال الصيانة لبعض المعدات توقفت منذ أشهر، بداعي حصر النفقات، ما يلزمنا بتولي هذه المهمة لتيسير أمورنا، ونفشل بذلك أحياناً كون العمل ليس من اختصاصنا».

  • فريق ماسة
  • 2011-03-03
  • 11110
  • من الأرشيف

بعد إفلاسه السياسي...الحريري في طريقه للإفلاس المالي و الإعلامي

أصدر المشرف العام على «أخبار المستقبل» نديم المنلا أمس الأول مذكرة، أعلن فيها عن تنحيه عن منصبه في القناة. ووجه المذكرة التي احتلت نسخ منها، زجاج وبعض أروقة مبنى القناة، الى المؤسسة والعاملين، عارضاً فيها الإنجازات والمخاطر التي تعرضت لها القناة، في ظل المعارك السياسية التي خاضتها، منذ يوم إنشائها، معتبراً أنه أنجز المهمة المطلوبة منه، ليستلمها آخرون. ويأتي ذلك، في إطار الاستعداد لدمج القناة فعلياً مع تلفزيون «المستقبل»، في سياق خطة إعادة هيكلة المؤسسات الإعلامية التابعة «لتيار المستقبل»، من الناحيتين المادية والمضمون الإعلامي، بعد انتقال التيار الى صفوف المعارضة. وعلمت «السفير» أن النائب السابق باسم السبع، الذي كلف بالإشراف على اللجنة الإعلامية التي شكلت مؤخراً، للقيام بدراسة وضع كل هذه المؤسسات، رفض مؤخراً هذه المهمة لسببين: نظراً لدوامها الذي يتطلب منه التواجد لساعات طويلة داخل المحطة، ولعدم رغبته في أن يأخذ على عاتقه موضوع صرف قسم كبير من الموظفين، على ضوء دمج المحطتين، وإعادة تنظيم مؤسسات إعلامية أخرى. وعلمت «السفير» أن ثمة توجهاً لصرف حوالى 250 موظفاً من أصل 600 موظف، في المحطتين، وفي إذاعة «الشرق» في بيروت. وأن خطوتي الدمج وصرف الموظفين، مؤجلتان الى ما بعد 14 آذار الجاري، كيلا تؤثر مثل هذه «الهزة» سلباً على وتيرة المشاركة الشعبية في اليوم المرتقب. وتأتي خطوة الصرف في إطار إعادة استنهاض تلفزيون «المستقبل» بشقيه الإخباري والترفيهي، وتخفيف الخسائر، وحصر النفقات، لتوفير ما قيمته 15 مليون دولار سنوياً. وفيما كان تم التداول سابقاً باحتمال تنحية كل من نديم المنلا ورئيس مجلس إدارة تلفزيون «المستقبل» سمير حمود، على ضوء دمج الفضائيتين، فإن الحديث اليوم، داخل الاجتماعات الداخلية، وبعد تنحي المنلا، عاد ليطرح فرضية بقاء حمود في منصبه. أما منصب مدير الأخبار في التلفزيون، فيرشح له البعض عضو المكتب السياسي في «تيار المستقبل» راشد فايد، باعتباره شغل المنصب ذاته سابقاً، فيما يميل آخرون الى تسمية مديرة البرامج غير السياسية في «أخبار المستقبل» ديانا مقلد. وتعليقاً على المذكرة التي أصدرها أمس، رفض نديم المنلا الحديث لـ«السفير» معتبراً «أن الموضوع داخلي، وأن لا صفة إدارية له تخوله الإدلاء بتصريح». كما تعذر الاتصال بالنائب باسم السبع. ورداً على سؤال «السفير» اكتفى راشد فايد بالقول: «لم أُستشر ولم أُخبر بقرار تعييني، كلها تمنيات من قبل بعض الزملاء في أن أحتل هذا الموقع». وفي ظل عدم «تقليع» عمل اللجنة الإعلامية المفترض، علمـت «السفير» أن وضع الفضائيتين، ليس أقل خطورة من وضع جريدة «المستقبل، التي تتأخر فيها الرواتب، والتي تقع تحت وطأة ديون كبيرة. وثمة أسئلة عن جدواها بعد تراجعها في خدمة المشروع السياسي «لتيار المستقبل»، وكونها أصبحت بلا «رأس»، إثر استقالة نائب رئيس التحرير الزميل نصير الأسعد، وتولي رئيس التحرير هاني حمود إدارتها «هاتفياً»، كونه لا يداوم في مبنى الصحيفة. كما يبدو أن وضع إذاعة «الشرق» في بيروت على «المحك»، في ظل تراجع كبير في نسبة الإعلانات، وتجميد الرواتب لبعض الموظفين منذ أشهر. كل ذلك، يطرح مشكلة سوء الإدارة الإعلامية في مؤسسات «الحريري». وذلك بسبب وجود خلافات بالرأي في هذا المجال، بين كل من نديم المنلا وسمير حمود، ونادر الحريري وهاني حمود، كما كان يرشح من بعض الاجتماعات الداخلية. حتى النائب السبع، الذي طلب إعفاءه مؤخراً من الإشراف على اللجنة الإعلامية، يتردد أنه كان طلب منه سابقاً معالجة «الخلل» الإعلامي، لكنه اعتذر لضيق وقته، ولإدراكه بأن مهمته لن تكون سهلة، في ظل المعارك الدائمة بين المستشارين وقيادات المؤسسات الإعلامية. وعلى ضوء ذلك، يمكن رد تأخير معالجة المشكلة الإعلامية في مؤسسات «المستقبل»، الى جفاف السيولة من ناحية، والى عجز المولجين بمعالجة هذا الملف من إثبات نجاحهم. ولعل المشكلة تنتقل بدورها الى مؤسسات رديفة في «تيار المستقبل»، كالأمانة العامة لـ14 آذار، وبعض الأحزاب الحليفة الذين يشكون دائماً من سوء الإدارة الإعلامية لمشروعهم السياسي. تساؤلات حول التعويضات وبالعودة الى موضوع دمج «أخبار المستقبل» والتلفزيون، ثمة تساؤلات اليوم حول التعويضات التي يفترض دفعها للموظفين المدرجين على لائحة الصرف. علماً أن بعضهم من المقترضين، وملتزمون بتسديد سندات شهرية للمصارف. ويعاني قسم منهم منذ أشهر من تأخر الحصول على رواتبهم، خصوصاً أولئك الذين يعملون بموجب عقود عمل حرة، فيما يحصل آخرون على ما يسمى «بسلفة» على الراتب. ويحكى عن توجه اليوم من قبل بعض الموظفين في المحطتين، لإصدار عريضة بهذا الشأن، أو التحضير لاعتصام احتجاجي، في ظل الغموض الذي يلف مصيرهم. وليست الرواتب وحدها هي التي تتأخر على الموظفين، فبعض وكالات الأنباء العالمية، وعدد من المؤسسات التي تؤمن المواد الأولية، لها في ذمة المحطتين، نسبة كبيرة من الديون المتراكمة. ويذهب بعض الموظفين في «أخبار المستقبل» للقول إن سيارة مخصصة للمحررين، تكون أحياناً خالية من البنزين، ما يحول دون تنفيذ المهمة الصحافية». ويشير آخر الى أن أعمال الصيانة لبعض المعدات توقفت منذ أشهر، بداعي حصر النفقات، ما يلزمنا بتولي هذه المهمة لتيسير أمورنا، ونفشل بذلك أحياناً كون العمل ليس من اختصاصنا».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة