ما هو سر التصعيد التركي هذه الأيام؟

 

ترى ما الدوافع للتصعيد التركي المفاجئ ضد ايران وهذه التصريحات المتطاولة الاستفزازية؟

 

ترى ما سر الإعلان الدائم عن طول معركة الموصل وصعوبتها؟

لا نشك للحظة ان تركيا لم تكن متطاولة على محور المقاومة وتعمل ضد مصالح سوريا وايران ولبنان والعراق، بل وتعمل ضد من كان محايداً في الصراع ولو كان حيادًا سلبيًّا كمصر.

ولكن كان هناك تسكين للمواجهة مع إيران ولا سيما بعد دورها المساند لأردوغان في الإنقلاب الأخير، فما الذي جعلها تمارس عادتها في الغدر الآن وفي هذه اللحظة؟

كما لا نشك للحظة ايضاً أن معركة الموصل صعبة وأن معارك الأزقة حيث المفخخات والألغام تطيل من أمد المعارك، ولكن ألم تطل المعركة أكثر من اللازم وما الحافز للإعلان بشكل دوري عن صعوبتها ومن الطرف الامريكي المشارك بالمعركة، أليس هذا خطأ من منظور الحرب النفسية على الجنود المشاركة أم أنه خطأ مقصود وموجّه؟

في تقديرنا أن الأمور متشابكة ومرتبطة وتخضع لسلّة مفاوضات.

 

 

معركة الموصل لا تنفصل عن معركة الرقّة

 

معركة الموصل لا تنفصل عن معركة الرقّة والأهداف الأميركية التركية وتسوياتهم مع الاكراد، ولن يُسمح تركياً أو أميركياً بانتصار في سوريا والعراق يصبّ في صالح المقاومة، بل الهدف هو عزل القوات العراقية ولا سيما الحشد الشعبي عن القوات السورية وحلفائها من حزب الله والفصائل المتطوعة الأخرى، فصلًا جغرافياً وعسكرياً وملء الفراغ بقوات عربية او كردية مرضي عنها أميركياً وتركياً وخليجياً، اي من النوع المعادي لمحور المقاومة.

ولن يتم إنهاء معركة الموصل - والتي يمكن انجازها لو تركت للعراق وقواته وحشده في زمن أقل - قبل التوصل إلى تسوية في سوريا أو لملمة القوى وكسر التوازن الحالي لصالح الاميركيين والأتراك والخليج، أيهما أسبق!

تركيا تقدم أوراق تقارب واعتماد لدى الإدارة الأمركية التي رأت التمرد التركي على أوباما وإلى أي مدى يمكن أن يصل، وهي تمد يدها الآن للحليف الأقرب للقلب وللمشروع العثماني وهو الاميركان لأنها لا تتسق مع محور روسي يصبّ في النهاية لاصطفاف مع إيران ما يفقدها جماهيرها من التكفيريين والطائفيين ويقزّم مشروعها التوسعي الذي قوامه قيادة "العالم السني"!

والتقارب يبدو أنه حدث بشواهد متعددة أحدثها ما أعلنه وزير الدفاع التركي فكري إشيق، أن واشنطن عازمة على تعزيز دعم عملية "درع الفرات" التي ينفذها الجيش التركي شمالي سوريا.

 

 

أردوغان.. طموح لأعادة مدذ الجسور مع أميركا

 

وما نقلته صحيفة "حرييت" التركية عن إشيق قوله في ختام لقائه مع نظيره الأميركي الجديد، جيمس ماتيس: "ماتيس أكد قبل أي شيء حاجة تركية للدعم في حربها على حزب العمال الكردستاني"، وأضاف أن "الولايات المتحدة ستقدم هذا الدعم".

تعثر مسار جنيف ينبئ بأن التصعيد في سوريا هو الأقرب وأن هناك أوراقًا جديدة يتم استخدامها مثل العمليات الانتحارية ضد الروس والتدخل التركي العسكري ووجود قوات على الأرض ستكون في النهاية تحت حماية حلف الناتو وهو ما تعززه شواهد مثل تأكيد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ دعم الناتو للتحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، ضد تنظيم "داعش" في سوريا والعراق.

والموقف الأميركي المدفوع دفعا للتصعيد مع الروس والايرانيين من الداخل ومن الناتو والاتحاد الأوروبي لا يجب الاستهانة به..

مؤتمر ميونيخ للأمن كان كاشفاً للنوايا والاصطفافات ولعل أبرز ما فيه هو انه كشف وجود ادارات امريكية متعددة تكشف المأزق الاميركي وهو مأزق خطير ريما يدفع اميركا للتهور.

الأخطر من ذلك هو تصاعد التقارير وتكثيفها حول نية إنشاء حلف عربي (من الاعتدال الأميركي) / صهيوني على غرار الناتو لمواجهة إيران، ولا نظن أن هناك هدفًا أو جدوى من ورائه فعلياً الا الإعلان عن وفاة القضية الفلسطينية عبر استبدال العدو الرئيس للامة واستنزاف المقاومة للصهاينة والتطبيع الفعلي على أعلى مستوى ممكن عبر التحالف، ناهيك عن تقسيم الوجدان العربي والمجتمعات العربية عبر النعرات الطائفية!

هناك رمانة ميزان بالإقليم تستطيع قلب الأمور والتحالفات إن مارست دورها المأمول منها وهي مصر.

ففي اي اتجاه ستسير مصر؟ هل ستسير الى دورها المأمول أم ستنحرف عنه؟

 

  • فريق ماسة
  • 2017-02-22
  • 10072
  • من الأرشيف

انقلابات الربع ساعة الأخيرة إقليميًّا

 ما هو سر التصعيد التركي هذه الأيام؟   ترى ما الدوافع للتصعيد التركي المفاجئ ضد ايران وهذه التصريحات المتطاولة الاستفزازية؟   ترى ما سر الإعلان الدائم عن طول معركة الموصل وصعوبتها؟ لا نشك للحظة ان تركيا لم تكن متطاولة على محور المقاومة وتعمل ضد مصالح سوريا وايران ولبنان والعراق، بل وتعمل ضد من كان محايداً في الصراع ولو كان حيادًا سلبيًّا كمصر. ولكن كان هناك تسكين للمواجهة مع إيران ولا سيما بعد دورها المساند لأردوغان في الإنقلاب الأخير، فما الذي جعلها تمارس عادتها في الغدر الآن وفي هذه اللحظة؟ كما لا نشك للحظة ايضاً أن معركة الموصل صعبة وأن معارك الأزقة حيث المفخخات والألغام تطيل من أمد المعارك، ولكن ألم تطل المعركة أكثر من اللازم وما الحافز للإعلان بشكل دوري عن صعوبتها ومن الطرف الامريكي المشارك بالمعركة، أليس هذا خطأ من منظور الحرب النفسية على الجنود المشاركة أم أنه خطأ مقصود وموجّه؟ في تقديرنا أن الأمور متشابكة ومرتبطة وتخضع لسلّة مفاوضات.     معركة الموصل لا تنفصل عن معركة الرقّة   معركة الموصل لا تنفصل عن معركة الرقّة والأهداف الأميركية التركية وتسوياتهم مع الاكراد، ولن يُسمح تركياً أو أميركياً بانتصار في سوريا والعراق يصبّ في صالح المقاومة، بل الهدف هو عزل القوات العراقية ولا سيما الحشد الشعبي عن القوات السورية وحلفائها من حزب الله والفصائل المتطوعة الأخرى، فصلًا جغرافياً وعسكرياً وملء الفراغ بقوات عربية او كردية مرضي عنها أميركياً وتركياً وخليجياً، اي من النوع المعادي لمحور المقاومة. ولن يتم إنهاء معركة الموصل - والتي يمكن انجازها لو تركت للعراق وقواته وحشده في زمن أقل - قبل التوصل إلى تسوية في سوريا أو لملمة القوى وكسر التوازن الحالي لصالح الاميركيين والأتراك والخليج، أيهما أسبق! تركيا تقدم أوراق تقارب واعتماد لدى الإدارة الأمركية التي رأت التمرد التركي على أوباما وإلى أي مدى يمكن أن يصل، وهي تمد يدها الآن للحليف الأقرب للقلب وللمشروع العثماني وهو الاميركان لأنها لا تتسق مع محور روسي يصبّ في النهاية لاصطفاف مع إيران ما يفقدها جماهيرها من التكفيريين والطائفيين ويقزّم مشروعها التوسعي الذي قوامه قيادة "العالم السني"! والتقارب يبدو أنه حدث بشواهد متعددة أحدثها ما أعلنه وزير الدفاع التركي فكري إشيق، أن واشنطن عازمة على تعزيز دعم عملية "درع الفرات" التي ينفذها الجيش التركي شمالي سوريا.     أردوغان.. طموح لأعادة مدذ الجسور مع أميركا   وما نقلته صحيفة "حرييت" التركية عن إشيق قوله في ختام لقائه مع نظيره الأميركي الجديد، جيمس ماتيس: "ماتيس أكد قبل أي شيء حاجة تركية للدعم في حربها على حزب العمال الكردستاني"، وأضاف أن "الولايات المتحدة ستقدم هذا الدعم". تعثر مسار جنيف ينبئ بأن التصعيد في سوريا هو الأقرب وأن هناك أوراقًا جديدة يتم استخدامها مثل العمليات الانتحارية ضد الروس والتدخل التركي العسكري ووجود قوات على الأرض ستكون في النهاية تحت حماية حلف الناتو وهو ما تعززه شواهد مثل تأكيد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ دعم الناتو للتحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، ضد تنظيم "داعش" في سوريا والعراق. والموقف الأميركي المدفوع دفعا للتصعيد مع الروس والايرانيين من الداخل ومن الناتو والاتحاد الأوروبي لا يجب الاستهانة به.. مؤتمر ميونيخ للأمن كان كاشفاً للنوايا والاصطفافات ولعل أبرز ما فيه هو انه كشف وجود ادارات امريكية متعددة تكشف المأزق الاميركي وهو مأزق خطير ريما يدفع اميركا للتهور. الأخطر من ذلك هو تصاعد التقارير وتكثيفها حول نية إنشاء حلف عربي (من الاعتدال الأميركي) / صهيوني على غرار الناتو لمواجهة إيران، ولا نظن أن هناك هدفًا أو جدوى من ورائه فعلياً الا الإعلان عن وفاة القضية الفلسطينية عبر استبدال العدو الرئيس للامة واستنزاف المقاومة للصهاينة والتطبيع الفعلي على أعلى مستوى ممكن عبر التحالف، ناهيك عن تقسيم الوجدان العربي والمجتمعات العربية عبر النعرات الطائفية! هناك رمانة ميزان بالإقليم تستطيع قلب الأمور والتحالفات إن مارست دورها المأمول منها وهي مصر. ففي اي اتجاه ستسير مصر؟ هل ستسير الى دورها المأمول أم ستنحرف عنه؟  

المصدر : إيهاب شوقي / العهد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة