تحاول واشنطن جاهدة كسب الوقت في معارك البادية ووادي الفرات، لتتمكن من جمع وتجهيز «قوات محلية» قادرة على زجّها في تلك المعارك، من دون أن تفشل كما حدث سابقاً في البوكمال. وتراهن على تعزيز تنسيقها مع موسكو لتفادي الصدام في الوقت الحالي مع الجيش السوري وحلفائه

في ضوء «التفاهم» الأميركي ــ الروسي الذي يحدد «منطقة آمنة» في محيط قاعدة التنف بهدف منع التصادم بين قوات الجيش السوري وحلفائه ، والفصائل التي تدعمها واشنطن، تشير المعطيات إلى أن الجانب الأميركي يحاول تفادي أي معارك في الوقت الحالي، في الوقت الذي يعزز فيه عديد وتجهيز «قوات محليّة» قادرة على التحرك نحو منطقة وادي الفرات.

المناورة الأميركية تستند إلى تجارب سابقة مع نواة تلك القوات تحت اسم «جيش سوريا الجديد»، فشل خلالها هذا الفصيل في عملية على أطراف البوكمال، ومكّنت تغطية طائرات «التحالف» من إنقاذ من بقي من عناصره. وعلى غرار تحركات واشنطن في الشمال، حيث جهدت لجمع مقاتلين ضمن إطار «قوات سوريا الديموقراطية» لحشدهم في معركة الرقة ونقلت عدداً منهم جوّاً نحو أطراف الطبقة بدعم ناريّ مباشر، لن تخاطر حالياً بالتحرك نحو مواقع «داعش» أو الجيش السوري، قبل اكتمال عدّتها على الأرض.

وضمن هذا السياق، نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر معارضة مسلحة، قولها إن الولايات المتحدة كثّفت حجم الدعم المقدم خلال الأيام الماضية «لمواجهة الاندفاعة الجديدة للميليشيات المدعومة من إيران». وأوضحت تلك المصادر المعارضة أن الدعم يأتي «عبر قناتين مختلفتين»، الأولى ضمن «برنامج مدعوم من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (الموك)»، والأخرى «عبر برنامج تدعمه بلدان إقليمية مثل السعودية والأردن، ويدار من قبل البنتاغون و(التحالف الدولي)».

ونقلت الوكالة عن قائد «جيش أسود الشرقية» طلاس سلامة، الذي عرّفت عنه أنه يعمل تحت أمرة «الموك»، قوله إن «الدعم زاد... ومن غير الممكن أن نسمح لهم (الجيش السوري) بفتح طريق دمشق ــ بغداد». وبدوره قال «أحد المسؤولين في فصيل (مغاوير الثورة)» المدعوم عبر برنامج «البنتاغون»، إنّ «دعماً متزايداً بالسلاح يصل إلى التنف منذ تحرك القوات الحكومية»، موضحاً أنه «جاء خلال الأسابيع الماضية آليات ثقيلة وصواريخ (تاو) ومدرعات». ولفت إلى أن «الجهود لتطويع وتدريب مقاتلين محليين من دير الزور تسارعت بدورها خلال الفترة الماضية».

ومن جانبه أشار المتحدث باسم «التحالف» رايان ديلون، إلى أن قواته «مستعدة للدفاع عن نفسها في حال رفض القوات الموالية للحكومة مغادرة منطقة منع التصادم»، مؤكداً أن «وجودهم داخل المنطقة غير مقبول ويشكّل تهديداً».

وعلى الصعيد نفسه، أكد المتحدث باسم «البنتاغون»، جيف دايفيس، أن قوات بلاده ألقت مناشير تطلب من الجيش وحلفائه «مغادرة المنطقة الآمنة»، مشيراً إلى أن «مئات من القوات الموالية للحكومة تقوم بدوريات وتجمعات في محيط التنف... على أطراف منطقة منع التصادم وفق التفاهم مع الروس».

وفي موازاة ذلك، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عن قلق بلاده من تهديدات واشنطن باستخدام القوة ضد الجيش السوري. وأضاف أنه «لم يكن هناك تهديدات فقط، بل استُخدمَت القوة في محيط التنف... هذا لم يكن تحذيراً بقدر ما كان انتهاكاً للسيادة السورية»، موضحاً أن «هذه قضية يجب حلّها، وهذا ما تعمل عليه قواتنا في الوقت الحالي». وأشار إلى أنه «يجري العمل ضمن قناة مخصصة لمنع الحوادث العرضية بين القوات الجوية الروسية والتحالف الدولي»، مضيفاً أن «الجهود ستكون أكثر فعالية، إذا وافقت الولايات المتحدة على الانضمام إلى جهود تنسيق مناطق تخفيف التوتر... وهو ما نرحّب به».

  • فريق ماسة
  • 2017-05-31
  • 15011
  • من الأرشيف

واشنطن تناور في البادية: تفادي الصدام... وتجهيز «قوات محلية»

تحاول واشنطن جاهدة كسب الوقت في معارك البادية ووادي الفرات، لتتمكن من جمع وتجهيز «قوات محلية» قادرة على زجّها في تلك المعارك، من دون أن تفشل كما حدث سابقاً في البوكمال. وتراهن على تعزيز تنسيقها مع موسكو لتفادي الصدام في الوقت الحالي مع الجيش السوري وحلفائه في ضوء «التفاهم» الأميركي ــ الروسي الذي يحدد «منطقة آمنة» في محيط قاعدة التنف بهدف منع التصادم بين قوات الجيش السوري وحلفائه ، والفصائل التي تدعمها واشنطن، تشير المعطيات إلى أن الجانب الأميركي يحاول تفادي أي معارك في الوقت الحالي، في الوقت الذي يعزز فيه عديد وتجهيز «قوات محليّة» قادرة على التحرك نحو منطقة وادي الفرات. المناورة الأميركية تستند إلى تجارب سابقة مع نواة تلك القوات تحت اسم «جيش سوريا الجديد»، فشل خلالها هذا الفصيل في عملية على أطراف البوكمال، ومكّنت تغطية طائرات «التحالف» من إنقاذ من بقي من عناصره. وعلى غرار تحركات واشنطن في الشمال، حيث جهدت لجمع مقاتلين ضمن إطار «قوات سوريا الديموقراطية» لحشدهم في معركة الرقة ونقلت عدداً منهم جوّاً نحو أطراف الطبقة بدعم ناريّ مباشر، لن تخاطر حالياً بالتحرك نحو مواقع «داعش» أو الجيش السوري، قبل اكتمال عدّتها على الأرض. وضمن هذا السياق، نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر معارضة مسلحة، قولها إن الولايات المتحدة كثّفت حجم الدعم المقدم خلال الأيام الماضية «لمواجهة الاندفاعة الجديدة للميليشيات المدعومة من إيران». وأوضحت تلك المصادر المعارضة أن الدعم يأتي «عبر قناتين مختلفتين»، الأولى ضمن «برنامج مدعوم من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (الموك)»، والأخرى «عبر برنامج تدعمه بلدان إقليمية مثل السعودية والأردن، ويدار من قبل البنتاغون و(التحالف الدولي)». ونقلت الوكالة عن قائد «جيش أسود الشرقية» طلاس سلامة، الذي عرّفت عنه أنه يعمل تحت أمرة «الموك»، قوله إن «الدعم زاد... ومن غير الممكن أن نسمح لهم (الجيش السوري) بفتح طريق دمشق ــ بغداد». وبدوره قال «أحد المسؤولين في فصيل (مغاوير الثورة)» المدعوم عبر برنامج «البنتاغون»، إنّ «دعماً متزايداً بالسلاح يصل إلى التنف منذ تحرك القوات الحكومية»، موضحاً أنه «جاء خلال الأسابيع الماضية آليات ثقيلة وصواريخ (تاو) ومدرعات». ولفت إلى أن «الجهود لتطويع وتدريب مقاتلين محليين من دير الزور تسارعت بدورها خلال الفترة الماضية». ومن جانبه أشار المتحدث باسم «التحالف» رايان ديلون، إلى أن قواته «مستعدة للدفاع عن نفسها في حال رفض القوات الموالية للحكومة مغادرة منطقة منع التصادم»، مؤكداً أن «وجودهم داخل المنطقة غير مقبول ويشكّل تهديداً». وعلى الصعيد نفسه، أكد المتحدث باسم «البنتاغون»، جيف دايفيس، أن قوات بلاده ألقت مناشير تطلب من الجيش وحلفائه «مغادرة المنطقة الآمنة»، مشيراً إلى أن «مئات من القوات الموالية للحكومة تقوم بدوريات وتجمعات في محيط التنف... على أطراف منطقة منع التصادم وفق التفاهم مع الروس». وفي موازاة ذلك، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عن قلق بلاده من تهديدات واشنطن باستخدام القوة ضد الجيش السوري. وأضاف أنه «لم يكن هناك تهديدات فقط، بل استُخدمَت القوة في محيط التنف... هذا لم يكن تحذيراً بقدر ما كان انتهاكاً للسيادة السورية»، موضحاً أن «هذه قضية يجب حلّها، وهذا ما تعمل عليه قواتنا في الوقت الحالي». وأشار إلى أنه «يجري العمل ضمن قناة مخصصة لمنع الحوادث العرضية بين القوات الجوية الروسية والتحالف الدولي»، مضيفاً أن «الجهود ستكون أكثر فعالية، إذا وافقت الولايات المتحدة على الانضمام إلى جهود تنسيق مناطق تخفيف التوتر... وهو ما نرحّب به».

المصدر : الماسة السورية/ الأخبار


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة