لم يكن إغلاق جريدة السفير اللبنانية مؤخرا سوى إعلان بدء الموت غير الرحيم للصحافة الورقية اللبنانية بعد مقتل ممولهما الرئسيين الراحلين صدام حسين ومعمر القذافي من جهة وتخلي دول الخليج عن مدّ هذه الصحافة بالمال العيني أو الإعلانات التجارية من جهة أخرى!

في نهاية ستينات القرن الماضي استقبل الرئيس اللبناني شارل حلو رؤساء تحرير الصحف اللبنانية بعبارة تحمل من الجد أكثر بكثير من المزاح : أهلا بممثلي الدول العربية في لبنان !!!

لقد كانت الصحافة اللبنانية منذ صدورها تتلقى الدعم المالي من دول عربية لتتحول سريعا إلى ناطق رسمي باسمها ، بل أن صحيفة الحياة التي كان يملكها كامل مروة قبل ان يشتريها السعوديون لم تكن أكثر من بوق لآل سعود وكان شغلها الشاغل مهاجمة الرئيس جمال عبد الناصر والرد "السعودي" على مقالات الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل الأسبوعية في جريدة الأهرام !

ولم يكن يحتاج الأمر إلى ذكاء لاكتشاف تابعية الصحف اللبنانية لهذا أو ذاك النظام !

حتى الصحف اللبنانية التي اشتهرت بدعمها لفلسطين والمقاومة انفضح أمرها مع بدء الحرب على سورية فأسرعت بدعم "الثوار" ضد النظام الإستبدادي وهذا مافعلته السفير التي كانت تزعم انها تدعم دول الممانعة بقيادة سورية !!

وفتحت هذه الصحف أبوابها لكل من يرغب بتدبيج المقالات ضد سورية ، ولم تعدل موقفها إلا بعد أن قرر حزب الله القتال مع الجيش السوري جنبا إلى جنب ضد الإرهابيين !

لاندري أسباب إغلاق جريدة السفير .. هل هو بسبب مادي أم لأسباب شخصية بصاحبها كما كتبت صحيفة الأخبار اللبنانية !!

مهما يكن من أمر فإن الصحافة اللبنانية "تيتمت" بعد غياب الداعمين الرئيسيين أمثال صدام حسين ومعمر القذافي وانكفاء دول الخليج عن تمويلها !!

وهذا يؤكد ماقاله الرئيس اللبناني الراحل شارل حلو بأن رؤساء الصحف اللبنانية ليسوا أكثر من ناطقين إعلاميين باسم الأنظمة والممالك العربية !!

كانوا كذلك وسيظلون كذلك حتى إغلاق صحفهم الورقية !!

البداية كانت مع السفير .. والحبل على الجرار !!

  • فريق ماسة
  • 2017-01-01
  • 9529
  • من الأرشيف

الصحافة اللبنانية "تيتمت" بعد إعدام صدام والقذافي !!..الراحل شارل حلو لرؤساء التحرير: أهلا بممثلي الدول العربية في لبنان !!!

لم يكن إغلاق جريدة السفير اللبنانية مؤخرا سوى إعلان بدء الموت غير الرحيم للصحافة الورقية اللبنانية بعد مقتل ممولهما الرئسيين الراحلين صدام حسين ومعمر القذافي من جهة وتخلي دول الخليج عن مدّ هذه الصحافة بالمال العيني أو الإعلانات التجارية من جهة أخرى! في نهاية ستينات القرن الماضي استقبل الرئيس اللبناني شارل حلو رؤساء تحرير الصحف اللبنانية بعبارة تحمل من الجد أكثر بكثير من المزاح : أهلا بممثلي الدول العربية في لبنان !!! لقد كانت الصحافة اللبنانية منذ صدورها تتلقى الدعم المالي من دول عربية لتتحول سريعا إلى ناطق رسمي باسمها ، بل أن صحيفة الحياة التي كان يملكها كامل مروة قبل ان يشتريها السعوديون لم تكن أكثر من بوق لآل سعود وكان شغلها الشاغل مهاجمة الرئيس جمال عبد الناصر والرد "السعودي" على مقالات الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل الأسبوعية في جريدة الأهرام ! ولم يكن يحتاج الأمر إلى ذكاء لاكتشاف تابعية الصحف اللبنانية لهذا أو ذاك النظام ! حتى الصحف اللبنانية التي اشتهرت بدعمها لفلسطين والمقاومة انفضح أمرها مع بدء الحرب على سورية فأسرعت بدعم "الثوار" ضد النظام الإستبدادي وهذا مافعلته السفير التي كانت تزعم انها تدعم دول الممانعة بقيادة سورية !! وفتحت هذه الصحف أبوابها لكل من يرغب بتدبيج المقالات ضد سورية ، ولم تعدل موقفها إلا بعد أن قرر حزب الله القتال مع الجيش السوري جنبا إلى جنب ضد الإرهابيين ! لاندري أسباب إغلاق جريدة السفير .. هل هو بسبب مادي أم لأسباب شخصية بصاحبها كما كتبت صحيفة الأخبار اللبنانية !! مهما يكن من أمر فإن الصحافة اللبنانية "تيتمت" بعد غياب الداعمين الرئيسيين أمثال صدام حسين ومعمر القذافي وانكفاء دول الخليج عن تمويلها !! وهذا يؤكد ماقاله الرئيس اللبناني الراحل شارل حلو بأن رؤساء الصحف اللبنانية ليسوا أكثر من ناطقين إعلاميين باسم الأنظمة والممالك العربية !! كانوا كذلك وسيظلون كذلك حتى إغلاق صحفهم الورقية !! البداية كانت مع السفير .. والحبل على الجرار !!

المصدر : الماسة السورية/علي عبود


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة