دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أعربت وزارة الخارجية الروسية عن خشيتها من وقوع مسرحيات جديدة تحاكي استخدام الكيميائي بريف دمشق في الأيام القريبة موضحة أن الغرب يخشى من إجراء تحقيق محايد بالحادث الكيميائي في خان شيخون لأن من شأن ذلك دحض مزاعمه حول مسؤولية دمشق عنه وانتقد مدير دائرة عدم الانتشار والحد من التسلح في وزارة الخارجية الروسية ميخائيل أوليانوف في تصريح للصحفيين في موسكو اليوم المزاعم بأن روسيا تعرقل التحقيق في الهجوم الكيميائي في خان شيخون مؤكدا أن “ذلك غير صحيح على الاطلاق وأن الغرب يخشى من إجراء تحقيق محايد لأنه سيدحض توجيه التهمة لدمشق ” .
وأكد أوليانوف أنه ليس هناك أي دليل على وجود الأسلحة الكيميائية لدى سورية وقال “لا يوجد دليل واحد على أن سورية أخفت كيلوغراما واحدا على الأقل من الأسلحة الكيميائية ” .
وأوضح أوليانوف أنه لم يتم تثبيت حقائق أي انتهاك لمعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية وقال “لكن المشكلة هي في أن زملاءنا الغربيين يقولون دون مبرر على الاطلاق بأن السوريين قد أخفوا الأسلحة الكيميائية أو أنهم خدعوا الروس أو أن الروس يعملون جنبا إلى جنب مع السوريين وهذا أمر مشين للغاية” .
وأشار اوليانوف إلى أن “الادعاءات بأن روسيا تعرقل التحقيق كاذبة تماما” مجددا رغبة موسكو في أن تقبل الولايات المتحدة بإجراء التحقيق في مطار الشعيرات أيضا وقال “كما سبق أن قلت أعتقد الآن أنه أصبح واضحا من يقف إلى جانب إجراء تحقيق موضوعي ومن يسعى لتعطيله ”
واضاف أوليانوف “لقد تشكل لدينا انطباع قوي بأن الدول الغربية تخشى بذعر شديد من أن إجراء تحقيق محايد سوف يدحض احتمالهم بتوجيه الذنب إلى دمشق “موضحا “أن الوضع الأمني في منطقة خان شيخون يسمح لمنظمة حظر
الأسلحة الكيميائية بإجراء التحقيق في الهجوم الكيميائي في المكان مباشرة ” .
وشدد أوليانوف على أن التحقيق يجب أن يتم في موقع الأحداث المزعومة وأن بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتقصي الحقائق تعمل منذ فترة طويلة عن بعد وهي لا تصل منذ عدة سنوات إلى مواقع الأحداث وهذا أمر غير طبيعي مطلقا إنهم يحتجون باعتبارات أمنية .
وطالب أوليانوف أن يشمل التحقيق في حادث استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية طيفا كاملا من إجراءات التحقيق وان “هذا منصوص عليه في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية بشأن بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لإثبات وقائع استخدامات الأسلحة الكيميائية المحتملة في سورية ولكن ذلك لا يجري تطبيقه ” .
ودعا اوليانوف إلى الجدية في التحقيق وبعيدا عن عمل اللجان عن بعد كما جرى في مرات سابقة وقال إن “الطرق الحالية لإجراءات التحقيق غير كافية وغير مرضية ويجب أن يكون فيها شيء أكثر جدية ” .
إلى ذلك أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده ماضية قدما بحل الأزمة في سورية وتفعيل منصة أستانا ودعم المحادثات السورية في جنيف برعاية الأمم المتحدة وفقا للقرار الدولي 2254.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي مع مفوضة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في موسكو اليوم ..”إن روسيا تطلع شركاءها على الجهود الروسية للدفع قدما بحلحلة الأزمة في سورية واطلاق الحوار بين السوريين وتفعيل منصة أستانا كما أعربنا عن دعم المحادثات السورية في جنيف تحت الجناح الأممي والتي يجب أن ترتكز على القرار 2254″.
وعن إجراء تحقيق بما حدث في خان شيخون بريف إدلب والعدوان الأمريكي على مطار الشعيرات بريف حمص قال لافروف.. “سنعول من جهتنا على أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وبشكل جاد وصارم ستوجه الخبراء إلى خان شيخون والمطار بكل شفافية على أساس قانونها الذي ينص على تمثيل جغرافي واسع للخبراء بحيث لا يتم إخفاء الحقيقة من قبل هذا الطرف أو ذاك”.
وجدد لافروف التأكيد بأن ما جرى في خان شيخون “محاولة لتشكيل واقع مشوه ومن ثم استخدام هذا الواقع لمحاولة التهرب من تنفيذ قرارات مجلس الأمن حول حل الأزمة في سورية” على أساس الحوار السوري السوري إلى جهة تغيير الحكومة في سورية.
وأعرب لافروف عن استغرابه من محاولات تهرب الولايات المتحدة والغرب من مسألة إرسال خبراء منظمة حظر الاسلحة الكيميائية إلى مطار الشعيرات علما أنهم طالبوا مباشرة بعد وقوع الحادثة في خان شيخون بإرسال خبراء إلى المطار لفحص وجود قنابل مزودة بمواد كيميائية وكان أولهم وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلا أن هذا سرعان ما اختفى بعد توجيه الضربة إلى مطار الشعيرات.
وتابع لافروف “إن شركاءنا الغربيين والمسؤولين في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لم يوافقوا على إرسال الخبراء إلى المطار وقالوا.. إن المنظمة تتحرك فقط في الأماكن التي جرى فيها استخدام هذه المواد وأخبرت تيلرسون إن هناك عدم تطابق في هذه الآراء وطلبت منه العودة إلى موقفه الأول بأنه يجب زيارة المطار”.
وأوضح لافروف أنه لا بد من توافر كل المعلومات حول هذه القضية حيث قيل إنه تم أخذ عينات ودراستها لكن السؤال .. من الذي أخذ هذه العينات وفي أي مختبر يتم بحثها ومن قام بتمريرها وهل كان هناك احترام للمعايير بشأن عدم التلاعب بها بدءا من مكان أخذها وصولا إلى المختبر.
وتساءل لافروف كيف يمكن لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن تعمل بآلية يرأس طرفيها ممثلون بريطانيون فقط لافتا إلى أن أحد الأطراف لم يرد على موضوع إرسال العينات التي تم جمعها من شرق حلب حول استخدام الإرهابيين للمواد الكيميائية بادعاء أن الأمر يتطلب منهم وقتا إضافيا أما الآخر فتمكن في وقت قصير من تأييد اتهامات ما يسمى “الخوذ البيضاء” ضد الحكومة السورية.
بدورها أكدت موغيريني ضرورة مواصلة الجهود لمكافحة الإرهاب والعمل على الحل السياسي للأزمة في سورية بناء على قرار مجلس الأمن والمحادثات السورية في جنيف مبينة أن هناك مصالح مشتركة لوضع نهاية لهذه الأزمة والقضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي والحفاظ على وحدة الأراضي السورية.
وحول مزاعم استخدام السلاح الكيميائي في خان شيخون دعت موغيريني منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى القيام “بتحقيق شفاف ودقيق بالكامل” لهذا الحدث.
وكان لافروف دعا خلال لقائه موغيريني اليوم إلى التركيز على التصدي للتحديات الواقعية فى مجال الأمن بدلا من محاربة المخاطر الوهمية.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة