دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
حذّر مؤرخون أجانب من أن باكستان تقترب أكثر فأكثر مما كانت عليه أفغانستان خلال فترة حكم حركة "طالبان"، بسبب التمويل السعودي للمدارس التي تعلم التطرف والإرهاب، وأشار إلى أن استهداف "داعش" للمزار الصوفي مؤخرًا في دير الزور خير دليل على ذلك.
في سياق منفصل، سلطت الصحف الأجنبية الضوء على تعيين الرئيس الأميركي دونالد ترامب لهربرت مكماستر "H.R McMaster" في منصب مستشار الأمن القومي، خلفًا لـمايكل فلين، ولفتت الصحف إلى الترحيب الذي تلقاه هذا التعيين من المتشددين في الحزب الجمهوري في الكونغرس، على غرار السيناتور جون مكاين.
الحزب الجمهوري يرحب بالمستشار الجديد للأمن القومي
نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرًا تناولت فيه تعيين الجنرال الأميركي ماكمستر "H.R McMaster" في منصب المستشار الجديد للأمن القومي خلفاً لمايكل فلين، مشيرة إلى أن مكماستر يُعد من أبرز الاستراتيجيين العسكريين، الذين شاركوا في حرب الخليج، وفي الحرب على العراق التي بدأتها إدارة جورج بوش الابن عام 2003.
ولفتت الصحيفة إلى أن مكماستر وخلافًا للعديد من الضباط ليس لديه خبرة بالعمل في وزارة الحرب الأميركية "البنتاغون"، أو في واشنطن عمومًا، مضيفة بأن ذلك قد يشكل تحديًا له في منصبه الجديد، تبعًا لرأي الصحيفة.
كذلك أشار التقرير إلى ما قاله مسؤول في البيت الأبيض، بأن "McMaster" لن يتقاعد من الجيش بل سيبقى جنرالًا من فئة "ثلاث نجوم"، على غرار "كولن باول" حين عمل مستشارًا للامن القومي في إدارة رونالد ريغن.
ونقل التقرير عن الباحث في جامعة "Duke" بيتر فيفر، أنه يتوقع من مكماستر أخذ موقف أكثر تشكيكًا بروسيا، لأنه-أي مكماستر- يعتبر أنها تشكل تهديدًا محتملاً للأمن القومي الأميركي، كما توقع الباحث من مكماستر موقفًا مماثلاً في التشكيك بإيران.
وتطرق التقرير إلى تصريحات ترامب، الذي أعلن بأنه سيطلب إلى السفير الأميركي الأسبق لدى الأمم المتحدة "جون بولتون"، العمل مع الإدارة الأميركية في مجال مختلف، حيث كان بولتون من المرشحين لتسلم منصب مستشار الامن القومي بعد استقالة "فلين".
بموازاة ذلك، ذكر التقرير أقوالاً للمتحدثة باسم البيت الأبيض، ان ترامب أعطى مكماستر صلاحية كاملة لاختيار فريق عمله، كما أشار التقرير إلى ترحيب السيناتور الجمهوري جون مكاين بهذا التعيين، حيث وصف مكاين اختيار ترامب بالممتاز.
بدورها، تناولت مجلة "Politico" بوليتيكو تعيين مكماستر، مشيرة في تقرير لها أن الأخير لديه موقف عدائي تجاه روسيا، وإلى انه تحدث صراحة عن ان الحرب على الارهاب، يجب ان لا تتحول الى الحرب على الإسلام كدين، وفق ما أفادت المجلة.
كذلك أشار تقرير المجلة إلى أن مكماستر لعب دورًا محوريًا مع الجنرال المتقاعد "ديفيد بترايوس"، عندما كان الأخير قائدًا للقوات الاميركية في العراق، وذلك فيما يتعلق بعمليات مكافحة الارهاب واستراتيجية ما يسمى عسكريًا "بتطهير وامساك وبناء" المناطق عبر استخدام القوات العسكرية الاميركية، ثم بناء قدرات القوات المحلية.
وبحسب التقرير، فقد عمل الجنرال الأميركي المتقاعد مكماستر مؤخرًا على تعزيز قدرات الجيش الأميركي، لافتًا إلى تركيزه على الاستعداد لمواجهة الأساليب والأسلحة التي استخدمتها روسيا في جزيرة القرم، وحذر التقرير من أن موقف مكماستر قد يدخله في خلافات مع ترامب نفسه.
وفي الوقت نفسه، رجَّح التقرير أن تبنِي مواقف مكماستر جسورًا بينه وبين ما أسماه "صقور الكونغرس"، الذين كانوا من أبرز منتقدي ترامب.
من جهته، نشر موقع "Defense one" المتخصص في الشؤون العسكرية تقريرًا نبه فيه إلى أن مكماستر لا يؤيد الأسلوب العسكري الذي يعتمد على عمليات للقوات الخاصة وعلى الضربات من دون طيار في غياب خطة "لتغيير الحقائق السياسية على الارض" وفق رأي الموقع.
وذكّر التقرير إلى أن مكماستر سبق واعتبر أن "الفوضى في أفغانستان والعراق وسوريا يعود جزئياً الى الاخفاق بتعزيز المكاسب على الأرض"، مضيفًا أن ذلك يعني بأن مستشار الامن القومي الاميركي الجديد يؤمن بضرورة نشر اعداد كبيرة من القوات. واضاف بان مكماستر سبق وان شدد على اهمية "السيطرة على الارض" و على انه من الصعب تحقيق اهداف سياسية "من بعيد"، اي من دون وجود قوات على الارض، على حد تعبير التقرير.
كتب المؤرخ "William Dalrymple" مقالة نشرتها صحيفة "الغارديان" البريطانية، أشار فيها إلى التفجيرات الأخيرة التي ضربت باكستان، وآخرها استهداف مزارًا صوفيًا في مدينة سهوان الذي أودى بحياة قرابة تسعين شخصًا.
وفي تقريره، شدد الكاتب على أن التفجير الأخير يُظهر مدى امتداد "داعش"، وسهولة تنفيذه هجمات ارهابية داخل باكستان، محذراً من أن التنظيم الإرهابي أصبح في نفس خطورة حركة "طالبان" في باكستان، واصفًا تفجير المزار الصوفي بـ"التطور المشؤوم".
وتحدث الكاتب عن نمو تيار معاد للصوفية في العالم الاسلامي، واشار الى ان الثروة النفطية السعودية ومنذ السبعينيات استُخدمت من اجل نشر المعتقدات "المتطرفة" حول العالم، ما ادى الى تلقين العديد من المسلمين معتقدات بعيدة عن "التسامح الصوفي"، بحسب الكاتب.
وأشار الكاتب إلى أن أحد أسباب الانتشار السريع "للتشدد الوهابي والسلفي" في باكستان، هو التمويل السعودي للعديد من "المدارس" التي ملأت الفراغ الناتج عن انهيار النظام التعليمي لدى الدولة، مضيفًا أن من الأجدر، أن تقوم الحكومة الباكستانية بتمويل المدارس التي تعلِّم احترام تقاليد الأديان بدلاً من أن تشتري الطائرات الحربيَّة من الولايات المتحدة وتترك القطاع التعليمي للسعوديين.
وفي الختام، حذر المؤرخ في تقريره من أن تتحول باكستان إلى ما كانت عليه أفغانستان قبل أحداث 11 أيلول/ سبتمبر، حيث يتم احتضان الراديكاليين الدمويين، ويزداد نفوذ جماعات مثل "داعش"،ويتعرض "المسلمون المعتدلون والاقليات الدينية للاضطهاد والقتل" وفق المؤرخ.
المصدر :
علي رزق – العهد
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة