دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
قال سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله :”إن الانتصارات العسكرية في سورية وآخرها انتصار حلب فتح الباب أمام مصالحات داخلية في مساحة كبيرة من سورية، وحوّل بعض المناطق في سورية إلى مناطق آمنة، بعض المدن فيها الوضع جيّد وهذه مشاهدات وليست مجرد أخبار، وفي لبنان كل اللبنانيين مضغوطين من ملف النازحين ومن واجبنا التعاطي معه بإنسانية بمعزل عن المخاوف ،بعيداً عن السياسة وعن أي استغلال، الخيار المناسب هو التعاون من موقع الإقناع لعودة النازحين إلى مدنهم وقراهم وبيوتهم،ويجب أن تخرج الحكومة اللبنانية من المكابرة وان تتحدث مع الحكومة السورية لمعالجة ملف النازحين الإنساني”.
وأضاف سماحته “يتم اتهامنا بإحداث تغييرات ديموغرافية في سورية وهي أكاذيب من الفضائيات العربية الداعمة للتكفيريين”.
وتابع :” نحن كحزب الله لدينا علاقات مع الدولة السورية لذا نحن حاضرون لخدمة الحكومة اللبنانية لمساعدتها للتواصل مع النظام السوري”.
واكد سماحته أن حزب الله يؤيد ويساند بقوة أي وقف لإطلاق النار في سورية يُتفق عليه،وأضاف:”الانتصار الكبير في حلب كانت له تداعيات سياسية وأمنية كبيرة جداً، وبات واضحاً أن المسار العام في سورية أصبح مختلفاً عن السنوات الستة التي سبقت، بعد أن كانت سورية في خطر سقوط الدولة، وسورية كانت تحت خطر سيطرة الجماعات المسلحة والإرهابية وتم دفع هذا الخطر، واليوم اغلب سيطرة داعش على صحراء”.
وتابع :”الدول والمحاور التي صنعت الجماعات التكفيرية والتي دعمت هذه الجماعات يئست من إمكانية تنفيذ أهدافها في سورية، الموقف التركي مثلاً اليوم تجاه داعش والكل يعلم أن الدولة التركية كانت داعماً قوياً لداعش وأمّنت السيولة المالية وفتحت البوابات للصواريخ، واليوم ندمت على ما فعلته لداعش لأنها ردت الجميل لتركيا بعمليات إرهابية داخل الحدود التركية، واليوم تركيا تقاتل داعش في مدينة الباب وستقاتلها في الرقة مستقبلاً”، وفي الموقف الأميركي ترامب يقول أن أولويته الآن في سورية هي الحرب على داعش، والأوروبيون يتحدثون عن رغبتهم الجدية بمقاتلة الإرهاب في سورية، كل هذا يعني أن العالم والدول التي يعتبرها البعض حجة إلهية أتت لتقاتل اليوم من خرجنا لمقاتلته منذ 6 سنوات .
وفي الشأن اللبناني،قال سماحته إننا ننعم بالاستقرار السياسي والأمني ومازال هذا الاستقرار قائماً رغم الخلاف على قانون الانتخاب، الاستحقاق الأهم اليوم هو الانتخابات النيابية ولدينا إرادة بعدم التمديد وإجراء الانتخابات وهذا الإجماع بالظاهر ولا ندري ما يوجد في القلوب، وبما يخص قانون الانتخاب نحن في حزب الله واضحون مع حركة أمل ومع التيار الوطني الحر ومع كل حلفائنا في 8 آذار نحن مع النسبية، ونحاول البحث جدياً عن قانون عادل يتيح للجميع التمثيل في المجلس النيابي دون إلغاء احد، القانون الأكثري هو قانون الغائي، مثلاً في دائرة انتخابية أي لائحة تحصل على 50% زائد واحد تحصل على كل شيء، هناك شخصيات وازنة في البلد لكن ملغاة منذ فترة طويلة بسبب القانون الأكثري .
وأضاف سماحته أن:” القانون النسبي بطبيعته ليس إلغائياً بل يعطي لكل ذي حق حقه، وأتعجب ممن يقول أن النسبية تقصيهم وتلغيهم، وللدروز أقول إن النسبية لا تلغيهم ولا تلغي التقدمي الاشتراكي أو المستقبل، ونحن حريصون على عدم إلغاء أي بيت سياسي أو حزب بل ندعو إلى العدالة في التمثيل ، لذا بدل تضييع الوقت وعدم النقاش الجدي وبدل الوصول للحظة الاستحقاق والذهاب إلى المجهول وتعريض الوطن للخطر، فلنذهب إلى البحث عن قانون ، نحن لا نغلق الأبواب ومنفتحون على أي اقتراح أو نقاش يؤدي إلى انتخاب وفق قانون جديد”.
وفي الأمن الداخلي قال سماحته :”عندما نتطلع حولنا في العالم وجوارنا الملتهب وعدونا المتربص بنا، نرى أن الأمن والاستقرار في البلد نعمة كبيرة لذا يجب التمسك بها والحفاظ على هذا الاستقرار وعدم الاستهتار بالموضوع الأمني وان لا يغامر احد في الموضوع الأمني، علينا أن نشكر وننوه على عمل القوى الأمنية والجيش اللبناني وقيادته”.
وأضاف :”على الدولة أن تتحمل مسؤوليتها بشكل فعال بالنسبة للوضع الأمني في البقاع،يجب أن يكون هناك إنماء في البقاع إضافة إلى بعض الاعفاءات وفق القانون”.
وفي موضوع الموازنة العامة، الوزراء سيناقشون التفاصيل، وأريد تثبيت مبدأ رفض أي ضرائب جديدة أو رسوم جديدة تطال العائلات الفقيرة في لبنان أي اغلب الشعب اللبناني، ويجب البحث عن مداخيل معروفة عبر وقف التلزيمات المشبوهة والسرقات والإنفاق الذي لا معنى له، الأمر يحتاج إلى قرار سياسي شجاع نوفر عبره الكثير من النفقات والهدر ونمنع الفساد”.
وفي موضوع مجيء ترامب إلى البيت الأبيض اعتبر السيد” أن ترامب كشف الوجه الحقيقي للإدارة الأميركية البشعة والظالمة والعنصرية ونشكره على ذلك، ومن أول وصوله أظهر حقيقة الإدارة ، والخوف انتهى منذ زمن لدينا، في 1982 كنا قلة و “اسرائيل” كانت تحتل نصف لبنان إضافة لقوات متعددة الجنسيات وأساطيل في البحر، كنا قلة حينها ولم نخف ولم نقلق ولم نضطرب وجاء جورج بوش بالجيوش فيما بعد وحاربنا ولم نخف وكنا على ثقة من نصر الله الذي وعدنا به الله، والنصر حليفنا في 1985 و2000 و 2006 ويتحقق اليوم في سورية والعراق واليمن ولا ترامب ولا غيره من كل هؤلاء العنصريين يمسّوا بإيمان طفل من أطفالنا وشيوخنا ونحن لسنا قلقين بل متفائلين لأن من يسكن في البيت الأبيض أحمق وهذا بداية الفرج”.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة