" تمكّن الجيش السوري وحلفاؤه من إحراز تقدّم جنوب غرب حلب، حيث سيطر على سوق الجبس على المحور الغربي لضاحية الأسد باتجاه جسر الرقة الذي يشكّل مدخلاً حيوياً واستراتيجياً لمدينة حلب،إثر اشتباكات مع "جبهة النصرة" والفصائل المتحالفة معها، وهي المرة الأولى التي يصل فيها الجيش السوري إلى هذه المنطقة منذ سنوات.

 

فما أهمية هذا التقدّم ميدانياً وعسكرياً؟ وإلى أيّ مدى سيساعد ذلك الجيش السوري في تحرير المزيد من المناطق؟

هذا التقدّم له أكثر من أهمية ميدانية وعسكرية في معركته المفتوحة، في حلب ومحيطها بشكل خاص، وفي معركته على كامل جغرافيا الشمال السوري بشكل عام"، يؤكد العميد المتقاعد شارل أبي نادر لموقع "الجديد".

 

ويوسّع هذا التقدّم، بحسب أبي نادر، هامش الحيطة عن وحداته في غرب المدينة وفي ضاحية الأسد الاستراتيجية بشكل خاص، ويمنع المسلحين من تنفيذ هجوم مفاجىء في منطقة أو في موقع كان دائماً هدفاً لهم وحاولوا فيه التقدّم والضغط على وحدات الجيش والحلفاء عشرات المرات".

 

كما يؤمّن ذلك حزام أمان أوسع للمدينة بإبعاد تأثير المجموعات المسلحة غرباً وشمالاً عن المدينة وعن سكانها، وخاصة لناحية إبعاد مصادر قذائف الهاون ومدافع جهنم المؤذية عن محيط حلب، وذلك لمسافات تصبح خارج مدى رماية هذه الأسلحة، وفق أبي نادر.

 

"لهذا التقدم أيضاً نقطة ارتكاز ميدانية مهمة تمكّنه من الانطلاق منها في أكثر من اتجاه إذا قرّر توسيع معركته الهجومية وخاصة على مجموعة تحرير الشام أو جبهة النصرة سابقا، والتي سيطرات مبدئياً على أغلب نقاط المواجهة مع الجيش العربي السوري، وهذا التقدّم الممكن قد يكون باتجاه خان العسل والمنصورة في غرب حلب، ما يمكّن الجيش السوري من الضغط أيضا شمالا باتجاه كفرحمرة وامتداداً إلى عندان وحريتان، أو باتجاه مناطق الراشدين والتي يمكنه منها التوسع نحو خان طومان وامتداداً إلى طريق حلب إدلب دمشق عبر الضغط على الزربة باتجاه سراقب فإدلب لاحقاً".

 

يرى أبي نادر أنّه "عبر هذا التقدم، والذي يستهدف بشكل خاص تقريباً مواقع يسيطر عليها مسلحو هيئة تحرير الشام، يكون الجيش العربي السوري قد ساهم في إضعاف الأخيرة، والتي تتسلط على قرار المجموعات المسلحة التي انضوى قسم منها في تسوية آستانة، والتي ستؤسّس لمفاوضات جنيف المرتقبة بين الدولة السورية والمجموعات المسلحة المعتدلة بإشراف دولي".

  • فريق ماسة
  • 2017-02-22
  • 10329
  • من الأرشيف

بعد تحريره حلب... الجيش السوري يؤمنّها بحزام واسع!

" تمكّن الجيش السوري وحلفاؤه من إحراز تقدّم جنوب غرب حلب، حيث سيطر على سوق الجبس على المحور الغربي لضاحية الأسد باتجاه جسر الرقة الذي يشكّل مدخلاً حيوياً واستراتيجياً لمدينة حلب،إثر اشتباكات مع "جبهة النصرة" والفصائل المتحالفة معها، وهي المرة الأولى التي يصل فيها الجيش السوري إلى هذه المنطقة منذ سنوات.   فما أهمية هذا التقدّم ميدانياً وعسكرياً؟ وإلى أيّ مدى سيساعد ذلك الجيش السوري في تحرير المزيد من المناطق؟ هذا التقدّم له أكثر من أهمية ميدانية وعسكرية في معركته المفتوحة، في حلب ومحيطها بشكل خاص، وفي معركته على كامل جغرافيا الشمال السوري بشكل عام"، يؤكد العميد المتقاعد شارل أبي نادر لموقع "الجديد".   ويوسّع هذا التقدّم، بحسب أبي نادر، هامش الحيطة عن وحداته في غرب المدينة وفي ضاحية الأسد الاستراتيجية بشكل خاص، ويمنع المسلحين من تنفيذ هجوم مفاجىء في منطقة أو في موقع كان دائماً هدفاً لهم وحاولوا فيه التقدّم والضغط على وحدات الجيش والحلفاء عشرات المرات".   كما يؤمّن ذلك حزام أمان أوسع للمدينة بإبعاد تأثير المجموعات المسلحة غرباً وشمالاً عن المدينة وعن سكانها، وخاصة لناحية إبعاد مصادر قذائف الهاون ومدافع جهنم المؤذية عن محيط حلب، وذلك لمسافات تصبح خارج مدى رماية هذه الأسلحة، وفق أبي نادر.   "لهذا التقدم أيضاً نقطة ارتكاز ميدانية مهمة تمكّنه من الانطلاق منها في أكثر من اتجاه إذا قرّر توسيع معركته الهجومية وخاصة على مجموعة تحرير الشام أو جبهة النصرة سابقا، والتي سيطرات مبدئياً على أغلب نقاط المواجهة مع الجيش العربي السوري، وهذا التقدّم الممكن قد يكون باتجاه خان العسل والمنصورة في غرب حلب، ما يمكّن الجيش السوري من الضغط أيضا شمالا باتجاه كفرحمرة وامتداداً إلى عندان وحريتان، أو باتجاه مناطق الراشدين والتي يمكنه منها التوسع نحو خان طومان وامتداداً إلى طريق حلب إدلب دمشق عبر الضغط على الزربة باتجاه سراقب فإدلب لاحقاً".   يرى أبي نادر أنّه "عبر هذا التقدم، والذي يستهدف بشكل خاص تقريباً مواقع يسيطر عليها مسلحو هيئة تحرير الشام، يكون الجيش العربي السوري قد ساهم في إضعاف الأخيرة، والتي تتسلط على قرار المجموعات المسلحة التي انضوى قسم منها في تسوية آستانة، والتي ستؤسّس لمفاوضات جنيف المرتقبة بين الدولة السورية والمجموعات المسلحة المعتدلة بإشراف دولي".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة