عند كل حدث تمر به الساحة السورية بما خص الجماعات المسلحة، تتصاعد لغة التخوين بين الفصائل، ما يعكس حالة الإستقطاب الحاد الذي يكاد أن يتفجر، لولا أن مصالح الداعمين، تريد عدم الصدام فيما بينهم، أقلها في المرحلة الحالية.

 

استهداف طائرات مجهولة حتى الآن مقرات جبهة النصرة في منطقة سرمدا بريف حلب الشمالي، رفع مستوى التخوين إلى مستويات جديدة، خصوصاً مع اتهام حسابات مقربة من جبهة النصرة على مواقع التواصل الاجتماعي، الموقعين على الهدنة، بإعطاء روسيا وأميركا خرائط لمواقع الجبهة.

 

إتهام قد يدفع بالنصرة إلى شن معارك جديدة ضد الفصال الاخرى، تحت شعار "محاربة المفسدين" .. شعار رفعته جبهة النصرة سابقاً في اقتلاع جبهة ثوار سوريا وحركة حزم وغيرها، من ريف ادلب خلال الأعوام السابقة.

عشرات القتلى والجرحى سقطو جراء استهداف مقراً رئيسياً للنصرة في سرمدا، بحسب الإعلان الرسمي للجبهة، من دون إعطاء تفاصيل إضافية، غير أن تنسيقيات تحدثت عن ان المقر الرئيسي يحوي مكاتب فرعية، بينها أحد فروع سجن العقاب، صاحب الصيت السيء.

ونشرت تنسيقيات محسوبة على الجيش الحر أسماء معتقلين لدى جبهة النصرة قتلوا خلال الغارات، ما اعاد ملف الأسرى إلى الواجهة، والذي يقدر عددهم بالمئات، وقال مراسل قناة "الجزيرة مباشر" في ادلب علاء الدين يوسف إن الناس باتت تنتظر من النصرة عفوا عاما عن كافة السجناء لديها، فيما حمل ناشطون النصرة مسؤولية مقتل المعتقلين، وجلهم من الجيش الحر، فيما نفت تنسيقيات أن تكون منطقة الاستهداف تحوي سجناً، وأكدت أن جميع القتلى هم من جبهة النصرة.

احرار الشام التي وجهت اليها اصابع الاتهام أكثر من مرة بالتسبب بمقتل قادة من الجبهة، سارعت إلى التعزية بقتلى سرمدا، على لسان أكثر من مسؤول، أبرزهم الناطق العسكري أبو يوسف المهاجر، وقائد الحركة السابق أبو جابر الشيخ، فيما دخلت العديد من الجهات على الخط في محاولة لإحتواء الأجواء المشحونة.

المغرد المعروف صاحب حساب "شؤون استراتيجية"، قال إن استهداف مقرات النصرة لم يتوقف منذ ثلاث سنوات ولا علاقة له بالهدنة، فيما شدد المنسق العام بين االفصائل العسكرية في سوريا المدعو "عبد المنعم زين الدين"، أن اتهام فصائل الحر بإعطاء الإحدائيات فتنة في وقت عصيب، وألمح إلى أن يكون الإختراق من داخل جبهة النصرة نفسها، قائلاً إن "أشد أنواع الاختراق هو ما يكون من داخل الفصيل ذاته، حيث يكون المخترِق أكثر معرفة بتحركات القادة واجتماعاتهم وتنقلاتهم".

وتبحث جبهة النصرة عن عملاء داخلها، قاموا بوضع اشارات وعلامات على آليات وسيارات ومواكب مسؤولين الصف الاول وهي عبارة عن بصمة غير مرئية توضع على الهدف المتحرك وتقوم الطائرة المسيرة برمي الصاروخ الذي يتوجه بشكل تلقائي على هذه البصمة، وأصدرت أيضاً تعليمات جديدة تقضي باعتماد تدابير جديدة تقيد حركة القادة حتى في الخطوط الخلفية، التي تعتبر آمنة، منها تبديل سيارات المواكب والكشف الدائم عليها وتغير اتجاه حركة الموكب وعدم التجمع لاوقات طويلة، ودعت القادة إلى تغيير أرقام الهواتف واجهزة الاتصال بشكل دائم.

هذه الإجراءات تشير إلى حالة من انعدام ثقة القادة بالعناصر، بعدما فقد العناصر الثقة بالقادة جراء الهزائم الميدانية المتتالية، وارتفاع عدد القتلى في صفوفهم، وخسارتهم رفاقهم.

وياتي استهداف المقر في سرمدا، بعد ساعات على مقتل قادة من جبهة النصرة جراء غارات جوية، ومن بين القتلى مسؤولها العسكري السعودي خطاب القحطاني، والقياديات البارزان أبو عمر التركستاني، وأبو مصعب الديري، ما دفع بالعديد من التنسيقيات إلى التحدث عن قرار اتخذ بليل، وهو تصفية جبهة النصرة.

  • فريق ماسة
  • 2017-01-03
  • 14197
  • من الأرشيف

فتنة الخرائط .. هل تفجر الحرب بين النصرة والفصائل الأخرى ؟

عند كل حدث تمر به الساحة السورية بما خص الجماعات المسلحة، تتصاعد لغة التخوين بين الفصائل، ما يعكس حالة الإستقطاب الحاد الذي يكاد أن يتفجر، لولا أن مصالح الداعمين، تريد عدم الصدام فيما بينهم، أقلها في المرحلة الحالية.   استهداف طائرات مجهولة حتى الآن مقرات جبهة النصرة في منطقة سرمدا بريف حلب الشمالي، رفع مستوى التخوين إلى مستويات جديدة، خصوصاً مع اتهام حسابات مقربة من جبهة النصرة على مواقع التواصل الاجتماعي، الموقعين على الهدنة، بإعطاء روسيا وأميركا خرائط لمواقع الجبهة.   إتهام قد يدفع بالنصرة إلى شن معارك جديدة ضد الفصال الاخرى، تحت شعار "محاربة المفسدين" .. شعار رفعته جبهة النصرة سابقاً في اقتلاع جبهة ثوار سوريا وحركة حزم وغيرها، من ريف ادلب خلال الأعوام السابقة. عشرات القتلى والجرحى سقطو جراء استهداف مقراً رئيسياً للنصرة في سرمدا، بحسب الإعلان الرسمي للجبهة، من دون إعطاء تفاصيل إضافية، غير أن تنسيقيات تحدثت عن ان المقر الرئيسي يحوي مكاتب فرعية، بينها أحد فروع سجن العقاب، صاحب الصيت السيء. ونشرت تنسيقيات محسوبة على الجيش الحر أسماء معتقلين لدى جبهة النصرة قتلوا خلال الغارات، ما اعاد ملف الأسرى إلى الواجهة، والذي يقدر عددهم بالمئات، وقال مراسل قناة "الجزيرة مباشر" في ادلب علاء الدين يوسف إن الناس باتت تنتظر من النصرة عفوا عاما عن كافة السجناء لديها، فيما حمل ناشطون النصرة مسؤولية مقتل المعتقلين، وجلهم من الجيش الحر، فيما نفت تنسيقيات أن تكون منطقة الاستهداف تحوي سجناً، وأكدت أن جميع القتلى هم من جبهة النصرة. احرار الشام التي وجهت اليها اصابع الاتهام أكثر من مرة بالتسبب بمقتل قادة من الجبهة، سارعت إلى التعزية بقتلى سرمدا، على لسان أكثر من مسؤول، أبرزهم الناطق العسكري أبو يوسف المهاجر، وقائد الحركة السابق أبو جابر الشيخ، فيما دخلت العديد من الجهات على الخط في محاولة لإحتواء الأجواء المشحونة. المغرد المعروف صاحب حساب "شؤون استراتيجية"، قال إن استهداف مقرات النصرة لم يتوقف منذ ثلاث سنوات ولا علاقة له بالهدنة، فيما شدد المنسق العام بين االفصائل العسكرية في سوريا المدعو "عبد المنعم زين الدين"، أن اتهام فصائل الحر بإعطاء الإحدائيات فتنة في وقت عصيب، وألمح إلى أن يكون الإختراق من داخل جبهة النصرة نفسها، قائلاً إن "أشد أنواع الاختراق هو ما يكون من داخل الفصيل ذاته، حيث يكون المخترِق أكثر معرفة بتحركات القادة واجتماعاتهم وتنقلاتهم". وتبحث جبهة النصرة عن عملاء داخلها، قاموا بوضع اشارات وعلامات على آليات وسيارات ومواكب مسؤولين الصف الاول وهي عبارة عن بصمة غير مرئية توضع على الهدف المتحرك وتقوم الطائرة المسيرة برمي الصاروخ الذي يتوجه بشكل تلقائي على هذه البصمة، وأصدرت أيضاً تعليمات جديدة تقضي باعتماد تدابير جديدة تقيد حركة القادة حتى في الخطوط الخلفية، التي تعتبر آمنة، منها تبديل سيارات المواكب والكشف الدائم عليها وتغير اتجاه حركة الموكب وعدم التجمع لاوقات طويلة، ودعت القادة إلى تغيير أرقام الهواتف واجهزة الاتصال بشكل دائم. هذه الإجراءات تشير إلى حالة من انعدام ثقة القادة بالعناصر، بعدما فقد العناصر الثقة بالقادة جراء الهزائم الميدانية المتتالية، وارتفاع عدد القتلى في صفوفهم، وخسارتهم رفاقهم. وياتي استهداف المقر في سرمدا، بعد ساعات على مقتل قادة من جبهة النصرة جراء غارات جوية، ومن بين القتلى مسؤولها العسكري السعودي خطاب القحطاني، والقياديات البارزان أبو عمر التركستاني، وأبو مصعب الديري، ما دفع بالعديد من التنسيقيات إلى التحدث عن قرار اتخذ بليل، وهو تصفية جبهة النصرة.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة