يبدو أن المعارك الدائرة على المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن ستكون أم المعارك الإقليمية، في ظل مساعي مختلف الأفرقاء إلى وراثة المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" الإرهابي، بالإضافة إلى تحقيق أهدافهم الإستراتيجية على هذا الصعيد، في حين تبرز إلى الواجهة معالم إتفاق أميركي-روسي يراعي الخصوصيات ويمنع الصدام المباشر بين القوتين العظميين.

على هذا الصعيد، أرسلت قوات "التحالف الدولي" الذي تقوده واشنطن، تحذيراً إلى الجيش السوري وحلفائه من التقدم باتجاه معبر التنف، معتبرة أن ذلك يعدّ عملاً عدائياً، في حين كانت قوات "الحشد الشعبي" العراقية قد نجحت في تحقيق هدفها بالوصول إلى الحدود العراقية-السورية، في وقت بدأ الحديث عن إتفاق يضمن للقوات المتحالفة مع واشنطن "منطقة أمان"، تمتد ضمن نطاق دائري لحوالى 60-70 كيلومتراً من قاعدتها في التنف، فيما يعود للجانب الروسي وحلفائه السيطرة على المناطق الباقية من البادية باتجاه وادي الفرات.

في هذا السياق، تشير مصادر مطلعة، أن الجميع بدأ يشعر بخطورة الموقف منذ الغارة التي نفذتها طائرات التحالف، قبل نحو عشرة أيام، ضد قوات الجيش السوري وحلفائه على طريق التنف، وتلفت إلى إتصالات بدأت بين الجانبين الروسي والأميركي لمنع تفاقم الأوضاع، خصوصاً أن ليس هناك من رغبة لديهما بالوصول إلى مرحلة الصدام المباشر.

وتوضح هذه المصادر أن الصراع بين الجانبين يعود إلى رغبة واشنطن الواضحة في منع المحور المقابل من السيطرة على طريق بغداد دمشق، الأمر الذي يعيد ربط الخطوط من طهران إلى بيروت، في حين أن إيران كانت تسعى إلى تحقيق هذا الهدف الذي يتيح لها إرسال الإمدادات براً، وتلفت إلى أن الحكومة السورية أكدت في أكثر من مناسبة حقها في هذا الأمر، لا سيما أنها تعتبر أن القوات الأميركية المتواجدة على أراضيها "غازية" بسبب عدم تنسيقها معها.

على هذا الصعيد، تشير المصادر نفسها إلى أن الإتفاق القائم يعطي "جيش مغاوير الثورة"، المدعوم من واشنطن، السيطرة على معبر التنف الحدودي مع العراق، في حين يكون للجيش السوري الحق في التقدم نحو معبر القائم، في وقت وضعت قوات "الحشد الشعبي" على رأس قائمة أهدافها الوصول إلى مدينة القائم بعد الوصول إلى بلدة أم جريص، التي تقع على طريق يربط الموصل بريف الحسكة الجنوبي.

 

من وجهة نظر المصادر المطلعة، ستكون الحدود العراقية واجهة الأحداث في الأيام المقبلة، نظراً إلى أهميتها الإستراتيجية، لكنها تشير إلى أن هذا الصراع بين كافة اللاعبين الإقليميين والدوليين سيكون تحت سقف محدد، يضمن عدم إنتقال البوصلة من قتال "داعش" إلى الصدام المباشر في ما بينها، إلا أنها تؤكد بأن هذا الأمر لا يلغي التنافس القائم على أكثر من صعيد، خصوصاً في ظل التوجه الأميركي إلى محاصرة النفوذ الإيراني في المنطقة، وهو ما كان واضحاً في القمة العربية الإسلامية الأميركية التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض قبل أيام، في ظل المعلومات عن إجتماعات تعقد في العاصمة الأردنية عمان بين عسكريين ودبلوماسيين أميركيين وروس للإتفاق على منطقة آمنة تضم القنيطرة ودرعا والجولان وجزءاً من ريف السويداء إمتداداً إلى معسكر التنف.

في المحصلة، يبدو أن التفاهمات الأميركية الروسية ستكون هي السقف المحدد للمعارك الإستراتيجية على الحدود السوريّة-العراقيّة، إلا أن هذا لا يلغي إستمرار المناكفات الجانبية بين مختلف الأفرقاء.

  • فريق ماسة
  • 2017-05-31
  • 14523
  • من الأرشيف

الحديث عن تسوية بالبادية السورية.. التنف مقابل معبر القائم

 يبدو أن المعارك الدائرة على المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن ستكون أم المعارك الإقليمية، في ظل مساعي مختلف الأفرقاء إلى وراثة المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" الإرهابي، بالإضافة إلى تحقيق أهدافهم الإستراتيجية على هذا الصعيد، في حين تبرز إلى الواجهة معالم إتفاق أميركي-روسي يراعي الخصوصيات ويمنع الصدام المباشر بين القوتين العظميين. على هذا الصعيد، أرسلت قوات "التحالف الدولي" الذي تقوده واشنطن، تحذيراً إلى الجيش السوري وحلفائه من التقدم باتجاه معبر التنف، معتبرة أن ذلك يعدّ عملاً عدائياً، في حين كانت قوات "الحشد الشعبي" العراقية قد نجحت في تحقيق هدفها بالوصول إلى الحدود العراقية-السورية، في وقت بدأ الحديث عن إتفاق يضمن للقوات المتحالفة مع واشنطن "منطقة أمان"، تمتد ضمن نطاق دائري لحوالى 60-70 كيلومتراً من قاعدتها في التنف، فيما يعود للجانب الروسي وحلفائه السيطرة على المناطق الباقية من البادية باتجاه وادي الفرات. في هذا السياق، تشير مصادر مطلعة، أن الجميع بدأ يشعر بخطورة الموقف منذ الغارة التي نفذتها طائرات التحالف، قبل نحو عشرة أيام، ضد قوات الجيش السوري وحلفائه على طريق التنف، وتلفت إلى إتصالات بدأت بين الجانبين الروسي والأميركي لمنع تفاقم الأوضاع، خصوصاً أن ليس هناك من رغبة لديهما بالوصول إلى مرحلة الصدام المباشر. وتوضح هذه المصادر أن الصراع بين الجانبين يعود إلى رغبة واشنطن الواضحة في منع المحور المقابل من السيطرة على طريق بغداد دمشق، الأمر الذي يعيد ربط الخطوط من طهران إلى بيروت، في حين أن إيران كانت تسعى إلى تحقيق هذا الهدف الذي يتيح لها إرسال الإمدادات براً، وتلفت إلى أن الحكومة السورية أكدت في أكثر من مناسبة حقها في هذا الأمر، لا سيما أنها تعتبر أن القوات الأميركية المتواجدة على أراضيها "غازية" بسبب عدم تنسيقها معها. على هذا الصعيد، تشير المصادر نفسها إلى أن الإتفاق القائم يعطي "جيش مغاوير الثورة"، المدعوم من واشنطن، السيطرة على معبر التنف الحدودي مع العراق، في حين يكون للجيش السوري الحق في التقدم نحو معبر القائم، في وقت وضعت قوات "الحشد الشعبي" على رأس قائمة أهدافها الوصول إلى مدينة القائم بعد الوصول إلى بلدة أم جريص، التي تقع على طريق يربط الموصل بريف الحسكة الجنوبي.   من وجهة نظر المصادر المطلعة، ستكون الحدود العراقية واجهة الأحداث في الأيام المقبلة، نظراً إلى أهميتها الإستراتيجية، لكنها تشير إلى أن هذا الصراع بين كافة اللاعبين الإقليميين والدوليين سيكون تحت سقف محدد، يضمن عدم إنتقال البوصلة من قتال "داعش" إلى الصدام المباشر في ما بينها، إلا أنها تؤكد بأن هذا الأمر لا يلغي التنافس القائم على أكثر من صعيد، خصوصاً في ظل التوجه الأميركي إلى محاصرة النفوذ الإيراني في المنطقة، وهو ما كان واضحاً في القمة العربية الإسلامية الأميركية التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض قبل أيام، في ظل المعلومات عن إجتماعات تعقد في العاصمة الأردنية عمان بين عسكريين ودبلوماسيين أميركيين وروس للإتفاق على منطقة آمنة تضم القنيطرة ودرعا والجولان وجزءاً من ريف السويداء إمتداداً إلى معسكر التنف. في المحصلة، يبدو أن التفاهمات الأميركية الروسية ستكون هي السقف المحدد للمعارك الإستراتيجية على الحدود السوريّة-العراقيّة، إلا أن هذا لا يلغي إستمرار المناكفات الجانبية بين مختلف الأفرقاء.

المصدر : الماسة السورية/ النشرة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة