دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
قرى بالجملة تعود الى سيطرة الجيش السوري في ريف حماة الشمالي، معارك طاحنة تساقطت فيها مجموعات جبهة النصرة والمتحالفين معها بشكل سريع، ما يؤكد القدرة الكبيرة التي يتمتع بها الجيش السوري لاستعادة زمام المبادرة والانتقال من المبادرة الدفاعية الى الهجمات السريعة.
مسرح العمليات في ريف حماة الشمالي، شهد استعادة الجيش السوري وحلفائه السيطرة على مدينة صوران واكمل المسير باتجاه طيبة الإمام ليتخطاها بعدة كيلومترات على خط جبهة بعرض 18 كلم بمواجهة صوران وطيبة الإمام، بالتوازي مع استعداد الجيش للتقدم نحو حلفايا، وبعد ذلك وخلال اقل من 48 ساعة سيطر الجيش السوري على بلدات وقرى حلفايا – زلين – الويبدة – بطيش – زور الناصرية – زور أبو زيد – تل الناصرية – تل المنطار، بالاضافة الى خسائر كبيرة للمجموعات المسلحة تمثلت بتدمير 38 سيارة مختلفة و3 مستودعات ذخيرة و3 دبابات وعربة مفخخة وغنم 7 مدافع هاون وسيارتين تحملان رشاشان من عيار 14.5 وكمية كبيرة من الذخائر المتنوعة الثقيلة والخفيفة، اما أبرز القتلى من قادة المجموعات المسلحة فكانوا أحمد سعيد دودي – محمود عبد الرزاق جركس – قاسم محمد أمين – يوسف العبود – حسان العبود – إسماعيل بدران مما يسمى جيش النصر وإياد النداف – خالد الغجر – كمال الديري مما يسمى جيش العزة.
هذه السيطرة في ريف حماة الشمالي شكلت خط دفاع مستقيم بمسافة تتجاوز 22 كليو متر، تبدأ من معان شرقاً مروراً بكوكب وتل بزام وصوران وطيبة الامام وينتهي بحلفايا، ما يساهم في تأمين مدينة محردة بشكل كامل، ويبعد خطر المسلحين عن مدينة حماة ومطارها العسكري، ويكشف امام الجيش محورين، الاول ينطلق من حلفايا باتجاه اللطامنة والزلاقيات، والمحور الثاني من صوران وطيبة الامام شمالا باتجاه مورك وبالتالي يصل خان شيخون فسراقب في الحدود الادارية لمحافظة ادلب مرورًا بمدينة مورك.
السيناريو المتعدد في معارك ريف حماة الشمالي يقوم على اساس القفزات السريعة مع هامش كبير في المناورة ما يحرم المسلحين القدرة على تحديد اتجاه الهجوم الأساسي، وعلى سبيل المثال ما حصل في توجه القوات بشكل مفاجئ وسريع نحو طيبة الامام ومن ثم مفرق لحايا، بعد أن تمّ الإيحاء للجماعات المسلّحة أنّ اتجاه الهجوم الرئيسي في تلك المرحلة هو محور لحايا البويضة انطلاقًا من طيبة الامام وصوران، ومن ثم ركز الجيش على تشتيت قوة المجموعات الإرهابية في كل الاتجاهات وعلى جبهات واسعة، واخرج من خططها عمليات الحشد والمؤازرة والضغط على جبهة واحدة كما تفعل عادة، عبر القوة النارية الكثيفة والتي تستهدف عدة محاور في آن، وتكون مهمة الطيران الضرب خلف خطوط العدو وتدمير طرق الامداد القادمة لهم وتحديداً من تركيا عبر ريف ادلب.
وهنا تبرز القدرة العالية لقيادة العمليات العسكرية في ريف حماة كأهم العوامل في هذه الانجازات، حيث نفذت وبدقة تكتيك الانتقال من مرحلة الدفاع الصامد الى مرحلة الدفاع الناجح، ومن ثم بدأت بالعمليات العكسية، حيث استخدم القادة تكتيك غزارة نارية على مستويين، الاول عبر المدفعية البعيدة المدى وسلاح الجو لضرب خطوط الامداد وقطعها، والمستوى الثاني عبر استهداف خطوط المسلحين الاولى عبر المدفعية قصيرة المدى ومدفعية الهاون، وقد تكبدت المجموعات المسلحة خسائر كبيرة بالافراد والعتاد. وبالطبع يجب ان لا ننسى ان اصرار قادة الهجوم على تطهير التلال المحيطة بالمدن والبلدات، له اعتبارات هامة في تحقيق هدف المعركة، فالمعركة في ريف حماة الشمالي وتحديدا في محيط مدن صوران وطيبة الامام واخيرا حلفايا، كانت معركة تلال بامتياز، فالجيش تقدم وسيطر على التلال وشكل منها نقاطًا هجومية من خلال نيران التهميد المدفعي والصاروخي، بالاضافة الى كونها نقاطا دفاعية حصينة ستمنع اي هجمات ارتدادية، كون الطبيعة الجغرافية في ريف حماة الشمالي هي عبارة عن سهول واسعة تتخللها بعض التلال، ما يعطي الافضلية العسكرية للجيش السوري في حالات الهجوم والدفاع .
مناطق هامّة في ريف حماة الشمالي اصبحت بشكل سريع الى نقاط ارتكاز للجيش السوري، الذي بات قاب قوسين أو أدنى من إعلانه ذلك الريف منطقة محرّرة بالكامل بما يؤسس لفتح معارك اخرى قد تكون مفاجئة للجميع، وتشكل نتائجها تحولا استراتيجيا في مسار الحرب على سوريا.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة