دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
يهدد تقدم الجيش المتواصل في ريف حماة الشمالي مناطق ثقل نفوذ المسلحين هناك، في مثلث مورك واللطامنة وكفر زيتا، الذي تُمكن السيطرة عليه من طرق أبواب إدلب من بوابتها الجنوبية، خان شيخون. وبالتوازي، دخلت «قوات سوريا الديموقراطية» للمرة الأولى أطراف مدينة الطبقة، تحت غطاء ناري كثيف من طائرات «التحالف الدولي»
تشير المعطيات من ريف حماة الشمالي إلى أن الجيش لن يكتفي بإبعاد الخطر عن مواقعه الرئيسية الحصينة شمال مدينة حماة وفي محردة، بل سيحاول توسيع طوق الأمان نحو المنطقة الرئيسية التي شكلّت مرتكزاً لهجمات المسلحين المتكررة على هذا المحور.
التقدم الأخير عقب استعادة بلدة حلفايا، مكّن الجيش أمس من مواصلة الاندفاع شمالاً، والسيطرة على بلدات المصاصنة وزور الحيصة وزور الطيبة، شمال شرق البلدة. وإذا تابع الجيش التقدم شمالاً بالوتيرة نفسها، فسيصل قريباً إلى مشارف بلدة اللطامنة، التي شكّلت مع مورك وكفرزيتا مثلث قوة المسلحين في الريف الحموي، وخط الدفاع الأول عن خان شيخون، بوابة محافطة إدلب الجنوبية.
وعلى الرغم من تبادل المجموعات المسلحة الاتهامات حول مسؤولية التراجع الكبير على هذا المحور، فإن من المتوقع خلال وقت قصير أن تعمل على تعزيز دفاعاتها في البلدات الثلاث لصد تحرّك الجيش، لأن خسارتها ستكون مكلفة من الناحية العسكرية، وستنهي وجود الفصائل العسكري في أهم قطاع من ريف حماة. وشهدت البلدات المتاخمة لخط الاشتباكات أمس، استهدافاً مكثّفاً لسلاحي المدفعية والجو، تركز على بلدات اللطامنة ومعركبة ولحايا، إلى جانب بلدة الزلاقيات ومحيطها، الذي لا يزال تقدم الجيش فيه متعثّراً على الرغم من أهميتها نظراً إلى قربها من مدينة محردة.
فرضت واشنطن عقوبات ضد موظفين في مركز البحوث العلمية السوري
كما ترافق انطلاق هجوم المسلحين في الحادي والعشرين من الشهر الماضي، بمعارك إشغال في ريف حمص الشمالي، فقد حاولت المجموعات المسلحة التقدم على محور بلدة الزارة في أقصى ريف حماة الجنوبي، من اتجاه بلدة حربنفسه. وتمكن الجيش من صد الهجوم على هذا المحور، مستهدفاً بغارات جوية وقذائف مدفعية بلدات تلدو وكفرلاها في ريف حمص الشمالي.
وفي موازاة اندفاع الجيش في الريف الشمالي لحماة، بدا لافتاً إعلان وزارة الدفاع الروسية، أمس، استعداد السلطات السورية للالتزام بوقف مؤقت لإطلاق النار في خان شيخون، في حال التوافق على بعثة مستقلة للتحقيق في الحادث الكيميائي، بما يشمل «تجميد كامل عمليات سلاحي المدفعية والطيران في هذه المنطقة، بهدف ضمان أمن البعثة». وأوضح بيان الوزارة أن دمشق على استعداد لهذا القرار بناء على طلب من الجانب الروسي، موضحاً أنها أبدت ترحيباً بضمان أمن البعثة لزيارة قاعدة الشعيرات الجوية.
من جهتها، أعربت وزارة الخارجية الروسية عن خشيتها من وقوع حوادث مشابهة لما جرى في خان شيخون في ريف دمشق خلال الأيام المقبلة. وانتقد مدير دائرة مراقبة التسلح في الوزارة ميخائيل أوليانوف، المزاعم التي تقول إن بلاده تعرقل التحقيق في خان شيخون، مشدداً على أن «الغرب يخاف إجراء تحقيق محايد، لأنه سوف يدحض الاتهامات الموجهة إلى دمشق». ولفت إلى أنه لم يتم إثبات أي حقائق عن أي انتهاك لمعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية، معرباً عن رغبة بلاده في قبول الولايات المتحدة إجراء تحقيق يشمل مطار الشعيرات أيضاً.
كذلك، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي مع مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، عن أمله بأن «تقوم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بشكل جاد بتوجيه خبراء إلى خان شيخون والمطار (الشعيرات) على أساس قانونها الذي ينص على وجوب تمثيل جغرافي واسع للخبراء». ورأى أن ما جرى في خان شيخون «محاولة للتهرب من قرارات مجلس الأمن»، مشيراً إلى أن «شركاءنا الغربيين ومسؤولي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لم يوافقوا على إرسال الخبراء إلى المطار، بحجة أن المنظمة تتحرك فقط في أماكن استخدام هذه المواد».
وعقب إعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب، عن أسفه «لفشل» مجلس الأمن في التحرك عقب الهجوم الكيميائي، كشفت الحكومة الأميركية عن عقوبات جديدة ضد عدد من الموظفين الحكوميين السوريين. وشملت قائمة العقوبات 271 موظفاً في مركز البحوث العلمية، بحجة مساهمتهم في «في برنامج وضع الأسلحة الكيميائية منذ عام 2012 على الأقل». وقال وزير المالية ستيفن مينوتشين، إن «العقوبات تعدّ جزءاً من الرد الأميركي على الهجوم الكيميائي في خان شيخون».
على صعيد آخر، تتابع «قوات سوريا الديموقراطية» عملياتها في محيط مدينة الطبقة وشمال الرقة. وقالت مصادر كردية إن «قوات سوريا الديموقراطية» دخلت للمرة الأولى، أطراف مدينة الطبقة الجنوبية والغربية، عقب إتمام حصارها. وأكّدت «قسد» على موقعها الإلكتروني أنها تمكنت من «تحرير دوار العلف وجزيرة المحمية وقسم من حي الوهب». فيما أشارت مصادر إلى أن القوات تمكنت من السيطرة على أجزاء من المنشأة الصناعية غرب المدينة. وبالتوازي، شهدت مدينة الطبقة خلال اليومين الماضيين غارات جوية عنيفة من طائرات «التحالف الدولي»، تسببت بمقتل عدد من المدنيين. إلى ذلك، اتفق وزيرا الخارجية الأردني والألماني عقب لقاء جمعهما في عمّان، على أنه «لا يوجد حل عسكري» للأزمة في سوريا. ودعا الوزير الأردني أيمن الصفدي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني زيغمار غابرييل، إلى ضرورة العمل «مع الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا لإيجاد حل سياسي».
المصدر :
الماسة السورية/ الأخبار
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة