رفض محافظ ريف دمشق علاء إبراهيم، أمس، ما يطرحه المسلحون في منطقة وادي بردى بريف دمشق الشمالي الغربي بالبقاء في المنطقة مقابل إعطاء إدارة «نبع عين الفيجة» للمؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي،

 

 وأكد أن حسم المعركة لمصلحة الجيش العربي السوري في المنطقة «بات قريباً»، كاشفاً عن وجود مسلحين في المنطقة يطالبون بدخول الجيش إلى المنطقة بهدف تسليم أنفسهم وتسوية أوضاعهم، بعدما منعهتم «جبهة النصرة» من ذلك، ومشدداً على أنه «لا توجد أي عملية «تهجير» للأهالي كما يروج المسلحون.

 

كما أكد إبراهيم، أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ ليل الخميس – الجمعة لن يؤثر سلباً على المفاوضات الجارية لإنجاز المصالحات بشكلها الكامل في العديد من مناطق ريف دمشق، موضحاً أن تلك المفاوضات تسير بشكل طبيعي وتشهد «تطوراً إيجابياً ستظهر نتائجه قريباً».

وتواصلت يوم أمس المعارك بين الجيش العربي السوري من جهة والتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة من جهة ثانية في منطقة وادي بردى، بعد أنباء وردت على صفحات موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» عن دخول الجيش إلى بلدة «عين الفيجة» مساء الأحد. وكانت الحكومة السورية اتهمت منتصف الشهر الماضي الإرهابيين والمسلحين في منطقة وادي بردى بتفجير نبع عين الفيجة وتلويثة بمادة المازوت ما أسفر عن انقطاع المياه عن العاصمة.

قال إبراهيم في رده على سؤال: إن كان الجيش سيطر على بلدة «عين الفيجة»: «رسميا لم نبلغ بشيء، والجيش يعمل حالياً وهناك عمليات عسكرية بحتة جارية، وإن شاء اللـه ستكون هناك أخبار مفرحة قريباً».

وأول من أمس كشفت مصادر على اتصال مع قيادات الميليشيات المسلحة في منطقة وادي بردى، لـ«الوطن» أن «لدى (المسلحين) مشكلة واحدة أنهم لا يريدون التهجير إلى إدلب»، بموجب مبادرة التسوية التي تطرحها الحكومة، وأوضحت المصادر، أن مقاتلي تلك التنظيمات والميليشيات «يريدون البقاء داخل المنطقة وعدم تسوية وضعهم إلا بحل شامل، ومستعدون لإعطاء إدارة «نبع عين الفيجة» للمؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي»، لافتة إلى أن ذلك قوبل «برفض حكومي».

وقال إبراهيم: «نحن لا نقبل بأن يبقي مسلح في عين الفيجة»، مشيراً إلى أنه ومنذ توليه منصبه يقوم المسلحون كل 20 يوماً أو 25 يوماً بتفجير خط مياه عين الفيجة الذي يغذي دمشق ويشترطون من أجل إصلاحه.

وبعد أن كرر رفضه بقاء مسلحين في منطقة وادي بردى، قال إبراهيم: المسلح بسلم سلاحه ويسوي وضعه أهلاً وسهلاً.. لا يسوي وضعه ويريد الخروج فليخرج.. غير ذلك ما بيمشي الحال، والجيش سيحسم الموضوع قريباً».

وأضاف: إن «جبهة النصرة تريد البقاء لأنهم سيحاربون في إدلب ويقتلون، حيث يستثنيهم اتفاق وقف إطلاق النار. وتابع: «سيرضخون في النهاية».

وشدد إبراهيم على أنه «لا مصالحة مع من يسمم المياه ويقطعها عن دمشق ولا مجال للتصالح معه، أما الآخرون الذين لا ينتمون إلى «النصرة» فسيتم تسوية وضعهم ولا مشكلة معهم».

وشدد على أن ورشات الصيانة التابعة لمؤسسة المياه جاهزة للدخول مع الجيش عندما يدخل البلدة ويسمح لهم بالدخول، الأمر الذي يتقاطع مع ما أكده مصدر مسؤول في مؤسسة المياه لـ«الوطن» أول من أمس بأن «عمالنا مستعدون للدخول مباشرة وإصلاح ما يلزم وإعادة الضخ إلى العاصمة بمجرد توافر عنصر الأمان».

وكشف محافظ ريف دمشق عن معلومات لديه برغبة بعض المسلحين دخول الجيش لتسوية أوضاعهم بعدما منعتهم «النصرة» من ذلك، وقال «لدينا معلومات كثيرة عن الراغبين بالمصالحة وهم يتحدثون معنا لكن جبهة النصرة لا تسمح لهم بذلك».

وأضاف: إن الأهالي طالبوا بالمصالحة ومسلحون أبدوا استعداداً للتسليم فهددوهم بالسلاح والقتل، وقالوا أخيراً ليس لنا إلا دخول الجيش وعندما يدخل هناك الكثيرون سيسلمون أنفسهم مباشرة».

ولفت محافظ ريف دمشق إلى أن «المواطنين خرجوا بمظاهرات ضد المسلحين ودخلوا على أحد المسلحين وقتلوه أمام زوجته وأولاده ليلاً. الأهالي لا يريدون المسلحين».

وذكر إبراهيم، أن أغلبية الأهالي المدنيين الذين كانوا في المنطقة «خرجوا إلى منطقة الروضة وقدمنا لهم كل الخدمات وسيرجعون فوراً بعد انتهاء العملية العسكرية إلى بيوتهم».

وبعد أن أشار إلى أن المسلحين يروجون إلى أنه ستجري عملية «تهجير ديمغرافي» لأهالي المنطقة، شدد إبراهيم على أنه «لا يوجد تهجير ولا أي شيء من هذا». وأضاف: «نحن والدولة مع كل مواطن شريف. من يخرج بيرجع إلى بيته وأرضه ومنطقته بعد انتهاء العملية العسكرية التي نأمل أن تنتهي خلال يومين أو ثلاثة لأن الجو هو من أعاق هذه العملية». وأكد محافظ ريف دمشق، أن «الأمور جديدة وتسير نحو الأفضل ومياه عين الفيجة ستعود».

وشهد يوم الأحد خروج المئات من النساء والأطفال وكبار السن من المنطقة إلى مناطق سيطرة الجيش العربي السوري عبر قرية الروضة وتحدث نشطاء عن أن عدد الخارجين بلغ نحو 1300 تم تأمينهم في ضاحية قدسيا والديماس.

ودخل أمس وقف إطلاق النار الذي أعلنه الجيش العربي السوري، وتم التوصل إليه في ضوء التقارب الأخير بين موسكو وأنقرة يومه الرابع.

ويستثني الاتفاق التنظيمات المصنفة «إرهابية»، وبشكل رئيسي تنظيم داعش و«جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً).

وإن كان وقف إطلاق النار يؤثر سلباً على مسار المفاوضات الجارية لانجاز المصالحات بشكلها الكامل في عدد من البلدات في ريف دمشق الجنوبي مثل يلدا وببيلا وبيت سحم، قال إبراهيم: إن «جميع المصالحات تسير و(إجراءاتها) تسير في ببيلا ويلدا بيت سحم وبيت سابر وبيت جن، وانشاء اللـه جميعها تكون آمنة وضمن مناطق المصالحات الشاملة».

وأكد محافظ ريف دمشق، أن المواطنين في بلدات ببيلا ويلدا وبيت سحم يريدون اتمام المصالحة بشكلها الكامل و«الذين يحملون سلاح من أهالي يلدا وببيلا وبيت سحم منهم من يقف في وجه داعش (الذي يتحصن مقاتلوه في مناطق قريبة منهم مثل مخيم اليرموك والحجر الأسود) وسينضمون إلى الجيش العربي السوري ويقاتلون مع الجيش داعش والنصرة».

كما أكد إبراهيم، وجود «تطور ايجابي» على مسار المصالحات في تلك البلدات، وأن «نتائجه ستظهر قريبا».

وأضاف: «أما المناطق التي يوجد فيها مقاتلون منتمون لـ«جبهة النصرة» فهم لا يريدون مصالحة ولا يسمحون لأحد بالدخول في مصالحة»، مشيراً إلى أن «النصرة» وداعش لا ينطبق عليهما وقف إطلاق النار.

وفيما يتعلق بمخيم اليرموك ومدينة الحجر الأسود التي يتحصن فيهما مقاتلون من داعش و«النصرة»، قال إبراهيم: «هناك مفاوضات لخروجهم، وهناك جهات تعمل على هذا الأمر للتوصل إلى اتفاق نهائي يفضي إلى خروجهم إلى خارج المنطقة بالكامل».

  • فريق ماسة
  • 2017-01-02
  • 15599
  • من الأرشيف

وادي بردى ...لامصالحة مع «النصرة».. والحسم قريب.. ومسلحون ينتظرون دخول الجيش لتسليم أنفسهم

رفض محافظ ريف دمشق علاء إبراهيم، أمس، ما يطرحه المسلحون في منطقة وادي بردى بريف دمشق الشمالي الغربي بالبقاء في المنطقة مقابل إعطاء إدارة «نبع عين الفيجة» للمؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي،    وأكد أن حسم المعركة لمصلحة الجيش العربي السوري في المنطقة «بات قريباً»، كاشفاً عن وجود مسلحين في المنطقة يطالبون بدخول الجيش إلى المنطقة بهدف تسليم أنفسهم وتسوية أوضاعهم، بعدما منعهتم «جبهة النصرة» من ذلك، ومشدداً على أنه «لا توجد أي عملية «تهجير» للأهالي كما يروج المسلحون.   كما أكد إبراهيم، أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ ليل الخميس – الجمعة لن يؤثر سلباً على المفاوضات الجارية لإنجاز المصالحات بشكلها الكامل في العديد من مناطق ريف دمشق، موضحاً أن تلك المفاوضات تسير بشكل طبيعي وتشهد «تطوراً إيجابياً ستظهر نتائجه قريباً». وتواصلت يوم أمس المعارك بين الجيش العربي السوري من جهة والتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة من جهة ثانية في منطقة وادي بردى، بعد أنباء وردت على صفحات موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» عن دخول الجيش إلى بلدة «عين الفيجة» مساء الأحد. وكانت الحكومة السورية اتهمت منتصف الشهر الماضي الإرهابيين والمسلحين في منطقة وادي بردى بتفجير نبع عين الفيجة وتلويثة بمادة المازوت ما أسفر عن انقطاع المياه عن العاصمة. قال إبراهيم في رده على سؤال: إن كان الجيش سيطر على بلدة «عين الفيجة»: «رسميا لم نبلغ بشيء، والجيش يعمل حالياً وهناك عمليات عسكرية بحتة جارية، وإن شاء اللـه ستكون هناك أخبار مفرحة قريباً». وأول من أمس كشفت مصادر على اتصال مع قيادات الميليشيات المسلحة في منطقة وادي بردى، لـ«الوطن» أن «لدى (المسلحين) مشكلة واحدة أنهم لا يريدون التهجير إلى إدلب»، بموجب مبادرة التسوية التي تطرحها الحكومة، وأوضحت المصادر، أن مقاتلي تلك التنظيمات والميليشيات «يريدون البقاء داخل المنطقة وعدم تسوية وضعهم إلا بحل شامل، ومستعدون لإعطاء إدارة «نبع عين الفيجة» للمؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي»، لافتة إلى أن ذلك قوبل «برفض حكومي». وقال إبراهيم: «نحن لا نقبل بأن يبقي مسلح في عين الفيجة»، مشيراً إلى أنه ومنذ توليه منصبه يقوم المسلحون كل 20 يوماً أو 25 يوماً بتفجير خط مياه عين الفيجة الذي يغذي دمشق ويشترطون من أجل إصلاحه. وبعد أن كرر رفضه بقاء مسلحين في منطقة وادي بردى، قال إبراهيم: المسلح بسلم سلاحه ويسوي وضعه أهلاً وسهلاً.. لا يسوي وضعه ويريد الخروج فليخرج.. غير ذلك ما بيمشي الحال، والجيش سيحسم الموضوع قريباً». وأضاف: إن «جبهة النصرة تريد البقاء لأنهم سيحاربون في إدلب ويقتلون، حيث يستثنيهم اتفاق وقف إطلاق النار. وتابع: «سيرضخون في النهاية». وشدد إبراهيم على أنه «لا مصالحة مع من يسمم المياه ويقطعها عن دمشق ولا مجال للتصالح معه، أما الآخرون الذين لا ينتمون إلى «النصرة» فسيتم تسوية وضعهم ولا مشكلة معهم». وشدد على أن ورشات الصيانة التابعة لمؤسسة المياه جاهزة للدخول مع الجيش عندما يدخل البلدة ويسمح لهم بالدخول، الأمر الذي يتقاطع مع ما أكده مصدر مسؤول في مؤسسة المياه لـ«الوطن» أول من أمس بأن «عمالنا مستعدون للدخول مباشرة وإصلاح ما يلزم وإعادة الضخ إلى العاصمة بمجرد توافر عنصر الأمان». وكشف محافظ ريف دمشق عن معلومات لديه برغبة بعض المسلحين دخول الجيش لتسوية أوضاعهم بعدما منعتهم «النصرة» من ذلك، وقال «لدينا معلومات كثيرة عن الراغبين بالمصالحة وهم يتحدثون معنا لكن جبهة النصرة لا تسمح لهم بذلك». وأضاف: إن الأهالي طالبوا بالمصالحة ومسلحون أبدوا استعداداً للتسليم فهددوهم بالسلاح والقتل، وقالوا أخيراً ليس لنا إلا دخول الجيش وعندما يدخل هناك الكثيرون سيسلمون أنفسهم مباشرة». ولفت محافظ ريف دمشق إلى أن «المواطنين خرجوا بمظاهرات ضد المسلحين ودخلوا على أحد المسلحين وقتلوه أمام زوجته وأولاده ليلاً. الأهالي لا يريدون المسلحين». وذكر إبراهيم، أن أغلبية الأهالي المدنيين الذين كانوا في المنطقة «خرجوا إلى منطقة الروضة وقدمنا لهم كل الخدمات وسيرجعون فوراً بعد انتهاء العملية العسكرية إلى بيوتهم». وبعد أن أشار إلى أن المسلحين يروجون إلى أنه ستجري عملية «تهجير ديمغرافي» لأهالي المنطقة، شدد إبراهيم على أنه «لا يوجد تهجير ولا أي شيء من هذا». وأضاف: «نحن والدولة مع كل مواطن شريف. من يخرج بيرجع إلى بيته وأرضه ومنطقته بعد انتهاء العملية العسكرية التي نأمل أن تنتهي خلال يومين أو ثلاثة لأن الجو هو من أعاق هذه العملية». وأكد محافظ ريف دمشق، أن «الأمور جديدة وتسير نحو الأفضل ومياه عين الفيجة ستعود». وشهد يوم الأحد خروج المئات من النساء والأطفال وكبار السن من المنطقة إلى مناطق سيطرة الجيش العربي السوري عبر قرية الروضة وتحدث نشطاء عن أن عدد الخارجين بلغ نحو 1300 تم تأمينهم في ضاحية قدسيا والديماس. ودخل أمس وقف إطلاق النار الذي أعلنه الجيش العربي السوري، وتم التوصل إليه في ضوء التقارب الأخير بين موسكو وأنقرة يومه الرابع. ويستثني الاتفاق التنظيمات المصنفة «إرهابية»، وبشكل رئيسي تنظيم داعش و«جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً). وإن كان وقف إطلاق النار يؤثر سلباً على مسار المفاوضات الجارية لانجاز المصالحات بشكلها الكامل في عدد من البلدات في ريف دمشق الجنوبي مثل يلدا وببيلا وبيت سحم، قال إبراهيم: إن «جميع المصالحات تسير و(إجراءاتها) تسير في ببيلا ويلدا بيت سحم وبيت سابر وبيت جن، وانشاء اللـه جميعها تكون آمنة وضمن مناطق المصالحات الشاملة». وأكد محافظ ريف دمشق، أن المواطنين في بلدات ببيلا ويلدا وبيت سحم يريدون اتمام المصالحة بشكلها الكامل و«الذين يحملون سلاح من أهالي يلدا وببيلا وبيت سحم منهم من يقف في وجه داعش (الذي يتحصن مقاتلوه في مناطق قريبة منهم مثل مخيم اليرموك والحجر الأسود) وسينضمون إلى الجيش العربي السوري ويقاتلون مع الجيش داعش والنصرة». كما أكد إبراهيم، وجود «تطور ايجابي» على مسار المصالحات في تلك البلدات، وأن «نتائجه ستظهر قريبا». وأضاف: «أما المناطق التي يوجد فيها مقاتلون منتمون لـ«جبهة النصرة» فهم لا يريدون مصالحة ولا يسمحون لأحد بالدخول في مصالحة»، مشيراً إلى أن «النصرة» وداعش لا ينطبق عليهما وقف إطلاق النار. وفيما يتعلق بمخيم اليرموك ومدينة الحجر الأسود التي يتحصن فيهما مقاتلون من داعش و«النصرة»، قال إبراهيم: «هناك مفاوضات لخروجهم، وهناك جهات تعمل على هذا الأمر للتوصل إلى اتفاق نهائي يفضي إلى خروجهم إلى خارج المنطقة بالكامل».

المصدر : الماسة السورية/ الوطن


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة