شككت مجموعة من الخبراء الفرنسيين في الاتهامات التي وجهتها فرنسا للحكومة السورية بالاستخدام المزعوم للسلاح الكيميائي في خان شيخون بريف إدلب وأكدوا أن ما ورد فيها “منحاز”.

وكانت وزارة الخارجية والمغتربين أدانت أمس بشدة حملة التضليل والكذب المسعورة والادعاءات المفبركة التي ساقها وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت إزاء جريمة خان شيخون مؤكدة أن أكاذيب وادعاءات الحكومة الفرنسية تمثل اعتداء صارخا وانتهاكا فاضحا لصلاحيات المنظمات الدولية المختصة بهذا الشأن وذلك في محاولة لإخفاء حقيقة هذه الجريمة ومن يقف وراءها.

وقال الجنرال دومينيك ترينكواند الرئيس السابق للبعثة الفرنسية في الأمم المتحدة وحلف الناتو والاتحاد الأوروبي لوكالة نوفوستي الروسية: “ما يجري في سورية مشابه لما جرى في البوسنة والعراق في العام 2003 حيث يتم التلاعب بالأدلة .. والمشكلة هنا تكمن انه لم يتم إجراء تحقيق دولي إلا أننا نعلم يقينا أنه لن يتم إجراء ذلك التحقيق”.

وكانت أغلبية أعضاء منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية رفضت الأسبوع المنصرم اقتراحا تقدمت به روسيا وإيران لتشكيل فريق جديد للتحقيق في مزاعم استخدام السلاح الكيميائي في خان شيخون بريف إدلب ولزيارة مطار الشعيرات الذي اعتدت عليه الولايات المتحدة والتحقق من مزاعمها بتخزين أسلحة كيميائية فيه.

من جانبه أكد المحلل السياسي الفرنسي جاك هوغارد أن هدف الساسة الفرنسيين من هذه الاتهامات الإساءة للدولة السورية وقال: “أرى أن الساسة الفرنسيين لا يزالون مهووسين بفكرة اسقاط الحكومة السورية بدل تدمير داعش .. ولهذا بدؤوا الادعاء بامتلاك أدلة إدانة ضد دمشق الأمر الذي لا يمكن لأحد أن يثبته”.

وأوضح أن الحكومة السورية ليست في وارد استخدام مثل هذه الأسلحة “أن وجدت” في وقت تسير فيه قدما في طريق النصر متسائلا حول المستفيد من وقوع مثل هذه الجريمة ومشيرا في الوقت ذاته إلى أن هناك أطرافا تريد منع الحكومة السورية من تحقيق تسوية سياسية للأزمة وقال: “لا شك بأن بالأمر تلاعبا من قبل التحقيق الفرنسي”.

 

وكان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين نفى بشكل قاطع في الرابع من الشهر الجاري قيام الحكومة السورية باستخدام الغازات السامة في خان شيخون أو في أي مدينة أو قرية سورية أخرى وأكد أن الجيش العربي السوري ليس لديه أي نوع من الأسلحة الكيميائية ولم يستخدمها سابقا ولن يستخدمها لاحقا ولا يسعى إلى حيازتها أصلا كما ثبت أن الجيش العربي السوري لم يستخدم مثل هذه الأسلحة في أصعب المعارك التي خاضها ضد التنظيمات الإرهابية.

الدكتور والكولونيل السابق في الجيش الفرنسي باتريك بارويت شكك في المزاعم الفرنسية وقال: “في كل مرة يتم التحقيق في قضية من قبل خبراء مشكوك باستقلاليتهم .. هل لاحظتم كيف تم إنجاز كل شيء بسرعة.. لقد وقع الهجوم في خان شيخون في الرابع من الشهر الجاري والتقرير نشر في الـ 26 وشنت الولايات المتحدة هجوما صاروخيا بعد وقوع الهجوم بفترة قصيرة .. إنها سرعة غير مقبولة .. من المستحيل أن يتم إنجاز تحقيق نزيه خلال هذه الفترة القصيرة من الوقت”.

وأضاف: إن “المواد التي ذكرت في التقرير الفرنسي متاحة لأي شخص في المنطقة ومنها المواد التي تدخل في صناعة السماد .. ليس هناك شيء معقد في هذا وهو لا يثبت أي شيء وحتى لو تم العثور على مثل هذه المكونات التي ذكرها التقرير في الهجوم المزعوم فيمكن وببساطة شراء مثل هذ المكونات من تركيا”.

وكان مدير إدارة عدم الانتشار والرقابة على الأسلحة التابعة لوزارة الخارجية الروسية ميخائيل أوليانوف اكد في وقت سابق أن الدول الغربية تحاول عرقلة إجراء تحقيق متكامل يكشف حقيقة ما جرى في خان شيخون بريف إدلب بينما أوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن ما جرى في خان شيخون “محاولة لتشكيل واقع مشوه ومن ثم استخدام هذا الواقع لمحاولة التهرب من تنفيذ قرارات مجلس الأمن حول حل الأزمة في سورية”.

  • فريق ماسة
  • 2017-04-27
  • 8302
  • من الأرشيف

خبراء فرنسيون: الاتهامات الفرنسية لدمشق حول حادثة خان شيخون منحازة والقصد منها الإساءة للدولة السورية

شككت مجموعة من الخبراء الفرنسيين في الاتهامات التي وجهتها فرنسا للحكومة السورية بالاستخدام المزعوم للسلاح الكيميائي في خان شيخون بريف إدلب وأكدوا أن ما ورد فيها “منحاز”. وكانت وزارة الخارجية والمغتربين أدانت أمس بشدة حملة التضليل والكذب المسعورة والادعاءات المفبركة التي ساقها وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت إزاء جريمة خان شيخون مؤكدة أن أكاذيب وادعاءات الحكومة الفرنسية تمثل اعتداء صارخا وانتهاكا فاضحا لصلاحيات المنظمات الدولية المختصة بهذا الشأن وذلك في محاولة لإخفاء حقيقة هذه الجريمة ومن يقف وراءها. وقال الجنرال دومينيك ترينكواند الرئيس السابق للبعثة الفرنسية في الأمم المتحدة وحلف الناتو والاتحاد الأوروبي لوكالة نوفوستي الروسية: “ما يجري في سورية مشابه لما جرى في البوسنة والعراق في العام 2003 حيث يتم التلاعب بالأدلة .. والمشكلة هنا تكمن انه لم يتم إجراء تحقيق دولي إلا أننا نعلم يقينا أنه لن يتم إجراء ذلك التحقيق”. وكانت أغلبية أعضاء منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية رفضت الأسبوع المنصرم اقتراحا تقدمت به روسيا وإيران لتشكيل فريق جديد للتحقيق في مزاعم استخدام السلاح الكيميائي في خان شيخون بريف إدلب ولزيارة مطار الشعيرات الذي اعتدت عليه الولايات المتحدة والتحقق من مزاعمها بتخزين أسلحة كيميائية فيه. من جانبه أكد المحلل السياسي الفرنسي جاك هوغارد أن هدف الساسة الفرنسيين من هذه الاتهامات الإساءة للدولة السورية وقال: “أرى أن الساسة الفرنسيين لا يزالون مهووسين بفكرة اسقاط الحكومة السورية بدل تدمير داعش .. ولهذا بدؤوا الادعاء بامتلاك أدلة إدانة ضد دمشق الأمر الذي لا يمكن لأحد أن يثبته”. وأوضح أن الحكومة السورية ليست في وارد استخدام مثل هذه الأسلحة “أن وجدت” في وقت تسير فيه قدما في طريق النصر متسائلا حول المستفيد من وقوع مثل هذه الجريمة ومشيرا في الوقت ذاته إلى أن هناك أطرافا تريد منع الحكومة السورية من تحقيق تسوية سياسية للأزمة وقال: “لا شك بأن بالأمر تلاعبا من قبل التحقيق الفرنسي”.   وكان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين نفى بشكل قاطع في الرابع من الشهر الجاري قيام الحكومة السورية باستخدام الغازات السامة في خان شيخون أو في أي مدينة أو قرية سورية أخرى وأكد أن الجيش العربي السوري ليس لديه أي نوع من الأسلحة الكيميائية ولم يستخدمها سابقا ولن يستخدمها لاحقا ولا يسعى إلى حيازتها أصلا كما ثبت أن الجيش العربي السوري لم يستخدم مثل هذه الأسلحة في أصعب المعارك التي خاضها ضد التنظيمات الإرهابية. الدكتور والكولونيل السابق في الجيش الفرنسي باتريك بارويت شكك في المزاعم الفرنسية وقال: “في كل مرة يتم التحقيق في قضية من قبل خبراء مشكوك باستقلاليتهم .. هل لاحظتم كيف تم إنجاز كل شيء بسرعة.. لقد وقع الهجوم في خان شيخون في الرابع من الشهر الجاري والتقرير نشر في الـ 26 وشنت الولايات المتحدة هجوما صاروخيا بعد وقوع الهجوم بفترة قصيرة .. إنها سرعة غير مقبولة .. من المستحيل أن يتم إنجاز تحقيق نزيه خلال هذه الفترة القصيرة من الوقت”. وأضاف: إن “المواد التي ذكرت في التقرير الفرنسي متاحة لأي شخص في المنطقة ومنها المواد التي تدخل في صناعة السماد .. ليس هناك شيء معقد في هذا وهو لا يثبت أي شيء وحتى لو تم العثور على مثل هذه المكونات التي ذكرها التقرير في الهجوم المزعوم فيمكن وببساطة شراء مثل هذ المكونات من تركيا”. وكان مدير إدارة عدم الانتشار والرقابة على الأسلحة التابعة لوزارة الخارجية الروسية ميخائيل أوليانوف اكد في وقت سابق أن الدول الغربية تحاول عرقلة إجراء تحقيق متكامل يكشف حقيقة ما جرى في خان شيخون بريف إدلب بينما أوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن ما جرى في خان شيخون “محاولة لتشكيل واقع مشوه ومن ثم استخدام هذا الواقع لمحاولة التهرب من تنفيذ قرارات مجلس الأمن حول حل الأزمة في سورية”.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة